كومبيوتر قادر على ترميم نفسه بنفسه

كومبيوتر قادر على ترميم نفسه بنفسه



أخبار ياهو - لندن - «الشرق الأوسط»:
منا لم يشعر بالرغبة في تحطيم جهاز اللابتوب بقذفه على الجدار، خصوصا عندما تختفي شاشته أثناء العمل، لتمحو ساعات من العمل المضني؟
للحيلولة دون ذلك، قام العلماء في جامعة يونيفرسيتي كوليدج لندن (يو سي إل) بإنتاج كومبيوتر يرمم ذاته بذاته، بحيث يمكنه كآلة منهجية تصحيح البيانات الفاسدة آنيا، استنادا إلى مجلة «نيو ساينتست». ومن شأن هذا الابتكار أن تكون له نتائجه البعيدة المدى بالنسبة إلى الدوائر الطبية والعسكرية، بحيث يمكن للطائرات من دون طيار استعادة حالتها الأصلية الأولى من إصابات وأضرار المعارك خلال ثوان قليلة، أو إنتاج نموذج أكثر واقعية من الدماغ البشري.
وكان الفريق الذي شيد هذا «الكومبيوتر المنهجي» (systemic computer) قد رمى إلى أن يتمكن من الاستجابة إلى الأحداث العشوائية غير المتوقعة، فالكومبيوترات شيدت أساسا لاتباع خطة طويلة من الإرشادات والتعليمات، ولا يمكنها الأخذ بالاعتبار سوى واحدة منها في الوقت ذاته. «وحتى لو شعرت بأن جهاز الكومبيوتر يشغل جميع البرمجيات في وقت واحد، فإنه في الواقع يتظاهر بذلك، محولا تركيز عمله بسرعة بين هذه البرمجيات»، كما يقول بيتر بينتلي، عالم الكومبيوتر في جامعة «يو سي إل».
وقد تمكن بالتعاون مع زميله كريستوس سيكلاريو من إعادة هندسة كومبيوتر جديد يفكر أكثر كالعقل البشري. والأمر كله متعلق بالسلامة في الأرقام. فالكومبيوتر الجديد يتضمن الكثير من نسخ تعليماته وإرشاداته، التي تغطي نظمه الافرادية جميعها، فإذا أخفقت واحدة منها يمكنها الوصول إلى نسخة نظيفة وإصلاح نفسها. ففي المستقبل سيعمل العلماء على إدخال قدرة الآلة على التعلم، فإذا كنت جالسا بالخارج تعمل حيث حرارة الجو عالية، يقوم الكومبيوتر بالاستجابة للوضع عن طريق الحيلولة مسبقا من انهياره.
* إنزيمات للتخلص من الكحول وعلاج الصلع
* لندن - «الشرق الأوسط»: تمكن باحثون من تخفيض معدلات الكحول في دم الفئران المخمورة عن طريق حقنها بكبسولات نانو دقيقة تتضمن إنزيمات لها دور فعال في عمليات أيض (التمثيل الغذائي) الكحول. ويقدم العلاج تقنية مبتكرة لإدارة العقاقير التي سيكون لها تطبيقات طبية واسعة.
والإنزيمات هي بروتينات تقوم بتحفيز مجموعة واسعة من العمليات الحيوية في الجسم لجعلها مرشحة ومستعدة لاستقبال العلاج، فالكثير من الوظائف الحيوية المهمة في الجسم تتطلب مجموعات مرتبة بدقة من الإنزيمات المختلفة تعمل بتناسق كلي، غالبا ما تكون داخل مكونات فرعية تدعى «العضية» أو لعضية الخلوية (organelle). وعلى الرغم من محاولة الباحثين لسنوات تطوير مثل هذه التعقيدات في المختبرات، فإنها برهنت عن صعوبتها البالغة في الحفاظ على بروتينات ثابتة يمكن التحكم تماما بحجمها وترتيبها.
وهذا البحث الجديد الذي ننشر في مجلة «نيتشر نانوتكنولوجي» ينطوي على تعبئة وتغليف الكثير من الإنزيمات داخل قوقعة دقيقة الحجم جدا (نانوية). وتكون النتيجة مجموعة مركبة من الإنزيمات العملية الفعالة مصنوعة من البوليمر غير السام، بحيث يحاكي «العضية»، كما يقول يونفينغ لو أستاذ الهندسة الكيميائية والبيولوجيا الجزئية في جامعة «يو سي إل إيه» الذي يرأس هذا البحث مع شينغ جي أستاذ الكيميائيات البيولوجية، والبيولوجيا الجزئية في جامعة ساذرن كاليفورنيا. وتقوم الكبسولة بموازنة البروتينات وحمايتها من تلاشيها في الجسم.
ولإثباث فعالية أسلوب توجيه العقار إلى موضعه، قام الباحثون بحقن الفئران بالكبسولات التي تحتوي على الإنزيمين، أحدهما «اكسيديز» الذي ينتج بيروكسيد الهيدروجين (ماء الأكسجين)، ويتوجب عليه العمل بالتوافق مع إنزيم آخر يقوم بتحليل هذا المنتج الجانبي المضر. وأفاد الباحثون بأن الفئران التي تلقت علاج الإنزيمات هبط لديها معدلات كحول الدم بسرعة، مقارنة مع فئران المراقبة الأخرى التي لم تتلقَّ العلاج.
وهذا الاختراق من شأنه فتح الأبواب لتطوير صنف جديد من عقاقير الإنزيمات، كما يقول لو. فهو يرى في النهاية إمكانية ابتكار ترياق يمكن تناوله عن طريق الفم. ولكون الأيض الكحولي يحدث طبيعيا في الكبد، فإن العلاج هذا أشبه بالحصول على ملايين من وحدات خلايا الكبد موجودة في المعدة، أو في الأمعاء، لتساعد على هضم الكحول، كما يقول.
وتقوم مجموعة الباحثين هؤلاء بتطوير عقاقير أخرى تعتمد على أسلوب الكبسولات، ومثال على ذلك فإن هذه المجموعة تعمل حاليا مع شركة «كيثيرة» للأدوية لابتكار عقار يمنع تساقط الشعر، الذي سيعتمد على كبسولات نانوية دقيقة، لتعاطيها عن طريق الجلد، التي ستكون عبارة عن إنزيم يقوم بتفكيك مادة الـ«دهيدروتيستوستيرون» (التي تعرف عامة بـ«دي إتش تي») التي تسبب صلع الرجال.