الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بريد الأهرام ( بريد الجمعة )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 34 ... 64, 65, 66 ... 76 ... 88  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
nasertoba
مرشح
nasertoba

ذكر
عدد الرسائل : 6343
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Collec10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 110
نقاط : 17034
ترشيحات : 29
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 222210

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime20/12/2013, 10:05

فرح خارج البيت

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 2013-635230902184865239-486

صباح الخير يا سيدة بريد الجمعة..هل تحبين أن تعرفي قصة حقيقية واقعية عكس كل ما يكتبه المؤلفون في أفلام السنيما وعكس كل المثاليات التي تتحدث فيها برامج التليفزيون بغير علم ولا دراسة هل عندك متسع ووقت ليعرف الناس الحقيقة دون رتوش درامية ؟ إذن إليك قصتي من بدايتها أنا الابنة الكبري في أسرتي‏,‏ وهي فرع في عائلة كبيرة معروفة بالاسم في المحافظة التي تمتد فيها جذورنا ونمتلك فيها أراضي زراعية بمساحات واسعة نسبيا أعطتنا من زمن السيط والغني معا‏.‏

تعلمت انا واخوتي تعليما جيدا, وبسبب التعليم تركت مدينتنا الصغيرة والتحقت بجامعة القاهرة, تخرجت في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وعملت بعمل مرموق ومميز من بعدها.
كانت مشكلتي في مطلع شبابي اني كنت مغرمة بالتفوق والتميز انبهر بالنجاح والناجحين, وربما لهذه الاسباب تعطل احساسي بكل من هم في سني من الشباب المعجبين والمغرمين, خاصة من كان فيهم في بداية حياته العملية او متعسرا ماديا.
تأخر زواجي وانشغلت بالنجاح والتقدم في عملي, وتكرر سفري خارج البلاد لنيل الدرجات العلمية او في مهام عمل, حتي وجدت نفسي في نهايات الثلاثين دون زواج, فلا قصص الحب عشت ولا تدخل العائلة وعرسان الصالون نفعوا,حتي العريس الذي اجبرتني الضغوط العائلية علي قبوله في احدي المرات, اعدت له دبلته وفسخت الخطبة بعد حفل اعلانها بأسبوعين!
قبل ان اتم الاربعين تزوجت اخيرا ربما بفعل النصيب, وربما لان زوجي كان احد الرموز الناجحة في مجال عملي, وابهرتني ثقافته وعقله الواعي وكان للحق شريفا وطيبا وكال لي المديح والتشجيع واحاطني بالحب والاهتمام والهدايا الصغيرة التي كانت تعني لي وقتها منتهي الرومانسية والرقة فشعرت معه بالامان وتزوجنا رغم فارق السن الكبير, ورغم اني كنت زوجته الثانية بعد انفصاله عن زوجته الاولي, لكنه اشترط علي قبل الزواج شرطا مهما, وهو الا ننجب, ونتفرغ للسفر والعمل والنجاح والاستمتاع دون اعباء نفسية ومادية قال انها لم تعد تلائمه وهو في سنه المتقدم وسبق له ان انجب3 ابناء كبار من زيجته الاولي, وكان احدهم فاشلا في دراسته ومرتبكا نفسيا ومشاكله كثيرة ومعقدة لدرجة جعلت زوجي يري( الخلفة) مغامرة غير مجدية ومعاناة وصداعا مستمرا ولا يطيق ان يكررها علي نفسه ولو تخيلا او في تجربة جديدة.
والحق اني وافقت علي الشرط الاساسي لزواجنا, وكنت بكل تفاؤل وحسن نية اتصور ان الامور ستتغير فيما بعد وقد يتراجع عن مخاوفه وتعصبه, ان جدت في الامور امور, في الحقيقة لم ارد ان اخسره بسبب احتمال ضعيف خاصة اني وهو نفسه لسنا صغارا في السن.
بعد زواجنا عشت معه سعيدة وراضية, لكني افتقدت الاحساس بالامومة وحاولت معه مرارا وتكرارا لنحاول الانجاب بمساعدات بسيطة من الطبيب, لكنه رفض رفضا قاطعا لدرجة جمدت واساءت لعلاقتي المباشرة به وهددت بانفصالنا فعلا, وبعد حوالي سنة من الخناق والمحاولات والتماس كل الاساليب والوساطة ممن يهتمون لامرنا ايضا, اصر زوجي علي موقفه واضطريت صاغرة لقبول هذا الشرط المجحف وكأن اتفاقنا وزواجنا بلغة القانون عقد اذعان, المزايا كلها والارباح لزوجي واتحمل انا وحدي التكلفة والخسائر.
بعد فترة شعر زوجي بشيء من الذنب تجاهي وحاول ان يحسن من احساسي ولكن مع ابقائه علي شرط الاذعان المعروف.
فوجئت به يسألني عن الجمعية الخيرية التي تكفل الايتام, وكنت اتردد عليها وامارس فيها بعض الانشطة منذ عدة سنوات, وبسبب ضغط العمل والزواج, ابتعدت عن الانشطة التطوعية بين الناس ولم يعد يربطني بالجمعية غير مبلغ ارسله لهم كل شهر(كفالة يتيم).
شجعني زوجي علي كفالة الطفلة التي كنت احبها واتحدث له عنها وعن طرائفها منذ عرفتها ايام ترددي علي الجمعية
كان اسمها( فرح), فسألني زوجي ما رأيك؟ لو تحبين انا علي استعداد لننقلها وتعيش معك في البيت ويمكن ان نتمم الاجراءات تبع شروط الشئون الاجتماعية, كي تصبحين اما لها بالكفالة والقانون, ولا تشعرين بالوحدة او الحزن لافتقاد الاطفال.
فكرت في الامر ثم تحمست وفرحت بهذه الخطوة الشجاعة من زوجي العطوف, وبالفعل ذهبنا وتممنا اجراءات الكفالة القانونية وعدنا ومعنا فرح وكان عمرها ايامها7 سنوات.
كانت ذكية بشكل واضح وجريئة وضحوكة,وادهشتني كثيرا باتساع حيلتها وحسن تصرفها خاصة انها تعودت الاختلاط بالناس الذين كانوا يترددون علي الجمعية الخيرية باختلافهم, فكانت اجتماعية ومتفوقة في النشاط الرياضي خاصة السباحة, واصبحت اخرج بها للنادي والمناسبات العائلية واصطحبها للرحلات والمدرسة وفصول الموسيقي ومحلات الملابس والسنيما, كما لو كانت ابنتي تماما.
ما اجمل ان تعيش اي امرأة مع طفل حتي لو طفل واحد.. مخلوق صغير ضعيف يشعرها باحتياجه الشديد لها,يقول لها( ماما), تعلمه وتتعلم منه وتفرح به وهو يكبر امام عينها وتندهش لكلماته وردود فعله كما لم تندهش او تفرح من قبل.
قد يكون هذا هو المقطع الرومانسي السعيد من القصة, لكن هناك تكملة اخري لم نخطط لها ولم نتوقعها لأننا بالقطع نرفضها, لكن الحياة فيها كل شيء, كبرت فرح وصارت امام عيني( آنسة) في سن المراهقة قرب عامها السابع عشر, وتغير كل المخطط له.
اصبحت تكذب كثيرا جدا, لا تريد ان تبقي في يدي ولو دقيقة, كل حياتها اصحاب مجهولون علي النت والفيس بوك او اصحاب فاشلون وسيئو السلوك من ابناء بعض الجيران او زملائها في الدراسة.
وغير الكذب والتمرد والصراخ والرفض واهمال دراستهاوعدم التزامها بأي طلب يطلب منها, اكتشفت بالمراقبة الطويلة ان لها علاقات مشبوهة بشباب سيئ السمعة وأشك انها تورطت بعلاقة جسدية مع احدهم, وانه صار يسيطر عليها سيطرة كاملة, لدرجة انها قد تنفق عليه آخر مليم معها او تطاله يدها من بيتنا.
في الفترة الاخيرة اختفي قرطها الذهبي واختفت ساعتي الغالية واختفت بعض الاقلام المذهبة التي تخص زوجي..
وفي احدي خناقاتي الشديدة معها, صاحت في وجهي وقالت ماذا تريدين مني؟ انت لست امي.. لماذا تربيني وتتحكمين في؟ انا لست ابنتك انا بنت حرام.
في البداية صدمت وتعاملت معها علي انها تنتقي كلماتها من الافلام العربي او تمر بأزمة مراهقة حادة او حتي تمارس سلوك الجيل الجديد المنفلت الذي تعانيه كل البيوت وكل الامهات تقريبا.
لكني حين هدأت وفكرت مليا,صارحت نفسي انها ليست دمي ولا حتي من صلب زوجي, الذي اخفيت عنه كثيرا جدا من مشاكلها ومصائبها علي امل اني سأتكفل وحدي باصلاح الامور.
لكن صوت العقل الان عال اسمعه في اذني كل يوم يقول:
فرح لها جينات غير جيناتي وطبع غير طبعي,العرق دساس وربما خلقها الآن هو حقيقة ما كان عليه امها او ابوها والا ما تخلوا عنها او تركوها.. الله اعلم.. الاطفال في هذه الجمعيات يختلط فيهم اليتيم واللقيط وطفل الشارع المشرد او الفقير الذي عجز اهله عن تربيته بسبب الفقر الشديد, فأيهم تكون فرح؟ وهل هي التي سترث من المكتبة والبيت والحلي وحساب البنك وفوق ذلك السمعة واسم العائلة الاخير؟
بحسابات العقل هذه الفتاة لن يرجي منها خير لي او لغيري او حتي لاسمي وذكري من بعد موتي.
حبي لها وتعبي في تربيتها وايام الامومة الجميلة التي عشتها معها مزقتني, محاولاتي في تقويم سلوكها كلها فشلت, وفي النهاية اضطريت لمصارحة زوجي واتخذنا قرارنا بإعادتها الي حيث كانت والتنازل بالاجراءات القانونية عن كفالتها, قبل ان نكتشف لها مصيبة اكبر تورطنا اكثر في هم ثقيل يورث المرض حتي الموت او يجرجرنا لمسئولية جنائية تستوجب العقاب او السجن.
لقد ندمت اشد الندم اني فرطت في حقي في ان يكون لي ابنا من دمي ومن صلب زوجي له نفس ملامحي وصفاتي, اما كفالة اليتيم بإخراجه من جمعية خيرية وتربيته في البيت فهي مغامرة فاشلة طالما تجاوزت المساعدة المادية والعطف والزيارة من بعيد لبعيد.. وشكرا.
س.ب.م


عزيزتي الأم البديلة
اتفهم تماما منطقك ودوافعك والضغوط الشديدة التي اوصلتك لهذا الاحساس حتي تتخذين هذا الموقف الحاسم و القرار الصعب.
لكني اخشي ان تظلم كلماتك اطفالا آخرين من الذين يحب الله من يحبهم ويكرم كل من اسدي اليهم خدمة أوسعي اليهم بإحسان.
كثير من مشاهير وكبار الاطباء والشعراء والكتاب والفنانين في مصر والعالم, حكوا عن طفولتهم وسنوات عمرهم الاولي التي قضوها في ملجأ للأيتام, بعضهم تربي في بيت خاله او جده او كان يأكل معظم وجبات يومه من يد جارة طيبة كانت تفتح له بيتها وتربيه وسط عيالها.. افتقد كثير من الاطفال عناية الاب وحنان الام ورغم ذلك رعت السماء مواهبهم ولم يحرموا من فرص التعليم ووفرت عناية الله لهم قلوبا رحيمة ونفوسا خيرة تعلقت بهم واخذت بأيديهم الصغيرة الضعيفة حتي عبروا الطرق المزدحمة والخطرة.
ليس معني الاحسان بالضرورة, ان كل طفل يتيم او مشرد نقابله في الطريق او نصادفه في جمعية اهلية, نأخذه معنا للبيت, ونتولي المسئولية القانونية عنه وكفالته بالكامل معنويا وماديا وتعليميا لآخر المشوار.. لا يكلف الله نفسا الا وسعها, يكفي جدا ان تقدم لهذا الصغير الضعيف ولو ابتسامة تزرع في نفسه الامان.
انا اعرف سيدة كانت تعمل بالخارجية وكانت تتبرع بدرس خصوصي في اللغة الانجليزية مرة كل اسبوع لاطفال احد الملاجئ!
كل يمد يد العون حسب طاقته وامكانياته. وان كان الله قد اعطاك القدرة والجرأة والرحمة معا حتي تكفلتي بطفلة ليس لها احد, اكثر من10 سنوات متصلة, فتلك منحة ومتعة, وشباك فتحه الله لك علي الجنة, فكيف بعد هذا الفضل العظيم تأسفين, وكأنك اضعت طاقتك وعمرك هدرا او نثرا منثورا؟
اعلم خيبة املك فيما وصلت اليه الآن ابنتك(بحكم التربية والكفالة), ولست اعارضك في فكرة اعادتها الي حيث كانت, طالما نفد صبرك وانتهت الي هذا الحد طاقتك وقدرتك علي احتمال مسئوليتها انسانيا وقانونيا, ولكن ايا كانت النتيجة, يجب الا تندمي ابدا, لقد احسنتي صنعا وبذلتي قصاري جهدك وحاولتي انقاذ الغريق, وليس مطلوبا منك ان تغرقي معه ان اشتدت الريح وعلت الامواج وكادت تقلب المركب كله وانت فيه( لا ضرر ولا ضرار).
عزيزتي الام التي اختارت ان تكون بديلة وتنازلت بإرادتها عن حقها العادل في الامومة الطبيعية..
معظم النساء اللائي ضحين بالانجاب من اجل التفوق في العمل او من اجل انانية الزوج او مستلزمات الشهرة والنجومية, شعرن بالندم بعدها, علي الاقل بسبب مقاومة وانكار الطبيعة البشرية, التي تشد كل انثي نحو غريزة الامومة, والمضحك في الوقت نفسه ان النساء اللائي استجبن بسرعة لغريزة الامومة, يصرخ معظمهن ايضا من افعال اولادهن وعناد وجحود فلذات اكبادهن!!
(الجيل الجديد مادي جدا وجحود واناني ولا يأتي من ورائه غير وجع القلب) كم مرة سمعتي هذه الجملة, من ام او اب بين اصدقائك و معارفك؟
ضعي مشكلة فرح في حجمها الطبيعي, والتمسي لها العذر بسبب ارتباك نشأتها وظروف تربيتها الاستثنائية, الطفل الذي ينشأ في ملجأ يعيش علي التبرعات ويفتح ابوابه للزائرين.. اي زائرين, يتعرض فيه الطفل لعلاقة مباشرة مع اشخاص يختلفون في هيئتهم وافكارهم وطريقة كلامهم واعمارهم ومستواهم الثقافي والمادي,وعلي الطفل ان يحيي كل ضيف ويبدي له نفس الاهتمام والاستجابة ان امكن, وهنا تتشتت افكاره واحساسه بالسلوك الصحيح والآخر المرفوض.
بالتجربة الواقعية يتكون عند الطفل الذي يتربي في مثل هذا الظرف ميل للكذب والنفاق ولو لكسب الحب والقبول و تحقيق مكاسب صغيرة قريبة.
والمؤسف ان ينشأ الطفل متطرفا وعصبيا وعنده مفاهيم كثيرة مشوشة وغير سليمة بسبب ان بعض الجمعيات, بما فيها ذائعة الصيت متعددة الفروع, تقبل علي حس هؤلاء الاطفال تبرعات بالملايين من جميع انواع العملات العربية والاجنبية, وتكدس بأسمائهم المال في البنوك, وقد تشتري لهم لعبا وملابس فاخرة من اجل المظاهر والدعاية, لكنها تعتمد في تربيتهم علي فتيات ريفيات صغيرات من القري والنجوع القريبة للمدينة, يتقاضين اقل اجور, ولا يملكن اي قدر يعتد به من التعليم او الوعي او التدريب والمهارة.
ان كانت للكلمة تأثير يذكر عند اصحاب القرار, لتحرك فورا المجلس القومي للامومة والطفولة, وبحث وفتش عمن يربي الايتام في الجمعيات الخيرية؟ وكيف يربيهم؟ واي افكار مسمومة او متطرفة او ملغومة يزرعها في نفوسهم وعقولهم,دون رقابة او حماية من الدولة والوطن الام؟
اما ان كان للنصيحة تأثير يذكر عندك يا صاحبة الرسالة,فوجهة نظري ان تبذلي محاولة اخيرة وتستعيني بالطب النفسي المتخصص في مشاكل هذه المرحلة العمرية, وان لم يفلح العلاج أعيديها الي حيث كانت ونامي وضميرك مستريح, لأنك بشر بقدرات البشر ولست بقدرات اله يقرر المصير ويصنع اقدار الخلق.
( ارض بما ليس منه بد), عبارة قالها الحكماء قبل ميلاد المسيح بنحو400 سنة, وما احوجنا ان نتذكرها الآن كي لا يستعمرنا القلق ولا الندم ابدا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 8010
نقاط : 19505
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime3/1/2014, 00:58


بريد الجمعة تكتبه - جيهان الغرباوى:
معــــجزات سهــــلة‏!‏


بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 2014-635242953328132854-813

سيدة بريد الجمعة الفاضلة هل تسمحين لي بان اغتنم فرصة مناسبة اعياد الميلاد المجيد لأبعث من خلال صفحتكم الناجحة‏,‏ تهنئة حارة مفعمة بشتي معاني المحبة والامتنان لطبيبة انسانة‏,‏ كان لها عظيم الأثر في نفسي وحالتي الصحية وحياتي؟

دون اي سابق معرفة,التقيت بها, في عيادة الجمهورية للتأمين الصحي بالإسكندرية, وكنت وقتها انسانا محطما,عندي يأس كبير بعد عملية جراحية فاشلة في ركبتي اليسري.
في نفس الوقت كنت اعاني الاما مبرحة ورهيبة, بسبب روماتيزم وخشونة في العظام,جعلتني اجافي النوم ليالي طويلة, حتي وهن جسمي وتحطمت اعصابي, واصبحت علي شفا حفرة من الفصل النهائي من عملي والتشرد.
وبسبب ما تعرفينه عن مساوئ العلاج الحكومي المجاني, كنت احمل مرارة لا حدود لها تجاه هيئة التأمين الصحي, وتجاه الهيئات الحكومية بالدولة عموما.
لكن الله بحكمته ورحمته ارسل لي طبيبة انسانة,اسمها الدكتورة مريم جورج.
اقسم لك, وأشهد الله تعالي, ان المعاملة الحسنة التي وجدتها من هذه الطبيبة, انقذتني وعالجتني افضل من اي مستشفي خاص او استثماري.
فقد استقبلتني بوجه مبتسم بشوش, واستمعت لشكواي بصدر رحب وعيون مهتمة يملؤها الرحمة والمواساة.
أكثر من هذا سمحت لي بان اعرض عليها كما هائلا من الروشتات حملتها من عدة اطباء زرتهم من قبل في عياداتهم قبل ان الجأ للتأمين الصحي.
كانت الطبيبة مثالا في التواضع, لكنها بمنتهي الحزم نصحتني بايقاف عشرات الاصناف من الادوية التي وصفها لي اولئك الاطباء, خاصة المسكنات التي تحتوي الكورتيزون.
وبدلا منها كتبت لي اقصي ما يسمح به نظام التأمين الصحي من الادوية اللازمة والمراهم والحقن.
واصرت علي ان تراني مرة أخري بعد اسبوع لتطمئن علي وعلي تطورات حالتي.
وعدت اليها فعلا بعد المدة المحددة, لكني كنت انسانا آخر متماسكا ومفعما بالأمل.
كررت لي العلاج الناجح, واسدت لي نصائح ثمينة, وها أنا ذا يا سيدتي بعد العلاج والشفاء اعود لعملي بانتظام, وابدأ تاريخا صحيا جديدا من عمري.
لقد كان جانب كبير من ألام عظامي ومعاناتي نفسيا بحتا وقد عالجتني الطبيبة الانسانة واهلتني نفسيا بتفانيها وبشاشتها وتعاطفها الصادق المخلص.
رغم انها طبيبة تأمين صحي حكومي كان لعلاجها مفعول السحر, في حالتي فجزاها الله تعالي عني خير الجزاء.
بالأمس القريب يا سيدتي كنت أفكر والحيرة تملأني كيف اعثر علي طريقة وأرد لها جميلها, لكني اصطدمت بمواردي المحدودة وامكانياتي المتواضعة, وشاءت المصادفة ان تعتمل الافكار في نفسي وانا اقف امام مكتبتي, وحانت مني التفاتة الي احد الاركان فيها,حيث نسخة من الكتاب المقدس كنت ابتعتها منذ سنوات من معرض الكتاب,همست لنفسي وقلت: اذا كانت الدكتورة مريم الفاضلة قد استقت اخلاقها الرفيعة وروحها الملائكية وتفانيها المذهل في عملها من ذلك الكتاب المقدس, فلن اجد هدية خيرا منه, وفعلا حملته اليها في آخر زياراتي لعيادتها بالتأمين الصحي, وتقبلته مني ممتنة شاكرة.
وها انا اسرد قصتي علي صفحتكم للقراء الاعزاء,حتي يعلموا ان عالمنا جميل وفي غاية العذوبة مادامت فيه تلك النماذج الانسانية المشرفة والدنيا بخير.
عبد الرحمن محمد حسن
>> عزيزي الاستاذ عبد الرحمن, رسالتك لي هي أرق هدية تسلمتها علي ابواب العام الجديد.
قصتك الواقعية التي كتبتها بالاسماء الكاملة والعنوان والتفاصيل, ليست رسالة شكر للدكتورة مريم وحسب,لكنها درس كبير في حب العمل والتسامح والاهتمام بخدمة الناس واسعاد الآخرين.
الاهتمام والحب يشفي البدن السقيم,وفي ذلك يقول مولانا جلال الدين الرومي, احد اقطاب الصوفية والحب الألهي, إن للجسم طبيبا خارجيا وطبيبا اخر داخله, وهي عمق نفسه التي إن ارتاحت لطبيبه الخارجي وامنت ان الشفاء سيأتي علي يديه, جاء الشفاء باذن الله, وكأن المرض سؤال صعب, لكنه يجد الاجابة الصحيحة عند الطبيب الحكيم الذي تقتنع به النفس ويرتاح اليه الاحساس
وبعيدا عن التصوف, يقول الدكتور الامريكي( جوزيف. ف.مونتاجي) في كتابه اضطرابات المعدة العصبية إن قرحة المعدة لا تأتي مما تأكله.. ولكنها تأتي مما يأكلك! معظم امراض عصرنا الحاضر خاصة امراض المعدة والعظام اسبابها نفسية, ويمكن ان تزول او تخف كثيرا بسبب الحب و الشعور بالامان او الاهتمام او الانشغال بعمل كبير يسعد الآخرين.
الشفاء احدي المعجزات السهلة, التي يمكن ان تأتي علي يد اي احد منا, ان هو اخلص الاهتمام والعناية بشخص يحتاج اليه.
الانسان الخلوق الخدوم المخلص في عمله, خير دعاية لدينه او بلده او مهنته او أصل اسرته واسم عائلته.
احسن الي الناس تستعبد قلوبهم
فلطالما استعبد الناس احسان
اقبل علي النفس واستكمل فضائلها
فأنت بالنفس لا بالجسم انسان
وكن علي الدهر معوانا لذي امل
يرجو نداك فإن الحر معوان.
شكرا للدكتورة مريم جورج علي تفانيها, والحمد لله اننا مصريون,نعيش في وطن الايمان والتسامح, اعرف صديقا مسيحيا أهدي لصديقه المسلم مصحفا كي يضعه في سيارته الجديدة,عقب شرائها, وصديقا آخر مسلما اشتري سلسلة ذهبية بها صورة السيدة مريم العذراء, هدية المولود الجديد لأحد زملائه المسحيين في العمل.
عندك حق يا استاذ عبد الرحمن, لابد ان نبتهج ولا نفقد الامل ابدا.. فلا تزال الدنيا بخير.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زاهية بنت البحر
شاعر
شاعر
زاهية بنت البحر

انثى
عدد الرسائل : 161
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 1610
بلد الإقامة : سورية
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Broadc10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 S3eed10
نقاط : 6146
ترشيحات : 22

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime8/1/2014, 04:39

الكتور يوسف ادريس كاتب كبير عربيا وعالميا.
دافع عن المرأة وعن الطبقة المسحوقة في المجتمع .
وانا في الجامعة كلية الآداب في دمشق قمت ببطولة مسرحية المخططين مع اتحاد الطلبة المصري آنذاك قام باإعداد المسرحية وإخراجا الفنان مجمود الطوخي، كان تلممثلون من الهواة سوريين ومصريين، أنتهزها فرصة لاوجه التحية لزميلاتي تلمصريات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أكرم عبد القوي
__________
__________
أكرم عبد القوي

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 23180
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Profes10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 3011
نقاط : 36956
ترشيحات : 136
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 411

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime31/1/2014, 01:30

بريد الجمعة يكتبه: احمد البرى
النظــــرة الغـــريبـة‏

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 2014-635267163010262383-26


أنا سيدة في السادسة والعشرين من عمري نشأت في أسرة بسيطة بإحدي قري محافظة ساحلية لأب يعمل فني كهرباء‏,‏ وأم ربة منزل‏.‏ وشقيق واحد يكبرني بعامين‏,‏ ووجدتنا أسرة صغيرة مترابطة يجمعها الحب والتفاهم‏.
فلم ألحظ أي خلافات بين أبوي, ولا حتي المشادات الكلامية المعتادة في الكثير من أسر أقاربنا, وفي هذا الجو الهاديء استمتعت أنا وأخي بطفولتنا, وتربينا علي صلة الرحم, فكان والدي يصحبانا لزيارة الأقارب في المناسبات العائلية, ومضت حياتنا علي هذا النحو الجميل.. نرضي بالقليل, ونفرح به ونشعر بالسعادة الداخلية كأنما حيزت لنا الدنيا وما فيها, وتعلمت من أبوي القناعة بما نملك, فلا نتطلع إلي ما في أيدي الآخرين, وهذا هو الدرس الثمين الذي ربما يغفل الكثيرون من الآباء عن تعليمه لأبنائهم.
وعندما بلغت المرحلة الاعدادية كان شقيقي في الصف الثاني الثانوي, وذات يوم خرج أبي إلي عمله كعادته كل صباح. وانتظرنا أن يعود آخر النهار لتناول طعام العشاء معنا, ولكن جاءنا الخبر المشئوم.. لقد مات أبي صعقا بالكهرباء فوق أحد أعمدة الإنارة.. ولم نصدق ما سمعناه. وجرينا في الشوارع نهيم علي وجوهنا, فالتقطنا الجيران, فهذه الجارة أخذت والدتي, وتلك أخذتني, وجار ثالث لم يترك شقيقي وكان له كظله, وفي لحظات تجمع الأقارب. وأنهوا اجراءات الدفن, وتسابق أهل القرية إلي خدمتنا, وللحق لم يخذلنا أحد. بل مدوا جميعا لنا يد العون والمساعدة.
وبعد أسابيع استعادت أمي هدوءها المعهود, وبدأت رحلة كفاح من نوع جديد, حيث أشترت ماكينة خياطة, وكانت قد تعلمت هذه المهنة من إحدي قريباتها وهي صغيرة, وجاءها الكثيرون لحياكة ملابسهم الجديدة من باب المساعدة, وزاد احساسي أنا وأخي بالمسئولية فضاعفنا من ساعات المذاكرة, ونجحنا بتفوق في كل سنوات الدراسة والتحق أخي بإحدي الكليات العملية, ثم التحقت بعده بكلية نظرية تناسب ميولي ورغبتي.
وفي الجامعة عايشت عالما جديدا, ولم تكن لي صلة بأحد, وقد لاحظت أن زميلا لي في نفس الفصل الدراسي يختلس النظر إلي من وقت لآخر دون أن يكلمني, وظل علي هذه الحال عاما كاملا, ثم مرت الإجازة الصيفية. وفي بداية العام الدراسي التالي وجدته يستجمع شجاعته. ويطلب مني كشكول المحاضرات, فأعطيته له, ووعدني بأن يحضره لي في اليوم التالي بعد أن يدون ما به من دروس فاتته, نظرا لغيابه عدة أيام. حيث إن والده توفي بعد صراع مع المرض الخبيث. وفي اليوم التالي جاءني ومعه الكشكول, ورجاني أن أستمع إليه. ولو بضع دقائق لكي يفضي إلي بسر مهم, ولما استشعرت جديته لم أمانع. وبعد انتهاء المحاضرة الأولي لم نخرج إلي كافتيريا الجامعة كما يفعل الطلبة عادة وإنما جلسنا بالمدرج انتظارا للمحاضرة الثانية.. وخلال هذه الفترة القصيرة قال لي والدموع تترقرق في عينيه إنه ارتاح لي منذ أن رأني أول مرة, وأنه أدي صلاة الاستخارة لكي يتقدم لي طالبا يدي, وشعر بارتياح شديد, وواصل حديثه وأنا أستمع إليه في صمت قائلا إن والدته أصيبت بحالة اكتئاب شديدة لم تخرج منها بعد, وأن محاولاته هو وشقيقه الوحيد الذي يصغره بعامين ونصف العام للتسرية عنها قد باءت بالفشل.. وعرفت أنه من بلدة قريبة منا بنفس المحافظة التي نقطن فيها, وأنهم يعيشون جميعا في منزل واحد مكون من أربعة أدوار. ولكل منهما ـ هو وشقيقه ـ دور مستقل.. وختم كلامه معي برغبته في خطبتي, في أقرب وقت ممكن فربما كان ذلك سببا في اسعاد والدته التي كانت تردد دائما قبل رحيل أبيه أنها تريد أن تفرح به وبشقيقه.
لقد استمعت إليه باهتمام, وأمهلته إلي نهاية العام للحديث مع والدتي. فنحن لا نملك تكاليف الزواج, كما أنني لن أتزوج قبل أن أستكمل تعليمي, ويجب أن يكون هو كذلك حتي وإن كانت أحواله المادية تسمح له بالزواج كما فهمت وقتها من ثنايا حديثه.. فوافقني علي رأيي. ولم أخبر والدتي بشيء انتظارا للموعد الذي حددته له, وانهمكنا في دراستنا. ونجحنا بتفوق, ثم فاتحتها بعد ظهور النتيجة في أمر فتاي فرحبت بشرط أن يقتصر الأمر علي الخطبة. ولا يتم الزفاف إلا بعد التخرج. ولن أنسي العبارة التي خرجت علي لسانها بصورة تلقائية ربنا ما بينساش حد.. فدمعت عيناي, ولكنها دموع الفرحة بأنني أصبحت عروسا, وتمنيت لو كان أبي حيا ليسعد بي.. ولم أفكر في الاتصال به أو أن أقابله. وانتظرت إلي العام الدراسي الثالث, ونقلت إليه ما قالت والدتي ففرح ودعا الله بصوت مسموع أن يجمعنا معا في عش الزوجية علي خير, وكعادة أهل الأرياف سألنا عن أسرته, وعرفنا أنها أسرة من عائلة طيبة, وتبادلنا معهم الزيارات وفي إجازة نصف العام أقمنا حفل خطبة بسيطا حضره الأهل والأصدقاء. وبدأت والدتي في تجهيز ما تيسر من أثاث الزوجية, ومرت أيام الدراسة سريعا وبعد التخرج مباشرة أقمنا الزفاف. ولا أستطيع أن أصف لك الفرحة التي كانت تطل من عيني والدته بابنها البكر. وقد صار رجل البيت بعد أبيه, وأحسست وقتها بأن حالة الاكتئاب التي قال لي إنها تعانيها قد انتهت إلي الأبد.
وانتقلت إلي حياتي الجديدة وأنا في الحادية والعشرين من عمري, وبعد اسبوعين من الزفاف التحق زوجي بأحد الفنادق الكبري, حيث عمل به في مجال العلاقات العامة, وصار محل ثقة رؤسائه الذين أوكلوا إليه مهام خارجية في الشركة الأم المالكة للفندق ومرت الأيام سريعا, ورزقنا الله بمولودنا الأول الذي تصادفت ولادته مع زفاف شقيق زوجي, فكانت الفرحة مضاعفة, وامتلأ البيت بالبهجة والسرور, وبعدها بعامين وضعت مولودي الثاني, وجاءت لزوجي ترقية في عمله, وتحسنت أحوالنا كثيرا, واستقرت أوضاعنا إلي حد كبير.
وفجأة كانت الطامة الكبري التي لم أتوقعها أبدا لكن إرادة الله فوق كل شيء, فلقد خرج زوجي إلي عمله في وردية ليلية, وفي طريقه إلي الفندق صدمته سيارة مسرعة, واتصل بنا أحد المارة من هاتفه المحمول, وأبلغنا بعد أن عرف اسمه من البطاقة أن زوجي أصيب في حادث, وأنه الآن في المستشفي المركزي القريب من الفندق الذي يعمل به, فتكهرب المنزل بمن فيه. وعلمت القرية كلها بالحادث, وسارع شقيقه إلي المستشفي, فإذا به قد فارق الحياة.. مات زوجي بعد أربع سنوات فقط من زواجنا, ومات حلمي معه وانطفأت الشمعة التي أضاءت حياتنا بعد ظلام طويل.
لقد تكرر المشهد الحزين الذي عشته في وفاة أبي وأنا طفلة, مع زوجي الحبيب الذي رحل في ريعان الشباب.. والله لم أصدق الخبر, وخرجت أبحث عنه, وقلت للجموع الغفيرة التي خرجت لانتظار الجثمان علي الطريق إن الخبر كاذب, وأنني ذاهبة إليه. فأنا أسمع صوته يناديني فلا تقولوا إنه مات.. وبينما هذه حالي فإن حماتي فقدت الوعي, وجاءها الطبيب وأعطاها حقنة مهدئة.. ومرت أيام كئيبة لم نذق فيها الطعام, ولاحتي النوم.. وعانينا من بكاء وعويل وصراخ وكوابيس لا حصر لها.. وتولي شقيق زوجي المسئولية الجسيمة التي تركها له شقيقه الراحل, وحمل والدته الي طبيب نفسي شهير أكد له أن حالة الاكتئاب القديمة التي عانتها في وفاة والده قد عاودتها. ولكن بصورة أكثر حدة.. وبعد أن أفاقت بعض الشيء انتابها هاجس جديد بأنني سآخذ ولدي. وأترك منزل زوجي الراحل وأذهب بهما إلي منزل أسرتي, وأبدت مخاوفها من أن أتزوج, ويتعرض الطفلان للضياع, وحدثت بذلك الأقارب والجيران, وطلبت أن تكون هي الوصية عليهما لكن قانون الأحوال الشخصية لا يعطيها هذا الحق.. ولما عرفت ذلك واجهتها بما قالت, فلم تنكر.. وهنا أقسمت لها أنني لن أتزوج بعد رحيل الرجل الذي أحببته, وليست لدي رغبة في مسألة الزواج مرة أخري علي الاطلاق, ولن أغير موقفي أبدا, ولي في والدتي أسوة, وأراني صورة طبق الأصل منها, فلقد ترملت وهي في ريعان الشباب ولم تفكر في الزواج, وها هي قد أدت رسالتها معنا علي خير وتعيش هادئة مطمئنة البال, وسأسعي إلي أن أكون مثلها.
أريد ياسيدي أن تطمئن حماتي إلي انني سأظل في بيت أبو ابني مدي الحياة ولن أغادره إلا إلي القبر وأرجو منها أن تهدأ بالا وتضع يدي في يديها لتربيتهما, وتوصيلهما إلي بر الأمان, لكي لا أدري ماذا أفعل لكي تغير نظرتها الغربية إلي. والفكرة الخاطئة التي تسيطر عليها تجاهي؟.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:
من واقع خبرتك بطباع حماتك تستطيعين أن تزيلي عنها هذا الهاجس الذي ينتابها بأنك سوف تأخذين طفليك الي بيت أسرتك, وليكن سبيلك إلي ذلك الصبر عليها, والحديث الدائم معها بضرورة الرضا بما قسمه الله لكم, وأنه لا جدوي من الحزن, فلقد جربتماه من قبل فما أفادكما شيئا, وكل أمر بقدر إذ يقول تعالي: ما أصاب من مصيبة في الأرض, ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها, إن ذلك علي الله يسير.. ولذلك فإن التسليم بالأمر الواقع ذخيرة لا غني عنها في رحلتنا عبر الحياة علي حد تعبير ـ شوبنهور ـ فالحزن والاكتئاب لن يعيدا إلينا الأحباب الذين سبقونا إلي الدار الآخرة, وهي خير وأبقي لمن أتقي.. وأحسب أن زوجك الراحل كان من المتقين, وقد لمست إيمانه العميق في كلماته التي نقلتيها علي لسانه منذ أن تعرف عليك, وتطلع إلي الزواج منك, بعد أن رأي فيك نصفه الآخر, وتوأم روحه, وعاش هذه الفترة القصيرة وهو في قمة سعادته, ولقي وجه ربه راضيا مرضيا مطمئن النفس, وأحسبه عند الله شهيدا, فلقد كان في طريقه إلي عمله واستوفي أجله لقوله تعالي: وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتاب مؤجلا.. والصبر والتوكل علي الله بعد الأخذ بالأسباب هما الوسيلتان المثاليتان لمواجهة الشدائد فالصبر يرتبط بالاعتصام بالله والتوكل عليه ارتباطا وثيقا كما لو كانا عملة واحدة.. أحد وجهيها الصبر, والآخر الاستعانة بالله.. واظنك أنت وحماتك تتمتعان بهاتين الصفتين, فما أفضل وأروع أن يلجأ الانسان إلي الله طالبا منه أن يزيل عنه الشدة التي ألمت به, وأن يمن عليه بنفس راضية بقضائه وقدره.
وحيث إنك تتمتعين بهذه الروح الجميلة والقلب المطمئن وتعتزمين تكرار مشوار والدتك معك أنت وشقيقتك, فلتقولي لحماتك ذلك وتؤكديه, وإنني علي يقين من أنها سوف تصدقك القول وتحتويك أنت وابنيك بقدر ما كانت تحب ابنها الراحل.
وأرجو أن تواصلي معاملتك لها بالأسلوب نفسه الذي كنت تعاملينها به في حياة زوجك واعتبريها أمك الثانية.. أما هي فلتعلم أن مسألة الوصاية ليست سوي شكل قانوني لحفظ حقوق الطفلين القاصرين, ولا تستطيع الأم ولا غيرها التصرف في أموالهما إلا عن طريق النيابة الحسبية وفقا لقانون الأحوال الشخصية وليس هناك أحن علي الأبناء من أمهم, ولتطرد هذا الهاجس من تفكيرها وعقلها الباطن. وسوف تتحسن الأحوال بمرور الأيام. وأكرر عليك ياسيدتي أن تستخدمي رجاحة عقلك في تهدئة الأجواء بينكما, فإذا حدثت مشكلة ابتعدي عن الشدة في معالجتها, وفقا لنصيحة رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ لزوجته عندما قال لها ياعائشة أرفقي فإن الرفق لم يكن في شئ إلا زانه, ولا نزع من شيء قط إلا شأنه, وعليك أيضا أن تستعيني بمن تتوسمين فيه الثقة من أهل زوجك الراحل إن أعجزت عن حل المشكلة بمفردك.
لقد اخترت الطريق الآمن بتفضيلك رعاية ابنيك وعدم التفكير في الزواج وإن كان حقك الذي لا ينكره عليك أحد, وعلي حماتك أن تقدر لك موقفك الرائع الذي يحسب لك وأنت في هذه السن الصغيرة.. وأسأل الله لكما الهداية والتوفيق, وهو وحده المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رنة خلخال
مرشح
رنة خلخال

انثى
العمر : 45
عدد الرسائل : 1481
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 210
بلد الإقامة : الفيوم
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 8010
نقاط : 7353
ترشيحات : 5
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Awfeaa10

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime7/2/2014, 22:17


بريد الجمعة يكتبه - أحمد البرى:
الحصــــــــــاد المــــــــــر!

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 2014-635273237457137041-713

استوقفتنى رسالة «النظرة الغريبة» للأرملة الشابة التى مات زوجها، فقررت أن تكرس حياتها لرعاية طفليها، وعدم التفكير فى الزواج أو مغادرة منزلها إلى بيت عائلتها أسوة بوالدتها التى مرت بالتجربة نفسها وصمدت أمام العواصف العاتية حتى أكملت رسالتها مع أبنائها على خير..

لكن حماة الأرملة الشابة تنظر إليها «نظرة غريبة»اعتقادا منها انها سوف تختفى بولديها وتحرمها منهما، وبعثت إليك برسالتها تسألك: ماذا تصنع لكى تصحح لحماتها خطأ ما تظنه فيها.. ولقد نكأت هذه الرسالة جراحى وأعادت علىّ تأكيد أن من شابه أباه فما ظلم، وأن الانسان كما يدين يدان، فهذه السيدة الشابة تشبه والدتها فى العطاء والايثار، أما تجربتى فتختلف عن تجربة والدتها تماما، وسوف أرويها لك ولقرائك لأزيح عن نفسى بعض ما يثقل صدرى من آلام نفسية تفوق الآلام الجسدية، فأنا رجل اقترب من سن الثمانين، نشأت فى أسرة بسيطة بإحدى قرى الأقاليم لأب يعمل فلاحا وأم ربة منزل وثلاثة أشقاء ولد وبنتين، وعشنا حياة صعبة، ولم يدخر ابى جهدا لتعليمنا، وبرغم حاجته إلى مساعدتى له فى العمل بالأجر اليومى فى الحقول والمزارع، لم يطلب منى ذلك، وتحمل العبء كله بمفرده، واكتفت شقيقتاى بالمرحلة الابتدائية، ولم تكملا تعليمهما، وحصل شقيقى على دبلوم المدارس التجارية، أما أنا فركزت طاقتى للمذاكرة والالتحاق بالجامعة، وكان عدد الحاصلين وقتها على مؤهلات عليا فى القرية لايزيد على أصابع اليد الواحدة، ولا استطيع أن أصف لك سعادة أسرتى بحصولى على الثانوية العامة بمجموع كبير أهلنى للالتحاق بالكلية التى كنت أرغب فيها، وانتقلت إلى القاهرة، وأقمت بالمدينة الجامعية، ووجدتنى أعيش حياة مختلفة تماما عن الحياة التى اعتدتها فى بلدتنا الصغيرة.

ومرت الأيام وتزوجت شقيقتاى، واستقلتا بحياتهما، وتبعهما شقيقى الذى التحق بوظيفة فى إحدى المؤسسات الحكومية، وتزوج من فتاة رشحتها له والدتى فى نفس البيت المبنى بالطوب اللبن، وكنت وقتها قد تخرجت فى كليتي، وأديت الخدمة العسكرية، ولاحظت فى عينى والدتى ماكان يدور بداخلها، حيث أرادت أن تخطب لى فتاة من أقاربنا، وكانت تنتظر اللحظة المناسبة لكى تفاتحنى فى الزواج والاستقرار، وها هى قد حانت، فصمت قليلا ثم قلت لها إننى سأسافر إلى الخارج، ولا أفكر فى الزواج بهذه الطريقة، فارتسمت على وجهها علامات الحزن، وكان أبى يسمع حديثها معى فأطرق برأسه فى الأرض ولم ينطق بكلمة واحدة، وامتدت علامات الدهشة إلى أخوتى لكنى لم أعبأ بمشاعرهم، وراسلت أكثر من جهة فى دول عديدة، وجاءتنى موافقة من جهة معروفة فى دولة أوروبية، فجهزت أوراقي، وودعونى بالدموع، وظللت أراسلهم من حين إلى آخر، وعلمت من أحد الخطابات التى بعثوا بها إليّ أن والدى توفي، ولم تكن الاتصالات الهاتفية موجودة وقتها فبعثت إلى والدتى بخطاب قلت لها فيه إننى لن استطيع العودة إلى مصر لصعوبة الحصول على اجازة، ثم انتقلت إلى مدينة أخري، وفيها تعرفت على فتاة مصرية تدرس فى بعثة دبلوماسية، وجذبتنى إليها بجمالها الهادئ وحضورها الطاغى وثقافتها الواسعة، وحدثتها عن نفسي، وأبديت لها رغبتى فى الارتباط بها، فأمهلتنى بعض الوقت ثم أخبرتنى بموافقة أهلها، من حيث المبدأ، وحصلت على اجازة قصيرة جئت فيها إلى مصر، وذهبت إلى منزل أسرتنا، فوجدت والدتي، وقد تبدلت حالها وكسا الحزن وجهها، وعندما رأتنى نظرت إليّ نظرة عتاب لكنها ظلت صامتة، أما شقيقى فقد أصيب بالمرض اللعين وساءت صحته بدرجة كبيرة، وقضيت معهما اسبوعين التقيت خلالهما بوالد فتاتي، وشرحت له ظروفى كاملة، وإتفقنا على عقد القران والسفر إلى البلد الأوروبى الذى أعمل به، وأبلغت والدتى بما اعتزمته فواصلت صمتها ولم ترد عليّ. ولاحظت الدموع تتساقط من عينيها، ولم يلن لى جانب، ومضيت فى طريقى إلى المطار بنفس الطريقة التى سافرت فيها أول مرة.

وبدأت حياتى الجديدة، وحرصت على ارسال مبلغ بسيط كل شهر إلى والدتي، ومرت الأيام ورزقنى الله بولد وبنتين الحقتهم بالمدارس الأوروبية، واستقرت حياتى هناك، وجاءنى خطاب حزين بلسان والدتى تقول لى فيه إن شقيقى مات متأثرا بمرضه، وانها تعيش وحيدة، وتشعر أن أيامها فى الدنيا أصبحت معدودة، لكنى ظللت على موقفى الرافض للعودة إلى مصر، وواظبت على ارسال المبلغ الذى أبعث به إليها.

وبعد أن كبر أبنائى شاورت زوجتى فى أمر عودتنا، واشتريت شقة فى حى راق، وما ان وطأت قدماى أرض الوطن بعد هذا الغياب الطويل، حتى وجدت كل شيء قد تغير تماما، فلم يعد البشر هم البشر، ولا الحياة هى الحياة! وعندما ذهبت إلى قريتنا لم أعرف أحدا فيها، حيث ماتت والدتى دون أن يخبرنى أحد برحيلها، وكثرت النظرات الغريبة التى لم تفارق خيالى حتى الآن. فأدرت سيارتى عائدا إلى القاهرة، واستقرت بى الحال فيها، وعملت مستشارا لشركة خاصة فى المجال الذى تخصصت فيه.

وبمرور السنين تكرر نفس سيناريو حياتى مع أبنائي، حيث تزوجت ابنتاي.. أما الولد فقد هاجر إلى الدولة الأوروبية التى عملت بها ، ولا يفكر فى العودة إلى مصر، ومرضت زوجتى ثم رحلت عن الحياة وصرت وحيدا، وعانيت حالة اكتئاب شديدة، وتلفت حولى فلم أجد أحدا بجانبي، لا أبنا ولا قريبا ولا صديقا، فانتقلت للإقامة فى دار للمسنين، أعيش فيها حياة خالية من الدفء الأسرى الذى لم أشعر بقيمته وأهميته إلا بعد ان عايشت الوحدة.. وأتخيل وأنا اكتب هذه الرسالة صورة والدتى والدموع تترقرق فى عينيها..مرة عند سفرى لأول مرة إلى البلد الأوروبي.. ومرة أخرى عندما جئت فى إجازة لأخطب فتاتي.

إنه الحصاد المر.. حصاد عقوق الوالدين فبرغم آلامى الجسدية فإن ألمى النفسى أشد وأقسي، كما أننى أتجرع كأس المرارة التى سبق أن شربا منها بعد أن انشغل أبنائى بحياتهم عني. مثلما أنشغلت من قبل عن أعز الناس إليَّ. فلقد صنعوا صنيعي، ولو أننى سرت على نفس منهج والدة كاتبة رسالة «النظرة الغريبة» لأصبح أبنائى مثل ابنتها من الإيثار والتضحية والارتباط الأسري.

وأرجو أن توجه كلمة إلى أبنائى ألا يواصلوا الأخطاء التى وقعت فيها، وأن يتعلم الشباب هذا الدرس الثمين، وأطلب من الله العفو والمغفرة.. إنه على كل شىء قدير.

< ولكاتب هذه الرسالة أقول:

لم يكن سفرك إلى الخارج عقب تخرجك هو الخطأ الذى وقعت فيه، فالطبيعى أن يسعى الإنسان فى الأرض، ويجتهد فى سبيل الحياة الكريمة حيث قال تعالي: «وامشوا فى مناكبها. وكلوا من رزقه.. وإليه النشور».. ولكن الخطأ الفادح الذى ارتكبته هو بعدك عن أسرتك سنوات طويلة وعقوقك أبويك،فلم تتواصل معهما أو تطمئن على أحوالهما حتى جاءك خبر رحيل والدك ثم شقيقك، ولم تتبين وفاة والدتك إلا بعد عودتك النهائية إلى مصر، مع أنها بعثت إليك تشكو همها وألمها، فحتى وإن كنت ترسل إليها مبلغا كل شهر من باب المساعدة المادية لها، فإنك افتقدت الجانب الإنسانى فى التواصل معها، وهو ما وصفته فى رسالتك بالدفء الاجتماعى الذى تفتقده الآن.

إن الحقيقة التى نعيها جيدا لكننا لا نلتفت إليها هى أن ما يزرعه المرء يحصده، وأنه كما يدين يدان حقا. فكاتبة رسالة «النظرة الغريبة» تعلمت من والدتها الإيثار والتضحية.. أما فى تجربتك فقد انشغلت بنفسك عن أبويك ، ولم تشعر بمرارة الألم النفسى الذى عانياه، إذ لم يكن مبلغ المساعدة البسيط أو الكبير هو كل المطلوب منك تجاه والدتك التى عانت الأمرين بعد رحيل والدك ثم شقيقك وهو فى ريعان الشباب، بل إن التواصل الإنسانى معها وبرها وإرضاءها كان الأفضل لها.. ولذلك فإنه من الطبيعى أن يصنع أولادك معك نفس صنيعك فينصرفون عنك، وتجد نفسك وحيدا، وما أغنتك الأموال التى جمعتها على مر السنين عن ابنائك حتى وإن وجدت الرعاية الكاملة فى دار المسنين.

ونحن جميعا نحفظ عن ظهر قلب ما أوصانا به الحق تبارك وتعالى تجاه الوالدين.. وهناك أيضا تجارب الكثيرين على مر التاريخ التى تؤكد أن عقوق الأبوين فيه شقاء للعبد، وأن القرب منهما والبر بهما لا يدانيه شىء فى الدنيا، وأتذكر هنا كلمة جان جاك روسو البليغة «لو كان العالم فى كفة، وأمى فى كفة، لأخترت أمي»، وقال محمد بن سيرين «من مشى بين يدى أبيه فقد عقه، إلا أن يميط الأذى عن طريقه، ومن دعا أباه باسمه فقد عقه، إلا أن يقول يا أبت..

وذاك أبو هريرة الذى كان إذا أراد الخروج من بيته وقف على باب أمه قائلا: السلام عليك يا أماه ورحمة الله وبركاته.. فتقول: وعليك السلام ياولدى ورحمة الله وبركاته، فيقول: رحمك الله كما ربيتينى صغيرا. فترد عليه: ورحمك الله كما بررتنى كبيرا».

أما الحسن بن على فكان لا يأكل مع أمه فسئل فى ذلك فقال: أخاف أن آكل معها فتسبق يدى يدها إلى شيء من الطعام وأنا لا أدري»!

إلى هذه الدرجة من حسن المعاملة كانوا يعاملون آباءهم وأمهاتهم.. ولعل كل العاقين لهم يستوعبون هذا الدرس، ويدركونه قبل فوات الأوان.. وأرجو أن تدعو لأبنائك بالهداية.. فلقد سئل الحسن: «وما دعاء الوالد لولده» فقال: نجاة فتقرب إلى الله ، وأخضع نفسك لإشرافه سبحانه وتعالي، وأكثر من الصلاة والاستغفار وسوف تطيب نفسك، ويطمئن قلبك، والله المستعان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رنة خلخال
مرشح
رنة خلخال

انثى
العمر : 45
عدد الرسائل : 1481
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 210
بلد الإقامة : الفيوم
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 8010
نقاط : 7353
ترشيحات : 5
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Awfeaa10

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime7/2/2014, 22:19


البكاء الصامت


البكاء الصامت
10
1633
طباعة المقال
أنا فتاة فى التاسعة والعشرين من عمرى انتمى إلى أسرة رائعة.

فلقد أكرمنى الله بأب صبور، وأم تتحمل فوق طاقة البشر، وأخوة يعتبروننى ابنتهم، وأعيش من الدلال ما أعجز عن وصفه.. ولكن كما تعلم فإن زواج الأقارب قد ينتج عنه خلل جينى فى بعض الأبناء، وهذا ما حدث لى حيث إن أبى وأمى من عائلة واحدة، وقد أصبت بمرض السمنة المفرطة التى تؤرقنى، واحالت حياتى إلى جحيم... وقد قضيت معظم وقتى فى التنقل بين الاطباء وحجرات العمليات، ورضيت بأقدارى، ولكن تؤلمنى سخرية بعض الناس منى وأشعر بغصة فى قلبى، .. إنها سخرية جعلتنى الزم المنزل بعيدة عن الآخرين.

لقد مرت السنوات وتزوج اخوتى وبقيت أنا وحدى لا يؤنسنى سوى والدّى.. وأخيرا أخشى أن أكون وحيدة، فقد أموت بمفردى، ولا أحد يعلم عنى شيئا، ويا لها من أفكار بشعة تسيطر على تفكيرى.

وأحيانا أتخيل نفسى أحب شابا.. نعم فأنا بنت لديها قلب، تحب وتهوى.. ولكن كيف لمثلى أن تحب.. لقد انقطعت عن محادثة أى شاب حتى فى الجامعة، ولو على سبيل الصداقة، ولن يشفع لى أن أخلاقى حسنة وروحى مرحة، كما يقولون.

وخلال تزاحم الأفكار فى رأسى أتخيل من يقول لى: ليس من حقك أن تقفى أمام المحال للفرجة على الملابس، ففساتين الزفاف ليست لأمثالك.. اننى اكتب إليك هذه الكلمات على سبيل الفضفضة، فلقد حفظت مواعظ الصبر عن ظهر قلب.

ولكاتبة هذه الرسالة أقول :

لا تخلو امرأة من لمحة جمال... فهذه خفيفة الظل، وتلك تتمتع بجمال الشكل، وثالثة لديها حضور وثقافتها واسعة.. فليست هناك معايير محددة للزوجة إلا أن تكون اخلاقها حسنة وملتزمة بواجباتها (فإختر ذات الدين تربت يداك) كما يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.

إذن فالسمنة ليست عائقا امام الزواج، كما تتخيلين، كل ما فى الأمر أن نصيبك لم يأت بعد، وسوف يرزقك الله فى الوقت المناسب بمن يكون أهلا لك، ويحافظ عليك، ويرى فيك كنزا أهم من كل مكاسب الدنيا... وهذا ليس كلاما من باب الموعظة، وإنما هو حقيقة تشهد بها الكثير من الاسر ليس فى مصر وحدها، وإنما فى العالم بأسره... فهونى عليك أيتها الفتاة الصابرة، وسوف يأتيك نصيبك العادل قريبا بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كابتن أحمد منصور
مشرف
مشرف
كابتن أحمد منصور

ذكر
عدد الرسائل : 6488
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 210
بلد الإقامة : المدينة الفاضلة
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Office10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Bookwo11
نقاط : 16891
ترشيحات : 47
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 710

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime14/2/2014, 21:58


العيون الخجولة!

أكتب إليكم، وعيناى تملؤهما الدموع، فلقد كرهت نفسى، وكرهت حياتى، ولا أرى لى أى فائدة فى الدنيا بعد أن فشلت فى كل شىء.. وباختصار أقول: إننى فتاة أقترب من سن الثمانية عشر وفقا لبيانات بطاقتى الشخصية. لكنى لا أرانى تعديت أربع سنوات، إذ مازلت أتبول لا إراديا فى الليل، ولم أكن أعلم بمشكلتى إلى أن تدهورت حالتى، وأصبحت عضلة عنق المثانة ضعيفة للغاية، وقد أدركت ذلك من تلقاء نفسى.

وقد أهدانى بريد الجمعة قسطا وافرا من الأمل بأننى لست وحدى المصابة بهذا المرض، وأن هناك من يعانون منه مثلى عندما قرأت الرسالة التى نشرتموها فى 6 سبتمبر 2013 بعنوان «الأزمة المستعصية» وتعليقكم على كاتبها الطبيب الذى وصفتموه بالشجاعة والصلابة فى مواجهة مرضه، وفكرت أن أواجه حالتى بنفس الأسلوب الذى إنتهجه هذا الطبيب، وأنا فى مقتبل الثانوية العامة لكن عزيمتى لم تدم طويلا.

لقد تركنى والداى وهما حاصلان على شهادات عليا ومستواهما المادى مرتفع، أعانى المرض، وانشغلا بعملهما ولم يسألا عنى فى صغرى. تركانى أحل مشكلتى بنفسى، وأوهمانى الحل حزام الحل فى ايدى، لمجرد أن بعض الليالى كانت تمر دون أن أتبول ليلا لا إراديا ولا أدرى ما العلم الذى درساه، وقد أهملانى إلى أن وصلت الى هذه الحال.. واليوم وبعد أن صرت «آنسة» يلومانى، فلقد أدركا أننى لن أتزوج بهذا المرض، ويعرضان علىّ الذهاب إلى المستشفى لأتلقى فيه العلاج، وكل يوم يعاتبنى أبى لرفضى العرض على الطبيب.

ألا يعلم ما فى سنى من خطورة؟ ولماذا لم أدرك ذلك عندما كنت صغيرة، ولا حيلة لى فى نفسى؟

إن ما شجعنى على أن أبعث برسالتى إليك الآن هو ما كتبته إليك إحدى المعلمات الجمعة الماضي بعنوان «وداعا للأحزان» التى تعرض فيها استعدادها الزواج من الطبيب المصاب بنفس مرضى، وقد حملت رسالتها كلمات وعبارات جعلتنى استجمع قوتى وأبعث إليك بهذه الرسالة، لكنى لم أرسل معها اسمى ولا عنوانى ولا رقما لى.. كل ما تعرفه عنى هو عنوان بريد الكترونى باسم مستعار.. فمازلت أخجل من نفسى، ومن حالتى التى طالما عانيت منها!

أما ما قالته المعلمة الفاضلة فى شأن أن الطب فى تقدم مستمر، فانه حتى لو كان الأمر كذلك، كيف لمثلى أن تذهب إلى طبيب معالج، وكيف يعنى أن ترفع فى وجهه ليكشف علىّ أو حتى لطبيبة فإن الخجل هو الخجل!

إننى لا أشغل بالى بالزواج ولست مهمومة به.. فقط أريد علاجا يزيل غمى.. أعلم أن الأمر صعب، فكيف أريد علاجا ولا أريد مستشفى، وكيف أرغب فى الحصول على الدواء، وأرفض زيارة الطبيب؟.. فهل أجد من يفيدنى فى حالتى دون الحاجة إلى عيون خجولة؟!

ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

ما مضى فات، فلا تلتفتى إليه، وركزى فيما أنت فيه الآن، فالمشكلة الصحية التى تعانيها أبسط من مشكلات كثيرة، ومنها أمراض نسائية تتطلب العرض على الطبيب، وهناك أجهزة حديثة للكشف الطبى، يستخدمها الطبيب أو الطبيبة دون النظر المباشر إلى جسم المريض، وما أكثر النساء اللاتى يتلقين العلاج لدى الأطباء الرجال فى حضور أزواجهن أو أمهاتهن بلا خجل مادامت هناك ضرورة طبية لذلك.

أما من ناحية الحرج من الطبيب فإن علاقتك به بمجرد أن ينصحك ويكتب لك العلاج. ولن تكون هناك فرصة لتكرار لقائك به حتى تخجلى منه، وفى كل الأحوال لايوجد طبيب يفشى أسرار مرضاه، فهونى على نفسك، ولا تكونى أسيرة لهذه الأفكار التى تزيدك هما على همك، وثقى بربك انه سيرشدك إلى مافيه مصلحتك وشفائك.. كل ماهو مطلوب منك ألا تترددى فى زيارة الطبيب وستجدين أن مشكلتك بسيطة وأن العلاج كان ينبغى أن تتعاطيه منذ سنوات طويلة لولا الاهمال الذى تعرضت له بانشغال أبويك عنك، وكل أمل فى انك سوف تسعدين بحياتك، وتصبحين عروسا مثل لى العرائس، ولا داعى لهذه النظرة التشاؤمية التى إن وقعت أسيرة لها فسوف تؤدى بك إلى ما لا تحمد عقباه، ولتعلمى انه لا يأس مع الحياة لكل صاحب عزيمة يملك القدرة على مواجهة الشدائد والمحن بصبر وايمان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كابتن أحمد منصور
مشرف
مشرف
كابتن أحمد منصور

ذكر
عدد الرسائل : 6488
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 210
بلد الإقامة : المدينة الفاضلة
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Office10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Bookwo11
نقاط : 16891
ترشيحات : 47
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 710

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime14/2/2014, 22:02

بريد الجمعة يكتبه:احمد البري
كاشفة الأسرار !

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 2014-635279206994740528-474

أتابع بابك الشهير باهتمام شديد، وأتأمل تجارب قرائك، واستخلص منها الدروس والعبر، وقد حان الوقت لأن أكتب إليك ملتمسا المشورة والنصيحة، فأنا شاب فى الثانية والثلاثين من عمرى، نشأت فى أسرة متوسطة، منغلقة على نفسها، ومتحابة ويجمعها الإيمان والاحترام، لأب مهندس، وأم تفرغت لتربيتنا أنا وأخوتى »ولدين وبنت واحدة«وترتيبى الثانى بينهم، ومضت حياتنا هادئة، ولم تعكر صرامة والدى وشخصيته القوية صفو حياتنا الدافئة بمشاعر المحبة والألفة..

وركزت والدتى جل اهتمامها فى مساعدتنا على استذكار دروسنا، وتخرج شقيقى فى الجامعة، وتخرجت بعده فى كلية مرموقة، وعملت بإحدى الجهات السيادية، وعايشت الدور الكبير الذى لعبته والدتى فى احتواء انفعالات أبى.. ومرت سنوات طويلة نعمنا فيها بالحب والراحة والطمأنينة، ثم كان الخبر الذى نزل علينا كالصاعقة، إذ أصيبت بوعكة صحية شديدة، وأجريت لها فحوصات عديدة أظهرت إصابتها بالمرض اللعين، ولم تتحمل آلامه المبرحة، فلقيت وجه ربها، ورحلت رمانة الميزان فى البيت، ولم نذق بعدها طعم السعادة، ولن أنسى لحظة توديعها إلى مثواها الأخير، ونحن منهارون تماما. فلقد أخذنا الجيران والمعارف فى ضيافتهم بضع ساعات فى محاولة للتسرية عنا، أما أبى فبكاها بحرقة وهو الرجل الصلب الذى لم يعرف البكاء طريقا إليه. ومنذ ذلك اليوم تبدلت أحواله تماما فتخلى عن صرامته معنا، وبدأ فى تدليلنا، وهنا اعتبرت نفسى مسئولا عن أخوتى، وأخترت هذه المهمة الثقيلة التى تفوق سنى، فكان هو »يدلعهم« وأنا »أقومهم«.. وفى ذكرى الأربعين أخذت إجازة من عملى بصعوبة بالغة، وذهب والدى وأخوتى إلى مسقط رأس الأسرة، أما أنا فمكثت فى البيت لاعداد الطعام إلى حين عودتهم، وأشعلت البوتاجاز ووضعت عليه آنية بها زيت. وانشغلت بتنظيف الحجرات، فحدث حريق فى المطبخ وأسرعت إلى إطفائه بمساعدة الجيران وأصبت فى يدى وساقى، وعاد والدى مسرعا، وعندما شاهد ماحدث لاحظت عليه الصمت التام، اذ لم ينطق بكلمة واحدة.. وكلما حاولت أن أفاتحه فيما يفكر.. يغير مثار الحديث ومرت عدة أسابيع، ثم أخبرنا بزواجه من سيدة فاضلة توسم فيها أن تكون أما لنا بعد رحيل والدتنا، والحق أننا وجدناها كذلك، وقد أدت دورها معنا على أكمل وجه خصوصا بالنسبة لأختى التى كانت فى الصف الثانى الاعدادى عند رحيل أمى.

وكنت وقتها قد بلغت سن الثانية والعشرين، ففكرت فى الزواج لكى أعف نفسى وأستر فتاة مسلمة، ويشهد الله على ماكان فى عقلى ووجدانى. إذ لم تكن لى أى تجارب عاطفية، وحدثت أعز أصدقائى وزميلى فى العمل فى شأنى، فعرض علىّ شقيقة زوجته التى كان قد عقد عليها قرانه ولم يتم زفافهما قائلا : إنها خريجة إحدى كليات القمة، ومرت بتجربة زواج فاشلة لم تستمر سوى ثلاثة أشهر من طبيب مسافر إلى دولة خليجية ويعانى متاعب صحية لا تؤهله للزواج لكنه أخفى عليها حقيقة مرضه، ولما اكتشفت ذلك أصرت على الطلاق، وعادت إلى مصر فى حالة نفسية سيئة.. هكذا أخبرته أسرتها، فتحمست لخطبتها لكى أعوضها عما فاتها، وزرت أهلها، وتقدمت إليهم طالبا يدها، وأخبرتهم بأننى سأعطيها حقوقها مثل شقيقتها بالضبط من مهر وشبكة ومؤخر صداق.. فعرض علىّ والدها الإسهام فى نفقات الزواج حيث إنه ثرى وعاش وعمل فى إحدى الدول العربية، كما أن ابنته لها تجربة زواج سابقة، فرفضت بشدة، وأقمنا فرحا جماعيا، أنا وهى، وصديقى وأختها، وحضر الأهل والأقارب هذا المشهد الجميل وعمت الفرحة بيوتنا بأسرتينا الصغيرتين، وراح كل منا يمنى نفسه بحياة هنيئة.

ويبدو أننى كنت أبحث عن السراب، إذ سرعان ماتكشفت طباعها السيئة فهى مستفزة وعصبية وسريعة الغضب، بل ومتسلطة اللسان، ولما راجعت أباها فى تصرفاتها قال إن تجربتها السابقة هى التى أوصلتها إلى هذه الحال، وأننى قادر على احتوائها بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة، ووجدتنى أتحمل ما لا يطيقه أحد من أجل أن تسير الحياة بنا، وأكرمنا الله بطفلة جميلة وبعدها بعام بطفلة أخرى، وصارت الاثنتان مصدر سعادتى وشقائى فى آن واحد فزوجتي تفتعل المشكلات طوال الوقت، ولا أعني بذلك ما يتعلق بنظافة المنزل أو الاهتمام بي، ولكني أتحدث عن زوجة تفضح أسرار بيتها، بين الاخرين وتحكي لوالدتها كل ما يدور بيننا بل إنها تسرق ما تطوله يداها من مال أو أوراق وتخفيها عند أهلها، زوجة لا أجدها عندما احتاج اليها.. زوجة حررت ضدي العديد من المحاضر والقضايا بتهم ملفقة ثم تعود وتعتذر، لا شىء إلا لأنها تريد ان تقطن فى شقة فاخرة بجانب أمها، فى الوقت الذي تقر فيه بأنه لا ينقصها أى مطلب، وتعترف أسرتها بذلك، زوجة تفضح زوجها في مكان عمله الحساس ووسط جيرانه، زوجة تكوي ابنتها الطفلة بالنار وتطردها خارج المنزل لمجرد انها تلهو وتلعب مثل كل الاطفال. زوجة أغلقت الباب فى وجه والدي ومنعته من دخول البيت، فأغمي عليه من شدة هذا الفعل القاسي بلا أسباب.

لقد تحملت الكثير من المتاعب، وصفحت عنها مرارا، لكنها لا تكاد تستقر في بيتي، فكلما تحدثت معها فى لحظات الصفاء تعدني بألا تكرر أخطاءها ثم إذا بها تعاودها من جديد، ومن آخر ما فعلته انها اتصلت بي فى العمل، وأخذت تصرخ بصوت عال بأن ساقها انكسرت، فاستأذنت من مديري وعدت مسرعا فوجدتها سليمة معافاة لم تصب بأى مكروه.. ولما ناقشتها لماذا فعلت ذلك لم ترد، وفي مرة أخري اصيبت بحالة تشنج لمجرد ان شريحة الموبايل فقدت منها، وفي مرة ثالثة طلبت من صاحبة العمارة التي استأجر بها الشقة التي نعيش فيها بأن تطردنا حتي اضطر الي الحصول على الشقة الفاخرة التي تحلم بها، التي ترددها على مسامعي منذ سنوات.

انها منذ ثلاثة أشهر فى منزل أسرتها، ومعها ابنتاي، وبدأت اسلوبا جديدا بتحريض طفلتي البالغة من العمر ثلاث سنوات ونصف السنة ضدي، اذ تتصل بي وتعطيها الهاتف لكي تسبني بكلمة نابية، إلي هذا الحد وصل بها الأمر لكني لم اتخذ معها أى إجراء قانوني أو غير قانوني، ولا يشغلني الآن سوي ابنتي وتتراءى لي صورتاهما بعيدا عني، ولا أتخيل ان أدخل المنزل فلا أراهما، لقد فكرت كثيرا في تطليقها ونصحني الأهل والأقارب بالانفصال الذي لم يعد منه بد، لكني فقدت القدرة على التركيز ولا تفارقني مرارة الحلق علي ما حدث لي، وأجدني عاجزا عن اتخاذ القرار المناسب، وأخشي أن أكرر هذه التجربة المؤلمة، فبماذا تشير علي؟

ولكاتب هذه الرسالة أقول:

الوضع الذي تعيشه لا تستقيم معه الحياة، وكان هذا واضحا منذ إقدامك على الزواج من هذه السيدة، لكن لم تكن لديك خبرة ولا تجربة سابقة تساعدك على الفهم الصحيح لطبيعة زوجتك، ومعرفة الأسباب الحقيقية لتطليقها بعد ثلاثة أشهر فقط من زواجها، فمع انه من الوارد ان يكون زوجها السابق وهو طبيب مصابا بالعجز الذي تتعذر معه اقامة العلاقة الزوجية، الا ان طريقة روايتها لأسباب الطلاق ثم سلوكها معك فور دخولك بها يؤكدان انه طلقها لصفاتها البغيضة التي جعلته ينفر منها، ويؤثر السلامة بالانفصال عنها، ولم تجد وسيلة لتحسين موقفها أمامك فادعت عليه كذبا ما ليس فيه، ولأنك نقي السريرة صدقتها ثم كانت الحقيقة المرة التي كشفت عنها العشرة بعد الزواج من خصالها المذمومة.

ولو أمهلت نفسك قليلا قبل الزفاف لتبينت طباعها، ولظهرت مثالبها، لكنك سارعت الي الارتباط بها من باب انها شقيقة خطيب صديقك، وفرحت بزواجكم الجماعي على حد تعبيرك.. ويبدو لي من وصفك تصرفاتها انها مريضة نفسيا، وربما تكون مفتونة بنفسها، وتري انها أفضل من حولها من النساء، ولذلك تتكبر عليك وتطالبك بما ليس في استطاعتك توفيره لها كالشقة الفاخرة التي تسيطر علي عقلها لدرجة انها تحرض مالكة العمالية التي تسكنون فيها علي طردك من الشقة ولم تفكر ان كان بإمكانك ان تشتري شقة أخري أو لا!

إنه تفكير غريب حقا، وهناك كثيرات من مثيلاتها لا يعرف المرء لادعاءاتهن حدود،. ولا يشغل بالهن الا السيطرة على الزوج ولا سبيل إلي علاج هذه المشكلة إلا بإسدال الستار على هذه الصفحة من حياتك وبدء صفحة جديدة، صفحة الطاعة والانكسار الي صفحة العزيمة والمواجهة ووضع الأمور فى نصابها السليم .. واراك الآن قد أصقلتك هذه التجربة المريرة، فبعد الزواج السريع من سيدة مطلقة لا تعرف عنها شيئا، تخشي اتخاذ قرار يجانبه الصواب، وهذا هو عين العقل، وتحضرني عبارة بليغة للمفكر الراحل د.زكي نجيب محمود يقول فيها «إن العاجز في جانبه العقلي سريع الارادة نحو تنفيذ الأفكار التي يحسها واضحة، وهي علي كثير من الغموض، أما صاحب القدرة العقلية فالإرادة عنده بطيئة بين ان يعمل أو لا يعمل بناء على فكرة معينة ليس هو علي يقين من نتائجها».. بمعني انك عرفت الطريق الصحيح لعلاج مشكلاتك بالتأني في اتخاذ خطواتك المستقبلية وعدم التسرع كما فعلت من قبل.

ويرتبط بهذا التأنى الصبر، فلقد روى البخاري ومسلم عند رسول الله صلي الله عليه وسلم انه قال «ما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر» فاصبر على ما أصابك يؤجرك الله ويهديك الي الصواب، والصبر الذي أقصده هو ان تعطي نفسك مهلة كافية لبحث الأوضاع المتردية التي تسود علاقتك بزوجتك فى حضور أهلها وأهلك، عملا بقول الله تعالي «فإن خفتم شقاقا بينهما فابعثوا حكما من اهله وحكما من أهلها إن يريدا اصلاحا يوفق الله بينهما، وان يتفرقا يغني الله كلا من سعته». ولتكن المصالحة هذه المرة هي الفرصة الأخيرة لمواصلة مشوار الحياة معا.. فإذا استقامت وعادت الي رشدها كان الذي أردت لكي تنشأ ابنتاكما في كنف أسرة مستقرة، وإذا ظلت علي اعوجاجها فلا مفر من الطلاق، ولا تخشي علي ابنتك شيئا، فمن حقك ان تراهما وتتواصل علاقتك بهما، فقانون الرؤية يكفل لك حقوقك فى متابعتهما و رعايتهما، وحينما تكبران سوف تعرفان الحقيقة.. فقط عليك ان تكون شجاعا قوي القلب ثابت النفس ولديك العزيمة والهمة على مواصلة نجاحك ولا تقنط ولا تيأس، وأحسن الظن بربك، وانتظر منه العطاء الوفير، وفقك الله وسدد خطاك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كابتن أحمد منصور
مشرف
مشرف
كابتن أحمد منصور

ذكر
عدد الرسائل : 6488
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 210
بلد الإقامة : المدينة الفاضلة
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Office10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Bookwo11
نقاط : 16891
ترشيحات : 47
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 710

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime14/2/2014, 22:11

الفكرة السوداء

تلقيت تعليقات عديدة واستجابات من أطباء كثيرين لكاتبة رسالة البكاء الصامت التي تروي حكايتها مع السمنة والآلام النفسية الرهيبة التي تعانيها وان مثلها لا يمكن ان تتزوج وتفرح مثل كل البنات. وقد اخترت من بين ما ورد الي التجربتين التاليتين، وأرجوها ان تتصل بي وليدبر الله أمرا كان مفعولا.

التي تروي حكايتها مع السمنة والآلام النفسية الرهيبة التي تعانيها وان مثلها لا يمكن ان تتزوج وتفرح مثل كل البنات. وقد اخترت من بين ما ورد الي التجربتين التاليتين، وأرجوها ان تتصل بي وليدبر الله أمرا كان مفعولا.

> أنا فتاة طموحة ومنطلقة جدا، أفعل ما لا يفعله الرجال فأسافر الي كل مكان استطيع الوصول اليه، وأعمل في مجال رائع وأتمتع بجمال أخاذ وأبدو أصغر من سني بعشر سنوات وأمتاز بجسم مثالي تحسدني الكثيرات عليه، ولي أصدقاء كثيرون، ومع ذلك فإن لدي نفس احساس كاتبة رسالة «البكاء الصامت» بأنني سأموت وحيدة وليس من حقي ارتداء الفستان الأبيض، فها أنا أسير بسرعة الصاروخ نحو الخامسة والثلاثين ولا أري أن سبب عدم زواجي حتي الآن يرجع الي مسائل شكلية، ولكنه القدر فموعد زواجي لم يحن بعد وربما لن يحين أبدا، ونصل نحن الاثنتان الي النهاية نفسها برغم اختلافاتنا الشكلية.

وأقول لها: اخرجي الفكرة السوداء من عقلك وقلبك وتفاءلي وربما تجدين من يتغاضي عن كل شىء ويحبك، ويحب كل شىء معك، وقد لا تجدينه ابدا، فإذا حدث ذلك لابد أن تتعلمي كيف تستمتعين بالحياة وحدك، بكل ما فيها من صعود وهبوط وسعادة وشقاء بناس أو بدون ناس.. فأحيانا يكون وجود رجل إلى جوارك يكون سببا فى تعاستك ولا تنتظري السعادة من أحد، ولكن اجعلي نفسك دائما مصدر سعادة لك ولغيرك.

> أنا فتاة مثلك أردت ان أحكي لك تجربتي عسي أن ترضي بحالك: فلقد أصبت بـ «الصلع النسائى» منذ حوالي عشر سنوات، وحاولت العلاج عند أغلب الأطباء بلا نتيجة وطبعا لم أسلم من سخرية الناس في الشارع وحرمت من العمل فى تخصص العلاقات العامة والسياحة نظرا لما يقتضيه هذا التخصص من مظهر لائق. وهكذا لم استطع تحقيق طموحي في العمل.. أما العرسان فكلهم يتضايقون من هذا المرض، ولم تشفع لي أخلاقي الحسنة ولا روحي المرحة للعمل أو الزواج.. ومع ذلك أعيش وراضية بحالي، وأنصحك بأن تشغلي وقتك بالمفيد، وسوف يعوضك الله بالعريس المناسب في أقرب وقت.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كلمة حق
مرشح
كلمة حق

ذكر
عدد الرسائل : 540
نقاط : 6307
ترشيحات : 0

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 65 I_icon_minitime21/2/2014, 17:53

النظرات الجارحة !أنا فتاة فى السادسة والعشرين من عمرى، تخرجت فى كلية الألسن، وخجولة بطبعى وليست لدى ثقة فى نفسى، حيث إننى أعانى السمنة فى النصف الأسفل من جسمى مما يسبب لى حرجا بالغا حينما أسير فى الشارع،

وانعكس ذلك فى حالة اكتئاب شديدة سيطرت علىّ، ولا اجد اى ملابس تناسبنى، ولم اشعر يوما اننى مرغوبة فى الزواج، وأحس ان لسان حال أى شاب ينظر الىّ «هو» اذا كانت بهذا الشكل وهى بنت، فكيف سيكون جسمها بعد الزواج».. وهذه النظرة تقتلنى، وتشعرنى أنى بلا قيمة فى الحياة، ولن أكون اما، ولى اسرة وبيت مثل كل البنات.

لقد ترددت على عيادات الكثيرين من الاطباء أملا فى «الريجيم»، كما أننى لا أعمل ومازلت «عالة» على أهلى، وعمرى «بيتسرق وأنا بتفرج عليه»!.. ودفعتنى للكتابة اليك! رسالة «البكاء الصامت» للفتاة التى تعانى السمنة، اذ شعرت بعد قراءتها أننى المقصودة بهذه الرسالة خصوصا قولها إنها ترى أنه «ليس من حقها أن تتفرج على فساتين الزفاف مثل كل البنات». ثم سرعان ما أيقنت انها تختلف عنى فى أشياء كثيرة من حيث السن والظروف.

إننى أصحو من النوم وأجلس طوال النهار فى مكانى، ثم انتظر الليل لكى أنام.. حياة مملة تؤدى الى الاكتئاب.. واذا خرجت لشراء بعض متطلبات المنزل من باب شغل الوقت تطاردنى نظرات الناس، واضطر الى ارتداء نظارة شمس لكى لا أرى نظراتهم الجارحة.. أليس من حقى أن اعيش؟.. ثم هل الشكل هو كل شئ فى البنت؟.. لقد فاض بى الكيل ولا أجد من أفضفض إليه، فلعلك تسمعنى وتعطينى أملا فى الحياة.

{ ولكاتبة هذه الرسالة أقول:

لماذا كل هذه القسوة على نفسك؟... ثم من قال لك إن كل الشباب يبحثون عن الفتاة متناسقة الجسم ممشوقة القوام؟ إن تجارب الكثيرين التى يحملها إلىّ بريد الجمعة تؤكد انهم يميلون الى المرأة الجريئة التى تتمتع بالحماس والعاطفة، وتكون على قدر من الحضور والذكاء الذى يساعدها على كسب مودة الآخرين، ومنهم من يميلون الى المرأة الحنون التى تسعى الى بناء مساحات من التفاهم مع شريك حياتها وأهله، ومن تجيد اعمال المنزل وتهتم بتربية الأبناء، فماذا تفيد أى شاب فتاة رشيقة لكنها حادة الطباع. سليطة اللسان؟

إن سر جاذبية المرأة يكمن فى طباعها، وروحها المرحة، وليس جسمها، ولا مانع من أن تأخذى بالاسباب طلبا لجسم يريحك نفسيا، ولكن تأكدى أنه سيأتيك الزوج المناسب الذى يقدرك لذاتك، وليس لمواصفاتك الجسمية حين يأذن الله، وعسى أن يكون ذلك قريبا.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريد الأهرام ( بريد الجمعة )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 65 من اصل 88انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1 ... 34 ... 64, 65, 66 ... 76 ... 88  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بريد الجمعة يكتبة : احمد البرى الطفل الكبير !
» سطو مسلح على مكتب بريد في المعادي
» سطو مسلح على مكتب بريد «قها» في القليوبية
» اجعل لك بريد مجاني على الـ hotmail - شرح بالصور
» كيفية حظر بريد الكتروني بسكربت whmcs

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: