بالصور| "مارسا" شبح جديد يهدد حياة المصريين بمستشفى "إمبابة".. و"الصحة": "خليها شغالة"

ظهر مؤخرا فيروس صحراوي جديد تتمثل أعراضه في ارتفاع مفاجئ بدرجات الحرارة وصعوبة في التنفس بجانب طفح جلدي، والذي صنفته منظمات الصحة العالمية على كونه "فيروسا قاتلا"، والذي أطلقوا عليه اسم "فيروس مارسا".

يؤدي ذلك الفيروس الخطير إلى الوفاة بعد الإصابة بمدة قليلة، حيث يصيب الجهاز التنفسي بشكل مباشر والذي لا يفرق بين المراحل العمرية، حيث إنه يصيب الكبار والشباب والأطفال، نفت وزارة الصحة على لسان متحدثها الدكتور حسام عبدالغفار وجود ذلك الفيروس من الأساس في مصر، مصنفا تلك الأمراض على كونها "شائعات" تم ترديدها مؤخرا حول انتشار فيروس "مارسا" بين المواطنين، غير عابئ بالوفيات التي وقعت بسببه مرجعا إياها على كونها "حالات وفاة ناتجة للإصابة بالإجهاد الحراري ناتج عن ارتفاع درجات الحرارة" في تصريحات صحفية سابقة.في مستشفى إمبابة العام تقول إحدى الطبيبات إن العناية المركزة الموجودة بالمستشفى تصيب المرضى وزوارهم بفيروس "مارسا" القاتل الجديد، موضحة أن هناك حالة لامرأة تدعى "فوزية محمود عمر" كما هو مبين في صحيفة دخولها المستشفى قد توفيت بسبب الفيروس دون تحرك جاد من المستشفى لتعقيم العناية بصورة صحيحة.


وأضافت الطبيبة "م.ع"، لـ"الوطن"، أن حالة المريضة فوزية حضرت إلى المستشفى منذ ما يقرب الـ40 يوما إلا أنها توفيت بسبب كسل القائمين بالمستشفى لوضعها في حجر صحي بعيدا عن المرضى الآخرين، موضحة أن المتابعين لحالتها كانوا قد قاموا بعمل مزرعة خاصة بها لتبيان ما إذا كان هناك فيروس حقيقي أم لا إلا أن النتائج جاءت إيجابية بوجود الفيروس في جسدها.

وفي تشخيص الحالة، قالت الطبيبة إن السيدة كانت تعاني من جلطات متكررة في المخ حتى حضرت إلى المستشفى، مشيرة إلى أن عضلة القلب الخاصة بالسيدة كانت قد توقفت ما يقرب الـ3 مرات بجانب قلة الإفرازات الخاصة بالغدة الدرقية حتى أصيبت بغيبوبة عميقة ووضعت على جهاز التنفس الاصطناعي ناهيك عن عدوى شديدة بمنطقة الصدر.

يؤكد سيد سلامة ابن السيدة فوزية محمود عمر صحة كلمات الطبيبة، حتث يقول إن والدته كانت دخلت مستشفى إمبابة العام منذ 40 يوما بسبب جلطة عانت منها قديما دون أعراض تذكر لفيروس "مارسا"، موضحا أن الأطباء فور رؤيتهم لها أكدوا خروجها من المستشفى في غضون يومين كحد أقصى حتى تتلقى متابعة وأدوية خاصة بها.

طالت اليومان كما يؤكد سلامة في تصريح لـ"الوطن" حتى بلغت الـ40 يوما دون بصيص أمل حقيقي لخروج والدته من المستشفى بسلام، وما بين هنا وهناك خضعت المتوفاة إلى خراطيم خاصة بالأكسجين، موضحا أن المستشفى لم يقدم العناية الكاملة لوالدته ما جعله يقوم بالتحاليل الخاصة بها في أحد المعامل الخاصة والقريبة من المستشفى بشارع أحمد عرابي حتى صُدم طبيب التحاليل من نتائج التحاليل الخاصة بوالدته والتي تقضي بوجود مرض "مارسا" في جسدها.

يوضح ابن السيدة المتوفاة أن عددا كبيرا من زوار العناية المركزة بالمستشفى عانوا أثناء زيارتهم لذويهم بإصابتهم بذات الفيروس ما دفعهم للاطمئنان على صحتهم في المعامل الخاصة عن طريق التحاليل والتي قضت بإصابتهم بالمرض وتوفي عدد كبير منهم بسبب الإهمال المستشري في العناية المركزة في تلك المستشفى، إلا أن حالتهم لم تخرج إلى النور بسبب إصابتهم وموتهم في شكل سريع دون مقدمات حقيقية تذكر.

"قدمنا شكوى لمدير المستشفى أنا وناس كتير من اللي أهاليهم كانوا محجوزين في العناية المركزة واللي كان بدوره لازم يبلغ وزارة الصحة بس هو ما بلغش عن أي حاجة وفضل الوضع على ما هو عليه"، موضحا: "أنا بسبب الفيروس ده كنت بجيب لأمي علاج من برة كان من ضمنها حقنة بـ180 بتتاخد كل يوم".

تتضافر الرؤى حتى تظهر الحقيقة، تكمل الطبيبة المشرفة على عدد من المرضى في المستشفى كلام ابن السيدة المتوفاة قائلة: "المفروض يبقى عندنا أوضة للعزل الصحي ودي مش عندنا في المستشفى بس إحنا عندنا أوضتين والمستشفى مش عملاهم للعزل الصحي".

تضيف الطبيبة قائلة: "في آخر المطاف دخلوا الحاجة فوزية أوضة قبل ما تموت بيوم وحطوها على جهاز التنفس الصناعي وفي الوقت ده اتوقفت عضلة القلب بتاعتها أكتر من مرة واشتغلوا عليها بـ(CPR)"، موضحة: "الرعاية المركزة كان لازم تتقفل ويتعمل لها تعقيم من الفيروسات لأنها بتكون أكتر انتشارا في تلك الغرف".
يعاود سلامة الحديث قائلا "أمي عمرها ما اشتكت من صدرها إلا بعد ما دخلت المستشفى وجالها الفيروس حتى وضعوها على جهاز الأوكسجين وكانوا بيزودوا نسبته كأخر أمل في الحياة لها"، مضيفا أن هناك عددا كبيرا من أهالي المرضى بالمستشفى أصيبوا بذات الميكروب وتوفوا، مشيرا إلى أن هناك عددا كبيرا من الشكاوى تقدم بها أهالي المرضي لمدير المستشفى والذي كان يتجاهلها بدوره و"كتم على الموضوع".

تمر الأيام على سلامة كشبيهاتها بعد أن فقد من أنجبته إلى الحياة يوما منذ 3 أيام بمستشفى إمبابة العام، تختلط نبرة صوته بحشرجة صدره قائلا والدموع تقترب إلى الهطول مطرا من عينيه: "أنا ندمان إني دخلتها الرعاية في المستشفى.. حالتها كانت بتسوء كل يوم عن اللي قبله، كنت بشوفها بتموت قدامي كل يوم وكنت بطلب منهم يشيلوا الخراطيم عنها والممرضين كانوا بيردوا يقولوا (ماينفعش نشيل الخراطيم علشان هي محتجاها)".

تقول الطبيبة الشابة المشار إليها برمز "م.ع" إن مدير الرعاية الحرجة في منطقة الجيزة أخبروه بوجود حالات مصابة فعليا بفيروس "مارسا" ما يجبر المستشفى لتجهيز غرف خاصة للعزل، فرد قائلا "خلي العناية شغالة عادي ومتوقفهاش نهائيا"، موضحة أن إدارة المستشفى وطبقا للمسؤول لم توافق على إغلاق العناية المركزة بينما قرروا إغلاقها بشكل جزئي في الوقت الذي يخرج فيه المرضى حتى يتم تعقيمها على مراحل عدة، مضيفة: "يعني هيستنوا لما تخرج 8 حالات من العناية المركزة علشان يقدروا يعقموا المساحة اللي خرج منها الـ8 حالات وبعدين يدخلوا في التعقيم على الجزء الثاني من العناية".

تؤكد الطبيبة الشابة في نهاية شهادتها أن معدل الوفيات كان قد زاد بشكل كبير خلال الفترة السابقة في المستشفى وبطريقة غير عادية وحشية، موضحة أن في بداية ظهور المرض كان من الممكن أن يتوفى مريض واحد كل يوم وكان معدلا طبيعيا، إلا أنه واليوم أصبح من الممكن أن يتوفى ما يقرب من 3 أشخاص في اليوم الواحد بسبب سوء المتابعة من قبل إدارة المستشفى والتعقيم.

من جانبه، قال الدكتور خالد مجاهد المتحدث الرسمي باسم وزارة الصحة إن ميكروب "مرسا" موجود في مصر ولكن بنسب طفيفة، موضحا أنه يحتاج إلى نوع من المضادات الحيوية للتغلب على تلك البكتيريا.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الوزارة، في تصريح لـ"الوطن"، أن الوزارة نهتم في المقام الأول بتعقيم المستشفيات وبالأخص العناية الحرجة وذلك بسبب ضعف الجهاز المناعي لهؤلاء المرضى، مضيفا أن المستشفى من المفترض أن تعقم تلك الأماكن فورا، موضحا "هنرجع للمستشفى وللدكاترة ونتأكد من صحة الموضوع.

وأوضح مجاهد أن قطاع مكافحة العدوى بالوزارة هي من تهتم بتلك الأوبئة، مضيفا: "إحنا بنخاف على العيانين اللي موجودين في المستشفيات"، نافيا إصابة زوار المرضي بالمستشفى بتلك البكتيريا أثناء زيارتهم لذويهم بالمستشفى.


المصدر

www.elwatannews