الشاعر عبد القوى الأعلامى دراسة لقصيدة مع تلميذى .. عبير عبد القوى الأعلامى

أساتذتى الأعزاء
قراءة فى قصيدة مع تلميذى

للشاعر عبد القوى الأعلامى رحمه الله

الشاعر عبد القوى الأعلامى دراسة لقصيدة مع تلميذى .. عبير عبد القوى الأعلامى 566448

الشاعر عبد القوى الأعلامى دراسة لقصيدة مع تلميذى .. عبير عبد القوى الأعلامى 566448

بسم الله أبدأ

قصيـــــــدة مع تلميذى

سُئلـتُ فَكـدْتُ شَـقًـاءً أَذُوبْ ... كأنى بيـوم إمتحـان رهيـب

فَفِى الْفصلِ عِنْـدِي غِـلام لَـهُ... برغـم الحداثـة لـب الأريـب

يَقُولُ الغُـلاَم بِصَـوتٍ عَنيـفْ... ونبـرة حـزن ووجـه كئيـب

تَمهَّـلْ عَـنْ الشَّـرْحِ أُسْتَاذنَـا... أجبنـا لماذا نسينـا الخـطـوب

وَعَادتْ إِلينَـا صنُـوفُ الحَيـاةِ... أحقا نسينـا الفـؤاد السليـب

أَمَا كَـانَ أَوْلَـى بِهـذَا اللَّقـاءْ... لقاء مع الثأر يشفـى القلـوب

أَمَا كَـانَ أَنفْـعُ مِـنُ دَرسنَـا... دروس تعلـم فـــن الحـروب

فَقُلـتُ أَجَـلْ يَـا بُنَـيّ أَجـلْ... فلا تترك النفـس نهـب الملـل

فَإنَّـا نَسِيـرُ بِنَفْـسِ الطَْرِيـقْ... ومـا العلـم إلا سبيـل العمـل

وثق أَننَّـاَ فِـي غَـدٍ مُقدِمُـونْ... علـى الثـأر مهما يطول الأجل ؟

فكُـلّ يُجاهـدُ فِــى دَرْبــهِ... طريقــا عرفـنـاه مـنــــذ الأزل

وَجيـشُ البـلاَدِ كَفيـلٌ بِـمَـا... تريـد بنـى الأبــى البـطـل

سَيفْنَـى العِـداةَ فَكـنْ هَهُـنَـا... مع الدرس حتى تصيـر الرجـل

فَقـالَ الصَّغيـرُ لَقـدْ شَيبَتنِـى... صروف الليالى وقـد عذبتنـى

أَمنْ بِعدِ مـاضٍ تَليـدٍ تَـوارَى... تظـن الجهـاد رهينـا بسنـى

وَكمْ مِنْ كبيرٍ بِرغْـمِ المَآسِـى... تولى ضحوكـا وأمـس يغنـى

بِـلادُ العُروبَـةِ سَالـتْ دِمَاهَـا... ومـن بعـد ذاك تريـد التأنـى

وَأرضُ العُروبةِ تَبكِـى وَتبْكِـى... ونعلـن بسمتهـا فـى تجنـى

حَرامٌ علَى الحُرِّ طَعـمُ الحَيـاةَ... دع النصح والعلم دعينى وشأنى

فَقلـتُ لأَبعـثَ فِيـهِ الأْمَــان... وشيكـا سيهدأ منـك الجـنـان

قَريـبـاً نُـحـرِّرُ أَوطَـانـنَـا... ويصفو الزمان ويحلـو المكـان

هَـلُـم نُنـاقـش تعبـيـرنَـا... إلى الدرس أمسك عليك اللسـان

وَدعْ مَـا لِغَيـركَ رَهْنـاً بــهِ... فقـد لانمـارس حربـا عـوان

نُـريـدُ الـسَّـلامَ لأَوطانـنَـا... سلامـا يخفـف وطء الهـوان

هَـلُـم نُنـاقِـشُ تَعْبـيَـرنا ... الى الدرس أمسك عليك اللسـان

فَثـارَ الْغـلاَمُ الأَبـىّ الصَّغِيـرْ... وقـال كفانـا الكـلام الكثيـر

سَئِمنَا الحِوَارَ كَفَى مَـا مَضَـى... فما عـدت أسمـع دون النفيـر

أَرَى الزَّحفَ فَرضاً وَويـل لَنـاَ... إذا لـم نلـب نـداء الضميـر

وَسائِـلْ ضَميـركَ هَـلاَّ تَـرَى... دموع الحيارى السخين العزيـز

فَليتَـكَ تُبصـرُ أَهـلَ الخِـيـام... وكيـف يلظـون نـار الهجيـر

وَبَردُ الشِّتَاءِ وَجُـوع البُطـون... وعشـرون عاما ولا مـن مجـيـر

فَقُلتُ قَرِيبـاً سَيمحَـى الظَّـلامْ... ونطلق فـوق الروابـى الحمـام

ونُنْشـدُ أنشـودَةِ الظَّافِـريـنْ... فننثـأر للقـدس مهـد السـلام

فكُنْ صَابـراً مُطمئِـنَ الفُـؤاد... فإنـا جميعـا هجرنـا المنـام

وَجُرحُكَ جُرحِى وَجُرح الجَميـعْ... جرحنا بسيـف افتقـاد النظـام

وَلكِْـن أَنَــاةً أَنــاةً بَـنـى... مع الصبر نبلـغ كـل المـرام

فَقَالَ لَقدْ مزَّقَ الصَّبـرُ صَـدرِى... وهاتيك فى الكف رأرسى وعمرى

لَئنْ لَمْ أفدِى بـلادِى سَأمْضِـى... وعارى يجلل بالخـزى نحـرى

هُنَاكَ سَأَلقـى احْتَقـارَ الشَهِيـد... كما يشمئز من الجسـم قبـرى

سَـأَلـتُـكَ بِاللهِ أُسْـتَـاذَنَــا ... متى الحرب قل لى إن كنت تدرى

إِلام سَنصْبـرُ هَـلْ يَـا تُـرَى... رضينا المهانة من بعـد فخـر ؟

إِلامَ نُنَمِّـقُ عَـذبَ الْحَـدِيـث... أحاديـث تتلـى ونثـر وشعـر

فَقلـتُ بُنَـىَّ حَمتـكَ السَّمـاء... وحتمـا ستبلـغ كـل الرجـاء

ووجهت قولى للآخرين ...وماذا تقولون يا اصفياء

فَقُالُوا بِصَـوتٍ شَبيـهَ الزَّئِيـر...نلبى النداء فيحيا الفداء

فََـلا فَخـرَ وَالعَـارُ هَيَـا ِبنَـا... ليخفق فـوق الـرؤس اللـواء

وَمَـا الجَيـش إلاَّ دَليـلا لَنَـا... وفى الحرب جيش وشعب سواء

هَـلُـمّ نُجَـاهـدُ أُسـتَـاذَنَـا... لنمحـوا مـا خلـف الأعـتداء

وَقـالَ الغُـلامُ سَأَمضِـى أَنَـا... وكيـف أظـل حبيسـا هـنـا

فُـؤَادِى يَـودُّ لـقَـاءَ الْـعِـدَا... فعـود ُ الكرامـة كـل المـنـى

وكيفَ تَطيـبُ حَيـاة الجَرِيـح ؟... لئن لم تسيـروا سأمضـى أنـا

لِنمْضِ جَميعـاً صِغَـاراً كِبَـاراً... فـمـا الـيـوم إلا لأوطانـنـا

دَعُونَـا دَعُـونَـا وَأَحْقـادنَـا... تعـيـد الكـرامـة أظفـارنـا

فَـلا عَيـشَ وَالـذل هَيّـا بِنَـا... تعـيـد الكـرامـة أظفـارنـا

ويـا سَادَتـى إِنَّنِـى أَعتَـرِف... سئمنا سئمنـا دروس الغـرف

دُروسُ الأَعِـزَّة فَـوْقَ التّـلاَلْ... وبيـن الخناـدق دون التـرف

لِنُرْجِـعَ بِالـبَـأسِ أَمجَـادنَـا... فبالدم تـُروى بـذور الشـرف

وَمَـا الفَخـرُ إِلاَّ دِمَـاءَ تُـراقْ... وليست معارك بيـن الصحـف

لِنَحمـلْ جَمِيعـاً سِـلاحَ الفِـدَا... مسيرًا مسيرًا لكـى ننتصـف

وَإِلا حَيـاةً طَـواهَـا الـظَّـلاَم... وعندئذ لا يـُفـيـد الأســـف

حين نقرأ سويا هذه القصيدة نجد أن المحور الموضوعى فيها
يدور فى إيطار سياسى حمل لنا من خلاله حسا وطنيا امتزج بالبوح بالهموم التى أثقلت
فكر ووجدان الشاعر ومن هنا نجد ومضة من الأمل إن لم تكن هى كل الأمل فى ظلمة الحدث
الجلل وهو نكسة 67 وذلك الأمل هو ذلك التلميذ فتحركت لذلك نفس الشاعر أراد من خلال
الحوار أن يظهر لنا التحولات الإيجابيه التى ظهرت عقب ذلك الحدث لاننا نعلم أن فى
تلك الفتره كانت هناك تحولات سلبيه فى المجتمع إلا أن الشاعر أبى أن يهزم النفوس
بكلمات تكبل الشعب وتزيد من يأسه تثبيط العزم والهمم فبحث عن النور داخل الظلمه
.

هناك عدد من انقاط سنتناولها

أولا :الشخصيات فى القصيدة
استمد الشاعر
عبد القوى الأعلامى شخصياته فى القصيدة من خلال الواقع الذى يعيش فيه فقد أصبغ
الشخصيان صبغة مميزة وأعطى للتلميذ قدرا من الوعى السياسى وكما أضفى على الأستاذ شئ
من الديموقراطية و الحوار الحضارى والذى أعطى من خلاله مساحة للإستماع إلى التلميذ
وتبادل الحوار بينهما وأدارته له حيث يسيره إلى حوار إجابى لا حوار عقيم أو سلبى له
مردوده السئ بداخل النفس كذلك أوضح لنا أن المؤسسة العلمية قادرة على تشكيل العقول
وتصحيح المفاهيم وتوجيهها إلى وجهتها الصحيحة .

شخصية التلميذ :

لعبت دورا أساسيا فى
تلك القصيده بل هى محور القصيدة لم يكن حواره مع التلميذ تجربة ذاتية حدثت بالفعل
بل قام الشاعر بخلق لسان يتمثل فى شخصية ذلك التلميذ ليتحث بلسانه ولنستشف نحن من
خلالها عن أفكار كاتب القصيدة وميوله واتجاهاته فقد جعل للتلميذ شخصية مستقلة فلم
يصوره ضعيف الشخصية بل شجاعا رغم حداثة سنه قويا فى مواجهته أمام الأستاذ لا يرهب
الحديث فقد امتلك من الشجاعة ماتجعله يطالب وفى حسم أوقف الحديث عن الدرس وحول
مسار الحديث إلى الحديث عن الجهاد وتغير الواقع المؤلم فهى شخصية إيجابية أستطاعت
رغم حداثة السن أن تؤثر على من حولها

شخصية الأستاذ
:

اتسمت شخصية الأستاذ بالوضوح والبساطة وخلت من
التعقيد وتميزت أيضا برسوخ الفكر وثابتها إلى النهاية الحوار قادرة على استيعاب أى
مفاجأة تطرأ عليه خلال حواره مع التلاميذ وإن استوقفته من الداخل فهو قادر على
احتوائها فإن لم تكن المؤسسة التعليميه على قدر من الوعى والفطنه فى التقدير لفسد
أفكار النشئ ، استطاع الشاعر من خلال القصيدة أن يكشف لنا عن مدى تفاعله مع قضايا
المجتمع وكما أضح لنا عن البيئة التى نشأة فيها تلك الشخصيتين
.

ثانيا : أبعاد الشخصية

هناك بعد نفسى للشخصية وبعد اجتماعى وهو الذى أدى إلى ذلك الحوار
.
البعد النفسى فى القصيدة : من المعروف أن البعد النفسى يظهر لنا من خلال
الحوار والوصف فإن القصيدة كتبت بعد نكسة 1967 م وأثناء حرب الاستنزاف وهذه الفترة
كانت لها أثر نفسى على المجتمع المصرى وبالتالى انعكست على شخصيات فى القصيدة
استطاع ايضا الشاعر من خلال تلك القصيدة أن يسجل ويوثق لنا الحدث وقام بتسجيل رد الفعل الإنفعالى
لشريحة من المجتمع المصرى وذلك من خلال أن يصف حالة الحوار ورصد ردود الأفعال ويظهر
ذلك حينما وصف الحالة التى انتابت الأستاذ حين باغته التلميذ بسؤاله فيقول الشاعر

سُئلـتُ فَكـدْتُ شَـقًـــاءً أَذُوبْ ...كأنى بيـوم إمتحــان رهيـب
فَفِى الْفصلِ عِنْـدِي غِـلام لَـهُ... برغـم الحداثـة لــب الأريـب
يَقُولُ الغُـلاَم بِصَـوتٍ عَنيـفْ... ونبـرة حـزن ووجـــه كئيـب
تَمهَّـلْ عَـنْ الشَّـرْحِ أُسْتَاذنَـــا... أجبنـا لماذا نسينـا الخـطـوب

لنرى كيف وصف الأستاذ التلميذ ( الصوت العنيف – نبرة الحزن - الوجه الكئيب )
وتلك الأوصاف التى وصف بها الشاعر تلميذه ليست هى السمات المفترضة فى تلك
الفترة العمرية إنما ماحدث غير من سماته الداخلية وكان له أثره النفسى فصار صوته
ثائر وارتسم الحزن على ملامحه وأطلت الكآبة من وجهه تحولت تلك البراءة حزن عميق
وقلب كسير على وطن جريح إلا ان( لب الأريب) كما وصفه ورجاحة العقل تأبى أن يبقى
حبيسا لدرسه ولا يشارك فى نصرة وطنه

وكان البعد النفسى لدى الأستاذ : لا يقل عن التلميذ فى داخل نفسه
إلا ان موقعه كمعلم عليه أن يتوازن فى رد فعله فقد سمح للتلميذ بالحوار وفى نفس
الوقت كان فى محاولة إلى توجيهه الوجهة الصحيحة وفى أخر الحوار اعترف إلى من
يستمعون إلى حديثهم أهل النهى فيقول

ويـا سَادَتـى إِنَّنِـى أَعتَـرِف... سئمنا سئمنـا دروس الغـرف
دُروسُ الأَعِـزَّة فَـوْقَ التّـلاَلْ... وبيـن الخنادق دون التـرف
لِنُرْجِـعَ بِالـبَـأسِ أَمجَـادنَـا... فبالدم تـُروى بـذور الشـرف
وَمَـا الفَخـرُ إِلاَّ دِمَـاءَ تُـراقْ... وليست معارك بيـن الصحـف
لِنَحمـلْ جَمِيعـاً سِـلاحَ الفِـدَا... مسيرًا مسيرًا لكـى ننتصـف
وَإِلا حَيـاةً طَـواهَـا الـظَّـلاَم... وعندئذ لا يـُفـيـد الأســـف

وهنا يظهر لنا توحد ما فى وجدانهما الداخلى ولكن ما
ألزمه الصمت هو كونه معلما وموجها فعليه بالتريث فهدأ من انفعاله النفسى وصار يحاور
التلميذ فى تعقل وهدوء.

البعد الاجتماعى : إن الشاعر أخذ طبقة من المجتمع
وهما التلميذ والأستاذ يلتقيان فى مكان واحد يوميا .وعبر عنهما

ثالثا : الحورا فى القصيدة :
أقام الشاعر
القصيدة على الحوار وتعددت الأصوات فكانت ثنائيى متقاسمة بين الأستاذ و التلميذ
واستطاع أن يجعل فيه قدرا كبيرا من حرية التعبير عن الإنفعالات عند كل من هما ومن
سمات ذلك الحوار الثنائى أنه واقعى واستطاع من خلاله أن يرصد المتغيرات الفكرية
للشحصيات فكان حوار جدليا عرض به فى وضوح القضية التى أراد التعبير عنها و من خلال
ذلك الحوار نستطيع أيضا أن نقرأ معالم الشخصية فنجد الأستاذ رغم أن الإجابة
حاضرة عنده الاننا نستشعر التمهل بالتفكير قبل الرد على التلميذ حتى يستطيع احتوائه
واستطاع أيضا من خلال ذلك الحوار أن يعرض أفكاره بترابط وتجانس فى أجزائه فتسلسل
الحوار حتى وصل إلى النهاية بنفس القوة

رابعا : اللغة فى القصيدة :

استخدم الشاعر اللغة الواضحة والكلمات الجلية والتى عبرت
عن أفكار الشاعر واتجاهاته واسطاع الشاعر أن يعبر تعبرا غير مباشر
عن حواره الداخلى والتى كشف لنا بها عن وطنيته .

إن الحديث فى هذه القصيدة يطول ولا يكفينا فيها بضع سطور
ولكن فى ومضات سريعة ألقيت الضوء على بعض ما تحمله لنا

رحم الله الشاعر وأسكنه فسيح الجنان

تم بحمد الله

بقلم [/color]
عبير عبد القوى
Embarassed

أساتذتى الكرام فى انتظار أراءكم وارشادكم ومناقاشتكم

تبارك الله
بيت علم وأناء ينضح بالأدب

الله ينور عليك يا أستاذه

رحمة الله على شيخنا وأستاذنا
دراسة قيمة

» الشاعرة جليلة رضا .. عبير عبد القوى الأعلامى
» التغلغل الاسرائيلى ( فى جنوب السودان ) .. عبير عبد القوى الأعلامى
» بحث عن النزاعات الحدودية الخارجية فى الدول العربية : عبير عبد القوى الأعلامى
» شكر لمنتدى الشاعر عبد القوى الأعلامى
» ذكرى الشاعر عبد القوى الأعلامى