الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 تجليات البحر والحياة

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
تجليات البحر والحياة 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : تجليات البحر والحياة 111010
العمل : تجليات البحر والحياة Unknow10
الحالة : تجليات البحر والحياة Mzboot11
نقاط : 17672
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : تجليات البحر والحياة 13156210

تجليات البحر والحياة Empty
مُساهمةموضوع: تجليات البحر والحياة   تجليات البحر والحياة I_icon_minitime8/10/2009, 05:43

تجليات البحر والحياة
قراءة في أشعار دمياطية

إبراهيم عطية

حاولت في قراءة هذه المجموعة الشعرية الكشف عن لحظة التنوير الإبداعي وصولا إلى الربط بين بعض الظواهر التعبيرية وتحليل الخطاب الشعري ومدى توافقه مع تجليات الطبيعة المكانية من خلال نظرة محايدة ، دون الدخول في دائرة التقييم ، وإنما الظاهرة الأسلوبية ومستويات توافقها مع الرؤية الكلية للشاعر ، وتواصله مع العالم القريب منه ، لينتقي مفردات معجمه مع البيئة المحيطة التي ساهمت في تشكيل وعيه وإدراكاته للحياة ، وانعكست بشكل غير مباشر على تجربته الشعرية النابعة من ثقافة مجتمعية صاغها في سياقٍ لغوى شعري .
ولا يمكن للشاعر أن يتأثر بما يدور حوله من متغيرات المجتمع ، إلا إذا اختلط وعاش مع أفراده ، وعاني ما يعانيه الشعب ، ونتيجة هذا التلاحم والانغماس في الهموم الحياتية التي جعلت الإنسان يلجأ للغناء ، باعتباره وسيلة للتفريج عن النفس ، وراح يغرد مثل الطيور لمواصلة الحياة ليصنع البهجة التي أفرزت شعراء شعبيين ، اتخذوا من لغة العوام أداة للتعبير عن الحزن والفرح داخل إيقاع موسيقي متناغم يسمح له بمواجهة واقعه في محاولة لإعادة صياغته من جديد والتغلب على مشكلاته وتجاوزها .
وقد شكلت البيئة الدمياطية عوالم عديدة في خريطة الإبداع المصري ، كونتها طبيعة المكان ، فكان للبحر حضوره من خلال مفردات ( الغربة - الصبر – النجوم – المطر – الخوف – الطوفان – السفر – الريح ....)
للوهلة الأولى توقفت أمام هذه التجارب الشعرية المتنوعة ، وبعد قراءة متأنية ، توقفت مع تجربة الشاعر " سيد الموجى " ورباعياته التي عنونها بـ (رباعيات الدنيا والإنسان ) المليئة بالحكمة وفلسفة الحياة ودلالة المعنى وشمولية الرؤية ، وكذلك تجربة " عبد العزيز حبة " وما فيها من مرارة للواقع ، ونبضات شاعرة بالأسى استمد مادتها من مشاهداته وتجاربه الحياتية بعنوان ( حمل الزمان أكبر ) ، لتستدعى تجربة " كامل الدابي " النابعة من البيئة وشكلتها الخبرة من خلال
( شوية كلام ) ، ولا يمكن أن تمر هذه الكلمات مروراً اعتباطيا ، وإنما يوجه
" السيد عامر " صرخاته المدوية إلى أبناء الوطن والشوارع الأخرى في ديوانه
( محاكمة ) ، ويؤكد على هذا الوجع " أحمد الشربيني " في ( مواسم الأحزان ) التي تدعونا إلى مقاومة الزيف في سياق متناغم يكشف عن الحزن والخوف بالتداعي الحر للموروث الشعري ، مما يجعل " محمود العباسي " يتوقف منتبها إلى ( دقات قلبي يا وطن ) ومناجاته إلي إله العرش ، والتأمل في النيل والتغني بشمس الصباح والطبيعة وحبه للرسول صلي الله عليه وسلم ، لكن
" عفت بركات " ربط العلاقة بين الأنا والأخر ومتغيرات الواقع العصيب ، تعبر عنه بنمط لغوى مفارق لتكشف ما تبقي من ( نقش له في ذاكرتي ) من تأثير عليها تستشعر الاغتراب والحزن ، وتزداد الآلام عند " سامح الحسينى " في تجربته
( انفجار الروح ) في بنية تشكيلية تتمثل الظواهر الشعرية والتأثير الإيقاعي الصوتى والدلالي لتعلو الشعرية وتهبط وفقا للتجانس والتدفقات الشعورية والتركيز على تكثيف الإيقاع ، ليكمل " صلاح بدران " سيمفونية التوحد بالتكرار الجزئي للفظ تأكيداً على المعنى في دائرة النص الكلية في ديوانه ( عزف على الوتر السادس ) ، ليصل بنا إلى لحظة التوحد مع الذات عند " سيف على بدوى " في تجربته ( ساعة العناق ) التى تتصل بالطبيعة الإنسانية تستمد وجودها من مفردات عالمها لتوسع دائرة الفضاء النصي ودلالة الرموز الثنائية لإظهار الحالة النفسية ، لتتوافق مع حالة " أحمد فوزى " في ( حصاد المنافي ) التى تعبر عن الموقف المأساوى في تجربة تميل إلى التخاطب الروحى وعزف تنويعاته على قيثارة الشعر للتوحد الإيقاعات مع عناصر الطبيعة لتساهم في أنتاج نص شعري مغاير يستقي روافده من جذوره التراثية .

رباعيات الدنيا والإنسان :

تعد العامية الكائن الحى القادر على التعبير والتواصل اليومى بين الناس ، لما تحمله من أثر في الوجدان ، لقدرتها على امتلاك الدلالات البسيطة المعبرة .
والشاعر سيد الموجى في تجربته " رباعيات الدنيا والإنسان " يشكل نوعاً من الصياغة البسيطة والصور المبتكرة من الخيال المتجدد وعمق فكري ، حيث تمثل الرباعية نسقاً شعرياً ، يتجدد داخل بناء واحد تتحد فيه ذات الشاعر مع ذوات أخري ، تتجدد باستمرار الموسيقي والتفعيلات والقوافي وفقاً للدفقة الشعورية .
يقول في رباعية ...:

ولا كل من شفناه بيرقـــص سعيـــد
الطـــير بيرقـــص من آلام الــــدبح
ولا كل صبح يجيب معاه يوم جديد
فيه يوم بيطلع فوقـــه مليون صبح
يصف فيها التناقض الواضح بين الدلالة المرئية والدلالة الحسية ، فليس كل من نراه يرقص دلالة على سعادته ، فالطير نراه يقفز أثناء الذبح كأنه يرقص ، لكن هذا الرقص من شدة إحساسه بالآلام ، وليس بالضرورة أن يجئ اليوم الجديد مع الصباح وإنما هناك يوم يطلع عليه مليون صبح ، هذه الحكمة النابعة من رؤية فلسفية للحياة ، تجعلنا نعيد التفكير فيما نراه عادياً بالنسبة لنا ، يعد ليس عادياً بالنسبة لغيرنا ، فبائع الورد في نظر الشاعر قاتل يقول ..:
قاتل وشــايل بين ايديه القتيل
يفرجــه للناس عشــان يشتروه
مين اللى قال ورد الجناين جميل
وهو ميت بين ايديكم يا هـــوه ؟!
لقد اختار الشاعر لفظة " يا هــوه " للتعبير عن الحسرة الشديدة ، وفجيعة المأساة التي ترتكب في حق ورد الجناين ، والاعتداء على الطبيعة الساحرة بقطف الزهور ، مما يجعل هذا السلوك الغير حضاري بمثابة جريمة قتل يعاقب عليها القانون . ولا تزال أفعال الدنيا مستمرة مع الإنسان فنرى ..:
الناس بترمح زى خيــل السبق
ولا حـــد منهم في النهاية سبق
طال السباق وعاد لحيث ما بدأ
بهزيمة الإنسان وفـــــوز القلق
تلك نتيجة منطقية لطبيعة الإنسان في صراعه مع الحياة في سباق مستمر مع الحياة ، يرمح مثل الخيل في مضمار السباق ، وهذا التصارع دائما ما يعود إلي نقطة البداية بهزيمة الإنسان وفوز القلق الذي يؤدى إلى بداية الصراع من جديد .
ويقف الشاعر أمام رؤيته تجاه الدنيا وتعامله بصدق فني مع تجربته التي استوعبها وأثرت في البناء النفسي للواقع الاجتماعي وخبرته ومعايشته للمحن والآلام تمثلت في شحنات وجدانية ودفقات شعورية استفهامية ، تنطلق من داخله صرخات حائرة متشابهة الإيقاع ، مغلفة الحزن والكآبة ، والغربة عكست همومه الذاتية وامتزاجها مع همومه القومية فتحول العام إلى الخاص في تنويعات شعرية ، ويؤكد على تلك الرؤية قائلا ..:
من النزول للبحــــر ، خوفك على
بيزيد غلاوتك عندى يوم بعد يوم
بس المهم يا صـــاحبي بالنسبة لى
انك متنصحنيش ، وعلمنى أعوم
فالنصيحة التي يسديها الصديق إلى صديقة من النزول للبحر غير كافية ، ولا تكفي النصائح وإنما المهم يعلمه كيفية العوم ومواجهة الأمواج ، وكيفية التصدي بجلد وصبر لمواجهة عواصف الأيام وغدرها بالإنسان ، فلم تعد تجدي النصيحة فقط ، ودلالة لفظة " البحر " بمعناه الدلالي يمثل الدنيا .
هذا التدبر في الحياة يصوره ..:
سبحــــانه لما خلقــنى ثبـــت عنيــــــه
قدام في وشي ، عشــــان ما بصش ورايا
ولجل أشـــــوف ، شغلت عقلي وايديه
بوحى منه صنعــــــــت بيهم مـــرايه
أليست هذه رؤية مبدع يتدبر في الأشياء البسيطة ويعمقها داخلة لتنج إبداعاً شعرياً ، أفرزته خبرة إنسان بالحياة ، وهبه الله قدرة على التدبر والتفكير العقلي بمقدمات منطقية لقياس جزئي لخلق العين في مقدمة الرأس حتى لا ينظر الإنسان خلفه ولكي يري لابد أن يتدبر في صنع وسيلة يري بها الأشياء أمامه ، واتخذ من المرآة أداة للتطلع أمامه لرؤية مستقبله .
وتبدو تجليات الحالة الشعورية من الشعور بالانكسار والانهزامية وتحول الذات إلى حالة من التجليات المفعمة بالحكمة والتدبر أنتجتها غلالة صوفية نابعة من حس ديني لخلق حالة توازن داخلى ، وتعايش سلمي مع الدنيا نابعة من إرادة قوية ، قادرة على المواجهة الفاعلة ، ورغم ما يعانيه الإنسان من صعاب لا يوجد مستحيل مع وجود النجوم في السماء يقول ..:
يا هلــتري يا نجــمـــة يا منــــــورة
بينك وبين الأرض كــام ألف مــيــل ؟
ورغم بعدك برضــه ضيـــك ســـــرى
يقول لنا أبـــدا مفيــش مستحــيــــل
أليست هذه الرباعيات المعبرة عن الحيرة والتساؤلات المبهمة المثقلة بالمرارة والألم والخوف من المجهول والتصوير لصفات الشخصية المتفاعلة مع الأحداث واستشراف المستقبل في ظل ما يواجه الإنسان في معترك الحياة وزحمة طوابير العيش والأزمة الطاحنة فيقول ..:
زحمة طــابور العيش تخلي الرغيف
له نفس طـــعم النصــر بعد الكــفــاح
حـــربين مفيش فيهم مكان للضعيف
والفرق بس يا دوب . فى نوع السلاح
فالمشهد الذي نراه من صراع على رغيف الخبز يمثل الحصول عليه نوعاً من النصر بعد الكفاح وكأنها حرب طاحنة لا يختلف فيها سوى نوع السلاح .
ويتنوع مفهوم البحر لدي الشاعر في كثير من المواضع ، وتتردد اللفظة في العديد من الرباعيات فيقول ..:
قاللى مفيش أعلى منها ، قلتلــه المدنه
قاللى مفيش أحلى منها ، قلتله بلادنا
قاللى مفيش أوفي منه ، قلت بحر النيل
كتير بنقسي عليه ، ولســـه فيه زادنا
ويرد لفظ البحر في موضع آخر في رباعية يقول فيها ..:
ليه كل ما ابني قصورى فــوق الرمـــال
موجــك بيجـــري عليها ويهدهــــــا
صبرك على يا بحـــر ، لسه الآمـــــال
جـــــــــوايا يا ما وأنت مش قدهــــا
يؤكد على مدي تأثره الواضح بالبيئة الدمياطية ، وما يمثله البحر من ارتباط عميق لدى أبناء هذه المدينة الساحلية من دلالة فاعلة ، تحرك الوجدان الإبداعي ، وينتقل بنا المطاف إلى تعميق فكرة البحر بمفاهيمه المتعددة فيقول ..:
مين اللى خلق الطير يطير في السمــــا
وعلمــه في البحــــر فـــــن العـــــوم ؟
سؤال قديم ، عــــــارف كـــده ، إنما
أحــــب أقــــول للخلــق صــح النــوم
ويرتبط البحر بفن العوم الذي يوازي طيران الطيور في السماء ، والتدبر في خلق الله ، واستطاع الشاعر أن يوظف المفردة لخدمة الفكرة الرئيسية التي يريدها من الرباعية التي فرضت مكوناتها اللفظية عليه ( الخلق / الطير / السماء / البحر / العوم / النوم ) لتتصل بالقاموس اللغوي العام في رباعياته ليقول ..:
يبكي الوليد بحرارة لحظة حضوره
بكل صدقــــه والــــبراءة اللي فيه
ورغم إن احنا اللي عــارفين مصيره
لكن بنضحك ، هل بنضحك عليه ؟
فالشعور المأساوي سيطر على تجربة الشاعر وتحولت نوازعه الداخلية والنفسية ، المترددة والمتضاربة إلى صرخات للتطهر والتحرر ، كما لو كانت لحظات للميلاد رغبة منه أن يولد من جديد ، والتطلع إلة مستقبل مشرق بالحياة ، والإحساس القاتل بالغربة قائلا ..:
الغربة مش احساس ببعــد المكــــــان
الغربة احســاس باحتيــاج الأمــــان
فيه ناس بتتغرب في حضــن الوطـــن
وناس بتلقي وطن في كلمة حــنــــــان
ويؤكد على هذا الإحساس في رباعية أخرى عن جحود الأبناء وقسوتهم على الآباء فقد الحنان والشعور بالأمان قائلا ...:
قسوة ولادنا علينا شئ مش غـــريب
لأنهم غيرنا احنـــــــا أيام زمـــــان
بيرضعـــــوا م الــــبزازات الحليب
وأمهــاتنا رضعــــــونا الحــنــــــان
تلك اللقطة البسيطة التي كثف مفرداتها الشاعر للتعبير عن رؤية المحنك ، شديد الخبرة بالحياة ، تجعلنا نتوقف أمام تجربة شعرية ذات خصوصية فلسفية ، فالرباعية تبلورها الخبرة ، والذات المأزومة دائما فيقول ..:
يتحسر السجان على حــــــــالـــــه
في لحظة الافـراج عن المسجــــــونين
يسأل وما من رد لســـــــــــــؤالـــه
الحـر مين فينا ومين السجــــــين ؟
وتستمر الحيرة التى يعبر عنها الاستفهام واستدعاء الأخر الغير مرئي للرد بإجابة عن السؤال بين الذات والصدى ، ترجمة للتوحد لخلق حالة من إعادة التوازن وسؤال السجان مين الحر ومين السجين ؟! و يقول ..:
قــال إيه يزيـــح الضلمــــه ؟ قـــلـــت الضي
قــال إيه يخـبي الضي ؟ قـــلـــت الخــــــوف
قــال مــين يبيد الخــوف في يومـــنــا الجي ؟
قـلـت اللى في ايديهم قــــلم مقــصـــــوف !!
نتائج منطقية في ظل هذا الشعور بالمحنة والخوف والحركة المهيمنة على شعوره تجاه ما يراه في حوار بين الذات المتكلمة والصوت المجيب في حالة تصعيد درامي ، يكشف عن قدرة القلم في مواجهة التحديات اليومية وما يحيط بالوطن من مخاطر ، وعدم الشعور بالأمان واستلاب الحرية .
وتأتي تجليات البحر لتفرض حضورها من جديد على الشاعر يقول ..:
البحـــر فيه قناطــير من الـلـــــولى
واللولى غــــالى ، أيه بقي العلـــــة ؟
كل الجــواهــرجيــــــة قالـــــــولى
حنعمـــل أيه ، الغواصين قلــــــه .
واستدعاء دلالات تراثية قصة (أيوب وناعسة ) في إشارة واضحة إلى مفردة
" الصبر " والبحر بمفرداته رغبة في التحلى به في مواجهة الصعاب والتغلب على مشكلات الحياة ، والشعور المسيطر عليه الإحساس بالسجن ( يا قطر ليك سكة مفيش غيرها / سجين على القضبان في أرض براح ) ويؤكد على تغلبه على الصعاب متخذاً دلالات لمواجهة حالة الاكتأب النفسي فيقول ..:
قطر الزمان في يوم حاولت أسبقـــــه
وقعـــت واتكعبـلــــت لم ألحـقــــه
واحنــا بنى الإنسان قـــدرنا كـــده
نخلق بايدينا الوهــم ونصدقـــــه
حقيقة مؤكدة يفعلها الإنسان الذي يبتكر الوهم لنفسه دائما ويصدقه ، يحضر العفريت ويخاف منه ، سخرية ما بعدها سخرية ، وترد لفظة القطر في موضع آخر ، دلالة على الحياة وإشارة واضحة ( القطر ماشي والمحطات كتار / قطر الصعيد واصل يا دوب م الصعيد / ينفض غبار طول السفر والضنى ) والإشارة إلى الطوفان القادم رغبة في التغيير ( سيدنا نوح ) ، وقيس ابن الملوح ، وشهرزاد ، شخصيات تراثية تجعلنا نشعر بحضورها وفقا للسياق الواردة فيه ، كمردود ذهني لأصل الحكاية .
وتظل تجليات البحر تفرض حضورها على الشاعر من المفردات اللغوية فيقول :
البحــــر علمنى أخــــــاف م الغـرق
واحسب حساب الموج ، قسى ولا رق
وافــــرد شــــراع فـــــوق مـــراكبي
تفضــل عفيـــة وهى مركـــــب ورق
هذه المفردات اللفظية التى عكستها تجليات حضور البحر ( الغرق / الموج / شراع / مركب ) نراها فى مواضع عديدة ترتبط بها مفردات أخرى ( الإنسان / الصديق / الصيف / الشتاء / السفر / الحزن / الناى /النحل / النخل / الفرشات / القمر / المية / القلوع / الدفة / الوشم / الحب ) كل هذه المفردات تكون معجمه اللغوي وتفرض حضورها على تجربة الشاعر سيد الموجي يختتمها برباعية تكثف تجربته ورؤيته للحياة والدنيا فيقول ..:
الدنيـــا من غير حـــــب وهم وســراب
والعمــر من غير رحــــلــــة عــــــذاب
ولـــو يعيش إنسان ، هـــــذا الزمـــان
بالحب ، مش ممكن يشيب في الشبـاب
الدلالة الأسلوبية في هذا السياق تعكس رؤية الذات الشاعرة للأشياء وموقفها من النقائض الاجتماعية ، وتكشف عن تجربة شعرية جادة ومكثفة كنا ننتظر منها الكثير في ساحة الشعر العامي ، ولكن يبدو أن مشاغل الحياة أخذت منه الكثير .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
تجليات البحر والحياة 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : تجليات البحر والحياة 111010
العمل : تجليات البحر والحياة Unknow10
الحالة : تجليات البحر والحياة Mzboot11
نقاط : 17672
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : تجليات البحر والحياة 13156210

تجليات البحر والحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات البحر والحياة   تجليات البحر والحياة I_icon_minitime8/10/2009, 05:44

حمل الزمان أكبر :

تستمد تجربة الشاعر " عبد العزيز حبه " مفرداتها اللغوية من البيئة المحيطة ، التي ساهمت بقدر كبير في صنعها ، وكان للبحر حضوره في ديوانه " حمل الزمان أكبر " حيث تظهر مفردة" البحر " واضحة في أولي قصائده " لو للمقاومة " يقول ..:
لو واحد عوده الأخضر يدبل
لو واحد ينزف دم ..
لو واحد يركب قطر الآخرة ويرحل
ويفوت أكاله وزوجه ومشغل
لو واحد يفرد قلع المركب تغرق ..
ويتوه مع زاده وزاده ..
الناس ما تمصمص وتشاور ..
وتقول مسكين .
حيث تتابعت المفردات المتعلقة بالبحر المركب والغرق ، وتكرار لفظ " لو " الذي يفيد امتناع الامتناع رغبة في التحقق والوجود للإنسان مستلب الإرادة ( والخطوة العاجزة / والكلمة الواقفة ) .
وتساهم البيئة في فرض عالمها على التجربة في " واحد شاى " ليشكل صورة جمالية مركبة يقول ..:
اسود في لون الحبر
تقيل .. تقيل ..
سكر خفيف ..
ولأنه يمكن شئ سخيف !!
انقل حبالي .. ووتاد صور بتهزني ..
في بحر واحد شاي تقيل ..
.. لكنّ .. احساسي كده ..
فالبحر يتمثل في واحد شاي تقيل على المقهي امتزج بدمه المعصور مع دم الناس ، تتعاقب الصور الاجتماعية في ( شال حزين / زوق بنية وزفَّها على ديب عجوز / طيرها الدبيح ) .
وتتنوع التجربة مع الإيقاع الموسيقي لتمزج الحالة النفسية بالذات الغارقة في الهموم ليحدث تطير نفسي في قصيدة " حلوة صلاة النبي " التي يتجلى البحر في صيغة الجمع " بحور " يقول ..:
حلوة صلاة النبي
في بحور غريقة .. غميقه
فى المينه .. في النوَّة
ع الشط .. في المرسي
........ ......
وفي موضع آخر من القصيدة تتكرر هذه الصيغة ..:
لو قدمولى الموت ..
راح أردُّه متكفي
حلوة صلاة النبي
في بحور غريقة .. غميقه
فى المينه .. في النوَّة
ع الشط .. في المرسي
تتداعي المفردات المرتبطة بالبحر ( الغرق / المينه / النوة / الشط / المرسي ) ، ولا يكتفي بالتعبير عن حالة التردي والانسحاق في الحياة القاسية ، التي تنعكس علي معجمه اللفظي في قصيدة " واحد مالوش ضهر " يأتي البحر فيقول ..:
" وخطوَّته قوته بيعَّدي بيها جبال
ويخطيّ بيها تلال
ويشق بيها بحور
ويطول بيها جسور "
وفي قصيدة " الليل والناس " يرسم صورة للحياة والناس ودلالة الليل يقول ..:
والليل لوحده حياه
ودقتُّه ترانيم ...
وضحكته خداعة وبريئة
وصاحبه حق "
ويتغني الشاعر بالوطن وقت الشدائد والمحن ، ليعكس الشعور العام السائد في تلك الفترة من تاريخنا الوطنى ، واستنهاض روح المقاومة في أبنائه ، ويظهر البحر بمفرداته في " حلوة حلاوة بلادى " يقول ..:
" أرفع ضلوعي صواري
وامد جلدى في قلوعك
وضي عيني فس شموعك
دانتى عيونى يا مصر
المدنه جوّه المدينه
والمينه جاضنه السفينه
والبمبوطيه .. تنادى
حلوة حلوة بلادى "
هذه هي تجليات واضحة في ( الصواري / القلوع / المينه / السفينه / البمبوطيه ) ، ويتدفق نهر الحياة وارتباط الشاعر مع أرباب الحرف البسيطة الذين يراهم في القهوة والنادي والزقه والشارع أمثال ماسح الأحذية ونداءا ته " ورنيش .. بولش .. بويا " وفي قصيدة " الليل .. يا ليل الله " يقول ..:
" الليل ..
سُفن ذكريات وف بحره دوَّاره ..
والصبر مراسيها .."
وتظهر مفردات البحر في قصيدة " حمل الزمان أكبر " يقول ..:
" شدِّيني يا عيوني
مدِّى .. خطاويكي ..
وارمى مراسيكي ..
شط الحبيب عنبر
وميته .. سكر "
كما يتجلى البحر في قصيدة " يا خلق " يقول ..:
" يا زاحمين الشوارع
يا معلقين في الجو
وعايمين في البحر
يا مرصصين ع القهاوى
وملحنين الغناوى "
والحياة المتعلقة بالناس وما يمارسونه من طقوس يوميه محمود افندي باشكاتب الصحه ، وتتكرر المفردات " القطر والليل والناس وعساكر الدورية في الحارات التي تفرض حضورها على الشاعر إلي أن يختتم تجربته بقصيدة " غريق " التى يقول فيها ..:
" فيه نخلتين بين صخرتين
بينهم طريق ممدود طويل
وعلى الطريق لامع بريق ..
ع البعد زاد اصبح لهيب ..
وعلى الشمال .. على الشط مال
م البحر بان جتة غريق ..
والكلب فات شافها اندهش
جسم اللى مات كله اتنهش
وده يبقي مين ..؟؟
والبحر شايله مطوّحه
ونجيب له مين يعرف يشيله يروحه "
لقد أكدت تجربة الشاعر عبد العزيز حبه على مدي الصدق الفني ورؤيته للحياة من خلال معايشته لمفردات بيئته واختلاطه بالناس ليغرف منها تجاربه ، ويلجأ إلى الشعر باعتباره المتنفس الحقيقي للتطهر والعلاج الروحي الذي يساعده على مواصلة الحياة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
تجليات البحر والحياة 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : تجليات البحر والحياة 111010
العمل : تجليات البحر والحياة Unknow10
الحالة : تجليات البحر والحياة Mzboot11
نقاط : 17672
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : تجليات البحر والحياة 13156210

تجليات البحر والحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات البحر والحياة   تجليات البحر والحياة I_icon_minitime8/10/2009, 05:45

شوية كلام :

حاول " كامل الدابي " من خلال تجربته العبور خارج حدود البيئة وتناول قضايا سياسية عامة فرضتها عليه الأحداث التي يمر بها الوطن العربي ، يبعثرها في
" شوية كلام " والرضوخ إلي سياسة القوة المتبعة من أمريكا وفرض وصايتها على دول الشرق الأوسط ، وتداعيات القضية الفلسطينية والمتاجرة بالسلام الزائف من قبل العدو الصهيوني يقول ..:
" اللي حاصل
واللي بيحصل
واللي لسه كمان ح يحصل
احنا نستاهله
وزياده
ما احنا بعنا نفسنا
بارخص تمن
حتى لو بعنا عرضنا في سوق النخاسة
لما مدين الايدين
نشحت السلام "
وقد لخص مفهوم رؤيته تجاه هذه الممارسات في تعبير شديد الخصوصية
" نشحت السلام " ، وتستمر حيرته مع سؤال حفيدته عن معني اليو .. اس .. إيه
وأثر التليفزيون والقنوات الإعلامية على الأجيال الجديدة ، وإشاعة المصطلحات الجديدة على الأذن ، ولم تألفها الخطاب اللساني بين الناس ، ويشير قائلا " احنا السبب " فيما يحدث .. يقول :
" اعراض كتيرة ..
تنتهك
وبنات عذاري ..
تغتصب
أطفال يموتوا بدون سبب
حتى الجوامع ..
تنتهب
واحنا
احنا السبب
احنا السبب "
لذا تدوي الصرخة عالية " الحقونا " يقول ..:
" لموا أوراقكم خلاص
ما القضية اتطبخت .. والحق ضاع
والمحاكمه انشطبت .. من غير دفاع
حكمكم قبل المداوله
اعدموه ."
قمة المأساة التي تظهر على الوضع الراهن وما أصاب الناس من حالة عدم اللامبالاه الواضحة ، وانتشار - الأناماليه - في المجتمع ، الكل يتبرأ مما يراه قائلا..:
" المصيبه .. نبكي ونقول :
احنا مالنا
سيبوا خلق الله غي حاله
في الشوارع .. احنا مالنا
في بيوتنا .. احنا مالنا
في المكاتب .. احنا مالنا
والنتيجة ..
تخرب الدنيا ما تعمر "
ويصور حالة أولادنا في دول الخليج التي يطلق عليها أرض الجاز الذين تركوا الأرض وراحوا يحلمون بالعروسة والشقة والشبكة والمهر والزفة ، بمجرد زواجه يعود مرة ثانية إلي العبودية في بلاد النفط حتى يصاب بمرض أو يعود في صندوق ، ولكن في ظل تغير المفاهيم والقيم يتردد السؤال على لسان أهل الكفر " أمريكا صاحب واللا " وما تمارسه من قتل الأطفال في بغداد يموتون بالملايين ، ويطل البحر على تجربة الشاعر ولكن في ثوب مفزع ومخيف يقول ..:
" لما رجعت الكفر
سمعت الناس بتقول ..
ان البحر بتاعنا .. بحر النيل
ساكن فيه حوت
استغربت .. ازاى !
والبحر بتاعنا عمره ما سكنه الحوت
ولا حتى يدوق الميه بتاعته
يمكن تمساح .."
والتجربة الشعرية التي تسيطر على كامل الدابي المتناقضات الحياتية التى أصبحت واضحة في تعامل الناس مع بعضهم البعض في محاولة لضم الصفوف والوحدة على أمل أن تحل القضية التي لم يعد يفيد معها الكلام والشعارات والخطب الرنانة فيقول .. :
" ما القدس راحت
وبرضه الجولان
وفين أرض يافا
وحيفا
وعكا ؟! "
ونظرة العدو الغدار باتفاقه على ضرب لبنان بالمداولات والاجتماعات والموائد التي لا تنفع في حل القضية ، ومفاوضات عقيمة وسلام زائف يقول ..:
" وليه تشغلونا .. وليه تفرقونا ؟؟
بحاجه سخيفه ..
وايه يعني دولة ..
بنرفض كلامكم
ونرفض وجودكم
ودولتكم .. لأه ..
ونسحب كلامنا
وننهي التفاوض "
ويلجأ إلي التنامي الدرامي في بناء القصيدة في " كعب داير " وما يلاقيه أبناء الريف في الغربة ، واللجوء إلى وسيلة السفر عن طريق العمرة وهناك يختفي للعمل وهناك يجد فرص الهمل المتوفرة من المهانة والذل مع الكفيل ، وكانت الأحلام تتداعي ، من مخيلته ، ولكن ضاعت هذا الأحلام .
ويهدي قصيدة " أبو الشعراء " إلى الشاعر الكبير طاهر أبو فاشا يقول فيها ..:
أنا شاعر
وخدنى الشوق على أرضك
يا ابو الشعرا
يا فارس والقلم فرسك
وكنت هناك ..
ناصب خيمتك
وفارد للهوى الريح ..
عباية حبك الدافي
تلملم فيها أحبابك ..
وأصحابك .. وعشاقك
وتندهنا ..
تعالوا اتلموا يا اولادي "
تلك المشاهد الحياتية التي صاغها شعراً كامل الدابي تجعلنا نتوقف أمام تجربته الجديرة بالاحترام ، النابعة من قدرات مكتسبة من الإطلاع على المنتج الشعري لجيل الرواد الذين شكلوا الوعي ، ومهدوا الطريق لمواهب إبداعية خصبة ، قادرة على العطاء ، وإعادة رسم خريطة شعر العامية من جديد .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
تجليات البحر والحياة 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : تجليات البحر والحياة 111010
العمل : تجليات البحر والحياة Unknow10
الحالة : تجليات البحر والحياة Mzboot11
نقاط : 17672
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : تجليات البحر والحياة 13156210

تجليات البحر والحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات البحر والحياة   تجليات البحر والحياة I_icon_minitime8/10/2009, 05:45

محاكمة :

وتتشكل تجربة الشاعر السيد عامر من قدرته على تناول قضايا وطنية ، وتخطي إلي آفاق واسعة لإيمانه برسالة الفن ودوره التنويري ، وبث روح التفاؤل والأمل ، وقدرة الإنسان على تجاوز الصعاب ، والتعبير عن فئات المقهورين والمعذبين في الأرض ، والارتقاء بالذوق العام ، مخاطباً الأحاسيس والمشاعر ، معبراً عن آمال وطموحات الكادحين ، وتطلعاتهم للمستقبل ، وقد وظف مفرداته اللغوية البسيطة ويمزجها بالصور الإيحائية التي تجسد المعنى ، وتجعله يتجنب اتخاذ مواقف إزاء المسائل الاجتماعية ، يبدأ ديوانه " محاكمة " بقصيدة
" الفاتحة " يقول ..:
الفاتحة لخالي العمدة
الفاتحة لكل اجدادي التسعة
الفاتحة لراجل كان بيموت وبيسعي
لجلن مات ف الأرض
عمره ما فرط يوم ف الأرض "
تلك المقدمة الاستهلالية لتأهيل المتلقي كي يشاركه في تجربته الشعرية ، ونظرته للحياة باعتباره إنسان من حقه أن يعيش فيقول في " محاكمة " ..:
" وليه عاوزين يحاكموني ؟
عشان غاوي
أكون إنسان
ومش ناوي أكون ظالم
ولا ناوي أكون سجان "
وتفرض القضايا الاجتماعية وجودها في نسق شعري خالي من التعقيدات والصور المركبة ، بل تتوالد الجمل عبر سياق لغوى بسيط ومباشر ، في قصيدة
" إلي أم زهران " يقول ..:
" أنا إنسان
أنا فلاح ودى أرضي
أنا مصري ودا عرضي
لكين شنقوه "
ويظهر الخطاب الشعري المباشر من خلال قصائده في قصيدة " ناعسة " :
يا ناعسة ليه تصبري
وتقولى دا المكتوب
قالت في طبعي الوفا
مقدرش أخون أيوب "
استدعاء شخصية ناعسة وأيوب دلالة على الثبر والتحمل في مواجهة صعاب الحياة القاسية ، وما يمر به الوطن من انتكاسات عديدة ، والشعور بالقيد والسجن والحلم بالحرية المفتقدة ، فيخاطبها " إلي شعب صابر " يقول ..:
" يا شعب يا شبعان شقي
طول السنين
يابو الهدوم متزوقة
بعرق الجبين
كتبوا عليك اطرش تعيش
من غير ما تسمع قول آمين "
فالشعب الصابر الحزين لابد أن ينتفض من غفوته ، رغبة في الخلاص والتحرر من العبودية ، والظلم الواقع على أبنائه ، ولابد أن يكون هناك حكم يكشف عن حقيقة الظالم من المظلوم :
" احكم يا قاضي المحكمة
مين فينا هو المتهم ؟
مين فينا اللى اتظلم ؟
الدم باين ع الكفوف
انظر وشوف "
هذه الأطروحات الشعرية التي صاغها السيد عامر تجعلنا نتوقف أمامها ، وتظهر الاختلاف الواضح بين موهبة وأخري ، و القدرات الفنية التي تصقلها التجربة وترصعها القراءة والإطلاع على تجارب الآخرين ، وهضمها وإعادة إنتاجها بخصوصية المبدع القادر على التأثير والتأثر بما يدور في الحياة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
تجليات البحر والحياة 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : تجليات البحر والحياة 111010
العمل : تجليات البحر والحياة Unknow10
الحالة : تجليات البحر والحياة Mzboot11
نقاط : 17672
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : تجليات البحر والحياة 13156210

تجليات البحر والحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات البحر والحياة   تجليات البحر والحياة I_icon_minitime8/10/2009, 05:47

موسم الأحزان :

في هذه التجربة لشاعر يمتلك أدواته الفنية ، يبحث عن التميز بين أقرانه الشعراء في مضمار شعر العامية المصرية ، تأتي تجربة الشاعر "أحمد الشربيني " لتضيف للمشهد الشعري العامي نضوج الرؤية في ديوانه" مواسم الأحزان " الذي يتضمن عدة ظواهر فنية واجتماعية ، مستدعياً ذكريات الطفولة البريئة ، وخلق حالة من التناغم بين الحزن والخوف ، وتنساب الذكريات باستدعاء وتناص مع الموروث الشعبي واستدعاء الشخصيات التاريخية فيقول ..:
" الزيف ..
رغيف بغموس ،
وانا ذنبي ..كنت جعان
والحزن لما يدوس
ع اللى اتفطم حرمان
تتهز منه المعاني ،
وتزيد عليه المحن "
حيث يقارن الشاعر بين الزيف الذي يصوره رغيف خبز بغموس ، والصور العميقة الموحية التي تعبر عن المعنى ، وتتردد مفردة الحزن عبر السياق العام للديوان وكأننا نستمع إلي شجنية أو عدودة للحزن ، فيقول في شرنقة ..:
" للحزن طعم الوجع ،
والوهم ..
ضل الخوف ..
جوايا بصة قلق ..
عنها الحجاب مكشوف .
بيني وبين ضحكتي ..
م الحزن ..
فيه مسافات ! "
وينحت الشاعر من الموروث الشعبي عباراته المتصلة بالحياة والناس في قصيدة " هم يا جمل " التى يستدعي معها ذكريات الطفولة البريئةوانسياب الذكريات فيقول ..:
" فيض الحنان السلسبيل ،
من حضنك الممدود ..
عرض اتساع قلبك ،
يا أغلة من حبني ..
على قلب من حبك
مشتاق ودين النبي ..
دقنك تشوكني ،
وارجع لحضنك صبي ،
واديك بتفركني "
جاءت المفردات اللغوية بسيطة ، تتناسب مع حالة الطفولة ، وتترك للخيال مساحات لملئ الفراغ النصي ، يؤكد عليها في كثير من القصائد ، استدعاء الشخصيات التاريخية للتعبير :
" على صفحة "الأخشيد "
تمر كما الكرام ،
فسقطت في مسلك ..
" كافور "
ولا فيش " جبرتي "
يحفزك ،
يمكن في يوم .. دمك يفور "
ويركز الشربيني على دور الكتابة باعتبارها رسالة في " مشاوير " يقول :
" من تحت سن القلم ..
صوت الكلام بيئن
لا كلمة راضية تبوح ،
ولا قلمي راضي يكن .
السن داب في السن
والبادي - كان –
أرحم ! "
تلك المفردات الشعرية التي تحيلنا إلي مورثنا الشعبي ، تستدعي الذاكرة كلماته البسيطة الموحية ، ليظهر موقفه من الشعر والحياة ، والتمرد على الواقع بالتناص القرآني في قصيدة " عصيان " :
" لا أعبد ..
ما تعبدون
حبل الوريد ،
يوصل ما بيني والجنون !
يدركني صوت العقل ..
قبل الانكسار ،
يفتح مداخل للحوار "
ويتناول طباع البشر والخداع المتمثل في الضحكة الصفراء ، وما لحق بالمجتمع من متغيرات اجتماعية فيقول في العشاء الأخير :
" الحزن متن الرؤي
والضحكة صفراء ،
وكافرة
بالكامن المكنون
أنا كنت بيك مفتون ! "
ويستمر الشاعر في التعبير عن حالة الحزن التي تتملكة وتنويعات الحالة
الشعورية بالغناء والموال واللجوء إلي السجع والتورية في عبارات مكثفة ذات
دلالات ، وتفكيك النص إلي مقاطع لكسر حالة الملل ، والغناء بالموال في
" 3 مواويل للفراق " يقول ..:
" النظرة شاردة ،
وحزينه ..
على اللى جاى ..
بكره
تلت زهور ..
في الجنينة ،
ناقصين كمان زهرة ."
وتستمر التجربة الشعرية بفيضها وصورها المتجددة الموحية للتمرد علة الواقع ، والنهوض والتحرر من القهر فيقول ..:
" ارمي مشاعرك
من ورا ضهرك
فوق أيام القهر – الفايته - ،
اركب مهرك
طور ورا طور ،
اتبع طورك في التكوين "
لقد استطاع أحمد الشربيني في مواسم الأحزان أن ينحي نحو مفهوم شعر العامية الحقيقي ، الذي ننشده من شعراء العامية في الصدق الشعوري والتغبير عن الذات ، وتناول قضايا اجتماعية تمس الواقع حيث يمتلك القدرة على مخاطبة العقل البشري ببساطة ، يوظف أدواته بحرفية المبدع ، وينتقي صوره ولغته من الذاكرة الشعبية ، ليحدث حالة من التطهير النفسي للذات .
لا شك أن هذه النخبة من شعراء العامية يمثلون امتدادا لجيل من الرواد ، أضافوا لحركة شعر العامية في مصر من أمثال الشاعر الكبير السيد الغواب الذي ألتف حوله نخبة من المبدعين الذين تتلمذوا على يديه وأعطوا للواقع الأدبي الكثير من الجهد والتضحية ولم ينالوا حظهم من الشهرة ، بل ظلوا يعانون ويواجهون الصعاب بمفردهم دون كلل أو ملل لإيمانهم بتجاربهم الإبداعية والرسالة التي وهبوا أنفسهم إليها ، وظهرت تجليات البحر والحياة في مدينة دمياط الساحلية واضحة ، وانعكست على تجاربهم الشعرية .


* من أبحاث مؤتمر اليوم الواحد الثالث بدمياط
2/4/2009
منقووووووول
عن الكاتب / سمير الفيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
هويدا رأفت الجندى
مراقب عام
مراقب عام
هويدا رأفت الجندى

انثى
عدد الرسائل : 4821
تجليات البحر والحياة 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : تجليات البحر والحياة 111010
العمل : تجليات البحر والحياة Collec10
الحالة : تجليات البحر والحياة 2210
نقاط : 9962
ترشيحات : 11
الأوســــــــــمة : تجليات البحر والحياة 1111110

تجليات البحر والحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات البحر والحياة   تجليات البحر والحياة I_icon_minitime8/10/2009, 12:02

مجهود رائع ومشاركات قيمة دائما

بــــارك الله فيكِ أستاذتنا الغالية

اصدق الدعوات بدوام العطاءالراقى

تجليات البحر والحياة 9c6694d44c
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
D.saad
شخصيات هامة
شخصيات هامة
D.saad

ذكر
العمر : 75
عدد الرسائل : 1927
تجليات البحر والحياة 210
بلد الإقامة : جمهورية مصر العربية
احترام القوانين : تجليات البحر والحياة 111010
العمل : تجليات البحر والحياة Profes10
الحالة : تجليات البحر والحياة 1210
نقاط : 8923
ترشيحات : 22
الأوســــــــــمة : تجليات البحر والحياة 112

تجليات البحر والحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات البحر والحياة   تجليات البحر والحياة I_icon_minitime9/10/2009, 00:11

شكرا لإضافتكم هذا المنتدي التخصصي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
تجليات البحر والحياة 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : تجليات البحر والحياة 111010
العمل : تجليات البحر والحياة Unknow10
الحالة : تجليات البحر والحياة Mzboot11
نقاط : 17672
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : تجليات البحر والحياة 13156210

تجليات البحر والحياة Empty
مُساهمةموضوع: رد: تجليات البحر والحياة   تجليات البحر والحياة I_icon_minitime26/10/2009, 03:53

هويدا رأفت الجندى كتب:
مجهود رائع ومشاركات قيمة دائما

بــــارك الله فيكِ أستاذتنا الغالية

اصدق الدعوات بدوام العطاءالراقى

تجليات البحر والحياة 9c6694d44c




تجليات البحر والحياة W6w_w6w_2005042602232895cb29c6


تجليات البحر والحياة 16670520ne3


تجليات البحر والحياة 4efd1d2b843au

تجليات البحر والحياة Jarro
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
 
تجليات البحر والحياة
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تجليات عودة الدولة الأمنية
» الابتسامة والحياة السعيدة
» بالصوى بحيرة قناديل البحر .. هجرة الملايين من قناديل البحر الذهبية
» مؤتمر تجليات الاعاقة فى التراث الشعبى المصرى قراءة فى ابعاد التنوع الخلاق فى دورته الرابعة بجامع
» فرانسيس باكون مجرم العلم والحياة ( العقاد )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى الدراسات النقدية والبلاغة-
انتقل الى: