ديوان الشاعر يسرى الأرنب

الشاعر يسرى الأرنب




يبلغ من العمر الرابعة والعشرين

طالب مهتم بالبحث العلمى والثقافة والتاريخى الأدبى

يكتب الشعر الفصيح بلغ فى تمكنه مبلغ الشعراء الكبار

للسارى على الأرض ليلا

فبما رحمة من الله لنت

رحمة الله يا محمد أنت

يا رسول السلام والهدى يا من

حمل الدين للحياة وأفتى

أنت للنور منبع وضياء

طيب النبت عائلا أو نبتا

قمرا للساري على الأرض ليلا

لو بعيدا فأنت أقرب وقتا

أنت عهد طويل عهد طويل

لن يمل الأنام بعدك صمتا

قد تركت الإسلام صاحب نهج

لم تدع من صغيرة تتأتى

علمت أبناء المسلمين صغارا

تحت رفق مجلل حين علت

تلمس الحب قبل أن يتنادوا

ليديك الشريفتين فحزت

حزت في الشرق والذئاب كثار

إمرة القلب فوقهم ووضعت

أ رسول الإسلام أنت عظيم

يا حبيبي أسرتني حيث حزت

حزت حبي وحب كل كريم

نحن منك الآن التوابع صوتا

أنا نفس إلى لقاك فقير ليس

لي حين أستعيذ الموتا

ورقات من الحديث قديما

أشتريها حتى الشفاعة حتى

خنت باسم الشيطان لين ضميري

ثم أفزعت الطير طفلا وبنتا

واستبحت الحياة طولا وعرضا

ليتني يونس النبي بن متى

أعبد الله في بطينة حوت

ينظر الصبح سابحا لو فوتا

أنبي الزمان يا خاتم الرسل

أجب مسلما أجبت أجبتا

مسلما ودع الحياة نعيما

وعصى الطاغوت اللعين وجبتا

وأذاب الهوى سرابا وأطيافا

وأولى الشيطان ظهرا ومقتا

ثم ضم الطيور بالرفق تحنانا

على اللين بعدما كان أعتي

فتباركت مولدا ووليدا

عمنا في الربيع دنيا ومأتى

يا رسول الورى سلاما سلاما

أنت حصن على القلوب فدمت

من خـــــــلال تذاكــــــــري

مالي أحب القاهرات فمالي

وقت الشتاء أجيب كل سؤال

بعث الصديق بنا ونحن غرائب

فهوى كلانا عند قول مقال

وابتعت إشراقا فردد قائلا

إني أجوع ورحت تعشق خالي

أين الخضار فلا عدمتك فيهما

قلت السماح فإن لي أشغالي

فذهبت أسرع من جواد علني

ألقى الحبيبة والسؤال حيالي

فابتعت قلبي ثم قلت شوكتي

سألت أأنت مدير هذا المال

ضحكت ولم تهزأ كأن ضميرنا

عرف المحبة قبل نطق الحال

قالت علمت تركتها مترجعا

ولت غرابتنا وأي توال

من قبل ما نطقت وكنت أودها

ترمى الكلام معلل الآمال

فتعاشق الضدان صحبي أختها

شدوا حبال القلب قبل حبالى

فهي الصغيرة والكبير صديقنا

عنى وعنها والغرام يبالى

نحن الأواسط في السنين عليهما

أنا أكبر الأقوال والأفعال

مرت ليالينا فقال بمن ترى

فأرى الكبيرة أختها بمثال

فأنا صغير عنه وهى صغيرة

لكن ماضينا قليل نضال

فتحدثا هذا وتلك عن الهوى

وأراد أمري كي أعيد مجالي

فضممتها قبل العيون كأنه

ضم المحب بما يضم القالي

فاستهولت حدثا وأقبل كلنا

صمتا لغفلته على أشبال

ذهب الشعور وصافحتني فارتوت

يدنا بنهر باسم سيال

مثل الفلاسفة العظام حديثنا

عبر الهواتف عابرات جبال

ندنوا كأن لم يدن حي قبلنا

في مطلع الهجري أو شوال

فتأننت ذاتي وسافر حلمها

غربا وآذن بانعطاف شمال

كانت أسابيع الحبيب قليلة

فوجدت آثار الحضور ببالي

هل ذاك حلم من خلال تذاكري

أم ذي الخواطر قد تفي لخيال

فخرجت من بيتي وأدرى أنها

جاءت برفقة صحبة والآل

إني قليل النوم أعطاني الكرى

نومين فانتظرت بلا آجال

فرأيتها ابتسمت وكانت ساءلت

أمتي وأين سألتقي بالغالي

يا نور أيامي أمامك ها هنا

يا مي قيد تطلع وزوال

عيناك أطبقتا السماء فسلمت

أن يا حبيبي لو يقال تغالي

سفني تقلك يا مياه بحيرتي

وأنا غريق في خطا سروال

يا مي عاتبت السواحل مرة

شتان عندي مرة الأميال

أحببتها من تحت سبعة أشهر

مائتين كيف أحب فوق محال

ودعتها ودعت أجمل عاشق

هي في العيون تفردت بجمال

فبكت لأن رحيلنا متقارب

حفرت قبور النفس منذ رحال

يا ليت سدر الراحلين معطري

ويلي بموت تقارب الأسمال

الناس تدمع للفقيد مقلة

بينا رحيلك محزن الأطفال

فالريح حفت تدفع ابنتها الصبا

صوب القلوب وعاشق ميال

يا ذات أحساب وذات نسائب

هذى يميني فامسكي بشمالي

لو أن عيسى نازلا يحييك لي

إذنا من الله الرحيم العالي

لنزلت مكة والدموع مواكبي

وحملت أحمالا على أحمال

لكن إسرائيل ولى أمرها

فالمعجزات لهدى أهل ضلال

فهناك غيبت القبور أميرة

نور تشابك في الحلي لآلي

ليس الطريق سوى شتات بينما

دون الجواد أزفها وجمال

فالشوق مي أرادني متغيرا

والحب عاج على حين وصال

والموت غافلنا وقيدنا معا

فلأنه موت بغير خيال

حسبي بأن اسمي سيدخل جنة

فيها ويسرى في نعيم نوال

يا رب ما صنعت يداي وإنما

قد كنت ذا نعم وذا أفضال

فاغفر لعبدك في الظلام دعاءه

أنت العفو بنا بلا إغفال

وارحم سرارا يا لطيف بليلة

واجل الظنون بنا فأنت الجالى

يارب مهموم دعاك فكن له

قد كان أهل الأرض شر وبال

فلك الثناء وكل حمد ربنا

يا حق معبود بكل جلال

أَزِفَ الرَحيلُ

بتحيتى يامن لقيتَ دموعا

ولوَ انَّ فى ضيم الردى مصروعا

يرمى صداه كأن ْ لقاه صبابةً

ليَرُدَّ موتا أو يردَّ سطوعا

هوَ عذبوه على الحياة كأنه

قد يصنع المحظورَ والممنوعا

فلكم أجابَ مساوئاً ومناهلا

تركاه يهوى فى العذاب رضيعا

من ذا الذى يَجْنى فعالَ ضرارِه

والقلبُ جانٍ عنده ليضيعا

يا ايها الولدُ الحبيبُ مجرَّحا

بُعداً كرمْىِ الضاريات فظيعا

أزِفَ الرحيلُ فما أراهم ظلَّه

إذ يَحْملون ضياعَه لو ضِيعا

قتلتْكَ أبياتُ القصيدةِ بعدما

نِلت المطالعَ تَسْبقُ التصريعا

مجراكَ منصوبٌ وردفُك تحته

ونظامُ وزنِك ما يَزال سريعا

أأتاكَ فى الشعرِ الكلامُ متَيَّما

وأتاك فى النحو النداءُ بديعا

أمحمدا والله لولا مصرُنا

لتركتُ شعرى واكتفيت صنيعا

حملتْ أريجَ الحبِّ عند هوانِها

فتضوَّعت بعبيرها تضْويعا

قُتِلَتْ بأهلِ الأرضِ مصرُ كأنَّها

يومَ العريك تقاتلتْ لتطيعا

فيضانها كالعين يجرى أدمعا

لترى النساءَ قد ارتدين دموعا

سرق الحياةَ النابضاتِ فؤادُها

شغفا وما باللابسين دروعا

وإذا علتْ فالشمس تسجد حضرة ً

وإذا هوت فالموت ظلَّ جزوعا

لو كان فيها المشركون عبدنَها

وأقمن نُصْبا عندها وضريعا

تتلو الشياطينُ الكتابَ تعوزا

بالله منها والغريبُ شروعا

فلمن أرادَ إمارةً صكّتْ له

وجْها على تاريخها مصفوعا

ولمن أقرَّ قرارَها كانت به

ولمن أشادَ تحصُّنا وخُنوعا

فهى الجسورة للمريدِ مَذَلَّة

وهى الحفية للوليد خضوعا

هى أم هاجرَ فهْىَ جَدُّ محمدٍ

رَدَّ اللواءَ لأرضِها مرفوعا

تَلدُ الرجالَ فلا بسالةَ دونهم

وكأنَّ بين الجانحات منيعا

فليحفظِ اللهُ الحبيبةَ والردى

فالحمدُ للهِ الرحيمِ خُشوعا