قصيدة هوى التمثال بقلم الدكتور محمد فايد هيكل

الحمد لله العزيز القهار المتعالي الجبار ،الذي ذل لسطوته كل متكبر

و اندحر تحت سلطانه كل ذي قوة ،و أصلي و أسلم على خير الأمة

و سيد كل ملة نبينا محمد و على آله وصحبه و من سار على نهجه

و اتبع ملته إلى يوم الدين.

أما بعد: فهذه قصيدة للأستاذ الدكتور:محمد فايد هيكل عضو هيئة التدريس

بكلية اللغة العربية بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية ،سطرها يراعه ،

و عبرعنها بيانه ، محتسباً الأجر و الثواب عند الله تعالى ،إنه ولي التوفيق

و القادر عليه.

===============

( هوى التمثال )

هوى التمثال و اصطخبت ... حناجر ظاهرت فرحا

و كانت قبل منشدة ... له بريائها مدحا

و أما اليوم حين هوى ... فتلعنه بما اجترحا

و تنفث سم ذلتها ... صياحاً حينما انبطحا

***

أما افتخرت غداة علا ... وظنت مجدها افتتحا؟!

و قالت "رمز عزتنا" ... و غالى القول و اقتدحا

فأصغت –و هو تمثال ... لتسمع صمتَه مُلحا

هو الأعمى و تحسبه ... لكل خفية لمحا

***

فجرعها شرابَ الخو ... ف كأساً كيلها طفحا

و عراها و جوعها ... و أنسى عيشها المرحا

و فرق أهلها شيعاً ... و أفسد كل ما صلحا

وشتت كل ما اجتمعا ... وضيق كل ما انفسحا

فلما حاولت نزعاً ... له خارت و ما برحا

***

فخاف طغاة أقصى الأر ... ض قالت: "شره وضحا"!!

و ما سمته "تمثالاً" ... و لكن "عاتياً جمحا"

أما شادته أيديها ... فلما أن علا طمحا؟!

وغذته دماً فنما ... يهون عليه ما سفحا؟!

وروعت العباد به ... تمد أذاه ما اقترحا؟!

و آتت كفه السكيـ ... ـن يذبح أيهم ذبحا؟!

فصال و جال معتدياً ... على الأقوام مذ جنحا

فلما أنجز الغايا ... ت قالت:" ليته نزحا"

فأعياها و لم يأبه ... وبتَّ النصح ما انتصحا

فقالت:"جاء موعده ... و ذاك مرادنا نجحا"

فأجمعت النذير له ... فما استخزى و ما انكحبا

فلما أن أحيط به ... تلاشى الوهم فانفضحا

فراحوا يعجبون له ... أقاتل جندُهم شبحا؟!

و راحوا يسخرون به ... لقد طرحوه فانطرحا

فهللت الجموع لهم ... و بدل حزنهم فرحا!

***

فهل علمت طغاة الأر... ض أن غداً تدور رحى؟!

و أن لكل تمثالٍ ... تطاول ليله صبحا

و من يجرم بجنح الليـ ... ـل يدركه العقاب ضحى!

و كم في الليل ذو نوم ... إذا لاح النهار صحا

=============

أ.د/ محمد فايد هيكل

أستاذ مشارك بكلية اللغة العربية

بالجامعة الإسلامية

بالمدينة النبوية 10/2/1424هـ

المصدر : منتديات المدينة المنورة