السقوط المدوى للإعلام المصرى

السقوط المدوى للإعلام المصرى



مع ظهور أول مؤشرات النجاح الدكتور محمد مرسى وسقوط الفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة فى سباق رئاسة الجمهورية كانت هذه المؤشرات هى نفسها شهادة الوفاة الرسمية للإعلام المصرى بل ولكل أجهزة الدولة العميقة والظاهرة والحزب الوطنى المنحل والمتحكمين فى القرار بالدولة . ونبدأ بالإعلام وهو الذراع الطويلة لعدة أطراف وهم : 1 – الحكومة ، 2 – الفلول ، 3 – الأجهزة السيادية بالدولة . فقد استخدم الإعلام جميع أساليبه الغير مشروعة قبل المشروعة ضد جماعة الإخوان المسلمين والمحسوب عليها الدكتور مرسى لتشويه صورته وصورة الجماعة المنتمى لها وكان سلاحها الإشاعات والافتراءات والنبش فى مقابر التاريخ والتطاول وقلة الأدب والخطاب الإعلامى المتشنج وكأن بهم مس من الجان .. كل هذا وجماعة الإخوان المسلمين تسير فى هدوء دون أن يشعر بها أحد صاعدة على سلم عرش مصر بخطى ثابتة رغم ما يمتلكونه من جهاز إعلامى ضئيل جدا مقارنة بما يواجههم من إمكانات دولة وإعلام خاص سواء مقروء أو مسموع أو مرئى أو إليكترونى . فاستطاعت جماعة الإخوان بمجموعة إعلامها البسيط أن تهزم أجهزة إعلامية تعد بـ ترليونات الدولارات ومن خلفهم بيوت الأشباح المسماة بالأجهزة السيادية . وهذا يعتبر مؤشر خطير ونكسة للإعلام المصرى أفدح من نكسة الجيش المصرى فى 67 . فـ بكل ما تملكه من أباطرة الإعلام تعد رواتب كل منهم بالملايين والسماء المفتوحة والقمر الصناعى المصرى والمبانى والإدارات والوزارات ورغم كل هذا تهزمهم جماعة صغيرة نجحت بالوصول بمرشحها إلى كرسى الحكم بينما فشلت كل هذه الآلة الجبارة من مجرد تحسين أو تلميع صورة مرشح الدولة المحسوب على النظام البائد وهو الفريق أحمد شفيق الذى سقط مع الإعلام المصرى فى بئر الأوحال . ولذا وجب على النشطاء السياسيين ترك شعاراتهم برحيل المجلس العسكرى وتطهير الداخلية والقضاء وأجهزة الدولة وأن يركزوا جهودهم فى إتجاه واحد وهو تطهير الإعلام المصرى الكسيح الذى لم يأخذ من الإعلام العالمى والعربى إلا لهجة المذيعين والمذيعات والمراسلين وملابسهن الفجة العارية حتى أصبحت شاشات القنوات عبارة عن مجرد كباريهات تعرض بضاعتها الرديئة من أجساد متعفنة وبجاحة فى غير مواضعها وقلة أدب على كل من يشير عليه أسيادهم بأصبعه لينهشون لحم الضحية وكأن الإعلام المصرى أصبح مجرد كلب مسعور يوجهه صاحبه إلى من شاء . خسارة يا مصر ففى وقت مضى كانت محطة صوت العرب الإذاعية المصرية تقود وتوجه الثورات العربية ضد الاحتلال والظلم والطغيان من الخليج إلى المحيط ونجحت هذه المحطة الصغيرة التى كانت تبث من داخل غرفة صغيرة ومتواضعة فى أن تغيير خريطة الوطن العربى بينما فشلت كل هذا الإعلام المثمن بالترليونات فى إجلاس رجل يرتدى بلوفر على كرسى رئاسة مصر . فكان السقوط المدوى الذى سمعه كل العالم . وليكن شعارنا جميعا " الشعب يريد تطهير الإعلام "

بقلمى
هالة النقيب

أنت مش واخده بالك يا أستاذه
كتير من أهل الاعلام واخدين المسألة مسألة حياة أو موت
لأنهم هيقعدو في البيت
تحياتي