الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Unknow10
الحالة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 510
نقاط : 9574
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1111110

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime13/4/2010, 15:47

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن والاه .. أما بعد :
فهذا شرح حديث : ( من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب )
والله المستعان :

روى الإمام البخاري في كتاب الرقاق باب التواضع :
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
إن الله تعالى قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ، وما تقرب إلى عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددى عن قبض نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته .

الحديث تفرد به البخارى ( رقم 6502 ) . وأخرجه ابن حبان (2/58 ، رقم 347) ، والبيهقى (10/219 ، رقم 20769) ، وأبو نعيم في الحلية (1/4) ..

فضل الحديث وأهميته:

وقد قيل عن هذا الحديث : إنه أشرف حديث في ذكر الأولياء ..
ولذلك اختاره الإمام النووي في الأربعين حديثا التي عليها مدار الدين.
وقد أفرد الشوكاني شرحه في كتاب سمَّاه ( قطر الوَلْي بشرح حديث الولي )
ونقل ابن حجر في فتح الباري عن الطوفي أنه قال :
هذا الحديث أصل في السلوك إلى الله والوصول إلى معرفته ومحبته وطريقه إذ المفترضات الباطنة وهي الإيمان والظاهرة وهي الإسلام والمركب منهما وهو الإحسان فيهما كما تضمنه حديث جبريل ، والإحسان يتضمن مقامات السالكين من الزهد والإخلاص والمراقبة وغيرها. اهـ

وهو حديث قدسي ، من كلام الله عز وجل ، وللرسول أن يتصرف في ألفاظه بخلاف القرآن ..
ولذلك تجد النقلة للحديث القدسي من صحابة أو من بعدهم يتصرفون في المتن من تقديم أو تأخير أو زيادة أو نقصان ، وقد يرجع ذلك إلى النبي نفسه ، فيرويه في مجالس ومواطن عدة بألفاظ قريبة ..

وفي بعض طرقه قال صلى الله عليه وسلم حدثني جبريل أن الله تعالى قال .. ولا فرق .
وسنتكلم إن شاء الله تعالى عن بعض الفوائد والمعاني في هذا الحديث والتي استخرجتها من كلام كثير ممن شرح الحديث وعلى رأسهم ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري ، وابن رجب في جامع العلوم والحكم شرح الأربعين النبوية الحديث الثامن والثلاثون ، وشرح ابن دقيق العيد على أربعين النووي أيضا ، هذا مع الاعتماد على كتب اللغة والغريب وبعض مراجع كتب الحديث .. وغيرها من مراجع أهل السنة ..
فنقول والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل ..

فائدة حديثية :

هذا الحديث تفرد بإخراجه البخاري دون بقية أصحاب الكتب ...
وهو من غرائب الصحيح ، فرواه البخاري عن محمد بن عثمان بن كرامة عن خالد بن مخلد القطواني وقد تكلم فيه الإمام أحمد وغيره وقالوا له مناكير وقال أبو حاتم : لا يحتج به ، وفيه شريك بن عبد الله النمري وفيه مقال أيضا ، وعطاء الذي في إسناده قيل أنه ابن أبي رياح وقيل إنه ابن يسار وإنه وقع في بعض نسخ الصحيح منسوبا كذلك ..
وقد قال ابن عدي فيما نقله عنه ابن حجر في الفتح :
هذا حديث غريب جدا ولولا هيبة الصحيح لعدوه في منكرات خالد بن مخلد.
وقد نقل ابن حجر توثيق العجلي وصالح جزرة وأن هذا ليس من منكرات خالد بن مخلد .

وقال شيخنا أبي إسحاق الحويني في شرحه لكتاب العلم من صحيح البخاري :
والذهبي ذكر هذا الحديث في ترجمة خالد بن مخلد القطواني في كتاب ميزان الاعتدال ، وهو من كبار شيوخ البخاري على لين في حفظه ، لكن : إن البخاري إذا أخرج عن راوٍ متكلّم فيه ، فإنه إنما انتقى من حديثه ما لم ينكروه عليه ..
فلا نعامل البخاري كالطبراني مثلا ، لأن الطبراني في معاجمه يورد الأحاديث الغريبة دون انتقاء ، أما البخاري فإن له انتقاء واختياراً ، والاختيار هذا لا يُهدر أبداً ؛ لأنه من أقوى المرجحات ، فكلما كان الإمام أفهم وأعلم وأذكى وشهد له الكل فإن ترجيحه له قيمة ، وهذا متفق عليه بين أهل الدنيا جميعاً . اهـ

وقال ابن رجب الحنبلي في جامع العلوم :
وقد روى هذا الحديث من وجوه أخر لا تخلو كلها عن مقال ..
فجاء عن عائشة وأبي أمامة وعلي وابن عباس ومعاذ بن جبل وحذيفة وأنس بن مالك وفي حديثه زيادة وهي :

وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الغني ولو أفقرته لأفسده ذلك ، دعاني فأجبته وسألني فأعطيته ونصح لي فنصحت له ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الفقر وإن بسطت له لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا السقم ولو أصححته لأفسده ذلك ، وإن من عبادي من لا يصلح إيمانه إلا الصحة ولو أسقمته لأفسده ذلك ، إني أدبر عبادي بعلمي بما في قلوبهم ، إني عليم خبير .
ولكن للأسف سنده هالك بالمرة كما ذكر رحمه الله وان كان معناه صحيحا.

وعند الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعا :
يقول الله من عادى لى وليا فقد ناصبنى بالمحاربة وما ترددت عن شىء أنا فاعله كترددى عن موت المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته وربما سألنى وليي المؤمن الغنى فأصرفه من الغنى إلى الفقر ولو صرفته إلى الغنى لكان شرا له وربما سألنى وليي المؤمن الفقر فأصرفه إلى الغنى ولو صرفته إلى الفقر لكان شرا له إن الله قال وعزتى وجلالي وعلوي وبهائي وجمالي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبد هواي على هوى نفسه إلا أثبت أجله عند بصره وضمنت السماء والأرض رزقه وكنت له من وراء تجارة كل تاجر .

رواه الطبرانى (12/145 ، رقم 12719) وقال الهيثمى في مجمع الزوائد (10/270) : فيه جماعة لم أعرفهم .
وعلى العموم حديث أبي هريرة صحيح بالاتفاق .

وقوله تعالى في الحديث : من عادى لي وليا ..

وفي رواية : ( من أهان )
ووقع في حديث عائشة : من آذى لي وليا ..
والمعاداة ضد الموالاة ، والولي ضد العدو ..
وقال العلماء : إن كان المعادي للولي إنما يعاديه من أجل دينه فينطبق عليه هذا الحديث ويكون مستحقا حرب الله عليه ..
وإن كان من أمور الدنيا فشرطه ألا يحمله على البغضاء وإلا يقع عليه هذا الحديث.
فالمخاصمة جاءت بين المؤمنين كالصحابة والسلف والعلماء وهذا لا شيء فيه لبعدهم عن حصول البغضاء والكره والمقت .. والله أعلم.

وقوله : ( وليا )

الولي في اللغة تدل على القرب والتوالي .. فيقال للمطر بعد المطر: الولي.
والولي من الولاء وهو الدنو والتقرب .
قال شيخ الإسلام في الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان (1/5) :
والولاية : ضد العداوة وأصل الولاية : المحبة والقرب وأصل العداوة : البغض والبعد وقد قيل أن الولي سمي وليا من موالاته للطاعات أي متابعته لها والأول أصح. اهـ
ولذلك يقال : الله هو الولي حقيقة لأنه قريب من عباده ..

الولاية العامة والخاصة

ولله ولاية عامة كما في قوله ( ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلَاهُمُ الْحَقِّ ) [ الأنعام-62 ]
وهي في جميع الخلق مؤمنهم وكافرهم.
وولاية خاصة : وهي لأهل الحق والإيمان ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آَمَنُوا ) [ البقرة-257 ].
مثل العبودية .. فكل الخلق عبيده قهرا كما في قوله تعالى :
( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آَتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا ) [ مريم-93 ]
وعبودية خاصة تطلق على العابدين والعابدات من أهل الإيمان.

ويقال على الرجل يوالي رجلا أي يسالم من سالم ويحارب من حارب..
والوَلِيُّ: كولي اليتيم وولي المرأة لأنه يقوم بأمورهما ويهتم بشؤونهما.
وذكر أبو الهلال العسكري في كتابه الفروق اللغوية الفرق بين الولي والمولى فقال :
أن الولي يجري في الصفة على المعان والمعين ، تقول الله ولي المؤمنين أي معينهم ، والمؤمن ولي الله أي المعان بنصر الله عز وجل ، ويقال أيضا المؤمن ولي الله والمراد أنه ناصر لأوليائه ودينه ، ويجوز أن يقال الله ولي المؤمنين بمعنى أنه يلي حفظهم .. ويجوز أن يقال معنى الولي أنه يحب الخير لوليه كما أن معنى العدو أنه يريد الضرر لعدوه . اهـ

أما المراد في الحديث بالولي : فأولياء الله سبحانه وتعالى هم المؤمنون المتقون ..
كما في قوله وتعالى : ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ) [ يونس62-63] وهذان الضابطان وهما الإيمان والتقوى عليهما مدار الولاية ..
وكما يتفاضل الناس في الإيمان والتقوى ، فكذلك تتفاضل ولايتهم لله عز وجل ، وإنما من يرى الناس أنه يسعى جهده لاستكمال الإيمان والتقوى فهو ممن ينطبق عليه الحديث ويعتبر وليا لله عز وجل بما يظهر عليه من أعمال.
ولكن !! كثير ممن يدعي الولاية لا يتحقق الناس من إيمانه وتقواه ، وإنما يرون عبادات ظاهرة كل الناس يفعلها حتى المنافقين ، فكيف يستبين هذا الأمر ؟
فيقال : الضابط وهو الإيمان والتقوى ، ترتبط بما ورد في الشرع ..
فقول ابن حجر :
المراد بولي الله العالم بالله المواظب على طاعته المخلص في عبادته . اهـ
كان حقه أن يردفه بقول : المطيع رسول الله المتبع لهديه وسنته ..
فبهذه وتلك يستبين لنا الولي لله حقا ، إذ إن من يدعي الولاية في الأعصار المتأخرة لا ينالها بما يدعيه مريديه له بأنه من أولياء الله ، وإن طار في الهواء أو مشى على الماء ، وظهرت عنه بعض الخوارق ..
فضابط الإتباع للسنة هو المبين للإيمان والتقوى حقيقة ..
وهو ما يربط الوحيين بعضهما ببعض ، فلا ينفك إتباع القرآن عن إتباع السنة ..
ومثل هذا الكلام قتله بحثا شيخ الإسلام ابن تيمية والعالم المحبوب ابن قيم الجوزية ، ومن سار على دربهما كالإمام محمد بن عبد الوهاب التميمي النجدي المجدد والسعدي وابن باز والألباني وابن عثيمين وغيرهم من حماة الشريعة ومؤسسي السلفية الحقة رضي الله عنهم وأرضاهم بفضله ومنه وكرمه .




عدل سابقا من قبل صفاء الروح في 13/4/2010, 15:53 عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Unknow10
الحالة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 510
نقاط : 9574
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1111110

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime13/4/2010, 15:52


وقوله تعالى في الحديث : فقد آذنته بالحرب ..
قال ابن حجر :
وفي حديث ميمونة فقد استحل محاربتي وفي رواية وهب بن منبه موقوفا فقد استقبلني بالمحاربة ، وفي حديث معاذ فقد بارز الله بالمحاربة ، وفي حديث أبي أمامة وأنس فقد بارزني . اهـ

والمعنى: فقد أعلمته بأني محارب له حيث كان محاربا لي بمعاداته أوليائي ..
أو يكون المعنى : أني سأحاربه وأقهره وأنتصر منه وأنتقم لوليي .
وفي هذا الجملة من الفقه :
أن الله سبحانه وتعالى قدم الإعذار إلى كل من عادى وليا .
وقال الفاكهاني فيما نقله ابن حجر عنه :
وفي هذا تهديد شديد لأن من حاربه اللَّه أهلكه ، وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة ، فمن والى أولياء اللَّه ؛ أكرمه اللَّه .

وقال ابن حجر في فتح الباري :
وقد استشكل وقوع المحاربة وهي مفاعلة من الجانبين مع أن المخلوق في أسر الخالق .
والجواب أنه من المخاطبة بما يفهم فإن الحرب تنشأ عن العداوة والعداوة تنشأ عن المخالفة وغاية الحرب الهلاك والله لا يغلبه غالب فكأن المعنى فقد تعرض لإهلاكي إياه فأطلق الحرب وأراد لازمه أي أعمل به ما يعمله العدو المحارب .
وهو من المجاز البليغ لان من كره من أحب الله خالف الله ومن خالف الله عانده ومن عانده أهلكه .

وقال الطوفي ( سليمان بن عبد القوي الحنبلي ) :
لما كان ولي الله من تولى الله بالطاعة والتقوى تولاه الله بالحفظ والنصرة وقد أجرى الله العادة بأن عدو العدو صديق وصديق العدو عدو ، فعدو ولي الله عدو الله فمن عاداه كان كمن حاربه ومن حاربه فكأنما حارب الله.
قال ابن رجب الحنبلي :
فأولياء الله تجب موالاتهم وتحرم معاداتهم كما أن أعداءه تجب معاداتهم وتحرم موالاتهم قال تعالى ( لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ ) [ الممتحنة -1 ]
وقال تعالى : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ * وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) [ المائدة-55/56 ]
ووصف أحباءه الذين يحبهم ويحبونه بأنهم أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين.

قال ابن رجب : واعلم أن جميع المعاصي محاربة لله تعالى قال الحسن :
ابن آدم هل لك بمحاربة الله من طاقة فإن من عصي الله فقد حاربه ..
لكن كلما كان الذنب أقبح كانت المحاربة لله أشد ولهذا سمي الله تعالى أكلة الربا وقطاع الطريق محاربين لله تعالى ورسوله لعظم ظلمهم لعباده وسعيهم بالفساد في بلاده وكذلك معاداة أوليائه فإنه تعالى يتولي نصرة أوليائه ويحبهم ويؤيدهم فمن عاداهم فقد عادي الله تعالى وحاربه . اهـ

لحوم العلماء مسمومة

وقد يقال في هذا أيضا :
ما ذكره الإمام ابن عساكر : من أن لحوم العلماء مسمومة ..
وقال بعض العلماء : إن لم يكن العلماء هم الأولياء فما في الدنيا ولي .
ويشترط أن يكون العالم هو العامل بعلمه المتبع للسنة ومنهج السلف رضوان الله عليهم جميعا .. فكم ممن حصل العلم وحفظ وتكلم وصنف وهو على الضلالة قائم وللنصوص معاند ، يهدي إلى الضلالة ويعادي طريق الهداية ..
نسأل الله السلامة.

وقوله : وما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضته عليه ..
ووقع في حديث أبي أمامة يتحبب الي بدل يتقرب وكذا في حديث ميمونة .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تعليقاته على الأربعين النووية (1/77):
يعني : ما عبدني أحد بشيء أحب إلي مما افترضته عليه لأن العبادة تقرب إلى الله سبحانه وتعالى ، فمثلا ركعتان من الفريضة أحب إلى الله من ركعتين نفلا ، ودرهم من زكاة أحب إلى الله من درهم صدقة ، حج فريضة أحب إلى الله من حج تطوع ، صوم رمضان أحب إلى الله من صوم تطوع ، وهلم جرا .. ولهذا جعل الله تعالى الفرائض لازمة في العبادة مما يدل على آكاديتها و محبته لها . اهـ

وقال ابن دقيق العيد في شرح الأربعين نووية (1/100) : فيه إشارة إلى أنه لا تقدم نافلة على فريضة وإنما سميت النافلة نافلة إذا قضيت الفريضة وإلا فلا يتناولها اسم النافلة لأن التقرب بالنوافل يكون بتلو أداء الفرائض. اهـ
وقال ابن حجر في الفتح : قال بعض الأكابر : من شغله الفرض عن النفل فهو معذور ، ومن شغله النفل عن الفرض فهو مغرور. اهـ

وقوله : ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ..
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في تعليقاته على الأربعين النووية (1/77) :
والفعل - لا يزال - يدل على الاستمرار يعني : ويستمر عبدي يتقرب إلي بالنوافل يعني : بعد الفرائض حتى أحبه الله ..
وقوله : حتى ، تحتمل هنا الغاية وتحتمل التعليل فعلى الأول يكون المعنى : أن تقرب إلى الله بالنوافل ويكون هذا التقرب سببا لمحبته والغاية واحدة . اهـ
وقال ابن رجب : لما ذكر أن معاداة أوليائه محاربة له ذكر بعد ذلك وصف أوليائه الذين تحرم معاداتهم وتجب موالاتهم فذكر ما يقرب به إليه ..
وأصل الموالاة القرب وأصل المعاداة البعد فأولياء الله هم الذين يتقربون إليه بما يقربهم منه وأعداؤه الذين أبعدهم منه بأعمالهم المقتضية لطردهم وإبعادهم منه ..

فقسم أولياءه المقربين قسمين :

أحدهما : من تقرب إليه بأداء الفرائض ويشمل ذلك فعل الواجبات وترك المحرمات لأن ذلك كله من فرائض الله التي افترضها على عباده ..
والثاني : من تقرب إليه بعد الفرائض بالنوافل ..
فظهر بذلك أن دعوى طريق يوصل إلى التقرب إلى الله تعالى وموالاته ومحبته سوي طاعته التي شرعها على لسان رسوله ممن ادعي ولاية الله ومحبته بغير هذا الطريق تبين أنه كاذب في دعواه كما كان المشركون يتقربون إلى الله تعالى بعبادة من يعبدونه من دونه ..
كما حكي الله عنهم أنهم قالوا (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى ) [ الزمر-3 ]
وكما حكي الله عن اليهود والنصاري أنهم قالوا ( نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ ) [ المائدة-18 ]
مع إصرارهم على تكذيب رسله وارتكاب نواهيه وترك فرائضه ..

فلذلك ذكر في هذا الحديث أن أولياء الله على درجتين :

أحدهما : المقربون إليه بأداء الفرائض وهذه درجة المقتصدين أصحاب اليمين وأداء الفرائض أفضل الأعمال كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أفضل الأعمال أداء ما افترض الله والورع عما حرم الله وصدق النية فيما عند الله تعالى ..
وذلك أن الله تعالى إنما افترض على عباده هذه الفرائض فيقربهم عنده ويوجب لهم رضوانه ورحمته ..

وأعظم فرائض البدن التي تقرب إليه الصلاة كما قال تعالى : ( وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ) [ العلق -19 ]
وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد .
رواه أحمد ومسلم.

وفي الصحيحين قال: إذا كان أحدكم يصلي فإنما يناجي ربه وإن ربه بينه وبين القبلة .
وقال : إن الله ينصب وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفت . رواه الترمذي والحاكم وصححاه والألباني.
ومن الفرائض المقربة إلى الله تعالى : عدل الراعي في رعيته سواء كانت رعيه عامة كالحاكم أو خاصة كعدل آحاد الناس في أهله وولده ..
كما قال صلى الله عليه وآله وسلم : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته ..
رواه مسلم ، وأبو داود ، والترمذى عن ابن عمر.

وفي صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
إن المقسطين عند الله على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا .

الدرجة الثانية : درجة السابقين المقربين وهم الذين تقربوا إلى الله بعد الفرائض بالاجتهاد في النوافل والطاعات والانكفاف عن دقائق المكروهات بالورع وذلك يوجب للعبد محبة الله كما قال هنا : ولا يزال عبدي يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه.
ومن أحبه الله رزقه محبته وطاعته والاشتغال بذكره وخدمته فأوجب له ذلك القرب منه والزلفي لديه والحظ عنده .
فأهل هذه الدرجة من المقربين ليس لهم هم إلا فيما يقربهم ممن يحبهم ويحبونه .
قال بعض السلف :
العمل على المخافة قد يغير الرجاء والعمل على المحبة لا يدخله الفوز .
ومن كلام بعضهم :
إذا سئم البطالون من بطالتهم فلا يسأم محبوك من مناجاتك وذكرك .
قال فرقد : قرأت في بعض الكتب من أحب الله لم يكن عنده شيء آثر من هواه ومن أحب الدنيا لم يكن عنده آثر من هوي نفسه .
فالحب لله تعالى أمير مؤمر على الأمراء ، زمرته أول الزمر يوم القيامة ومجلسه أقرب المجالس فيما هنالك والمحبة منتهي القربة والاجتهاد ولن يسأم المحبون من طول اجتهادهم لله تعالى يحبونه ويحبون ذكره ويحببونه إلى خلقه يمشون بين عباده بالنصائح ويخافون عليهم من أعمالهم يوم القيامة يوم تبدو الفضائح أولئك أولياؤه وأحباؤه وأهل صفوته أولئك الذين لا راحة لهم دون لقائه .

وقال فتح الموصلي :
المحب لا يجد مع حب الله للدنيا لذة ولا يغفل عن ذكر الله طرفة عين .
وقال بعضهم : المحب لله طائر القلب كثير الذكر متسبب إلى رضوانه بكل سبيل يقدر عليها من الوسائل والنوافل دأبا وشوقا .
وأنشد بعضهم :
وكن لربك ذا حب لتخدمه ** إن المحبين للأحباب خدام
وأنشد آخر :
ما للمحب سوي إرادة حبه ** إن المحب بكل حال يصرع .

ومن أعظم ما يتقرب به العبد إلى الله تعالى من النوافل :
كثرة تلاوة القرآن وسماعه بتفكر وتدبر وتفهم ..
قال حبان بن الأرت لرجل : تقرب إلى الله تعالى ما استطعت واعلم أنك لن تتقرب إليه بشيء هو أحب إليه من كلامه .
وفي الترمذي والمسند بسند ضعيف عن أبي أمامة مرفوعا :
ما تقرب العبد إلى الله تعالى بمثل ما خرج منه يعني القرآن.
فلا شيء عند المحبين أحلي من كلام محبوبهم فهو لذة قلوبهم وغاية مطلوبهم ..

قال عثمان : لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم .
وقال ابن مسعود : من أحب القرآن أحب الله ورسوله ..
قال بعض العارفين لمريد : أتحفظ القرآن ؟ قال لا ، فقال : واغوثاه بالله لمريد لا يحفظ القرآن فبم يتنعم فبم يترنم فبم يناجي ربه تعالى ..
وكان بعضهم يكثر تلاوة القرآن ثم اشتغل عنه بغيره فرأي في المنام قائلا يقول له:
إن كنت تزعم حبي فلم جفوت كتابي * أما تأملت ما فيه من لطيف عتابي .

ومن ذلك كثرة ذكر الله الذي يتوطأ عليه القلب واللسان ..

وفي مسند البزار عن معاذ قال قلت يا رسول الله أخبرني بأفضل الأعمال وأقربها إلى الله تعالى ؟ قال : أن تموت ولسانك رطب من ذكر الله تعالى ..
ورواه ابن حبان والطبراني وسنده صحيح .
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول الله تعالى :
أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه حين يذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منهم ..
وفي حديث آخر : أنا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه .. رواه أحمد بسند صحيح.
وقال عز وجل : ( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ) [ البقرة-152 ]
وفي الصحيحين لما سمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذين يرفعون أصواتهم بالتكبير والتهليل وهم معه في سفر قال لهم : إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سمعيا قريبا وهو معكم .

ومن ذلك محبة أحبابه وأوليائه فيه ومعاداة أعدائه فيه ..

وفي سنن أبي داود بسند صحيح عن عمر مرفوعا قال : إن من عباد الله أناسا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء بمكانهم من الله تعالى قالوا يا رسول الله من هم قال هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها فو الله إن وجوههم لنور وإنهم لعلي منابر من نور ولا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ثم تلا هذه الآية ( أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) [ يونس-52 ].

وفي حديث : يغبطهم النبيون بقربهم ومقعدهم من الله تعالى ..
وفي المسند بسند ضعيف عن عمرو بن الجموح عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : لا يجد العبد صريح الإيمان حتى يحب لله ويبغض لله فإذا أحب لله وأبغض لله فقد استحق ولاية من الله إن أوليائي من عبادي وأحبائي من خلقي الذين يذكرون بذكري وأذكر بذكرهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Unknow10
الحالة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 510
نقاط : 9574
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1111110

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime13/4/2010, 15:58


قوله : فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها.

وفي بعض الروايات : وقلبه الذي يعقل به ولسانه الذي ينطق به .

وقال البيهقي في الأربعين الصغرى (1/76) :
وقوله : كنت سمعه الذي يسمع به معناه : حفظ جوارحه عليه عن مواقعة ما يكره وقد يكون معناه - والله أعلم - : كنت أسرع إلى قضاء حوائجه من سمعه فِي الاستماع وبصره فِي النظر ويده فِي اللمس ورجله فِي المشي . اهـ
فهذان قولان والأخير منقول عن بعض الصوفية ومعناه مقبول أيضا.

وجاء في شرح ابن بطال :
وقال بعض الناس : وجه ذلك أنه لا يحرك جارحة من جوارحه إلا فى الله ولله، فجوارحه كلها تعمل بالحق ، فمن كان كذلك لم تُردّ له دعوة . اهـ

وفي فتح الباري ذكر ابن حجر :
أنه على حذف مضاف والتقدير كنت حافظ سمعه الذي يسمع به فلا يسمع إلا ما يحل استماعه وحافظ بصره كذلك .. الخ . اهـ

فخلاصة الأقوال في تفسير ذلك :

أن من يفعل ذلك وهو التقرب إلى الله بالفرائض أصلا والنوافل تبعا ، ينال هداية الله وعصمته من أن يفعل بجوارحه ما حرم الله عز وجل فتكون أعمال جوارحه كلها في طاعة الله بتوفيقه وهدايته وحفظه .
وهذا هو الأقرب لدلالة السياق عليه ، ولأنه وقع في رواية ذكرها ابن تيمية وابن رجب وصححها الألباني : فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي .

وهو عين ما قاله الخطابي : هذه أمثال والمعنى توفيق الله لعبده في الأعمال التي يباشرها بهذه الأعضاء وتيسير المحبة له فيها بأن يحفظ جوارحه عليه ويعصمه عن مواقعة ما يكره الله من الإصغاء إلى اللهو بسمعه ومن النظر إلى ما نهى الله عنه ببصره ومن البطش فيما لا يحل له بيده ومن السعي إلى الباطل برجله. اهـ

وهذا ليس من التأويل في شيء ؛ لأن القاطع الشرعي الوارد في النصوص الصحيحة يقتضي أن الله جل وعلا لا يكون بذاته سمعا ، ولا يكون بذاته بصرا ، ولا يكون بذاته يدا ، ولا يكون بذاته رِجْلا .. الخ
فصح أن يقال عن الحديث هذا التفسير الصحيح الموافق للسياق ..

الرد على أهل الاتحاد والحلول :

وهذا خلاف ما يتوهمه بعض الصوفية من الحلولية والاتحادية ، أن ذلك على حقيقتهم الباطلة في اعتقادهم الفاسد ، وهي أن الله – تعالى عن ذلك وتقدس – يحل بالعبد ويتحد به .
وقد استدلوا على مسألة الحلول ، برواية موضوعة زادوها في هذا الحديث بعد قوله ( ورجلَه التي يمشي بها ) قال ( وحتى يقول للشيء كن فيكون ) وهي زيادة موضوعة كما حققها علماء الحديث قاطبة .

قال ابن رجب الحنبلي :
المراد من هذا الكلام أن من اجتهد بالتقرب إلى الله تعالى بالفرائض ثم بالنوافل قربه إليه ورقاه من درجة الإيمان إلى درجة الإحسان فيصير يعبد الله على الحضور والمراقبة كأنه يراه فيمتلئ قلبه بمعرفة الله تعالى ومحبته وعظمته وخوفه ومهابته وإجلاله والأنس به والشوق إليه حتى يصير هذا الذي في قلبه من المعرفة مشاهدا له بعين البصيرة كما قيل :
ساكن في القلب يعمره ** لست أنساه فأذكره
إن غاب عن سمعي وعن ** بصري فسويد القلب يبصره

ولا يزال هذا الذي في قلوب المحبين المقربين يقوى حتى تمتلئ قلوبهم به فلا يبقي في قلوبهم غيره ولا تستطيع جوارحهم أن تنبعث إلا بموافقة ما في قلوبهم ومن كان حاله هذا قيل فيه ما بقي في قلبه إلا الله والمراد معرفته ومحبته وذكره .
وقال بعض العارفين : احذروه فإنه غيور لا يحب أن يرى في قلب عبده غيره .
وفي هذا المعنى يقول بعضهم :
قد صبغ قلبي على مقدار حبهم ** فما لحب سواهم فيه متسع
فمتي امتلأ القلب بعظمة الله تعالى محا ذلك من القلب كل ما سواه ولم يبق للعبد شيء من نفسه وهواه ولا إرادة إلا لما يريده منه مولاه فحينئذ لا ينطق العبد إلا بذكره ولا يتحرك إلا بأمره فإن نطق نطق بالله وإن سمع سمع به وإن نظر نظر به وإن بطش بطش به فهذا هو المراد بقوله كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها .
ومن أشار إلى غير هذا فإنما يشير إلى الإلحاد من الحلول والاتحاد والله ورسوله بريئان منه ..

ومن هنا كان بعض السلف كسليمان التيمي يقولون : إنه لا يحسن أن يعصى الله .
وأوصت امرأة من السلف أولادها فقالت لهم : تعودوا حب الله وطاعته فإن المتقين ألفوا الطاعة فاستوحشت جوارحهم من غيرها فإن عرض لهم الملعون بمعصية مرت المعصية بهم محتشمة فهم لها منكرون .
ومن هذا المعنى قول على بن أبي طالب : إن كنا نري أن شيطان عمر ليهابه أن يأمره بالخطيئة .

وهذا من أسرار التوحيد الخاص فإن معنى لا إله إلا الله لا يؤله غيره حبا ورجاء وخوفا وطاعة فإذا تحقق القلب بالتوحيد التام لم يبق فيه محبة لغير ما يحبه الله ولا كراهة لغير ما يكرهه الله ومن كان كذلك لم تنبعث جوارحه إلا بطاعة الله وإنما تنشأ الذنوب من محبة ما يكرهه الله أو كراهة ما يحبه الله وذلك ينشأ من تقديم هوي النفس على محبة الله تعالى وخشيته وذلك يقدح في كمال التوحيد الواجب فيقع العبد بسبب ذلك في التفريط في بعض الواجبات وارتكاب بعض المحظورات فإن من تحقق قلبه بتوحيد الله فلا يبقي له هم إلا في الله وفيما يرضيه به ..

قال بعض العارفين : من أخبرك أن لوليه هم في غيره فلا تصدقه .

وكان داود الطائي ينادي بالليل : همك عطل علي الهموم وحال بيني وبين السهاد وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني اللذات وحال بيني وبين الشهوات فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب .

وفي هذا المعنى يقول بعضهم :
قالوا تشاغل عنا واصطفي بدلا ** منا وذلك فعل الخائن السالي
وكيف أشغل قلبي عن محبتكم ** بغير ذكركم يا كل أشغالي.


قوله ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه .

وفي رواية أخرى : إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته .
وقوله ولئن استعاذني : بنون الوقاية وروي بباء موحدة تحتية , أي ( استعاذ بي ) والأول أشهر . والمعنى واحد .
فهاتان علامتان من علامات ولاية الله لمن يكون الله قد أحبه .
وهذا يدل على أن العبد إذا صار من أهل حب الله تعالى لم يمتنع أن يسأل ربه حوائجه ويستعيذ به ممن يخافه ، والله تعالى قادر على أن يعطيه قبل أن يسأله وأن يعيذه قبل أن يستعيذه ، ولكنه سبحانه متقرب إلى عباده بإعطاء السائلين وإعاذة المستعيذين.
يعني أن هذا المحبوب المقرب له عند الله منزلة خاصة تقتضي أنه إذا سأل الله أعطاه شيئا وإذا استعاذ به من شيء أعاذه منه وإن دعاه أجابه فيصير مجاب الدعوة لكرامته على الله تعالى ..

أحوال السلف مجابي الدعوة :

وقد كان كثير من السلف الصالح معروفا بإجابة الدعوة ..
وفي الصحيح أن الربيع بنت النضر كسرت ثنية جارية فعرضوا عليهم الأرش فأبوا فطلبوا منهم العفو فأبوا فقضي بينهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالقصاص فقال أنس ابن النضر أتكسر ثنية الربيع والذي بعثك بالحق لا تكسر ثنيتها فرضي القوم وأخذوا الأرش فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره .
وفي صحيح الحاكم عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
كم من ضعيف متضاعف ذي طمرين لو أقسم على الله لأبره منهم البراء بن مالك .
وإن البراء لقي زخفا من المشركين فقال له المسلمون اقسم على ربك فقال أقسمت عليك يارب لما منحتنا أكتافهم فمنحهم أكتافهم ..
ثم التقوا مرة أخرى فقالوا اقسم على ربك فقال أقسمت عليك يارب لما منحتنا أكتافهم وألحقني بنبيك صلى الله عليه وسلم فمنحوا أكتافهم وقتل البراء .

وعن أبي الدنيا بإسناد له أن النعمان بن نوفل قال يوم أحد :
اللهم إني أقسم عليك أن أقتل فأدخل الجنة فقتل فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن النعمان أقسم على الله فأبره .
وروى أبو نعيم بإسناده عن سعيد أن عبد الله بن جحش قال يوم أحد :
يارب إذا لقيت العدو غدا فلقني رجلا شديدا بأسه شديدا حرده أقاتله فيك ويقتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك غدا قلت يا عبد الله من جدع أنفك وأذنك؟ فأقول فيك وفي رسولك فتقول صدقت ..
قال سعيد : لقد لقيته آخر النهار وإن أنفه وأذنه لمعلقتان في خيط .
رواه الحاكم والبيهقي والطبراني وصححه الهيثمي .

وكان سعد ابن أبي وقاص مجاب الدعوة فكذب عليه رجل فقال اللهم إن كان كاذبا فاعم بصره وأطل عمره وعرضه للفتن فأصاب الرجل ذلك كله فكان يتعرض للجواري في السكك ويقول شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد .
ودعا علي رجل سمعه يشتم عليا فما برح من مكانه حتى جاء بعير ناد فخبطه بيديه ورجليه حتى قتله .
ونازعته امرأة سعيد بن زيد في أرض له فادعت أنه أخذ منها أرضها فقال اللهم إن كانت كاذبة فاعم بصرها واقتلها في أرضها فعميت فبينما هي ذات ليلة تمشي في أرضها إذ وقعت في بئر فيها فماتت .

وكان العلاء بن الحضرمي في سرية فعطشوا فصلي ثم قال اللهم يا عليم يا حكيم يا علي يا عظيم إنا عبيدك وفي سبيلك نقاتل عدوك فاسقنا غيثا نشرب منه ونتوضأ ولا تجعل لأحد فيه نصيبا غيرنا فساروا قليلا فوجدوا نهرا من ماء السماء يتدفق فشربوا وملأوا أوعيتهم ثم ساروا فرجع بعض أصحابه إلى موضع النهر فلم ير شيئا وكأنه لم يكن في موضعه ماء قط .

وشكا أنس بن مالك عطش أرضه في البصرة فتوضأ وخرج إلى البرية وصلي ركعتين ودعا فجاء المطر وسقا أرضه ولم يجاوز المطر أرضه إلا يسيرا .

واحترقت خصاص بالبصرة في زمن أبي موسي الأشعري وبقي في وسطها خص لم يحترق فقال أبو موسي لصاحب الخص ما بال خصك لم يحترق ؟ فقال إني أقسمت على ربي أن لا يحرقه فقال أبو موسي إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في أمتي رجال طلس رؤوسهم دنس ثيابهم لو أقسموا على الله لأبرهم .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Unknow10
الحالة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 510
نقاط : 9574
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1111110

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime13/4/2010, 16:03


وكان أبو مسلم الخولاني مشهورا بإجابة الدعوة فكان يمر به الضب فيقول له الصبيان ادع الله لنا أن يحبس علينا هذا الضب فيدعو الله فيحبسه حتى يأخذوه بأيديهم .
ودعا على امرأة أفسدت عليه عشرة امرأة له بذهاب بصرها فذهب بصرها في الحال فجاءته فجعلت تناشده بالله وتطلب من الله فرحمها ودعا الله تعالى فرد عليها بصرها ورجعت امرأته إلى حالها معه .

وكذب رجل على مطرف ابن عبد الله بن الشخير فقال له إن كنت كاذبا فعجل الله حتفك فمات الرجل مكانه .

وكان رجل من الخوارج يغشي مجلس الحسن البصري فيؤذيهم فلما ازداد أذاه قال الحسن اللهم قد عملت أذاه لنا فاكفناه بما شئت فخر الرجل من قامته فما حمل إلى أهله إلا ميتا على سريره .

وكان صلة بن أشيم في سرية فذهبت بغلته بثقلها وارتحل الناس فقام يصلي فقال اللهم إني أقسم عليك أن ترد على بغلتي وثقلها فجاءت حتى قامت بين يديه .
وكان مرة في برية فقرأ فجاع فاستطعم الله وجبة فإذا هو بثوب أو منديل فيه رطب طري فأكل منه وبقي الثوب عند امرأته معاذة العدوية وكانت من الصالحات .

وكان محمد بن المنكدر في غزاة فقال له رجل من رفقائه اشتهي رطبا جنيا فقال ابن المنكدر استطعموا الله يطعمكم فإنه القادر فدعا القوم فلم يسيروا إلا قليلا حتى رأوا مكتلا مخيطا فإذا هو خير رطب فقال بعض القوم لو كان عسلا فقال ابن المنكدر إن الذي أطعمكم رطبا جنيا ها هنا قادر على أن يطعمكم عسلا فاستطعموه فدعوا فساروا قليلا فوجدوا ظرف عسل على الطريق فنزلوا وأكلوا .

وكان حبيب العجمي أبو محمد معروفا بإجابة الدعوة دعا لغلام أقرع الرأس وجعل يبكي ويمسح بدموعه رأس الغلام فما قام حتى اسود رأسه وعاد كأحسن الناس شعرا .
وأوتي برجل زمن في محمل فدعا له فقام الرجل على رجليه فحمل محمله على عنقه ورجع إلى عياله .
واشتري في زمن مجاعة طعاما كثيرا فتصدق به على المساكين ثم خاط أكيسة فوضعها تحت فراشه ثم دعا الله تعالى فجاء أصحاب الطعام يطلبون ثمنه فأخرج تلك الأكيسة فإذا هي مملوءة دراهم فوزنها فإذا هي قدر حقوقهم فدفعها إليهم .
وكان رجل يعبث به كثيرا فدعا عليه حبيب فبرص .
وكان مرة عند مالك بن دينار فجاء رجل فأغلظ لمالك من أجل دراهم قسمها مالك فلما طال ذلك من أمره رفع حبيب يده إلى السماء فقال اللهم إن هذا قد شغلنا عن ذكرك فأرحنا منه كيف شئت فسقط الرجل على وجهه ميتا .

وخرج قوم في غزاة في سبيل الله وكان لبعضهم حمار فمات وارتحل أصحابه فقام فتوضأ وصلي وقال اللهم إني خرجت مجاهدا في سبيلك وابتغاء مرضاتك وأشهد أنك تحيي الموتي وتبعث من في القبور فأحي لي حماري فقام إلى الحمار فضربه فقام الحمار ينفض أذنيه فركبه ولحق أصحابه ثم باع الحمار بعد ذلك بالكوفة .

وخرجت سرية في سبيل الله فأصابهم برد شديد حتى كادوا أن يهلكوا فدعوا الله تعالى وإلي جانبهم شجرة عظيمة فإذا هي تلتهب نارا فجففوا ثيابهم ودفئوا بها حتى طلعت عليهم الشمس فانصرفوا وردت الشجرة إلى هيئتها .

وخرج أبو قلابة صائما حاجا فتقدم أصحابه في يوم صائف فأصابه عطش شديد فقال اللهم إنك قادر على أن تذهب عطشي من غير فطر فأظلته سحابة فأمطرت عليه حتى بلت ثوبه وذهب العطش عنه فنزل فحوض حياضا فملأها فانتهي إليه أصحابه فشربوا وما أصاب أصحابه من ذلك المطر شيء .

ومثل هذا كثير جدا ويطول استقصاؤه وأكثر من كان مجاب الدعوة من السلف كان يصبر على البلاء ويختار ثوابه ولا يدعو لنفسه بالفرج منه .

وقد روى أن سعد بن أبي وقاص كان يدعو للناس لمعرفتهم له بإجابة الدعوة فقيل له لو دعوت الله لبصرك وكان قد أضر فقال قضاء الله أحب إلى من بصري .

وابتلي بعضهم بالجذام فقيل له بلغنا أنك تعرف اسم الله الأعظم فلو سألته أن يكشف ما بك فقال يا ابن أخي إنه هو الذي ابتلاني وأنا أكره أن أرده .

وقيل لإبراهيم التيميي وهو في سجن الحجاج لو دعوت الله تعالى فقال أكره أن أدعوه أن يفرج عني مالي فيه أجر .

وكذلك سعيد بن جبير صبر على أذي الحجاج حتى قتله وكان مجاب الدعوة ..
وكان له ديك يقوم بالليل بصياحه إلى الصلاة فلم يصح ليلة في وقته فلم يقم سعيد إلى الصلاة فشق عليه فقال ماله قطع صوته فما صاح الديك بعد ذلك فقالت له أمه يا بني لا تدع بعد هذا على شيء .

وكان حيوة بن شريح ضيق العيش جدا فقيل له لو دعوت الله أن يوسع عليك فأخذ حصاة من الأرض فقال اللهم اجعلها ذهبا فصارت تبرة ( ذهب لم يصاغ ) في كفه وقال ما خير في الدنيا إلا الآخرة ثم قال هو أعلم بما يصلح عباده .

وربما دعا المؤمن المجاب الدعوة بما يعلم الله الخيرة له في غيره قال فلا يجيبه إلى سؤاله ويعوضه مما هو خير له إما في الدنيا أو في الآخرة .

وفي حديث أنس المرفوع : إن الله يقول إن من عبادي من يسألني بابا من العبادة فأكفه كيلا يدخله العجب . وقد ذكرناه وبينا انه ضعيف .

وخرج الطبراني من حديث سالم بن أبي الجعد عن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : " إن من أمتي من لو جاء أحدكم يسأله دينارا يعطه ولو سأله درهما لم يعطه ولو سأله فلسا لم يعطه ولو سأل الله الجنة لأعطاه إياها ذو طمرين لا يؤبه له لو أقسم على الله لأبره " .
أخرجه الطبراني في الأوسط من حديث ثوبان بإسناد صححه العراقي.

وأيضا في قوله جل و علا: لئن استعاذني لأعيذنه ..
ذكر السؤال الذي به حصول المطلوب ، والاستعاذة التي بها النجاة من المهروب وأخبر أنه سبحانه وتعالى يعطي هذا المتقرب إليه بالنوافل ما سأل و يعيذه مما استعاذ .

وقوله تعالى : ما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت وأكره مساءلته .

وسنتكلم إن شاء الله عن معنى التردد المراد في الحديث في التعليق على كلام ابن الجوزي عن مشكلات الحديث .. وبيان خطأه في تفسير التردد وكذا نفيه عن الله سبحانه وتعالى مع ثبوت الحديث به .
والكره المنسوب لله هنا ، ينسب كما جاء في القرآن ( وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ ) [ التوبة-46]
قال ابن رجب الحنبلي :
المراد بهذا أن الله تعالى قضي على عباده بالموت كما قال تعالى (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ) [ آل عمران-185 ]
والموت هو مفارقة الروح للجسد ولا يحصل ذلك إلا بألم عظيم جدا وهو أعظم الآلام التي تصيب العبد في الدنيا .

شدة الموت :

قال عمر لكعب : أخبرني عن الموت ؟
قال يا أمير المؤمنين هو مثل شجرة كثيرة الشوك في جوف ابن آدم فليس منه عرق ولا مفصل وهو كرجل شديد الذراعين فهو يعالجها ينتزعها ، فبكي عمر .

ولما احتضر عمرو بن العاص سأله ابنه عن صفة الموت فقال :
والله لكأن جنبي في تخت ولكأني أتنفس من سم إبرة وكأن غصن شوك يجر به من قدمي إلى هامتي.

وقيل لرجل عند الموت : كيف تجدك ؟ فقال أجدني أجتذب اجتذابا وكأن الخناجر مختلفة في جوفي وكأن جوفي في تنور محمي يلتهب توقدا .

وقيل لآخر : كيف تجدك قال أجدني كأني السموات منطبقة على الأرض علي وأجد نفسي كأنها تخرج من ثقب إبرة .

فلما كان الموت بهذه الشدة والله قد حتمه على عباده كلهم ولابد لهم منه والله تعالى يكره أذي المؤمن ومساءته سمي ترددا في حق المؤمن .. وأما الأنبياء فلا يقبضون حتى يخيروا .

قال الحسن : لما كرهت الأنبياء الموت هون الله عليهم بلقائه لما أحبوه من تحفة وكرامة حتى إن نفس أحدهم تنزع من بين جنبيه وهو يحب ذلك لما قد مثل له.

وقالت عائشة : ما أغبط أحدا يهون الله عليه الموت بعد الذي رأيت من شدة موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قالت كانت عنده قدح من ماء فيدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ويقول اللهم أعني على سكرات الموت قالت وجعل يقول لا إله إلا الله إن للموت سكرات .

حال السلف في محبة السكرات وكراهتها:

وقد كان بعض السلف يستحب أن يجتهد عند الموت ..
كما قال عمر بن عبد العزيز : ما أحب أن تهون علي سكرات الموت إنه لآخر ما يكفر به عن المؤمن .

وقال النخعي : كانوا يستحبون أن يجتهدوا عند الموت ..

وكان بعضهم يخشي من تشديد الموت أن يفتن وإذا أراد الله أن يهون على العبد الموت هونه عليه ..

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
إن المؤمن إذا حضره الموت بشر برضوان من الله وكرامة فليس شيء أحب إليه مما أمامه وأحب لقاء الله فأحب الله لقاءه .
قال ابن مسعود :
إذا جاء ملك الموت لقبض روح المؤمن قال له إن ربك يقرئك السلام .

وقال محمد بن كعب : يقول له ملك الموت : السلام عليك يا ولي الله والله يقرئك السلام ثم قال : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ) [ النحل-32 ]

وقال زيد بن أسلم : تأتي الملائكة للمؤمن إذا احتضر وتقول له لا تخف مما أنت قادم عليه فيذهب الله خوفه ولا تحزن على الدنيا وأهلها وأبشر بالجنة فيموت وقد جاءته البشري .

وقال ثابت البناني : إن لله عبادا يضن بهم في الدنيا عن القتل والأوجاع يطيل الله أعمارهم ويحسن أرزاقهم ويميتهم على فرشهم ويطبعونهم بطابع الشهداء .

وقال أبو ثعلبة الخشني: إني لأرجو أن لا يخنقني كما أراكم تخنقون عند الموت.

وكان ليلة في داره فسمعوه ينادي يا عبد الرحمن وكان عبد الرحمن قد قتل مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أتي مسجد بيته فصلي فقبض وهو ساجد.

وقبض جماعة من السلف في الصلاة وهم سجود ..
وكان بعضهم يقول لأصحابه إني لا أموت موتكم ولكن أدعي فأجيب .
وبعضهم كان يوما قاعدا مع أصحابه فقال لبيك ثم خر ميتا .

وكان بعضهم جالسا مع أصحابه فسمعوا صوتا يقول يا فلان أجب فهذه والله آخر ساعتك من الدنيا فوثب فقال هذا والله منادي الموت فودع أصحابه وسلم عليهم ثم انطلق نحو الصوت وهو يقول سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ثم انقطع عنهم الصوت فتتبعوا أثره فوجدوه ميتا .

وكان بعضهم جالسا يكتب في مصحف فوضع القلم من يده وقال إن كان موتكم هكذا فوالله إنه لموت طيب ثم سقط ميتا .
وكان آخر جالسا يكتب الحديث فوضع القلم من يده ورفع يديه يدعو الله فمات رحمه الله تعالى .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
صفاء الروح
مراقب عام
مراقب عام
صفاء الروح

انثى
عدد الرسائل : 3955
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1510
بلد الإقامة : أرض الإسلام
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Unknow10
الحالة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 510
نقاط : 9574
ترشيحات : 102
الأوســــــــــمة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1111110

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime13/4/2010, 16:13



إشكالات الحديث


قال الإمام أبو الفرج ابن الجوزي في كتابه الرائع كشف المشكل من حديث الصحيحين (1/1007) :

في هذا الحديث إشكالات سبعة :

الإشكال الأول: أن يقال كيف يعادي الإنسان الأولياء والأولياء قد تركوا الدنيا وانفردوا عن الخلق فإن جهل عليهم جاهل حلموا والعداوة إنما تكون عن خصومة ؟
وجواب هذا الإشكال : فإن معاداة الأولياء يقع من أربعة أوجه :
أحدها أن يعاديهم الإنسان عصبية لغيرهم كما يعادي الرافضي أبا بكر وعمر ..
والثاني مخالفة لمذهبهم كما يعادي أهل البدع أحمد ابن حنبل ..
والثالث احتقارا لهم فيكون الفعل بهم فعل الأعداء كما كان بعض الجهال يحصب أويسا القرني .
والرابع أنه قد يكون بين الولي وبين الناس معاملات وخصومات وليس كل الأولياء ينفردون في الزوايا فرب ولي في السوق .

والإشكال الثاني : قوله تعالى ( فقد آذنته بالحرب )
وكيف يتصور الحرب بين الخالق والمخلوق والمحارب مناظر وهذا المخلوق في أسر قبضة الخالق ؟
والجواب أن يقال : إن الإنسان إنما خوطب بما يعقل ونهاية العداوة الحرب ومحاربة الله عز وجل للإنسان أن يهلكه وتقدير الكلام فقد تعرض لإهلاكي إياه.

والإشكال الثالث : ( وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه )
والعادة قد جرت بأن التقرب يكون بما لا يجب كالهدايا إلى الملوك دون أداء الخراج فإن مؤدي اللازم لا يكاد يحمد وإنما يشكر من فعل ما لا يجب ؟
وجوابه : أن في أداء الواجبات احتراما للأمر وتعظيما للآمر وبذلك الإنقياد تظهر عظمة الربوبية ويبين ذل العبودية .
والإشكال الرابع : أن يقال فإذا كانت الفرائض أفضل القربات فكيف أثمرت النوافل المحبة ولم تثمرها الفرائض ؟
وجوابه : فإنه لما أدى المؤمن جميع الواجبات ثم زاد بالتنفل وقعت المحبة لقصد التقرب لأن مؤدي الفرض ربما فعله خوفا من العقاب والمتقرب بالنفل لا يفعله إلا إيثارا للخدمة والقرب فيثمر له ذلك مقصوده .

والإشكال الخامس : قوله ( كنت سمعه وبصره ويده ) فما صورة هذا ؟
والجواب : أن قوله ( كنت سمعه وبصره ) مثل وله أربعة أوجه :
أحدهما كنت كسمعه وبصره في إيثاره أمري فهو يحب طاعتي ويؤثر خدمتي كما يحب هذه الجوارح .
والثاني أن كليته مشغولة فلا يصغي بسمعه إلا إلى ما يرضيني ولا يبصر إلا عن أمري .
والثالث أن المعنى أني أحصل له مقاصده كما يناله بسمعه وبصره .
والرابع كنت له في العون والنصرة كبصره ويده اللذين يعاونانه على عدوه.

والإشكال السادس : قوله ( ولئن سألني لأعطينه ) وكم قد رأينا من عابد وصالح يدعو ويبالغ ولا يرى إجابة ؟
وجوابه : أنه ما سئل ولي قط إلا وأجيب ولكن قد تؤخر الإجابة لمصلحة وقد يسأل ما يظن فيه مصلحة ولا يكون فيه مصلحة فيعوض سواه .

والإشكال السابع : قوله ( وما ترددت عن شيء ) والتردد إنما يقع إذا أشكلت المصلحة في العواقب وذلك ينشأ عن ضعف التدبير والحق عز وجل منزه عن ذلك ؟

وجوابه من وجهين :
أحدهما :أن يكون التردد للملائكة الذين يقبضون الأرواح فأضافه الحق عز وجل إلى نفسه لأن ترددهم عن أمره كما قال تعالى ( وما نتنزل إلا بأمر ربك ) مريم 64 وتردد الملائكة إنما يكون لإظهار كرامة الآدمي كما تردد ملك الموت إلى آدم وإبراهيم وموسى ونبينا {صلى الله عليه وسلم} فأما أن يكون التردد لله فمحال في حقه وهذا مذهب الخطابي فإن اعترض على هذا فقيل متى أمر الملك بقبض الروح لم يجز له التردد فكيف يتردد فالجواب من وجهين أحدهما أن يكون إنما تردد فيما لم يجزم له فيه على وقت كما روي ( أنه لما بعث ملك الموت إلى الخليل قيل له تلطف بعبدي ) والثاني أن يكون تردد رقة ولطف بالمؤمن لا أنه يؤخر القبض فإنه إذا نظر إلى قدر المؤمن من احترمه فلم تنبسط يده لقبض روحه وإذا ذكر أمر الإله لم يكن له يد في امتثاله .
والثاني :أنه خطاب لنا بما نعقل وقد تنزه الرب عز وجل عن حقيقته كما قال ( من أتاني يمشي أتيته هرولة ) فكما أن أحدنا يتردد في ضرب ولده فيأمره التأديب بضربه وتمنعه المحبة فإذا أخبر بالتردد فهمنا قوة محبته له بخلاف عبده فإنه لا يتردد في ضربه فأريد تفهيمنا تحقيق المحبة للولي بذكر التردد ..
ومن الجائز أن يكون تركيب الولي يحتمل خمسين سنة فيدعو عند المرض فيعافى ويقوى تركيبه فيعيش عشرين أخرى فتغيير التركيب والمكتوب من الأجل كالتردد وذلك ثمرة المحبة . اهـ

قلت :
الصحيح في مسألة التردد ما قاله الشيخ صالح آل الشيخ في بعض شروحه قال :
التردد هنا ، تكلم عليه أهل العلم بكلمات وأصح ذلك أن التردد مثل الصفات الأخر التي هي صفة المكر والاستهزاء ونحو ذلك من جهة أنّه يكون نقصا ويكون كمالا :
فيكون نقصا إذا كان التردد مع عدم علم بالعاقبة ؛ لأنّه يكون من نتائج الجهل ، فالمتردد يتردد ويكون نقْصا في حقه أنه تردد ؛ لأنه لا يعلم العاقبة ، أو لخوفه وعدم جرأته على الأمر ، أو لعدم قدرته عليه ؛ يشك هل هو يقدر أو لا يقدر ، أو هل سيقوى أو لا يقوى ، وعدم علمه بالعاقبة هي سبب هذا التردد ، وهذا التردد نقص وهذا منفي عن الله جل وعلا .
بحسَب تعلقه بالمختار له ، مثل - في حياة البشر- تريد أن تشتري لمن تحب شيئا، تردد بين هذا وهذا لا من جهة عدم علمك بالأفضل، ولكن من جهة الإكرام...،
هذا التردد ليس بنقص، أنت الآن بين كرم وبين أكرم، فهذا ليس نقصا، هذا تردد فيما يناسب المختار له، هذا هو الذي من جنسه جاء هذا الحديث، (وما ترددت في شيء أنا فاعله) هذا التردد الحق، التردد الذي هو كمال الذي لا نقص فيه، بوجه من الوجوه ، وهذا من أحسن الأجوبة على ذلك وهو طريقة المحققين.
وهذا هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية وعزاه إلى السلف وإلى مذهب سلف هذه الأمة .

فوائد الحديث

من فوائد الحديث :

1- إثبات الولاية لله عز و جل أي : أن لله تعالى أولياء وهذا قد دل عليه القرآن الكريم كما ذكرنا.
2- كرامة الأولياء على الله حيث كان الذي يعاديهم قد آذن الله بالحرب .
3- أن معاداة أولياء الله من كبائر الذنوب لأن الله جعل ذلك إيذانا بالحرب .
4- أن الفريضة أحب إلى الله من النافلة لما جاء في الحديث .
5- الإشارة إلى أن أوامر الله عز وجل نوعان : فرائض ، نوافل .
6- أن النافلة إنما تقبل إذا أديت الفريضة ، لأنها لا تسمى نافلة إلا إذا قضيت الفريضة .
7- إثبات المحبة لله عز و جل لقوله - أحب إلي مما افترضته عليه - والمحبة صفة قائمة بذات الله عز وجل ومن ثمراتها الإحسان إلى المحبوب وثوابه وقربه من الله عز و جل .
8- أن الأعمال تتفاضل فالواجبات أفضل من النوافل .
9- الدلالة على ما ذهب إليه أهل السنة و الجماعة من أن الإيمان يزيد وينقص لأن الأعمال من الإيمان فإذا كانت تتفاضل في محبة الله لها يلزم من هذا أن الإيمان يزيد وينقص بحسب تفاضلها .
10- أن في محبة الله عز وجل تسديد العبد في سمعه وبصره ويده ورجله مؤيدا من الله عز وجل .
11- أنه كلما ازداد الإنسان تقربا إلى الله بالأعمال الصالحة فإن ذلك أقرب إلى إجابة دعائه وإعاذته مما يستعيذ الله منه لقوله تعالى في الحديث: ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه .
12- الاستمرار على الطاعة في الفرائض والنوافل .. وهذا مأخوذ من قوله تعالى في الحديث القدسي ( ولا يزال عبدي يتقرب إلي ) . أي لا يزال مستمرا .
13- فيه إثبات التردد لله عز وجل وأنه هنا صفة مدح لا ذم كما ذكرنا.
14- فيه إثبات الكره وأنه صفة ثابتة في حق ما تأتي له.
15- فيه أن الله يكره ما يكرهه عبده المؤمن لكرامته على الله.
16- في أن الموت مكروه للناس بالطبع والفطرة ولا ينافي هذا الإيمان ولذلك جاء عن بعض السلف محبتهم للموت كما قال بعض الصحابة : مرحبا بالموت حبيب جاء على فاقة .
وهناك بعض الفوائد الأخرى من عقدية ولغوية وفقهية وأدبية بثثناها أثناء الشرح ..

فدونكم إخواني بهذا الشرح العجيب الذي ما رأيته بنفسي مجموعا هكذا بالتفصيل والتحقيق على هذه الصورة ..
فأنا بفضل الله علي ، أقرأ وأطلع أكثر من عشرين سنة ولم أجد مثل هذا الشرح على طوله وتنسيقه وفائدته .
وإن كان الفضل للأوائل والعلماء الأفاضل فليس لي إلا الجمع والترتيب والتعليق والتحقيق فيما لابد منه ..
هذا والله أعلى وأعلم.
فإن كان من توفيق وصواب فمن الله تعالى هو المنعم والمان به فله الحمد والشكر على جزيل نعمه وكريم فضله ..
وإن كان فيه من خطأ أو نسيان أو زلل أو نقصان فمن جهلي وتقصيري وقلة علمي وفهمي ، ولا أقول من الشيطان ، فليس للشيطان في هذا العلم نصيب ، وذلك من فضل الله ..
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ..
والصلاة والسلام على البشير النذير وعلى آله وصحبه أجمعين .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رأفت الجندى
المدير الإداري
المدير الإداري
رأفت الجندى

ذكر
العمر : 64
عدد الرسائل : 9511
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 210
بلد الإقامة : الفيوم
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Profes10
الحالة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا S3eed10
نقاط : 12997
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Awfeaa10

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime22/5/2010, 06:36

بارك الله فيكم أختنا الكريمة
جزاكم الله خيراً بما قدمتم وشكرا لسيادتكم
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال

@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Support-ar.com-c54458cbca
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27
يسرى محمد جاد
مراقب عام
مراقب عام
يسرى محمد جاد

ذكر
العمر : 62
عدد الرسائل : 5625
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 210
بلد الإقامة : جمهورية مصر العربية
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 1111111
الحالة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 9710
نقاط : 10471
ترشيحات : 62
الأوســــــــــمة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 311

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime13/11/2012, 17:28

بصراحة

أنا أخذت مجهود أختى وأستاذتى الفاضلة الأستاذة

صـفـــــــــاء الـــروح

وحملته على الجهاز

مجهود تحصدين منه الثواب حصدا بارك الله فيك

( أعانك الله وحفظك من كل سوء )

بصراحة يا أختى الفاضلة

المنتدى الإسلامى صعب جدا جدا

ولكن أستاذتنا :/ صفاء الروح تيتمد قوتها من المولى عز وجل

فبارك يا ربنا فيها وإحفظها لنا معطاءة دائما

كل التقدير لسيادتها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
غريب في وطني
عضو جديد
عضو جديد
غريب في وطني

ذكر
عدد الرسائل : 1
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 2211
بلد الإقامة : الرياض
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Patron10
نقاط : 4128
ترشيحات : 0

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime9/12/2012, 21:21

مجهود طيب بارك الله فيك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عقبه بن نافع
عضو نشيط
عضو نشيط
عقبه بن نافع

ذكر
العمر : 34
عدد الرسائل : 228
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Studen10
الحالة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 8010
نقاط : 6293
ترشيحات : 2
الأوســــــــــمة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Awfeaa10

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime10/4/2016, 23:17

في ميزان حسناتك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
أم زياد
عضو متقدم
عضو متقدم
أم زياد

انثى
عدد الرسائل : 637
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا 111010
العمل : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Profes10
الحالة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا S3eed10
نقاط : 6473
ترشيحات : 20
الأوســــــــــمة : شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Awfeaa10

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Empty
مُساهمةموضوع: رد: شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا   شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا I_icon_minitime22/6/2016, 03:40

شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Almstba.co_1371578543_625
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Almstba.co_1371578544_633
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا Almstba.co_1371578543_139
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
شرح الحديث القدسي : من عادى لي وليا
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
»  الفرق بين علم الحديث رواية وعلم الحديث دراية
» شرح الطرفة في ألقاب الحديث (1): مبادئ علم الحديث
» ما الفرق بين القرآن الكريم والحديث القدسي؟
» علم مصطلح الحديث
» الأردن : المزاعم بأن الحرم القدسي جزء من أراضي إسرائيل قد تفجر صراعًا دينيًا

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الإسلامية :: المنتدى الإسلامي العام :: منتدى الحديث الشريف وعلومه-
انتقل الى: