أيمن عبد القوى الأعلامى مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 2865 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8470 ترشيحات : 32
| موضوع: الخرساء والحب 29/4/2008, 15:55 | |
| يشرفني أن أتقدم لكم بمحاولتي القصصية الواقعية مع تغيير طفيف جداً في الأحداث لخدمة الحبكة القصصية والأسماء الموجودة لا صلة لها من قريب أو بعيد بالواقع وهي مختلفة تماماً عن أسماء الشخصيات الحقيقية .
=============
امتدت يدي إلى القلم . فهو لساني الذي أتكلم معكم به . كلمات مكتوبة .
مجرد رموز . زرقاء . أو سوداء . على وريقات. لتروها ثم بعدها أرى
شفاهكم تتحرك . تعلمت في مدرستي أن هناك أشياء تسمى أصوات .
تسمعونها أنتم . أما أنا فلا أعرف لونها , هل هي زرقاء أو حمراء . أم
صفراء . لا يراها بأذنيه من هو مثلي . فأنا خرساء . كتب علي أن أولد
هكذا . وبينكم أشعر بالفراغ . تشيرون لي بإشارات ليس لها معنى .
إشارات بلهاء . لا أجد نفسي إلا في مجتمعي .
مدرستي بين الأصدقاء . فحالهم مثل حالي . الاسم ؟ لا يهم . فكل منا
مجرد إشارة . هي اسمه . هي عنوانه . وبلغة الإشارات . نضحك . نلعب
نتسامر سوياً . معلمتنا هي الأستاذة (إيمان ) فهي المحبوبة الأولى إلينا
. تعلمنا اللغة العربية دون نرى صوتها الذي نشتاق إليه . وهي كل شئ
لي أنا على الأقل في المدرسة . أنا الآن في الصف الثالث الإعدادي .
أصبحت كبيرة . وصرت جميلة . كما أرى
في نظرات الرجال والأولاد . وكذلك صديقاتي يمتدحون جمالي كثيراً
وخصوصاً صاحبتنا ( رحمة) فهي تتقرب مني بطريقة غريبة . قلبي
ينفر منها . أحاول قدر الإمكان الابتعاد عنها . فهي غير مريحة على
الإطلاق . المهم نسيت أن أعرفكم على صديقتي الصدوقة ( ريهام ) .
هي أغلى صديقة عندي حتى ظهر هو في
حياتي . استقطع لنفسه أغلب مساحة قلبي . ترك لكل الناس قليل منه .
أرى أحدكم يسأل من هذا الذي قام باحتلال قلبي الصغير . أنه
الكابتن (أمين) مدرس التربية الرياضية للأولاد . كان صغير السن .
منتهى الحزم مع الأولاد . محبوب منهم جداً . تعلم لغتنا بسرعة . كان
كثيراً ما يمازحهم . ويمازحنا نحن أيضاً . كنا
نحترمه . ونهابه . ونحبه أيضاً . فهو الذي يقود طابور الصباح .
ومنتصف النهار . عندما لا أراه في الطابور . أتلفت حولي . أبحث عنه .
وأعرف بعدها أنه غائب هذا اليوم . يمر اليوم الدراسي دون أن أستوعب
من دروسي شئ . فأنا قلقة جداً عليه . وأرجع لمنزلي مهرولة لأنام
بسرعة . فهو دائماً له موعد ثابت في أحلامي
. وكثيراً يكون مثلي لا يتكلم في أحلامي . يكون حاله مثل حالي . يأخذني
في رحلات وردية . في البساتين . بين الزهور . أتركه يمسك بيدي .
يساعدني لأتخطى جداول الماء . يده دافئة جداً . ويداي دائماً كانت
باردتان . مرتعشتان . لكنى أعشق هذه
الرعشة . حكيت لصديقتي (ريهام ) عن هذه الأحلام . وأخبرتها أيضاً
بأني عندما أشم عطره أكاد أفقد الوعي . أقف بصعوبة على قدمي . أريد
أن أرتمي في أحضانه لأملأ رئتاي بهذا العطر . فأشارت (ريهام) ناحيتي
بالإبهام ثم مررت إصبعها على رقبتها . تقصد بأن تقول لي إنني أحبه ؟
أشرت لها بأنني لا أحبه ( وكنت أعلم أني أكذب عليها ) ولكن قلت
لنفسي ما فائدة الاعتراف بحبه . فهو يسمع .
يتكلم يعيش في مجتمع الأسوياء . حتى جاء يوم كان أجمل أيام
حياتي . عندما أشار لي الأستاذ( سمير ) مدرس التربية الفنية بأن آتي
إليه في حجرة النشاط الفني وعندما دخلت إليه لم أجد أحداً . وبدأ يشير
إلي بأنه يحبني . فزعت منه كثيراً . حاولت الجري لكنه أمسك بي
يجذبني إلى الداخل حاولت إصدار ما تسمونه
أصوات لكنه أطبق بيده الأخرى على فمي . وتحول إلى حيوان . عيناه
كالشيطان . يده تبحث عن أشياء على ما يبدو أنها قد فقدت منه . ولم
أدري إلا وهو ملقى على الأرض . كدت أن أسقط معه . دموعي تكاد
تحجب عني الرؤية . رأيته بصعوبة . الكابتن أمين يجسم على صدره .
يكيل له الصفعات واللكمات . ثم وقف
وبصق عليه . على ما يبدو أنه يكيل له السباب أيضا . ولم أدرى إلا وأنا
أرتمي في أحضان (الكابتن أمين) . ليحميني من هذا الوحش لو قام من
رقدته هذه . آه أحسست بالدفئ بالحنان . أني أملأ رئتاي بعطره الذي
أمتزج بدموعي التي جرت كالنهر على صدره . ولكنه بدأ يخلعني برفق
من داخل صدره . لماذا تنزعني هكذا؟ فأنا أريد أن يتوقف الزمن إلى آخر
الزمان حتى أبقى في أحضانك طول حياتي . أو حتى بعد مماتي . وهنا
دخل عم ( مفرح ) العامل بالمدرسة وعلى ما يبدو أن ( كابتن
أمين) حكى له سريعاً لأني وجدت ( عم مفرح ) يبصق على الأستاذ
سمير الملقى على الأرض . أما أنا فكنت أريد أن أشكر الأستاذ ( سمير)
لأنه هو من وضعني هكذا في أحضان من أحب . وأخذني إلى الأستاذة
(إيمان) وتكلم معها وتركنا وخرج . وهنا أخذت تهدئ من روعي . وأنا
لست معها . فأنا تأكدت من أن الكابتن يحبني كثيراً . فعلامات الغضب
كانت ظاهرة عليه وهو يضرب هذا الوغد .
يحاربه كمن يدافع عن شئ عزيز عليه.عن عرضه . أه ... أبشر يا
قلبي فأنا قد تأكدت الآن من حبه لي . مرت أيام وأيام واختفى
الأستاذ(سمير) من المدرسة وقد علمت أنه تم نقله عقاباً له . وأنا يومياً
أبحث الكابتن كلما سنحت لي الظروف بين الحصص وغالباً ما كنت
أعثر عليه عند الأستاذة ( أيمان ) . من المؤكد يحكي لها عن حبه لي .
أهرول إليه . قلبي الصغير يسبقني . روحي تبحث عنه . يبتسم في
وجهي كابتسامات القمر . يربت على كتفي . يتكلم مع الأستاذة ( أيمان )
ويشير إلي . تبتسم هي بدورها . وتربت علي وتقبلني . أه ... على ما
يبدو أنها تبارك حبه لي . أني أحبك يا أستاذة . فكم أنتي جميلة وطيبة .
إذاً لماذا لا يصارحني بحبه . أو حتى أنت يا أستاذة (إيمان) . أنا أيضاً
أحبه . فليتأكد كل العالم من ذلك . فأنا متشوقة لهذا اليوم . وحيائي
يمنعني من أن أبادره . أو حتى أحكي لك يا أستاذة (إيمان) . وفي أحد
الأيام في طابور الصباح تنحى محبوبي ومعشوق قلبي وروحي
الكابتن جانباً ليفسح للأستاذة (إيمان) وبدأت تشير إلينا
لتخبرنا بأن زفافها اليوم في قاعة أفراح ( الأمراء) بالدور الثالث وهي
تدعونا لحضور الزفاف . تركنا الطابور وجرينا إليها وأخذنا نقبلها فهي
المحبوبة إلينا . يفرحنا ما يفرحها . وفي المساء لبست أجمل ما عندي
وتعطرت بعطري . ليمتزج عطرانا . ويتطاير بين المدعوين . ليعلن عن
قصة حب وردية . حكاية قلب يعشق كل عطور العالم في
هذا اليوم . فهو من المؤكد سيكون موجداً هناك . وصلت القاعة وجدت
(ريهام) تنتظرني في مدخل القاعة . سألتها عن محبوبي فأني أشم
رائحته لكني لا أراه . فأنا قصيرة بالنسبة لهذه
الأجساد التي تسد علي الرؤية . لمحت دمعة شاردة تتدحرج من عيناي
(ريهام) سألتها عن سبب هذا . لم تجب . لكنها احتضنتني وقد أرحمر
وجهها من البكاء . وأنا في حيرة من أمري وأمرها في نفس الوقت . لمحت
كرسي بجوار النافذة لا يجلس عليه أحد . تخلصت من بين يدي (ريهام )
وهرولت نحوه لأقف عليه وهى تجري ورائي وتحاول أن تجذبني بقوة
قمت بدفعها بعيداً عني . فهناك شئ لا أعرفه .هل هو موجود . أم لم
يحضر . ولماذا تمنعني (ريهام) من البحث عنه ؟ وبدأت أتلفت عليه .
وهي تجذبني . وصلت بعيناي إلى مكان العروسين . هاهي أستاذتناً في
الثوب الأبيض . .السعادة في عينيها . ابتسامة تملأ وجهها كابتسامات
القمر . ولكن ... ولكن .... من هذا الذي بجانبها ؟ أنه حبيبي ؟ أنه
( أمين ) ؟ لا أستطع الوقوف . الدنيا تدور بي . إني أتساقط قطعة وراء
الأخرى . رأسي . يداي . قدماي . عقلي . روحي . كلهم يتساقطون إلى
هاوية الهاوية . إلى بئر أسود عميييييييق . أرى الأصوات بكل ألوان
الطيف . تأتي إلي من زمن بعييييييد . تحمل معها عطر حبيبي . شكراً
لك. يا من تذوقت معك طعم الحب |
|
أكرم عبد القوي __________
العمر : 57 عدد الرسائل : 23180 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 36942 ترشيحات : 136 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الخرساء والحب 29/4/2008, 23:01 | |
| قصة إنسانية أبدعت فيها لدرجة أنني صدقتك من فرط حبكتها |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 64 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13050 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: الخرساء والحب 7/5/2008, 18:52 | |
| ما أجمل الكلمات عندما تخرج من فمك وتكتب بيدك الكريمة لتحكى لنا قصة جميلة |
|