إيران تستنسخ تجربة ميليشيا الحشد في سوريا
كلفت إيران مؤخراً القيادي بحزب البعث "هلال هلال" تشكيل ميليشيا جديدة باسم "الحشد الشعبي" في ريف الحسكة، وذلك في تكرار لنسخة "الحشد" الشيعي العراقي سيئ السمعة، الأمر الذي حذرت منه المعارضة السورية، وأشارت إلى أن طهران تسعى لتغيير شكل ميليشياتها الطائفية وجعلها قوات شرعية لها في سوريا، وذلك على غرار "الفيلق الخامس" الذي أسسته روسيا قبل عام تقريباً. المدعو "علي حواس الخليف" زعيم ميليشيا "الحشد" بنسخته السورية تؤكد مصادر ميدانية أن "علي حواس الخليف" أحد وجهاء قبيلة "طي" التي تنتشر في ريف الحسكة، يتزعم ميليشيا "الحشد الشعبي" بنسخته السورية، حيث يتخذ من قرية "الدمخية" جنوب مدينة القامشلي مقراً له، رغم أن المنطقة تخضع لسيطرة "حزب الاتحاد الديمقراطي" بزعامة صالح مسلم. وتشير المصادر إلى فتح باب الانتساب لصفوف الميليشيا الوليدة، مقابل ٢٠٠ دولار شهرياً لكل متطوع، بينما تتم عملية التسليح والتدريب والتوجيهات من قيادة "فوج طرطب" التابع لقوات الأسد وقيادة فرع حزب البعث في الحسكة.
طريق إيران "المقدس"
تشكيل ميليشيا "الحشد" بنسختها السورية، يأتي في الوقت الذي أعلنت فيه ميليشيات "الحشد" العراقية التابعة لإيران، الوصول إلى الحدود السورية العراقية، وسط أنباء عن احتلالها قريتين بريف الحسكة، وذلك بحجة طرد تنظيم "الدولة"، وبالتزامن مع تبلور معركة "ملئ الفراغ" أو "حرب المساحات"، حيث دفعت إيران بميليشيات إضافية إلى منطقة البادية السورية، تحقيقاً لعدة أهداف، أبرزها قطع الطريق على فصائل الجيش الحر المدعومة من التحالف الدولي في الوصول إلى مدينة دير الزور، إلى جانب تأمين إيران لطريقها "المقدس" الممتد من طهران فالموصل إلى دير الزور مروراً بدمشق وصولاً إلى مناطق سيطرة حزب الله في بيروت على البحر المتوسط.
حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي جزء من المشروع الإيراني
وفي شأن متصل، أكد القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا "فواز محمود" أن "ايران تضخ الأموال من أجل نشر التشيّع بالتنسيق مع النظام وحزب الاتحاد الديمقراطي، في مناطق نفوذهم بدعم من الحرس الثوري الإيراني".
وأشار "محمود" في تصريحات نقلتها وسائل إعلام كردية إلى أن إيران تعمل على تحقيق أهدافها في المنطقة، من خلال تشكيل هلال شيعي يوصل طهران ببغداد ودمشق ثم بالبحر المتوسط ولبنان وحزب الله، لافتاً إلى أن مليشيات الحشد الشعبي العراقي بدأت بإطلاق عمليات عسكرية بمناطق جنوب سنجار والشريط الحدودي مع سوريا بالتنسيق مع مسلحي حزب العمال الكردستاني PKK في تلك المنطقة، في حين يتحضرون الآن لعبور الحدود نحو الأراضي السورية".
وسخر القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني من تصريح "طلال سلو" المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية التي تقودها "الوحدات" الكردية، الذي شدد مؤخراً على التصدي لميليشيات الحشد العراقية، في حال حاولت دخول مناطق نفوذهم في شمال سوريا، وقال "محمود" لم ولن تفعل أي شيء (قوات سوريا الديمقراطية) حيال ذلك لأنها لا تزال جزءاً من المشروع الإيراني".
إيران تشكل ميليشيا "الحشد" السوري لمنافسة الفيلق الخامس الروسي
إلى ذلك، اعتبر مسؤول في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أن إيران تسعى لتغيير شكل ميليشياتها الطائفية وجعلها قوات شرعية لها في سوريا، وذلك على غرار "الفيلق الخامس" الذي أسسته روسيا قبل عام تقريباً.
وقال عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني "ياسر الفرحان" إن إيران تريد ضمان بقاء نفوذها في سوريا، وأضاف أن الأنباء الواردة عن تشكيل "حشد شعبي سوري" هو للتغطية على عناصر الحرس الثوري الإيراني والميليشيات الطائفية المنتشرين في سوريا.
وأكد الفرحان وفق موقع الائتلاف الالكتروني أن هدف إيران ما يزال ربط طهران بدمشق عبر بغداد، والوصول إلى المتوسط، لافتاً إلى أن حالة الرفض العام لدى أهالي المنطقة لميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي، تدفع البعض للجنوح إلى تشكيلات أخرى، مشدداً على ضرورة البقاء في رفض جميع التشكيلات البعيدة عن المشروع الوطني الجامع.
"الفيلق الخامس اقتحام"
يشار أنه في تاريخ 22 تشرين الثاني 2016، أعلنت قوات الأسد تشكيل كيان عسكري جديد مدعوم من موسكو، تحت مٌسمّى "الفيلق الخامس اقتحام"، ليكون عموداً عسكرياً في النفوذ الروسي في سوريا بهدف مواجهة النفوذ المتصاعد لـ"قوات الدفاع الوطني" وميليشيات مدعومة من إيران، عبر فتح المجال لانتساب جميع المدنيين في مناطق سيطرة النظام من سن 18 وحتى الـ50 عاماً، ويظهر سعي النظام لتطوير هذا التشكيل الجديد والحشد له من خلال التعميمات والإعلانات الموجهة للموظفين في الدوائر الرسمية وحتى خطب صلاة الجمعة لم يوفرها، إلى جانب استعراض ميزات هذا الالتحاق، والتي تضمنت تسوية وضع المتخلفين عن الخدمة الإلزامية والاحتياطية في قوات النظام، إضافة لتقديم راتب شهري يعادل أربع أضعاف راتب الموظفين، ويساوي قرابة 200 دولار أمريكي (100 ألف ليرة سورية).