ديوان عازف الكلمات ... الشاعر حامد سالم

ما لنا هكذا صرنا

ما لنا هكذا صرنا .. كما الأصنام لا ننطق ..

نحدق فى عيوننا .. و لسنا نرانا ..؟

كأنما جلوسنا مع غير أنفسنا ..

و يطبق الصمت على أناسٍ سوانا .

فلا لون عينيك صار لونهما ..

و لا هذى شفتيك التى غنت هوانا .

من أنتِ .. من نحنُ ..صرتُ أسألنى ..

و من أخذ أرواحنا منًا .. و بالموت رمانا ..؟

أضحك أمامك .. و لستُ أهتمُ ..

و تضحكين لى مجاملة ..

ما كان أغبى ضحكاتنا .. ما كان أغبانا .

نركض وراء الأغنيات نسمعها ..

و نفركُ أصابعنا ..

و ندرك أننا نهرب من روتين لقيانا .

فهل جاء الموت على بابنا يطرق ..

وهذا وداعنا الأخير قبلما نمضى لمثوانا ..؟

و أننا بعد اليوم لن نلتقى أبداً ..

و نترحمُ الأن على حبنا الذى كانا ..؟

ونرحل عبر السنين نبكى مواجعنا ..

و نشرب الذكرى من كؤوس أدمعنا ..

و يبات اليأس معنا .. فى فراش شكوانا ..؟

مالنا هكذا صرنا كما الأموات ..

شاحبةً ملامحنا .. نخافُ النظر فى أحداقنا ..

نخافُ أن تجهرُ بالحقيقة مرايانا .

و حين نحسًُ الضجر يأخذنا ..

يواجهنا بأعماق أنفسنا ..

نفيق لحظاتٍ .. و ندعى الحبً زوراً و بهتانا .

و نعرفُ أننا نكذب .. و أن الحب فارقنا ..

و ما ظلً منه غير البقايا فى بقايانا .

حتى زهورنا ذبُلت .. لا عطر فيها ..

ولا صارت كما كانت تُشكلُ فينا بستانا .

و رحلت طيور الحب من زمن ٍ ..

هجرت رياض صدورنا مثل ربيعنا ..

و تركت أشجار النبض عُريانا .

كل الذى تبقى دموعنا و نرجوها لا تهطل ..

فتفضحنا ..

فنكتمُ الدمع .. و نرسم الوجه فرحانا .

و نطلق أمام الناس ِ ضحكتنا ..

و الناس تحسد عشقنا جهلاً ..

ولا يدروا بأن خلف الضحك أحزانا .

من أين جاءك هذا الجفاء ؟

بماذا أجيب حبيبى عندما تغيب --

و يطرق القمر بابنا --

يسأل عنك كيما تشاركه الضياء ؟

و رأى فى مقلتيا بريق دمع --

و سمع فى الصمت أنات البكاء

فماذا حبيبى لو بكى على بابنا قمرا --

أتراها ترحمنا السماء ؟

و ماذا أقول للأطفال اذا جاء وا ككل صباح --

ينثرون حول فراشك ترنيمة غناء

و يقبلون جبينك الأسمر -- فتنهض باسما --

تتقاذفون الوسائد و الغطاء ؟

و ماذا أقول للعصافير عنك --

اذا جاءت كما عودتها --

تلتقط من راحتيك حبات الغذاء ؟

قل لى حبيبى ماذا أفعل فى المساء --

و أنا -- و نار المدفأة -- و كتاب أشعارك --

منتظرون حكايا العشق فى ليل الشتاء ؟

و قد قلت لى يوما -- بأننى مثل أم حنون --

لا يكف القلب فيها عن مواصلة الدعاء

و أننى جئت من زمان الطيبيين --

و معجزة ضلت زمان الأنبياء

و أننى كحمامة تطير فوق الأرض --

تنثر بذور المحبة و الصفاء

و أنه لولاى ما كانت طيور البحر --

و ما عانقت ضفاف النهر ماء

و بأننى اذا هجرت الأرض يوما --

يموت من بعدى كل الرجاء

و قلت -- بأنك من ألف عاما تحبنى --

و بأننى --

حلم جميل سافرت فيه كما تشاء

فكيف تقسو عليا حبيبى --

و من أين جاءك هذا الجفاء ؟

أحدهم دون أن يدرى ..ردد إسمك أمامى .

كان الحرف الأخير على شفتيه يُنطق ..

ووثب القلب فى الصدر ينبض ..

وأندفعت رعشة تزلزلُ جسدى حتى عظامى .

و كالريح جاء شريط الذكريات ..

كأنما كُنًَا معاً بالأمس الذى فات ..

تلوحين لى بيديك ..

و ترددين ..أمان الله .. نفسُ سلامى .

يا صاح لماذا نطقت إسماً ..

تركيبة الحروف فيه ..

تعويذة سحر..

تُغير شكل الأرض .. و تبدلُُ لون أيامى ؟

ضربت يداك على وتر النزف ..

و أنت لا تدرى ..

فعاد الحنين للعزف بإسمها فى مفردات كلامى .

قد كنتُ أحسبنى نسيتُ ..

و أنا ما نسيتُ غير نفسى ..

و البعد عنها كان خاطراً يمرًُ حيناً بأوهامى .

يا صاح .. أنت أختصرت العمر فى كلمة ..

و لضمتَ بخيط الحنين حبات أعوامى .

و جعلت لى مسبحة من الشوق ..

أبثها دعاءُ الوجد ..

و أركض فوق الدروب كالدرويش أنادى أحلامى .

</A>

يا صاح ..

أنت رميتنى على رصيف الليل ..

مشتاقاً ..

تأخذنى الخُطى بغير هدى ..

و ببعض المُنىَ ..

أفتش فى دهاليز الهوى عن مفاتيح غرامى .

و ألقانى بغير عمد دخلت صفحتها ..

أنقبُ فى قصائدها ..

فلا أجد غير أنقاضاً .. تتبادل الأحزان فوق حطامى .

قد كُنًَا يوماً هُنا ..

نتبادل الهمسات ..

و نتراشق الكلمات ..

و نصعد للسماء و نهبط على بساط طهرها و إحترامى .

كُنًَا .. و كانت لنا رسائلنا ..

و سرباً من حمام خواطرنا ..

و نخلة عراقية كلما قذفتها بالحب ..

يا طيبات ما تعطينى من ثمرات إلهامى .

و كانت لنا شرفة ..

وجلسة فى هدوء الليل نجلسها ..

تحادثنى .. أحادثُها ..

و الحبل السرى يربط ما بين عينيها و أقلامى .

و أشعر بكل الفخر أنى حارسها ..

و المقيم على باب غرفتها ..

و القائم على خزائنها ..

أسقيها شعور الأمان فى كاسات أنغامى .

ما ظلًَ من كل الوجود غير ناصيةً ..

أعرج إليها .. فأراها باكيةً..

أمكثُ قليلاً ثم أمضى ..

أتعثر فى السير على حبال ظلامى .

</A>

يا صاح .. أبقى الليل نادمنى ..

و لاترحل و تخزلنى ..

هذى كؤوس الوجع حُبلى حتى أخرها ..

فأشرب معى نخبى ..

وألفٌ من طيور الأسى قد حطت على كتفى ..

تنقرُ فى رأسى .. و تنبشُ ألامى .

تكبير الصورةتصغير الصورة تم تعديل ابعاد هذه الصورة. انقر هنا لمعاينتها بأبعادها الأصلية.

***- وضاع الحب بيننا -**

و ضاع الحب بيننا .. و أنتهى الحلم الجميل ..

لا تنكريها ..

هى الحقيقة و إن أبيناها ..

و صرخنا فى سكون الليل بصوت الرفض .. مستحيل .

قد ضاع مثلما يضيع العمر خلف الأمانى ..

و ما عاد يوماً من أرتضى قدر الرحيل .

ودًعنا...

حبة ندى

حبة ندى ..

وقفت على الشباك بخاطرها .

و كأنها تشاور عقلها ..

تدخل ..؟ و لا تمشى بمشوارها ..؟

وقفت قدامها ..

كما المذهول .. و رُحت أصورها .

ضحكت بلمعة صفا ..

و ذاد البريق بمنظرها .

ضحكت عيونى لها رغم الوجع ..

ضحكة دلع ..

لاجل أرضى خاطرها .

سقطت على الأرض قدامى ..

و سمعت أخر ماّثرها .

أجى من السما طايرة ..

أحط ع الشباك .. و الرب ساترها .

و بنظرة منك أأقع ..

بقه هى دى يا جدع .. تبقى أخرها ..؟

(( -**- فرحة -**- ))

تُقعد تقولى .. و أقولها ..

و أسمع كلامها .. و ضحكها ..

أحس بأمان .

و أسأل كتير .. مين ذيها ..

فى جمال عيونها .. و حُسنها ..

ولاً الحنان ..؟

تسحرنى شامة بخدها ..

كشمس تنشر نور ربها ..

و كأنها سحر الزمان .

يرمينى هوا شعرها .. على كتفها ..

تلسعنى نار فى رقصة خطوها ..

أصرخ .. كمان .

و أحسها كما دنيا كاملة بقدها ..

تروح .. و تيجى بعطرها ..

أندم على العمر اللى كان .

أسكت .. أسمع حنينى فى صمتها ..

أكتب .. تنطق حروفى إسمها ..

أعزف .. أحسها وتر الكمان .

مين اللى قال .. فى ذيها ..

أفراحها .. و حتى حزنها ..

واقعها .. أو فى حلمها ..

دى شيىء جنان .

ياحلم عمرى .. و فرحته ..

يا سر قلبى فى نبضته ..

هواكى عندى عمره ما هان .

» ديوان الشاعر يسرى الأرنب
» ديوان الشاعر أبو العلاء حرز
» ديوان الشاعر ابن سينا
» ديوان الشاعر عمر عبد التواب مجاهد
» ديوان الشاعر الشريف حسن الغالبى