إلى الصحافة
رجال الصحافة هل من دواء = ليبرأ أمراض دور الشفاء
ألستم جنودا لتحموننا = إذا حل خطب وعم البلاء
هلموا بأقلامكم ضمدوا = جراح المشافى وصونوا الدماء
بنايات تشمخ فى جوفها = سلوك يثير الأسى والرثاء
فكم من مآسي مرت بنا = تغلف دوما بزيف الرداء
ذهبت أعود صديقا مريض = فعدت مريضا وحق السماء
سألت صديقى عما به = فأجشي فى لوعة بالبكاء
وقال بصوت خفيض كسير =ثلاثة أيام دون اعتناء
أتيت لهوفا إلى ههنا =وها أنا ذا كرهت البقاء
ستقبض روحي مما أرى = فخذنى صديقى لرحب الفضاء
أرى مستهينا بأرواحنا = وقوما جفتهم دواعى الإباء
أنادى بغيظى صباحا مساء = ألا من علاج ألا من دواء
أكاد أجن فأين الطبيب = يخفف يافوم بعض العناء
كأنى أنادى من فى القبور = ولا مستجيب برغم العواء
فأين الملائك يا سادتى = وعذا إذا لاح منى اجتراء
شعارت تملأ أسماعنا = وقد سطرتها أكف الرياء
أعنى رفيقى إلى منزلى = لألقى عزيزا رسول القضاء
فقلت أخفف آلامه =أما قد كفاك جلال البناء=
وتلك الحدائق من حولنا =وذاك الهواء وتلك الظباء
فأنعم فؤادك من سحرها = وأطلق عيونك عبر الفضاء
دواءك فى الصبر صبرا أخى = سترعاك حتما عيون السماء
فقال صبرت وقد مل صبرى = ولست نبيا من الأنبياء
تلفت يمينك كيما ترى = مثالا يكذب أى افتراء
فألفيت جنبى مريضا يعانى = ونذر أناته بالفناء
ينحيه فظ غليظ شديد =لوح عليه سمات الجفاء
ورأش تدلت بلا رحمة = إلى حيث يلقى طريح العراء
ويحل مرقده قادم = ليلقى العناية ممن يشاء
فهذا قريب إلى بعضهم = وذاك المواطن منهم براء
فكيف سلوذ بتحنانهم = ولسنا جميعا لديهم سواء
نشرت بصحيفة الجمهورية العدد 5837