أيمن عبد القوى الأعلامى مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 2865 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8469 ترشيحات : 32
| موضوع: تجاعيد على وجه الحب 27/3/2008, 18:10 | |
| تنام المحبوية ..... أقصد قريتى بهدوء . تحلم أحلاماً وردية وأيضاً خضراء . تحلم
بصباح مبلل بقطرات الندى كاللؤلؤ . بجدول الماء الرقراق يروى كل ركن فيها
. يدغدغها بالحب . تبتسم . إبتساماتها ( تمر وتين وتفاح ) . محبوبتى نامت وأنا
لم تغمض لي عين أو قلب . ففي الليل أشعر أنها لي وحدي . أتجول بين الحقول
. وكثيراً ما كنت أتعثر في ظلام الليل . ولكني كنت أغفر لها دائماً . فهي من
أنجبت سلمى . الحب الطاهر . رمز الصدق الصافي . كانت سلمى لا تنام أيضاً .
تتحين فرصة نوم أمها ( القرية ) وتأتينى منسلة. ولكن هيهات فالأم كما نعرف .
تنام ولا تنام . تغمض عيناها متظاهرة بالنوم . تبتسم إبتسامات وردية ( تمر
وتين وتفاح ) . وسلمى تتلفت بعينيها الرائعتان . ملفوفة بطرحة سوداء تبرز
جمال وجهها الوضاء . تأتينى كل مساء . بجانب النخلة الطيبة العجوز . التى
كانت شاهدة على الكثير من قصص الغرام منذ الأجداد . تفرح بلقاء القلوب .
ترقص . تتمايل . مع نسمات الهواء . تأتى سلمى مضطربة . لاهثة من الخوف .
أحتضن يداها الصغيرتان بيداي. يرتفع صدرها ويهبط بسرعة . أنفاسها الملتهبة
تلسع وجهي . تسقط تمرة على رأس سلمى . تجزع . ترتمى في أحضانى طالبة
الأمان . ننظر معا لأعلى . ثم نضحك . إنها النخلة العجوز لم تنسى مباركة حبنا
بإهدائنا التمرات . نقتسم التمرة . تودعني سلمى على وعد اللقاء . ولكن في
الصباح . أصدر أبى قرار . دون سابق إنذار .غير قابل للنقاش . وذلك لظروف
عمله الجديد .والقرار هو أن العيش من غداً في المدينة. خرجت مهرولا
من منزلنا . هائم في كل دروب القرية . دموعي تسبقني . عيناي تريد أن تأخذها
بداخلها . لتثتأثر بها عن كل العالم . ولم أشعر إلا وقد جن الليل .
نامت قريتنا . وأنا ........ لم أنم .
لم آكل شيئاً حتى الآن . ذهبت بي قدماي إلى النخلة العجوز . فرحت بقدومي .
رمتني بالتمر . أخذته . ولم آكله رغم الجوع . وضعته في جيبي . فأنا محتاج له
في السفر الطويل . ملأت جيبي بالتمر . والآخر بحفنة من تراب الأرض . لأنى
أحتاج أن أتنسم فيه عطر المحبوبة في زمن الغربة الطويل .
أنتظرت سلمى . لم تحضر في هذا اليوم .
أصبح الصباح . لم تحضر أيضاً . عدت إلى المنزل . وجدت الحقائب قد حزمت .
أمى تحتضنني وتبكى جزعاً . قالت أين كنت ياولدى . أنها لا تبكيني . فأنا أعرفها
. هي تبكي الدار . تبكي الجارة . تبكي أشجار الليمون . جاءت السيارة . حملتنا .
جاء كل من في القرية يودعنا . أمي تبكي والجارات أيضاً . الرجال لا يبكون وهم
يودعون أبي . يقولون سنأتى لك كلما نزلنا للمدينة . وأنت لابد أن تأتي لتؤمنا في
صلاة الجمعة كالعادة . نرجوك ألا تقطع عادة . أحتوتنا السيارة كالقبر .
وشقت سكون القرية كالوحش . رأيت عبرات حيرى في عينا أبي .
ألتفت بعيداً عنا . وصلنا منزلنا الجديد .
أعمدته اسمنتية . غير ودود بالمرة . لم أحس بالألفة معه . تغير الأصدقاء .
وأنا بينهم ولست معهم . فأنا مازلت أبحث عن سلمى.
ليست موجودة . فهي واحدة فقط في كل هذا العالم .
مرت سنتان . وذهبت مع أبي مرة أخرى في زيارة للقرية .
الطريق إلى القرية أصبح أفضل مما كان . وقفت السيارة .
قال إبي : أنزل يا إبني .... فقد وصلنا .
قلت له : إنها ليست قريتنا .. أبي لم ينبث بكلمة . سحبني من يدي وأنزلني
عنوة . البيوت قد اختلفت . أصبحت هي الأخرى اسمنتية . الناس تغيرت
ملامحهم . يتكلمون بسرعة . يمشون بسرعة . شباب القرية يلبس ملابس
إفرنجية . يلوحون بأيديهم ناحيتي بالسلام . بلا مبلاة وكأني لم أغب عنهم سنوات
. أبي أنشغل مع الأصدقاء . وأنا ذهبت إلى دار المحبوبة . وقفت لساعات . حتى
ظهرت خارجة من الدار . مظهرها غريب وعجيب في نفس الوقت . تلبس
الجينس . لم أصدق عيناي . ناديت عليها يااااااسلمى . قالت أهلاً ( أمين ) كيفك ..
ماهي أخبارك . قلت : ماهذا يا سلمى ؟ وأشرت إلى البنطلون الجينس . و (التي
شيرت ) المكتوب عليه بالإنجليزية (Night girl ) .
قالت لى : يا (ميمي لا تهتم ) . ثم أنا الآن أصبح اسمي ( سوسو )
ولست ( سلمى ) كالماضى . بحثت عن الكلمات لأرد عليها ولم أجد .
وقعت مني كل الكلمات . تركتها ......... ومشيت .
نادت علي وقالت : ( ميمي ) أين أنت ذاهب ياميمي ؟ . أريد أن أكمل كلامي معك
قلت في نفسي : أنا لست ( ميمي ) وهي ليست ( سلمى )
وهي التي قالتها الآن ..... ( لا تهتم ) . جريت ودموعي تنهمر من عيناي .
ذهبت لأشتكيها للنخلة العجوز . وصلت هناك . رأتني النخلة من بعيد .
فرحت النخلة العجوز . تراقصت مع نسمات الهواء . قلت في نفسي : أنت الوحيدة
الباقية على العهد . فأنت من تستحقين الحب وليست ( سوسو ) . وصلت
تحت النخلة العجوز . أبتسمت لي ابتسامات قمرية . نظرت تحتها فشاهدت .
أعقاب السجائر وزجاجات الخمور . ولم أشعر بنفسي إلا وأنا
أقوم برجمها بالحجارة وأقول : حتى أنت تغيرت أيتها الداعرة الماجنة ؟ .... حتى
أنت ؟ . أصبحتي ملجأ للسكارى والمعربيدن . أيتها الخائنة . بكت النخلة .
تساقطت دموعها تمرا . لم أجمعه مثل السابق . دسته بحذائي . وجريت بلا وعي
أبحث عن أبي . وجدته في منزل العائلة الكبير ومعه رجال كثيرون يضحكون بملئ
أفواههم . صرخت عليه بأعلى صوتي : كان عندك حق يا أبي بأن تأخذنا بعيداً
عن هذه القرية اللعوب .هيا يا أبي نتركها بسرعة .
ولم أشعر بشيئ بعد ذلك ... فقد وقعت مغشياً علي . |
|
رأفت الجندى المدير الإداري
العمر : 64 عدد الرسائل : 9511 بلد الإقامة : الفيوم احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 13049 ترشيحات : 29 الأوســــــــــمة :
| موضوع: رد: تجاعيد على وجه الحب 28/3/2008, 19:45 | |
| ا لاخ الحبيب (أيمن عبد القوي) قصة جميلة وكلمات رقيقة من كاتب جميل ورقيق و قصة تدل على أن الحضارة غيرت كل شىء ولم يبقى شىء الا غيرته الاأنت لم تغير الحضارة منك اخلاقك العريقة الاصيلة بارك الله فيك
|
|
أيمن عبد القوى الأعلامى مؤسس المنتدى
عدد الرسائل : 2865 بلد الإقامة : مصر احترام القوانين : العمل : الحالة : نقاط : 8469 ترشيحات : 32
| موضوع: رد: تجاعيد على وجه الحب 28/3/2008, 23:23 | |
| أخي
الحبيب
وأستاذي الكريم
رأفت بك الجندي . شكراً
لك على مجاملاتك الراقية . التي
قد أسعدت كلماتي المسكينة . أخي الحبيب
شكراً لك على
هذا المرور الطيب والكريم . |
|