تصعيداً للتهويد .. الصهاينة يحاصرون المسجد الأقصى بـ 61 كنيساً

تصعيداً للتهويد.. الصهاينة يحاصرون "الأقصى" بـ 61 كنيساً



المركز الفلسطيني للإعلام :
حرب ضروس تلك التي يشنها الكيان الصهيوني في بيت المقدس، حيث إن الأمر لا يقتصر على الاعتقالات والاقتحامات والتدنيس، بل يتعداه إلى محاولة تشويه التاريخ وتحريفه بل حذفه كليا وإعادة صياغته على الطريقة الصهيونية، وما تلك إلا أكاذيب تغرس نفسها في أزقة القدس وأروقتها.
ولا شك أن العقلية العنصرية التي تحملها سلطات الاحتلال تحاول بكل جهد وتنتهز أي فرصة من أجل الانقضاض على التاريخ الإسلامي في القدس وتهويد المقدسات واستباحتها إلى حين إقامة "الهيكل المزعوم" وفقا لرؤيتها، فأشكال كثيرة بانت لتلك العنصرية بدأت بالأنفاق ولم تنته بإنشاء الكنس.
خنق تدريجي
يقول الخبير المقدسي في شؤون الاستيطان وأستاذ العمارة في جامعة بيرزيت د. جمال عمرو إن الاحتلال قام منذ عام 1967 بإنشاء وافتتاح 61 كنيسا صهيونيا في محيط المسجد الأقصى المبارك وعلى مقربة منه، حيث إنه كلها أقيمت بعد احتلال الجزء الشرقي من المدينة دون أن يكون أي منها موجودا من قبل على الإطلاق.
ويوضح الخبير بأن تلك الكنس أنشئت في مواقع حساسة وأثرية تعود إلى المسلمين ومعظمها على أراضي وقف إسلامي، وأن كلها أنشئت على أراضي عقارات إسلامية محتلة منذ عام 1967، حيث أن بعضها كان عبارة عن مساجد تم السيطرة عليها وتحويلها إلى كنس زورا وبهتانا.
ويضيف:" معظم تلك الكنس موجود تحت الأرض في أنفاق كانت لليبوسيين العرب وبعضها فوق الأرض مثل كنيس الخراب، وقام الاحتلال بإنشائها من أجل طمس الحق الإسلامي ومحاولة زرع أكذوبة الحق اليهودي في أرض القدس".
ويلفت عمرو إلى أن بعض تلك الكنس ستقام مكان المدرسة الافضلية الأيوبية التي بناها صلاح الدين الأيوبي ضمن حي المغاربة الذي دمر عام 1967، مشيرا إلى أن المدرسة كانت واحدة من روائع الفن المعماري الأيوبي وتمت إزالتها لبناء أحد الكنس مكانها.
مخططات جديدة
ويحاول الاحتلال افتتاح كنس جديدة غير تلك التي قام بإنشائها مسبقاً، وتبين هذا جليا من خلال أعمال الحفر المستمرة أسفل أركان المسجد الأقصى المبارك.
وفي هذا الشأن يؤكد المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو عطا بأن الاحتلال قام مؤخراً بحفر نفق في منطقة القصور الأموية من الناحية الجنوبية للمسجد الأقصى، مبينا بأن ذلك أدى إلى وجود فراغات كثيرة لافتتاح كنس جديدة فيها.
ويقول أبو عطا:" بالفعل تم رصد شاحنات صهيونية تحمل أتربة تاريخية وأثرية وحجارة من نفق جديد يحفر تحت الأرض افتتح في القصور الأموية ولكن لا نعلم كم مساحته، وما هو ظاهر فوق الأرض عبارة عن قوس كبير".
ويوضح أبو عطا بأن الاحتلال ينوي إنشاء أروقة وكنس جديدة وممرات تلمودية حول المسجد الأقصى المبارك لتكوين مدينة كاملة للمستوطنين، مشيرا إلى أن الاحتلال يستكمل الحفريات تحت المسجد الأقصى لاستكمال بناء البنية التحتية للهيكل المزعوم.
بدوره يضيف الخبير عمرو:" هناك أبنية أعلن عن إقامتها الاحتلال وبدأ الإنشاء فيها، ومن ضمنها متحف الهيكل في حي وادي حلوة ببلدة سلوان، وهذا جزء من (منشآت الهيكل السبعة) ويجري العمل حثيثا لإقامة هذه المنشآت فوق الأرض الفلسطينية من أجل طمس المعالم الحقيقية لها".