المدرب ناصر لي اللوغاني ( رئيس اللجنة الصينية لرياضة الووشو

فلسفة الطاقات الأربع في رياضة (( الكونغ فو ))
اللجنة الإعلامية للووشو كونغ فو:



مخالطة السفهاء والحمقى والجهال تكسبنا فن تعلم الصبر والحلم والأناة

ناصر لي اللوغاني : اتساع أفق الدراية والإدراك والوعي يعيننا على تحديد رسالتنا ورؤيتنا في الحياة


الأبعاد أو الطاقات الأربع، الدراية، الوعي والإدراك...معاني من يقرأها يظن أنه يقرأ كتاب عن الفلسفة ومن يبحث في هذه

المعاني يظنها قصص وأساطير أما من يعيها ويستوعبها بالشكل الصحيح فسيلاحظ أنها انعكست وانطبعت على شخصيته بغير

إرادته...معلومات تثير الغرابة والفضول للبحث عنها ومعرفة أسرارها وخباياها والأغرب من ذلك أن هذا الكم من المعلومات وأكثر

موجود لدى من هو خبير ومطلع ودارس وممارس للفنون القتالية بشكل عام ورياضة (( الكونغ فو )) بشكل خاص...ترى


ما الحكاية...؟!

المدرب ناصر لي اللوغاني ( رئيس اللجنة الصينية لرياضة الووشو كونغ فو )...يحدثنا في هذا اللقاء


ليوضح لنا بعضا من أسرار وخبايا رياضة (( الكونغ فو )) :


(( الروح يجب أن يتصدى لتفسيرها وتوضيحها علماء ربانيين من الأمة ))


* مامعنى كلمة (( الكونغ فو )) ؟

معنى (( الكونغ فو )) متنوع ومختلف على حسب المدرسة ومن هو واضع لفلسفتها ومفاهيمها وأسسها وقواعدها ، يلاحظ

انعكاس المعنى والمفهوم والفلسفة على جميع جوانب وأقسام رياضة (( الكونغ فو ))...مثال: معنى من أحد المعاني الذي

نستمتع بالاستفادة منه ألا وهو معنى (( وسائل ضبط الانفعال )) ، سنرى وسنلاحظ كيف أن المعنى سيؤثر على رياضة ((

الكونغ فو )) وأقسامها وكيف أنه يجعل للاعب هدف يسعى إليه عن طريق ضبط انفعالاته وجعلها تسير بالمسار المستقيم

والصحيح التي بالتالي ستصنع شخصية كاريزماتية للاعب .


* ماهي الأبعاد أو الطاقات الأربع كما تطلقون عليها بشكل عام ؟

الأبعاد أو الطاقات الأربع هي: الروح، العقل، الجسد، العاطفة...ربما تكون معينة لنا لفهم الجوانب الفلسفية لرياضة (( الكونغ

فو )) وسنعتبرها كأحد المفاتيح التي تستطيع أن تصنع لنا شخصية كاريزماتية تأثر وتتأثر إيجابيا في المجتمع وتتفاعل معه...

فلسفة الطاقات الأربع إذا أردنا أن نبسطها عن طريق القاعدة أو النظرية التالية والتي تقول :

(( إذا كانت الروح ساكنة فإن العقل يصل لمرحلة الحكمة بالتفكير حينها فقط يستطيع أن يوجه الجسد بالاتجاه الذي

يريده ))...نضيف على القاعدة أو النظرية كذلك بأن طاقة العاطفة والتي ربما تكون منسية أو لا يركز عليها أو لاتعرف لدى

ممارسي الفنون القتالية رغم أن لها أمرا جوهريا في صناعة الشخصية الكاريزماتية للاعب الفنون القتالية ، الأمر المهم أنها

تخلق الاتزان والتوازن لدى الفرد الذي يفهم معناها جيدا.


جراند ماستر / داود محمود زاده

* الآن هل لك أن تشرح لنا فلسفة الطاقات الأربع كل على حدا ؟

( الروح، العقل، الجسد، العاطفة )

سأركز على جانب العاطفة، أما العقل والجسد فارتباطهم يعتمد على حسب مفهوم المدرسة التي تمارس ويتدرب عليها لاعب

الفنون القتالية، أما الروح فموضوعها كبير وعميق وليس نحن من يتحدث بهذا الموضوع...أتمنى أن يأتي اليوم الذي تقام فيه

المؤتمرات والندوات والأمسيات والدراسات والبحوث العميقة التي تبحث في جانب الروح وعلاقتها بالفنون القتالية من الناحية

الشرعية...موضوع الروح ولا أبالغ في ذلك لو استطعنا أن نوصل معانيها الشرعية لخبراء وممارسي الفنون القتالية لغير

المسلمين فسننشر رسالة الإسلام السمحة التي لايوجد بها إكراه للدين إلى جميع أرجاء المعمورة وحينها وفي ذاك الوقت

ليقتنع من يقتنع وليظل على رأيه وفكره من هو مقتنع فيه فلا إكراه في الدخول في دين الإسلام، لا يقوم بذلك إلا علماء ربانيين

من المسلمين المؤمنين باستطاعتهم أن يقلبوا المحنة إلى منحة وأيضا علماء في الإعجاز العلمي في القرآن الكريم أما نحن

فقرآتنا لموضوع الروح لاتعدو كونها مجرد ثقافة وإطلاع لا أكثر بالإضافة إلى أننا لانستغني دائما وأبدا عن من هم أعلم منا

بالأمر...

- جانب العاطفة...تقول الحكمة: (( لن تستطيع أن تفهم الناس إلا إذا سرت بأحذيتهم ألف خطوة ))...ماذا يقصد...؟!...يقصد

بأن على الفرد قبل أن يصدر أي حكم أو فعل تجاه الآخرين فيجب عليه أن يتعاطف مع هؤلاء الناس وأن يحاول معرفة طبيعة

وقالب تفكيرهم...فلربما كانوا يريدون الخير له ولغيره وللمجتمع .


(( العالم الرباني هو من يقلب المحنة إلى منحة ))


* هل لك أن توضح وتقرب المعنى أكثر...؟!

أحد الأمور التي أحب أن أوصلها للقراء عن طاقة (( العاطفة )) هو أن يكون لنا وعي وإدراك ودراية أكبر عندما نخالط البشر

والناس الذين حول محيطنا لكي نؤثر ونتأثر بهم إيجابيا .


* وما هو الطريق لذلك...؟!

نستطيع أن نوضح ذلك عن طريق كلام (( الخليل بن أحمد الفراهيدي )) إمام اللغة والأدب وهو كلام جميل ومفيد لتنمية جانب

الدراية والوعي والإدراك للفرد...حيث يقول : (( الرجال أربعة: فرجل يدري ويدري انه يدري فذاك عالم فاسألوه ،، ورجل يدري ولا

يدري انه يدري فذاك ناس فذكروه ،، ورجل لايدري ويدري انه لايدري فذاك مسترشد فعلموه ،، ورجل لايدري ولا يدري انه

لايدري ،، فذاك جاهل فارفضوه أو فاجتنبوه((، صنف من البشر وهو الجاهل نتجنبه بالابتعاد عنه وعدم مجالسته ومخالطته،

مجالسة ومخالطة السفهاء والحمقى والجهال تكسبنا فن تعلم الصبر والحلم والأناة ، لكننا لسنا مجبورين لذلك في كل مرة إلا

وفق إرادتنا ودرايتنا ووعينا وإدراكنا للموقف والمكان والزمان الذي يصادفنا طوال مسيرتنا في الحياة.


المدرب / ناصر اللوغاني ( نائب رئيس اللجنة الكويتية لرياضة الووشو كونغ فو )

( الفشل = المحاولة )

( المحاولة = الخبرة )

( الخبرة = الإنجاز والتميز والنجاح )


هذه الدرر من كلام (( الخليل بن أحمد الفراهيدي )) بوسعنا أن نجعلها مفتاحا تعيننا على تنمية جانب الدراية والوعي والإدراك

عند مخالطتنا للبشر بجميع طبقاتهم وأصنافهم...


* ألا تعتقد بأن بعض الناس يرى في كلامك نوعا وبعضا من المثالية بالطرح فماذا تستطيع أن ترد عليهم ؟

كما ماذكرنا بأن مجالسة ومخالطة السفهاء والحمقى والجهال تنمي في ذواتنا وتكسبنا فن تعلم الصبر والحلم والأناة فكذلك

التعامل مع جميع البشر يحتاج منا الصبر والحلم والأناة ولا يكون ذلك إلا بتجربة ومعرفة الفشل الذي يؤدي بنا للمحاولة والمحاولة

تمنحنا الخبرة التي توصلنا إلى الإنجاز والتميز والنجاح وترك بصمة مؤثرة في الحياة حتى نحصل على شخصية ذات كاريزمة

مميزة وفريدة من نوعها تأثر وتتأثر إيجابيا مع المجتمع وتتفاعل معه للتنمية والازدهارلشبابنا المسلم

امين لي من الافضل ان تعيش من اجل شيئ بدل ان تموت من اجل لاشيئ


تحياتى/بروسلى الفيوم