طرق إخفاء روسيا للعدد الفعلى لقتلاها في سوريا

طرق إخفاء روسيا
للعدد الفعلى لقتلاها في سوريا

كشفت وكالة "رويترز" عن أدلة جديدة تُثبت أن الخسائر التي منيت بها روسيا منذ 29 كانون الثاني في سوريا تزيد أكثر بثلاث مرات على عدد القتلى الرسمي الذي أعلن عنه الكرملين.
وأثبتت الأدلة مقتل 18 روسياً في سوريا أثناء قتالهم إلى جانب قوات نظام الأسد، في الفترة التي تزامنت مع اشتباكات عنيفة لاستعادة مدينة تدمر من أيدي عناصر تنظيم الدولة، في حين أعلنت وزارة الدفاع الروسية آنذاك عن مقتل 5 من عناصر جيش النظام كما لم تتضمن تصريحات المسؤولين أي شيئ عن العمليات البرية الروسية في تدمر
وتشمل حالات القتلى التي وثقتها رويترز الجنود النظاميين الـ5 الذين أعلنت وزارة الدفاع مقتلهم و4 متعاقدين قتلوا في نفس اليوم و7 متعاقدين آخرين وجنديين نظاميين لم تعلن الوزارة مقتلهما، حيث تزامنت الفترة التي أجرت رويترز تحرياتها فيها مع بداية انتشار رئيسي للقوات الروسية في منطقة حول تدمر وفقا لما قاله أشخاص على صلة وثيقة بالقتلى.

الخوف من التحدث مع وسائل الإعلام

وتحققت رويترز من هذا العدد عبر مقابلات أجرتها مع أقارب وأصدقاء القتلى والعاملين في المقابر، بالإضافة إلى تقارير إعلامية محلية تؤكد تشييع جنازات وكذلك ما جمعته مجموعة من المدونين الاستقصائيين يطلق عليها اسم (فريق استخبارات الصراعات)، حيث تأكدت من كل حالة على حدة، كما قال عدد من أقارب القتلى الذين سقطوا في سوريا إنهم تلقوا مكالمات هاتفية من أفراد يعملون في تجنيد المتعاقدين العسكريين يحذرونهم فيها من التحدث مع وسائل الإعلام.
إلى ذلك أحال مسؤول بوزارة الخارجية الروسية أسئلة إلى وزارة الدفاع عن هذه الخسائر، فيما لم ترد الوزارة على استفسارات رويترز عن الخسائر (التي تعتبر الأعلى في صفوف القوات الروسية منذ نهاية يناير كانون الثاني)، أوالعمليات العسكرية في سوريا، كما امتنع الكرملين عن التعليق.

عقود خاصة

في السياق ذاته أشار التقرير إلى أن أغلب القتلى ليسوا من الجنود النظاميين الروس بل مدنيين يؤدون مهام عسكرية بعقود خاصة بأوامر من القادة الروس، فيما لم تعترف موسكو رسميا بوجود هؤلاء المتعاقدين في سوريا، يتم مع مقاتلين فوق سن الـ35 فقط لتنفيذ مهام فنية متخصصة أو تدريب الوحدات السورية لا للمشاركة في مهام قتالية.

يوري سوكالسكي

ومن بين القتلى روسي يدعى "يوري سوكالسكي" (52 عاما) من وهو من منتجع جيليندجيك الروسي على البحر الأسود وقال مصدر من المقربين منه إنه وقع عقدا للذهاب إلى سوريا في يناير كانون الثاني مع مجموعة من المتعاقدين، كما أبدى في واحدة من مكالماته الهاتفية الأخيرة دهشته لضخامة عدد المتعاقدين الروس في سوريا وروى ما قيل له عن شدة القتال.
كما نقل المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته خوفا من عواقب كشف معلومات حساسة للسلطات الروسية عن سوكالسكي قوله "من بين كل 100 واحد يعود 50 في نعوش"
ويوري هو من بين 10 قتلى على الأقل سقطوا في منطقة تدمر التي سيطر عليها تنظيم الدولة، حيث غادر في العاشر من كانون الثاني سوكالسكي المتخصص في الألغام الأرضية بيته في جيليندجيك واتجه إلى روستوف في جنوب روسيا للانضمام إلى مجموعة من المتعاقدين المتجهين إلى سوريا فيما قال الشخص الذي تربطه بسوكالسكي صلة وثيقة "هذه المرة كانوا يقبلون الجميع وليس فقط من تخطى الـ35".
كما تبين وثيقتان رسميتان اطلعت عليهما رويترز أن سوكالسكي قتل في 31 كانون الثاني من جراء إصابته بشظايا في التياس بمحافظة حمص السورية على بعد 60 كيلومترا تقريبا غربي تدمر.

من قتل مع يوري

وفي اليوم نفسه قتل مع يوري ثلاثة أفراد آخرون من وحدته وكلهم من المتعاقدين، ويدعى اثنان من الثلاثة أليكسي ناينودين ورومان رودنكو أما الثالث فلم تتمكن رويترز من التأكد من صحة اسمه، كما قتل متعاقد آخر أيضا اسمه ديمتري ماركيلوف في التياس التي توجد فيها قاعدة تي فور الجوية التابعة للنظام وفقا لما ذكره معارف على صلة وثيقة به.
وقتل ثمانية آخرون من المفرزة الروسية منذ نهاية كانون الثاني في مواقع مجهولة في سوريا حسبما أظهرت الأدلة التي جمعتها رويترز، وهؤلاء هم المتعاقدون كونستانتين زادوروجيني وإيفان سليشكين وفاسيلي يورلين وألكسندر ساجايداك وألكسندر زانجييف وألكسندر تيشينين والجنديان الروسيان النظاميان إيجور فورونا وسيرجي ترافين.

جنود نظاميين

ولقي أيضاً 4 من الجنود الروس النظاميين مصرعهم في المنطقة ذاتها يوم 16 شباط الماضي حسب ما ذكرته وسائل إعلام روسية نقلا عن بيان لوزارة الدفاع، فيما لم تذكر أسماء الجنود الذين وصفتهم وسائل الإعلام بأنهم "مستشارون" لجيش النظام، كما نقلت وسائل الإعلام عن وزارة الدفاع أيضا مقتل جندي خامس اسمه أرتيوم جوربونوف بالقرب من تدمر في الثاني من آذار.
وتشير تقارير إعلامية محلية وما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي إلى سقوط قتلى آخرين من الروس في سوريا منذ نهاية يناير كانون الثاني بخلاف هؤلاء. غير أن رويترز لم تتمكن من التحقق من صحة تلك المعلومات من أطراف مستقلة.