تقرير – حمدتو.. "الظاهرة الأسطورية" الذي أنقذته الرياضة من الاكتئاب

الباراليمبياد مخزن قصص. رجال ونساء تحدوا الظروف ليتسابقوا في أقوى المنافسات.. لكن قصة واحدة تتميز. إبراهيم حمدتو الذي يحرك مضرب تنس الطاولة بفمه.وكالة الأنباء الفرنسية سردت تقريرا عن حمدتو، يترجمه FilGoal.com .

فقد حمدتو ذراعيه – من فوق الكوع – في حادثة قطار أثناء طفولته، وهو المتسابق الوحيد الذي يلعب تنس الطاولة دون ذراعين.

ورغم خسارته أول مباراتين في الباراليمبياد أمام المصنف الرابع، البريطاني ديفيد ويثيريل، والألماني توماس راو، إلا أن حمدتو صاحب الـ43 عاما سعيد جدا بتجربته.

"أنا فقط سعيد أني أتيت من مصر لأكون هنا، وأنا ألعب ضد بطل".

وأضاف حمدتو لوكالة الأنباء الفرنسية "لا أستطيع وصف كم السعادة في قلبي. أنا سعيد جدا".

لكن كيف يفعلها حمدتو؟

حمدتو المولود في دمياط كان في عمر العاشرة عندما أصيب في الحادثة.

يقول مدربه حسام الدين شكري – والذي دربه في الـ20 عاما الأخيرة – "بعد الحادثة، أغلق حمدتو بابه على نفسه لمدة 3 أعوام، لم يخرج من منزله".

أحد أصدقائه أراد لحمدتو أن يخرج من حالة الاكتئاب، ولم يرى سوى الرياضة مخرجا.

أضاف شكري "كرة القدم لم تنفع، كانت خطيرة عليه لأن دون ذراعات لا يوجد ما يحميك عندما تسقط".

جرب حمدتو تنس الطاولة، أولا بوضع المضرب تحت إبطه الأيمن، لكن الأمر لم يكلل بالنجاح الكبير.

وفي النهاية، حاول حمدتو أن يضع المضرب بين أسنانه، مثلما تضع الكشاف في فمك وأنت تبحث عن شيء ويديك مشغولتين.

ولكن، تنس الطاولة لعبة أسرع من البحث عن شيء بكشاف بكل تأكيد. ولكن حمدتو فعلها.

يلعب حمدتو دون حذاء في القدم اليمنى، يرفع الكرة بواسطة قدمه ثم يحرك وجهه بواسطة عضلات رقبته القوية، لتتحول رأسه لذراع وفمه إلى يد.

يقول حمدتو إن الأمر استغرق 3 أعوام ليتعلمه، قبل أن يضيف شكري "بعد ذلك تغيرت حياة حمدتو، عاد للدراسة بعد أن تفوق في الرياضة".




"المستحيل ليس موجودا"

ما يفعله حمدتو جعله ظاهرة، الأمر الذي جعل الاتحاد الدولي لتنس الطاولة يصنع له فيديو شوهد أكثر من 2 مليون مرة بعنوان "المستحيل ليس موجودا".

"حمدتو أسطوري"

منافس حمدتو الأول، ويثيريل، يلعب تنس الطاولة بارتداء دعامة في جنبه الأيسر. كما أنه مشهور في العالم الباراليمبي، بسبب أشياء كتلك.



يقول ويثيريل عن حمدتو "هو أسطورة في تنس الطاولة. كنت أشعر بالضغط ضده. كنت متوترا. عندما ترى شخص مثله عليك أن تشعر بالتوتر".

لكن تظل المشكلة الكبرى بالنسبة لحمدتو، أنه دائما في موقف أصعب من منافسه لأن على الأقل خصمه لديه ذراع واحد.

يقول مدربه شكري "هو الوحيد الذي يستعمل فمه، لا أحد غيره يفعل ذلك".

"إن كان عدد من اللاعبين يستعملون فمهم مثله، من الممكن أن تقام بطولة جديدة لهم".

هذا الأمر ممكن، لأن حمدتو يدرب طفلين في عمر العاشرة والثانية عشر، والطفلين فقدا ذراعهما أيضا".

وأتم شكري "حمدتو يريد أن يعطي الولدين المهارات التي لم يمنحها له أحدا وهو في سنهم".



filgoal.com