الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 بريد الأهرام ( بريد الجمعة )

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5 ... 46 ... 88  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime7/7/2008, 21:59

الأستاذة اقتباس


بارك الله فيك ولا تغيبي عنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime7/7/2008, 22:13

الدمـوع السـاخنة


أكتب إليك قصتي‏,‏ بل حيرتي التي تلازمني منذ طفولتي‏,‏ بعد أن ملأ الحقد قلبي‏,‏ وأغلقه في وجه أبواب الرحمة والسماح والنسيان‏.‏ فأنا في موقف‏,‏ عقلي يؤكد لي أني علي صواب‏,‏ وقلبي أو بمعني أدق مشاعري التي لاأملك السيطرة عليها‏,‏ تعاتبني وتحرضني علي العفو‏,‏ ولكن شيئا مايمنعني‏.‏

أنا شاب في الثلاثين من عمري‏,‏ لي شقيق يصغرني‏..‏ نشأنا في بيت كبير دافئ‏,‏ في ظل أبوين حنونين‏,‏ تزوجا بعد قصة حب كبيرة‏,‏ جعلتني في سني عمري الأولي أعيش بهجة لاتفارق مخيلتي‏,‏ لأنها كانت قصيرة‏,‏ وسرقت مني في غفلة‏,‏ لتتركني أواجه ذكري من المرارة لاتفارقني‏.‏

بدأت المأساة ـ سيدي ـ عندما سافر والدي‏,‏ مثل غيره‏,‏ إلي الخليج‏,‏ بعد أن جاءته فرصة جيدة سترفع مستوي معيشتنا‏,‏ وقد رحبت والدتي بذلك‏,‏ مؤكدة أنها ستتحمل تلك الفترة التي تمنينا ألا تطول‏.‏

كان سفر والدي‏,‏ هو بداية تغيير غريب طرأ علي سلوك أمي‏,‏ تغير لم أفهمه بتفكيري المحدود‏,‏ وإن تبينت مبرراته فيما بعد‏.‏ أهملتنا أمي‏,‏ وانشغلت عنا بصورة غريبة‏..‏ لم تعد تهتم بدروسنا واحتياجاتنا‏,‏ وأصبحت تتغيب كثيرا عن البيت وتتركنا وحدنا‏,‏ نواجه احتياجاتنا أنا وشقيقي‏,‏ ولكن هذا الوضع لم يستمر طويلا‏.‏

عاد والدي فجأة من عمله بالخليج‏..‏ عاد كما لم يكن عند سفره‏,‏ عاد مريضا بالسرطان‏,‏ وفي حال سئ‏,‏ استدعي دخوله المستشفي‏,‏ علي أمل انقاذه‏,‏ وإن كان هذا الأمل ضعيفا‏,‏ إلا أن ارادة الله ورحمته كانتا أرحم وأوسع‏.‏

مكث أبي في المستشفي طويلا‏,‏ وكنا نتردد عليه لزيارته‏,‏ فكان يفرح كثيرا بوجودنا‏,‏ فتزداد رغبته في الحياة‏,‏ وبالتالي قدرته علي مواجهة هذا المرض الشرس‏.‏ لكن الغريب في الأمر‏,‏ أن أمي بدأت تتململ من زيارتها لأبي‏,‏ وتختلق الحجج حتي تهرب من هذه الزيارة التي أصبحت ثقيلة علي قلبها‏,‏ حتي أنها بدأت تفتعل المشكلات مع أسرة أبي حتي تجد لنفسها مايبرر هذا الغياب غير المبرر تحت أي ظروف‏..‏ وأصبح أهل أبي يكذبون عليه‏,‏ ويبررون غيابها عن الزيارة بالمرض مرة‏,‏ وبالانشغال بنا وبدروسنا مرات‏,‏ مع اخفاء كل مايحدث بينهم حتي لايؤثروا علي حالته النفسية‏.‏

وذات مساء أسود‏,‏ لايبرح ذاكرتي‏,‏ يؤلم نفسي حتي هذه اللحظة‏,‏ استيقظت من النوم‏,‏ لأفاجأ برجل غريب مكان أبي مع أمي‏..‏ انفجرت في البكاء‏,‏ لم أفهم شيئا‏,‏ ولم أع بعقلي الصغير معني لوجود هذا الرجل في حجرة نوم أمي‏,‏ ولكني حزنت لوجود رجل آخر‏,‏ غريب مكان أبي‏..‏ فوجئت أمي بي‏,‏ وقالت كلمات لاأتذكر منها شيئا‏,‏ سوي رجائها لي بعدم إخبار أبي أو أي أحد آخر بما شاهدته‏..‏ قالت لي ذلك بلهجة فيها توسل وتهديد في آن واحد‏.‏

في أول زيارة لي لأبي‏,‏ لاحظ أني لست طبيعيا‏,‏ فسألني‏,‏ عن سر حزني وصمتي‏,‏ فوجدت نفسي أحكي له ماشاهدته وماقالته لي أمي وليتني مافعلت‏!‏

لن أنسي ماحييت تلك اللحظات التعيسة‏,‏ وأنا أري وألمس دموع أبي الساخنة المنهمرة علي وجهه‏,‏ وجسده وهو ينتفض‏,‏ وكأن سكينا مغروس في قلبه‏,‏ وأنا أبكي في حضنه ولا أعرف ماذا أفعل كي أخفف عنه هذه الآلام‏.‏

تدهورت حالة أبي الصحية ووصلت الي أسوأ أوضاعها‏,‏ مما استدعي اجراء خمس عمليات دقيقة في الأمعاء‏,‏ الغريب والذي لايصدقه أحد‏,‏ أن والدتي في تلك الفترة الحرجة أصرت علي الطلاق وبعنف‏,‏ علي الرغم من محاولات الأهل والأصدقاء لإثنائها عن هذا القرار لحين شفاء أبي‏,‏ والذي لم يتخذ هذا القرار ولم يسئ اليها علي الرغم مما عرفه عن تصرفها المشين‏.‏

أمي رفضت كل الوساطات بقلب متحجر‏,‏ وقالت إنها شابة وجميلة‏.‏

ولن تدفن نفسها وشبابها مع رجل يجلس ملك الموت بجواره‏.‏

أتذكر جيدا أن الطبيب المعالج ذهب لأمي وناشدها أن تأتي لزيارته قبل أن يحل القضاء‏,‏ لأنه مازال يحبها‏,‏ وزيارته سترفع كثيرا من معنوياته‏,‏ ولكنها وبكل أسف أصرت علي الطلاق عن طريق المحكمة التي قضت لها أيضا بحضانتنا أنا وشقيقي‏.‏

أخذتنا أمي لنعيش اسوأ أيامنا مع أسرتها‏,‏ وكانت تخصني أكثر بكل صنوف العذاب والاهانات‏..‏ أيام مؤلمة عشناها مع أم عابثة مستهترة‏,‏ لم تراع الله في أولادها‏,‏ ولم تلتفت إلي كلام الناس عن ماتفعله بنا‏,‏ فقد كانت ترفض أن نستحم حتي تفوح رائحتنا‏,‏ فتضطر آسفة إلي الموافقة علي الاستحمام‏,‏ هذا عدا منعها لنا من زيارة أبي في المستشفي‏.‏

لكن الله كان رحيما بنا‏,‏ حدثت المعجزة‏,‏ ومن عليه بالشفاء وخرج من المستشفي وهو شبه إنسان‏,‏ وبدأ يتعافي ببطء حتي استعاد عافيته‏,‏ فأقام دعوي ضم لنا‏,‏ فحكمت له المحكمة بذلك وعدنا مرة أخري إلي الحضن الدافيء‏,‏ وعدنا مرة أخري إلي آدميتنا وإحساسنا بمعني الابوة‏,‏ فقد كان يغدق علينا بحنان غامر حتي يعوضنا مما عانيناه‏.‏

بعد أن تخلصت أمي منا‏,‏ تزوجت مباشرة‏,‏ ثم أنجبت من زواجها الجديد ولم تفكر يوما في السؤال عنا أو طلب رؤيتنا‏,‏ ولكن الغريب أن والدي كان يصر علي ذهابنا إليها كل أسبوع رغما عنا‏,‏ مبررا ذلك بأنها أمنا وعلينا رؤيتها ومن حقها رؤيتنا‏..‏ كان هذا الأب العظيم حريصا علي عدم تشويه صورتها أمامنا ـ أكثر ما هي مشوهة ـ بل كان يلتمس لها الأعذار التي لم تكن تقنعنا ولكننا كنا نقبلها ونوحي له بأننا نصدقها حتي لا نؤلمه‏.‏

سيدي‏..‏ لا أريد أن أطيل عليك‏,‏ مرت بنا السنون‏,‏ وأنا أحارب صورة أمي المشينة التي لا تفارق ذاكرتي‏,‏ ولولا وجود أبي بحنانه وحكمته لكنت إنسانا مريضا يعالج عند طبيب نفسي‏.‏ تخرجت أنا وشقيقي في الجامعة‏,‏ وعند أول فرصة‏,‏ فررت من مصر‏,‏ هربت من صورة أمي التي تطاردني‏,‏ ومن كل الذين يعرفون حكايتها‏,‏ وهربت إلي أوروبا‏,‏ وتزوجت من نفس البلد الذي أعمل به‏,‏ واستمرت علاقتي الدافئة بأبي وأخي‏..‏ أما أمي فقد قطعت صلتي بها نهائيا‏,‏ لا أسأل عنها ولا أحادثها‏.‏ سيدي‏..‏ تسألني أين المشكلة‏..‏ والدي وأخي‏,‏ يلحان علي‏,‏ خاصة في الفترة الأخيرة‏,‏ أن أتصل بأمي‏.‏

أسأل عنها وأبرها كما أمر الله ـ سبحانه وتعالي ـ خاصة أنها مريضة وتمر بظروف سيئة ومؤلمة‏..‏ حاولت كثيرا‏,‏ ولكن قلبي موصد‏..‏ أفكر أحيانا في أن أفعل ذلك إرضاء لربي ولوالدي‏,‏ ولكني أستعيد كل ما حدث‏,‏ فأهرب من الفكرة‏,‏ حتي يعود أبي من جديد ليرجوني أن أفعل ذلك‏,‏ حتي ازداد شعوري بالذنب‏,‏ وصرت أعاني من صراع داخلي‏,‏ لا أعرف كيف أواجهه أو أتجاوزه‏..‏ فبماذا تنصحني؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime9/7/2008, 10:47

[b]كفاكـم أنانيـة

ليسمح لي صاحب رسالة نوع من الرجال أن أقول له ما هذا الهراء يا رجل‏..‏ ما هذا الالتفاف حول رغبة الرجال في التعدد‏..‏ وطفاسة البعض‏..‏ وزوغان عين البعض إني فزعة من هذا الكلام‏..‏ فأنا أمام اختيارات كلها تسحقني‏..‏ وتهدر كرامتي وآدميتي‏..‏ ولا يرضي الله بها أبدا‏.‏

إما أن أوافق علي الزواج الثاني بدلا من ضبطه مع أخري أو شائعات تنال منه‏!!‏ ما هذا‏!!‏ أنا الزوجة أراعي الله فيه وفي أولاده وبيته وماله‏..‏ وأتحمل نتائج استهتاره؟‏!‏ وأرحب بالزواج الثاني بدلا من طفاسة سيادته؟ لا‏..‏ وألف لا‏.‏ لقد أعطاني الله حقوقا لن أتنازل عنها أبدا وهي حسن المعاش أو تسريح بإحسان‏..‏ وإن أراد أن يتزوج بأخري فلي حق الرفض في الاستمرار معه ان رفضت زواجه‏..‏ لي حق الطلاق أو الاستمرار‏..‏ فكيف تضيعون مني حقا أعطاه الله لي‏..‏ ولمصلحة من‏..‏ لمصلحتي؟ لا‏..‏ فأنا سأكون الزوجة المهجورة دائما‏..‏ والمطالبة بالتحمل من أجل الجميع‏..‏ واستمر في التحمل وإهدار حقوقي وعمري من أجل لا شيء ولا عزاء للمضحيات من أجل الأسرة‏.‏
لمصلحة الأولاد‏!!‏ ولماذا لم يتحمل هو من أجل الأولاد أيضا‏!!.‏

وأين هم الأولاد الأسوياء مع الأم المنكسرة النفس الحزينة الباكية لهجر الأب وزواجه بأخري؟ وكيف ستكون نتائج هذا الزواج عليهم؟‏.‏

إذا الأمر كله لمصلحة الزوج‏..‏ هل هذا هو العدل‏..‏ ولماذا؟ الرغبة؟ انها شيء مشترك بيننا‏.‏ السبب إذن أنانيته‏..‏ عدم فهمه لمشاعري‏..‏ عدم احساسه بي‏..‏ عدم اختيار الوقت المناسب‏..‏ تفكيره الدائم في نفسه فقط‏..‏ وترك كل شيء لزوجته‏..‏ البيت‏,‏ الأولاد‏,‏ المذاكرة بجانب عملها‏..‏ ويعاني هو الفراغ‏..‏ ويملؤه بالتفكير في أخري‏.‏

ايها الرجال‏..‏ كفاكم أنانية‏..‏ راعوا الله في نسائكم كونوا معهن في البيت‏..‏ في المطبخ في متابعة الأولاد‏..‏ كما هن معكم في العمل‏..‏ واشغلوا فراغكم بأسرتكم‏..‏ وارتاحوا سويا‏..‏ فتصبحوا متعادلين‏..‏

جددوا حياتكم‏..‏ تعاملوا سويا في كافة أموركم‏..‏ ناقشوا كل خصوصياتكم مع نسائكم بلا حرج وبهدوء وصراحة‏,‏ وعلمونا‏..‏ نعم علمونا كيف نتعامل معكم ماذا تحبون ماذا يسعدكم‏..‏ فنحن نملك أيضا مشاعر ورغبات تموت بتجاهلكم لها وجهلكم بها‏..‏

اكسروا حاجز الخجل بيننا‏..‏ واسعدونا فنحن زوجاتكم الأوائل أولي بطاقاتكم وحبكم‏..‏ ولا تجروا وراء التعدد في الزوجات فتكسروا نفوسنا وتهدموا البيت الذي تعبنا سويا في بنائه‏..‏ ولن تعدلوا مهما قلتم ومهما حاولتهم‏..‏ لن تعدلوا‏..‏ وكفاكم ظلما لنا وجعلنا الشماعة لكل فشلكم‏..‏ هداكم الله‏..‏ لزوجاتكم المحبات المخلصات المتفانيات‏.‏ دائما‏..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime9/7/2008, 10:49

ليس بعيدا‏!‏
أرسل تعليقا علي الرسالتين الأخيرتين اللتين نشرتا في بريد الجمعة تحت عنواني‏(‏ ستر الله‏)‏ و‏(‏البيت المشبوه‏).‏ وأحب أولا أن أشيد بدوركم الكريم انتم وكل فريق العمل للجهد الذي تبذلونه للتخفيف عن هموم المهمومين من البشر‏,‏ من كل النواحي المعنوية والمادية والنفسية والعلاجية‏..‏ جزاكم الله خير الجزاء في الدنيا والأخرة‏.‏

أما بخصوص الرسائل في الفترة الأخيرة فقد لفتت نظري واهتمامي بشدة هذه الاعترافات الخطيرة سواء من الشخص نفسه أو من جانب الزوج أو الزوجة‏,‏ حقا‏..‏ غريبة علي شعبنا الذي يعرف معني العيب مع وجود الدين وتعاليمه والتقاليد الشرقية التي تربينا عليها‏.‏

هذه الاعترافات بالانحراف الأخلاقي والسلوكي قد أصابتني بالقلق والمؤكد انها أصابت الكثير‏..‏ فكم من البشر يعترف بأخطائه وكم لايعترف‏!‏ ؟ بل وينساق هو والآخرون إلي بئر المعصية‏.‏

إنني أنظر للموضوع نظرة شاملة ليس فقط من الناحية الأخلاقية والدينية ولكن من الناحية الصحية أيضا‏.‏

فقد أشار صاحب مشكلة‏(‏ ستر الله‏)‏ إلي مرض الإيدز الذي اكتشف أن شريكته مصابة به وحمد الله كثيرا إنه لم يقربها بعد‏.‏

ألم يسأل نفسه أو يشك لحظة في أنه هو الأخر من الممكن جدا أن يكون حاملا لهذا الفيروس وهو الذي مارس الرذيلة مع شريكات متعددات ومنذ سنين طويلة ثم تاب ورجع عدة مرات‏.‏

وأيضا في مشكلة‏(‏ البيت المشبوه‏)‏ وهذا الشخص الذي اعتاد ممارسة الرذيلة مع فتيات الليل اللاتي يعتبرن من الفئات الخطيرة لنقل هذا المرض‏.‏ ألم يفكر لحظة في هذا الفيروس اللعين‏,‏ ألم يسمع عنه أو يعرف ان هذه السلوكيات حتما تؤدي إلي الإصابة بفيروس الإيدز‏.‏ ألم يسأل نفسه ويراعي ضميره وهو يعاشر زوجته أنه من الممكن أن ينقل لها العدوي‏,‏ وهي الشابة الصغيرة التي ممكن ان تنقلها إلي الجنين عندما تحمل‏..‏ وهذه حقائق معروفة وليس تخويفا أو ترهيبا وبذلك فإنه يدمر عائلة لاذنب لها‏..‏ وهذه الزوجة المخدوعة التي من الممكن ان تتصالح وترجع لزوجها‏.‏ ألم تسأل نفسها مرة واحدة أو تشك في زوجها عن احتمال إصابته بهذا الفيروس وتطلب منه عمل فحص للدم وتتأكد هي أيضا من عدم اصابتها بعمل فحص‏!!‏؟ ألم يفكر احد من هؤلاء وهم علي أعلي مستوي من التعليم في احتمال الإصابة بهذا الفيروس‏.‏

أريد أن ألفت نظر المجتمع المصري إلي أن هذا المرض وهذا الفيروس وباء موجود بالفعل بيننا وليس بعيدا عنا‏..‏ حقا إن الاصابة لاتزال بنسب قليلة حتي الأن ولكن اذا تجاهلنا طرق العدوي والوقاية فسوف تزداد وهذا ما لا نريده لمجتمعنا ونحن نعرف ان ليس لهذا المرض تطعيما واق ولاعلاج شاف إلي الآن‏.‏

حقا توجد الأدوية المضادة للفيروسات وتصرف للمرضي من وزارة الصحة والسكان ولكنها لاتشفي المريض ولاتقتل الفيروس أنها تقلل فقط من تكاثره وبذلك تبطيء اعراض المرض وتجعل المريض يتعايش مع الفيروس لمدة أطول وتجعله ايضا قادرا علي العمل لكي يعول أسرته‏,‏ أي تحوله إلي مرض مزمن‏.‏

إنني انتهز هذه الفرصة وارجو وأناشد كل الجهات المسئولة الحكومية والأهلية والمجتمع المدني وأخص الإعلام بكل وسائله‏,‏ ان تكثف رسائل التوعية لجميع مستويات المجتمع وأن توضح دور البرنامج الوطني لمكافحة مرض الإيدز ووزارة الصحة والسكان في فحص من يرغب وتقديم المشورة اللازمة والمعلومات الصحيحة المؤكدة عن مرض الإيدز‏,‏ وعمل الكتيبات المعدة لكل الأعمار والوظائف المختلفة وذلك في سرية تامة‏..‏ وذلك عن طريق الخط الساخن‏:‏

‏08007008000‏ رقم مجاني والأرقام الأخري‏:02/33152801‏ ـ‏02/33152802‏ ـ وفقنا الله إلي مافيه الخير‏.‏

أ‏.‏د‏.‏ أميمة أبو شادي
أستاذ الطفيليات بكلية طب قصر العيني
عضو الشبكة المصرية للجمعيات الأهلية لمكافحة مرض الإيدز
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime9/7/2008, 10:51

المقدمات الخطأ
استفزتني بطريق منفرة وغير مسبوقة هذه الرسالة الإبليسية‏,‏ وأصابتني بالاشمئزاز لهذه الاعترافات البجحة وهذا الزهو الغريب وكأنها جميلة بوحريد تتباهي ببطولاتها ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر‏.‏

وقد تعلمنا من المنطق ان المقدمات الصحيحة تؤدي بالضرورة الي نتائج صحيحة وسليمة‏,‏ والمقدمات الخطأ ليس لها نتائج إلا الخطأ‏!‏

ومن بداية رسالة إبليس التي حررتها إحدي بناته وكان واضحا ان كل مقدماتها كانت خاطئة فقد ذكرت صاحبتها انها جميلة‏,‏ وهذا الجمال دائما مايكون سلاحا ذا حدين‏,‏ وكان في هذه المرة جمالا مدمرا ووبالا علي صاحبته‏,‏ لأنه أودي بها الي الهلاك والدمار‏,‏ وكانت علي ابواب الفضيحة لولا ستر الله بأسرتها التي قصرت في حقها‏,‏ واعتقد ان كل من ورد ذكرهم في هذه الاعترافات المشينة متهمون وأولهم الأب والاخوات لأنهم لم يوجهوا هذه الفتاة التوجيه السليم‏,‏ ولم تجد النصح والإرشاد من احد‏,‏ وواضح تماما ان الوازع الديني والخلقي كانا منعدمين عند تلك الشابة التي احترفت الانحراف واصبح لها رصيد كبير في البنك لم يسألها عنه احد من أين لك هذا؟

ألم تفكر ولو للحظة واحدة في مصير اخواتها وسمعتهم إذا ما وقعت في ايدي شرطة الآداب؟

وهذا الرجل ذو الخمسين عاما متهما ايضا بالخيانة والخروج علي الشرع الحنيف لأنه محصن متزوج وله بنات‏,‏ فهل يقبل هذا السلوك المشين علي احدي بناته؟‏!‏

ألم يقرأ قول الحق تبارك وتعالي ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا ـ الإسراء‏:32‏

ألم يقرأ قول الإمام الشافعي رحمه الله‏:‏ من يزن يزن به ولو بجداره‏..‏ إن كنت ياهذا لبيبا فافهم

وإلي هذه الفتاة الدخيلة علي المجتمع المصري المتدين مسيحيا وإسلاميا اقول علانية لا همسا‏:‏ إذا كان الله سبحانه وتعالي كرما منه ورحمة قد اسبغ عليك سترا من عنده عسي ان تفيقي من هذا الوحل الذي غرست نفسك فيه‏,‏ وان تتوبي وتندمي علي ما فعلت طالبة الغفران فلماذا تترددين؟ وهل كنت تتوقعين ان يوافقك اي انسان عاقل علي تصرفاتك هذه؟

أنني لم ار بجاحة وانعدام دين بهذا المستوي الغريب‏.‏

أما عشيقك الذي عشت معه في الحرام لمدة خمس سنوات ودخوله المستشفي لعلاج قلبه الذي لم يتحمل ان تفارقه الساقطة‏,‏ فأملي ان يشفيه الله لا حبا فيك‏,‏ فأنت لست أهلا لأي حب او تعاطف وجداني‏,‏ ولكن لكي يستمر في حياته مع زوجته وأولاده‏,‏ أما إذا اصابه مكروه لا قدر الله فسوف يكون ذلك نتيجة طبيعية لسلوكه غير السوي‏.‏

(‏إن الله لايظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون‏)‏ يونس‏:44‏

ولعل هذه الرسالة بهذه الاعترافات المستفزة تكون عبرة وموعظة لباقي الفتيات والسيدات حتي لا تتكرر هذه المأساة مع الأخريات أملا ألا ينسين ابدا ما ذكره المنطق من المقدمات والنتائج حتي لا يندمن حين لا ينفع الندم‏.‏

ممدوح صابر علوان
مدير عام بجامعة المنصورة سابقا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime9/7/2008, 10:52

الفرصـة الأخــيرة

اسمح لي أن اختلف معك في الرد علي رسالة جروح الروح وذلك من واقع خبرتي بأمور الخيانة الزوجية وهو الواقع الأليم الذي أعاني منه بشكل متواصل أدي ليس فقط لإصابتي بجروح الروح وإنما بتدمير الروح والذات والكرامة واحترامي لنفسي‏.‏

مشكلتي الأولي ظلت معي‏14‏ عاما هي عمر زواجي الأول لكن الله هداني في النهاية إلي وضع نهاية لعذاباتي عندما أصررت علي الطلاق وخلعت زوجي وخرجت بثلاثة أولاد هم ثمرة ذلك الزواج المشوه بالإضافة إلي خسارة مادية كبيرة احتملتها بصبر علي اعتبار أنها ثمن راحتي وهدوء نفسي‏.‏ أما مشكلتي الآن فهي بعد هذه التجربة الأليمة فقد كانت كل أمنيتي أن يرزقني الله الرجل الصالح الذي يبادلني الحب والوفاء والإخلاص وأن أعيش معه ما تبقي لي من العمر في مودة ورحمة كنت مازلت في الخامسة والثلاثين من العمر جميلة رشيقة متعلمة أبدو دائما أصغر من سني بكثير وكنت أعمل في مجال اعلامي مرموق جعلني مشهورة ومحط أنظار الجميع وكان لدي مبلغ مناسب من المال ادخرته للزمن وبعد طلاقي المأساوي اضطررت إلي ترك عملي والتفرغ لرعاية أبنائي والإنفاق عليهم‏.‏

سيدي‏..‏ لقد دخل حياتي ذلك الشاب الوسيم الجذاب ذو المهنة المرموقة والمطلق حديثا هو الآخر والذي كان يعرف عملي ومكانتي وشهرتي بحكم إقامته في نفس الدولة التي كنت أقيم وأعمل بها وتقرب مني بشتي الطرق والوسائل واعجبتني فيه تلك المثابرة واصراره الكبير علي الارتباط بي علي الرغم من وجود الأولاد في حياتي وذلك لرفضي مناقشة أي فكرة لإبعادي عنهم يوما واحدا وللصراحة فقد تحدي عائلته جميعها مصرا علي الزواج بي مع وجود الأولاد في حياتنا وأنا الأخري أمام هذا الموقف وجدته يدخل إلي قلبي وتعلقت به بشدة وأصبح هو بطلي المغوار وتحديت أنا الأخري عائلتي التي رفضته لاختلاف المستوي الاجتماعي بيننا‏,‏ وقبل الزواج كنت صريحة جدا معه في كل شيء وأخبرته بعيوبي قبل مميزاتي وباخطائي وهفواتي قبل حسناتي وبادلني هو ذات الصراحة وعرفت أنه بعد الطلاق مر بفترة من الضياع النفسي جعلته صياد نساء يستمتع باللهو والمجون مع أكبر عدد ممكن من الفتيات والسيدات وصارحني بأنه بزواجه مني يتوب عن كل ما سبق لأنه يريد الاستقرار في حياة أسرية محترمة‏.‏ ولم أكلفه بأية مطالب مادية‏,‏ وتوجنا قصة الحب الجميلة هذه بزواج رائع حاول بشتي الطرق خلاله أن يسعدني وأن يثبت لي بأنه ج
دير بي وبأنه أب لأولادي يرعاهم ويهتم بهم وسقيته أنا الأخري من شهد حبي وعشقي لرغبتي أن أعيش تلك اللحظات الرائعة من الحب الحلال والتي حرمت منها طيلة حياتي السابقة‏,‏ وبالفعل عشت في سعادة بالغة عاما كاملا شعرت خلاله أن الله قد عوضني خيرا علي صبري علي زواجي السابق وأن حلمي قد تحقق في وجود الزوج المحب الولهان الذي كانت تثور ثائرته ولا تهدأ لو ابتعدت عنه لساعتين دون أن احادثه تليفونيا علي الأقل وخلال تلك الفترة شاركته في مشروع صغير في مجال عمله بتمويل شبه كامل مني وسعدت بتلك الشراكة‏.‏

وظهرت أمامي الكثير من الوقائع اعماني حبي عن التوقف عندها منها اكتشافي أن زوجي محترف كذب وأنه يحاول استنزافي ماديا قدر استطاعته كأن بينه وبين حسابي البنكي ثأرا قديما والطامة الكبري أنه خائن وللأسف فقد بدأت خيانته لي منذ شهور زواجنا الأولي ولكن ثقتي العمياء به ومكانته التي طالت السماء بعد الزواج في نفسي وتلك السعادة الغامرة التي نحياها معا منعتني من أن اجمع الصورة واكتشف الأمر ولكن بمرور الوقت اكتشفت أن زوجي علي علاقة بكثيرات عبر الهاتف وكانت صدمتي فيه كبيرة وثورتي أكبر وكل مرة أواجهه بالأمر ينكر أو يكذب ويسارع إلي قطع تلك العلاقة ويحاول استرضائي قدر استطاعته واعترف لي في لحظة صراحة نادرة بأن هؤلاء الفتيات هن اللاتي يعاكسنه وأنه يتجاوب معهن فقط من باب التسلية خاصة أنه مجرد كلام تليفونات ولكنه لحبه لي يسارع بإنهاء الأمر فور علمه بأن ذلك يغضبني‏!!‏ وطلب مني أن أسامحه علي ذلك كمسامحتي لابني الصغير عندما يخطئ وبالفعل سامحته من قلبي واعتبرت تلك الأمور السابقة هفوة لن تتكرر ولكنها واقعيا لم تنقطع ووصلنا إلي درجة أنني عندما أواجهه بمعرفتي بعلاقة جديدة يرد علي ببرود بأنه لا جديد في ذلك وأنه شيء عادي ولكن حبي له منعني م
ن أن اتخذ موقفا حادا معه بل صبرت عليه وانشغلت بتكرار حملي واجهاضي للطفل الذي سيربط بيننا للأبد خاصة مع لهفة زوجي الشديدة هو وعائلته لحدوث ذلك الحمل ولكن للأسف كانت المشكلات المادية التي واجهها مشروعنا الصغير وخسارتي الشديدة لغالبية رأس مالي ولتلك الخيانات الصغيرة لها أثر نفسي سيئ أدي إلي ظهور بعض التوتر والفتور في حياتنا الزوجية خاصة أنه أصيب بحالة اكتئاب وعشنا لعدة أشهر في رحلة بين الأطباء وساندته لتخطي هذه المرحلة بكل الحب ودفعته للبحث عن عمل جديد وسعيت معه بجدية في البحث عن عمل جيد وبالفعل التحق بإحدي الشركات الكبري التي منحته راتبا كبيرا وسيارة حديثة وجذبه العمل بعيدا عني‏.‏ ثم كانت المفاجأة السعيدة وهي حدوث الحمل الذي طال انتظاره وشعرت أن فرحتي اكتملت خاصة أن هذه هي أول مرة أسعي لأن أرزق فيها بطفل وأول مرة اشعر بالسعادة لأنني حامل وبطفل من الرجل الذي أحبه بكل جوارحي ولكن تلك السعادة لم تدم طويلا إذ صارحني فجأة بأنه يريد الزواج بأخري معللا ذلك بأسباب واهية دوشة الأولاد وازعاجهم وعلاقته التي كانت متوترة مع عائلتي في بداية زواجنا ولم أشعر بنفسي وأصابتني حالة هيستيريا استجديه ألا يدمر حياتنا لأنني لن أقبل أب
دا بوجود أخري في حياته حاولت التخلص من حياتي التي شعرت أنها انتهت بعد هذه الطعنة الغادرة ومنعني هو من ذلك واتصلت بها استجديها أن تتركه لي لأنه هو ما تبقي لي في هذه الدنيا‏,‏ وبعدها تعهد لي بأنه سيحاول أن يعطينا فرصة أخري معا وبأنه سيحاول الابتعاد عن تلك الفتاة التي اراد الارتباط بها سعيا وراء انجاب الطفل الذي تأخر وأنها كانت راضية بأن تكون الثانية والهامشية في حياته وحلف لي علي المصحف بأنه لم يرتبط بها بعد وأنه سيوقف مشروع الارتباط حتي يمنحنا تلك الفرصة لإصلاح حياتنا معا وبالفعل صدقته وتفانيت أكثر وأكثر في اسعاده وسد كل حوانب النقص والتقصير التي تعلل بها ولكني وجدته يبتعد أكثر وأكثر لكنه أصبح لا يتصل بي من عمله كما تعود من قبل بل علي العكس أصبح يستاء من اتصالي به وغالبا لا يرد علي ويتجاهلني بطريقة جارحة مهما اعترضت وبكيت وتوسلت وأصبح دائم السفر في مؤتمرات يتعلل بها ويبيت بشكل مفاجئ في شقته الصغيرة بشكل شبه منتظم وهجرني في الفراش طيلة شهور الحمل الباقية متعللا بخوفه علي استمرار الحمل وأصبح كذبه بلا حدود خاصة فيما يتعلق بمكان تواجده وعندما اكشف له كذبه كان يصرخ في بأنني خنقته من كثرة متابعتي له وحرص علي وضع كود
سري للموبايل حتي لا اقرأ الرسائل الغرامية الملتهبة التي كان يتسلمها بشكل متواصل‏.‏ وتلقيت من تلك الفتاة اتصالا مفاجئا ذات يوم تخبرني فيه أنها ارتبطت بآخر وأعلنت خطوبتها رسميا وأنها تطمئن علي وظلت تسألني عن علاقتي بزوجي بإلحاح عندها شعرت أن الأمر تمثيلية وأنه وراء هذا الاتصال ولكنه بالطبع كان ينكر دائما عندما أواجهه‏.‏

وحانت ساعة الولادة وخرج ابننا الجميل الي النور وفرحنا به ايما فرح واقام له زوجي حفل سبوع كبيرا وذبح العقائق وكانت فرحة الجميع غامرة بالمولود الجديد خاصة عائلة زوجي بعد أسابيع‏.‏ وجدته يطلب مني الموافقة علي زواجه من أخري فرفضت بشدة وطلبت الطلاق فقال لي انه لا يوجد غيري في حياته والدليل أنه قطع علاقته بتلك الفتاة وعرض علي آخر رسالة ارسلتها هي له ذات يوم تدعو فيها عليه لانفصاله عنها وحذرني من أنها قد تحاول الاتصال بي للايقاع بيننا‏.‏ وتوقع أن أطير فرحا بذلك الخبر وبالفعل لا انكر أنني شعرت بالفرحة بداخلي ولكنها مصحوبة بغصة شديدة فلم يكن لكلامه معني سوي أنه كان يكذب علي طيلة الشهور السابقة وأنه حلف علي المصحف كذبا مرتين وأن كل شكوتي السابقة به كانت في محلها ولجبروته الشديد طلب رأيي في كيفية ايقاف هذه الإنسانة عند حدها لتبتعد عنه‏,‏ ولم يطل الأمر كثيرا ففي صباح اليوم التالي وجدتها تتصل بي قائلة‏:‏ إن ضميرها يؤنبها وأنها تريد أن تحكي لي تفاصيل ما حدث ولا يمكن لبشر أن يتخيل حجم الصدمة التي شعرت بها عندما استمعت لتفاصيل حياتي ترويها لي كأنها كانت تقيم معي في منزلي فقد امتدت علاقته بها عاما كاملا وارتبطا بالفعل بخطبة ي
علم بها أهله‏,‏ ونقلت لي تفاصيل حملي وحتي لحظات ولادتي‏,‏ والكثير من التفاصيل التي ما إن سمعتها حتي انزل الله صبرا غريبا ووجدتني اسألها ولم تركته بعد كل ذلك فقالت لأنها اكتشفت أنه يخونها هي الأخري مع عدة فتيات عبر النت ولكنها لم تحتمل هذه الخيانة‏,‏ شعرت بالقرف والغثيان ولا أعرف لماذا تماسكت ولم اواجهه بشكل عاصف يعكس تلك التي تعصف بداخلي وإنما تعاملت معه ببرود إلي أن حاول أن يقترب مني وجدتني انتفض وأرفض ان يمسني لشعوري بالقرف وواجهته بذلك فضحك وقال انني مجنونة وانكر تماما أن تكون علاقته بها تعدت حدود الخطبة وعندها قذفت امامه بجبل الأكاذيب التي جعلني أعيش فيها طيلة عام كامل فأخذ ينكر أشياء ويراوغ في أشياء ويقر بأشياء وحاول أن يقنعني بأن ذلك النقل الحي لوقائع حياتنا الزوجية كان محاولة منه لإنهاء علاقتهما علي اعتبار أنه أصبح زوجا سعيدا ورزقه الله بالمولود الذي كان يرجوه لعل ذلك يشعرها بالمحسوس أنه لا مكان ولا لزوم لها في حياته بعد الآن‏.‏

سيدي أنا مجروحة ابكي واتمزق علي الغدر والخيانة والخداع وأريد أن انتصر لكرامتي ولكنني وللأسف أيضا مازلت أحبه ومازالت ابتسامته تضئ لي يومي كما أنني لا أريد أن ادخل من جديد في تجربة طلاق وما تجره من مشاكل والدتي تنحاز له بشكل كامل وهو الموقف الذي لم أكن اتخيله منها اذ قالت لي بالحرف الواحد‏:‏ أنسي ولا كأنك سمعتي شيئا‏!!‏ وكرامتي يا والدتي؟؟ فقالت لي دوسي عليها بالـ‏...‏ انت الآن أم لطفل رضيع في شهور حياته الأولي كيف تفكرين في حرمان هذا الطفل الرائع من والده؟ كيف ستواجهين الحياة بأربعة أبناء؟ أليس هذا هو اختيارك وما فعلته بنفسك عندما انفقت كل مدخراتك وتركت عملك؟ ألست أنت من دللته وعاملته كطفل كبير‏..‏ فهذه هي نتيجة ذلك التدليل‏!‏ ألا يكفيك أنه فضلك عليها وعاد لك‏!‏ وطلبت مني الا احاسبه من جديد علي شيء بل اتعود من الآن علي تلك الخيانات لأنها طبع متأصل في زوجي والمهم هو أنه يعود إلي بيته في آخر اليوم‏.‏ ووجدتني اطيع والدتي وأصد تلك الفتاة وأخبرتها أنه مهما حدث فأنا أحب زوجي ولن ابتعد عنه وتعاملت معه بشكل طبيعي ولكنني في منتهي التعاسة أضحك في وجهه وبمجرد أن ابتعد عنه انخرط في البكاء لمجرد تذكري لخيانته وأكاذيبه واجه
ته مرة أخري بعدم احتمالي لهذا الأمر ولكنه تعامل معي ببرود وبأنه لم يخني وإنما كان يريد بشرع الله الارتباط علي الرغم من عدم وجود أي عذر له وبأنه هو من اخبرني ببداية الموضوع وهو أيضا من اخبرني بنهايته والتي عاد فيها الي بيته عودا ميمونا وانني بذلك الحديث افتح بابا للنكد في حياتنا ولكن كيف انسي كل ما حدث كيف ألغي عقلي مرة أخري أليس من الأفضل أن احترم ذاتي وأن ابتعد عنه خاصة أن الصراحة والمواجهة للإصلاح التي دعوت صاحبة رسالة جروح الروح لها لم تعد تجدي نفعا مع من احترف الخداع والخيانة بل علي العكس تعطيه راحة نفسية بأنه لا يستتر ولا يتحمل عناء الكذب فالزوجة علي علم بالأمر فما المشكلة إذن؟ ولكن هذه الصراحة هي ما سيجرح الزوجة وسيجعل الخيانة أمرا واقعيا ومعتادا لا جديد فيه خاصة أنه كان ليس لديها بديل سوي الاستسلام للأمر الواقع وأن تظل في حالة انتظار مستمر لحكاية الخيانة الجديدة التي عليها أن تتقبلها كسابقتها يا سيدي من لديه القدرة علي الخداع والخيانة لن يكون لديه حياء المواجهة وصدقني احساس بشع أن تحترق ذاتك لأنك منحت حبك وحياتك لمن لا يستحق‏..‏ وكأنه عار علي الزوجة أن تحب وتعشق زوجها وأن تتفاني في اسعاده ويجب عليها أن
تدفع ثمن ذلك الحب غاليا من كرامتها واحترامها لذاتها‏..‏ أرأيت يا سيدي ما الذي يفعله الأزواج في زوجاتهم؟

*‏ سيدتي‏..‏ ما قلته لصاحبة رسالة جروح الروح قد يكون مناسبا لها أو لمن في مثل ظروفها‏,‏ ولايكون ذا نتيجة في مثل حالتك‏.‏ نحن هنا في هذه المساحة المحدودة نحاول أن نشترك في التفكير‏,‏ لأنه من الصعب علي أي إنسان أن يقدم حلا شافيا لمشكلة إنسانية تجمع بين أكثر من طرف وتستمر لسنوات طويلة‏,‏ ويختصرها صاحبها في سطور قليلة مهما طالت‏.‏

إن المعرفة الإنسانية هي وليدة تجارب البشر المتنوعة‏,‏ ومهما تشابهت التجارب فإن هناك تفاصيل لابد وأن تختلف‏,‏ وزوايا رؤية خاصة بالطرف الآخر الغائب لابد أن تظل غامضة غموض النفس البشرية‏,‏ والتي مهما اعتقدنا أننا خبرنا أغوارها‏,‏ فسنظل عاجزين عن فهم تصرفات عديدة قد يعجز فاعلها عن فهمها‏.‏

سيدتي‏..‏ لتسمحي لي أن أبدأ معك منذ البداية‏,‏ منذ تلك اللحظة التي اخترت فيها الانفصال عن زوجك الأول دافعة أثمانا باهظة‏,‏ متحملة مسئولية أطفال ثلاثة‏,‏ ثمنا لراحتك وهدوئك النفسي‏.‏ ولكنك وقبل أن تلتقطي أنفاسك‏,‏ وتفهمي أسباب خيانة زوجك لك‏,‏ جعلت من البحث عن زوج جديد هدفا عاجلا‏.‏ فوقعت بسرعة في شباك هذا الشاب الوسيم صاحب المركز المرموق‏,‏ ولم يستوقفك أو يدفعك إلي مزيد من التفكير‏,‏ اعترافه لك بأنه صياد نساء‏,‏ يستمتع باللهو والمجون مع أكبر عدد ممكن من الفتيات والسيدات‏..‏ لم يستفزك أو يفزعك أنه بعد فشل زيجته الأولي‏,‏ لم يتقرب إلي الله أكثر أو مال إلي العزلة والانزواء‏,‏ وإنما اندفع إلي الخطيئة وإلي مزيد من المعاصي‏,‏ التي انفصلت عن زوجك لأجلها‏..‏ فمن يفعل ذلك وهو غير متزوج دون خشية من عقاب الله سبحانه وتعالي‏,‏ سيكون سهلا عليه أن يفعله بعد الزواج‏,‏ فمن لايخاف خالقه‏,‏ لن يخاف زوجته‏.‏

أقصد من كلماتي‏,‏ أنك أسأت الاختيار ودفعت ثمنه‏.‏ وعلي الرغم من يقينك بأنه يخونك‏,‏ حرصت علي الانجاب منه‏,‏ علي أمل أن يربط الطفل القادم بينكما‏,‏ ولم ترهني هذا الإنجاب بعودته إلي صوابه والتزامه بمراعاة الله واحترامك في كل تصرفاته‏.‏

أعتقد ــ ياسيدتي ــ انك واصلت رحلة زواجك خشية من الانفصال الثاني‏,‏ وتحملت أكثر مما تحملته في زيجتك الأولي‏,‏ مضحية بهدوئك النفسي وراحتك‏,‏ وكأنك راضية بهذا العقاب علي سوء اختيارك‏.‏

سيدتي‏..‏ لولا كلمات بسيطة وغامضة في رسالتك حول زوجك‏,‏ لاقترحت عليك أن تصري علي الانفصال عنه‏,‏ خاصة مع إحساسك بالاشمئزاز والاحتقار لذاتك‏,‏ لأن الزواج سكن ومودة ورحمة لاتعذيب وذل وإهانة‏.‏ ولا أتفق أيضا مع رؤية الفاضلة والدتك‏,‏ وإن كانت تتحدث من منطلق حرصها عليك وخوفها من عبء مسئولية أربعة أبناء‏,‏ لأن الأبناء لن يكونوا أسوياء في جو مسمم بين زوجين‏.‏

ولكن ما يجعلني مترددا في هذا الاقتراح‏,‏ انك لم تستطيعي إثبات خيانة زوجك بمعناها الكامل‏,‏ فما اكتشفتيه عبث مع فتيات علي الهاتف والانترنت‏,‏ وعندما فكر في أخري اختار طريق الزواج وأخبرك به‏.‏ وهذا لايعني التماس العذر له علي ما ارتكبه‏,‏ ولكنه مبرر لالتماس طريق للحفاظ علي أسرة‏,‏ فزوجك يؤكد أنه مازال يحبك وأنت توقنين وتعتذرين بأنك غارقة في حبه وأن ابتسامته تضئ لك يومك‏,‏ مشاعر مثل تلك يمكن البناء عليها من جديد‏,‏ مع مصارحة واضحة بأن هذه هي الفرصة الأخيرة له‏,‏ لأن ما بينكما يستحق المحاولة والمزيد من التضحية‏.‏ فهل تفعلين؟ وهل يستجيب هذا الزوج ويقدر تجاوزك عن أخطائه‏,‏ ويجني ثمار السعادة التي بين يديه دون أن يلهث خلف سراب لن يؤدي به إلا إلي مزيد من الضياع وغضب خالقه عليه؟ أتمني أن يحدث ذلك‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime9/7/2008, 10:54

حدائق الحياة
أشرق صباح ذلك اليوم من أيام الشتاء علي جو صحو منعش‏,‏ مما جعلني أستيقظ مبكرا في نشاط وحيوية وأنا أمني نفسي بزيارة قصيرة من زياراتي القليلة لأجمل مدينة مصرية علي الإطلاق‏..‏ وراح عقلي يجول بذكرياته المنطوية في جانب النسيان إبان عملي بالساحل الشمالي بإحدي القري السياحية‏..‏ اخذت عجلات القطار تنهب الأرض نهبا ومازالت افكاري معلقة بذكرياتي الأثيرة حتي ظهرت أمامي فجأة‏.‏

كانت فتاة في العشرين من عمرها تقريبا تغض طرفها عن الجالسين بالمقاعد‏..‏ جلست أمامي في هدوء ثم ما لبثت أن اخرجت كتابا دينيا أخذت في قراءته بلهفة وإمعان وكأنها لا تشعر بما حولها‏..‏

ولأن الأمر مستغرب ـ للأسف ـ وهو اهتمام فتاة في مثل عمرها بالكتب الدينية في وقت اعتادت عيوننا علي رؤية معظم الفتيات منهمكات في أمور تافهة مع صوت الضحكات العابثة والكلمات غير المسئولة والأزياء غير المنضبطة‏,‏ كل هذا جعلها تلفت انتباهي والجالسين من حولي بشخصيتها التي بدت غريبة الأطوار‏,‏ حتي لاحظت هي ذلك وكأنها قرأت ما يجول بخاطري فبادرت بإعطائي الكتاب في أدب مشوب بالهدوء‏

ثم أخرجت من حقيبتها كتابا آخر واخذت تلتهم حروفه وكلماته في سعادة جمة وكأنها تمارس إحدي هواياتها المفضلة‏.‏

ثم انتبهت فجأة علي صوت بائعة التسالي بالقطار‏..‏ كانت فتاة صغيرة في عمر الزهور يبدو عليها رقة الحال ورثاثة الهيئة‏,‏ فوجئت بها ترفع عينيها عن الكتاب وتنظر إلي الفتاة في عتاب شديد وأخذت تعنفها علي أنها لم تسمع نصيحتها مرارا وتكرارا‏..‏ بدت وكأنها تعرفها منذ زمن بعيد‏..‏ بلغ فضولي مبلغه في هذه اللحظة وسألها من بجواري عن طبيعة عملها‏..‏

كانت كلماتها قليلة مقتضبة‏..‏ روت في حكايتها أنها تعمل في دار للأيتام بالقاهرة وأنها من مدينة دمنهور وهي في زيارة لأسرتها هناك‏..‏ تحدثت عن قسوة طباعها قبيل عملها وإحساسها بالفراغ بعد انتهاء تعليمها المتوسط وكيف تغير حالها بعد أربع سنوات كاملة بهذه الدار من النقيض إلي النقيض‏.‏

ذكرت كيف غيرت مخالطة الأيتام والعناية بهم سلوكها ونظرتها للحياة ككل‏..‏ كيف هذبت معاملة الأطفال وتربيتهم تطلعاتها المستقبلية‏,‏ وكيف غذت في نفسها صفات الصبر والحب والحنان والقدرة علي مواجهة أصعب المواقف بهدوء وروية‏..‏ كانت تتحدث بهيام شديد وكأنها تذكر أجمل ما عندها‏.‏

شردت بافكاري بعيدا وتأملت في كلماتها المؤثرة‏,‏ وعزمت في نفسي علي زيارة دار الأيتام القريبة من سكني لأري تأثير ما سمعت من هذه الفتاة‏.‏

استغرقت بعدها في لجة من افكاري حتي اكتملت رحلتي إلي بيت القصيد‏..‏ محطة سيدي جابر ومازال صدي حديثها يجد مكانا فسيحا في قلبي‏.‏

وفي زيارتي لدار الأيتام لأول مرة في حياتي رأيت اناسا آخرين يعيشون خلف جدران النسيان‏..‏ طواهم الزمن وغلفتهم أستار الحياة‏..‏ ابوا أن يبكوا علي حالهم ويندبوا حظوظهم‏.‏

رأيت اطفالا تري في عيونهم البريئة ابتسامة الحياة‏..‏ يرسم الأمل إشراقته علي وجوههم الصغيرة‏..‏ ينخلع مع حركاتهم وشقاوتهم قلبك ووجدانك‏..‏ في ملامحهم الوضاءة يهون في فؤادك كل حزن وألم‏..‏ تنسي معهم همومك ومشاكلك‏..‏ ضحكاتهم العذبة تهز مشاعرك بعنف‏..‏ تعصف بكبريائك وغرورك‏..‏ تجعلك تري سعادة حية تمشي علي أرض الواقع‏.‏ انهم يحفظون القرآن‏..‏ يتعلمون الكمبيوتر ومقتنيات العصر الحديث‏..‏ يتعلمون اركان الإسلام‏..‏ يصلون ويصومون وأكبرهم سنا لا يتجاوز السابعة من عمره‏.‏

رأيت ما اسعد قلبي وشرح صدري وجعل دموعي تسيل فرحة وبهجة بهم وبعملهم‏,‏ وصدقني لا تستطيع أن تتمالك نفسك وأنت تنظر إليهم وهم يمسكون بتلابيبك ويتقافزون من حولك ويسألونك لم لم تزرهم من قبل؟ أتحداك ان تتمالك إحساسك بالبكاء وحاجتك لإفراغ مشاعرك في دموع غزيرة لا تستطيع التحكم فيها ولا منعها‏..‏ ويهون في عينيك الدنيا بما فيها وتشعر بأن الحياة ما هي إلا لحظات نجنيها‏..‏ لحظات يندر تكرارها‏..‏

تشعر بأن عمرك كله لا يكفي لصنع لحظة سعادة كتلك اللحظة التي تحتويك معهم وكأن الزمن قد توقف عندهم‏..‏ عند طهارة قلوبهم الصغيرة التي لم تعرف الظلم ولا الحقد ولا الكراهية يوما ولا أقل من ذلك‏..‏

هم ومن تكفل برعايتهم نبتا انسانيا موجود في كل مكان‏..‏ ولكننا لا ندري عنهم شيئا‏..‏ يجب ألا نغفل علي الأقل احساسنا معهم بالتواصل الوجداني ومحاولة تخفيف معاناتهم حتي وإن اخذتنا الدنيا واودعتنا مشاكلها ونزاعاتها‏..‏ ينبغي أن يكون لكل منا دور حقيقي في خدمة هؤلاء وغيرهم ممن انقطعت بهم السبل إلا سبيل الله فقط‏..‏ فهم اخواننا وابناؤنا ومن الفرض علينا ألا ندعهم يواجهون الحياة بكل معاناتها بمفردهم‏.‏

إنني اخاطب في نفسي وفيكم روح الإنسانية وادعوكم لزيارتهم‏,‏ فهم احوج ما يكون الي كل يد حانية وكل قلب رحيم‏..‏ فبمرآكم يرون العالم الذي لا يستطيعون الخروج إليه‏..‏ ولا تطوله ايديهم‏..‏ يتصبرون بحنانكم علي مرارة الحرمان والفقد لكل رابط عائلي كي يشعروا بوجودهم الطبيعي في كينونة الحياة‏..‏

يجب أن نصلهم ونمد لهم يد العون والمساعدة كل بحسب طاقته وقدرته‏..‏ ليس بالمال وحده تتواصل المشاعر الإنسانية وتسمو علي فوارق العادات والأجيال‏..‏ بل بالعاطفة الجياشة والأفئدة البيضاء الطيبة‏..‏ باللمسة الحانية‏..‏ بالربت علي رؤوس واكتاف الأطفال اليتامي‏..‏ بالتعبير عن الرحمة المنسية في دهاليز القلوب والوجدان‏..‏ بحب النفس للنفوس الأخري ومشاركتها جزءا من حياتها‏,‏ بذا تسمو الروح ويتنفس القلب‏..‏ يستريح الضمير‏..‏ تسكن العواطف من أناتها‏,‏ ويجد الجسد المكدود بالجري خلف الدنيا ضالته المنشودة‏.‏

حين تري فتاة صغيرة أو سيدة مسنة تسير برفقة مجموعة منهم إلي أحد المستشفيات‏..‏ منهم المريض والمصاب‏,‏ ومنهم المحتاج إلي الرعاية الطبية الفائقة‏..‏ ولا تربطها بهم أي قرابة إلا ابتغاء وجه الله والجنة‏..‏ حين تجد الأطباء ـ جزاهم الله كل خير ـ يتسابقون لرعايتهم والتخفيف من آلامهم تجد نفسك مشدوها أمام حب من نوع نادر‏,‏ قلما تجده في المعاملات الإنسانية‏,‏ انها والله ارفع مشاعر الرحمة التي نفتقدها بيننا نحن الأصحاء الأسوياء الذين ننعم بوجودنا بين أسرنا وأهلينا‏..‏

انها بطاقة دعوة لكل ذي لب حي‏..‏ لكل صاحب فطرة وقلب سليم‏.‏ دعوة لسقاية النبت الرائع في زمننا وفي كل الأزمان‏..‏ النبت الذي كان قدره العيش خلف الحوائط والأسوار‏..‏ نبت دور اليتامي واللقطاء‏..‏ الذين نتمني ألا ندعوهم كذلك في المستقبل‏..‏ فقد يكون منهم أساتذة ومهندسون وأطباء يقودون مسيرة غيرهم‏..‏ دعواتنا لهم بحفظ الله لهم ومن يقوم بكفالتهم ورعايتهم‏..‏ دعواتنا لهذا النبت الذي تتفتح براعمه بالأزهار يوما بعد يوم‏..‏ بين ذكريات ماضيه الأليم وغده الآتي ببشارة السعادة‏..‏ في حدائق الحياة‏.‏
محمود سليمان
مهندس مدني ـ مقيم بالسعودية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime9/7/2008, 10:56







القلـب الكــبير

لم أكتب إليكم إلا بدافع من الواجب وعرفانا مني بمعروف قد أسدي إلي يوما ما فغير حياتي‏.‏ وإن كنت في أزمة كبيرة الآن أحتاج فيها إلي رأيكم ومعاونتكم‏.‏

قصتي تبدأ يا سيدي منذ خمسة أعوام ونصف العام تقريبا وقت أن كان عمري سبعة وعشرين عاما‏,‏ أنتمي إلي أسرة متوسطة ونعيش في إحدي مدن الدلتا الصغيرة‏.‏

فبعد أن تخرجت في كليتي وقررت البحث عن عمل لم أجد وظيفة إلا في مجالات المبيعات المختلفة وبرغم أنها ليست من صميم تخصصي فإنني عملت فيها مضطرا في بادئ الأمر ولكنني أحببت هذا المجال جدا فعملت فيه بكل جهدي وطفت في مدن مصر شمالها وجنوبها وذلك أكسبني خبرة كبيرة‏,‏ ففي يوم من الأيام كنت في إحدي مدن مصر الكبيرة أنهي عملا هناك وكنت قد أجهدت كثيرا في ذلك اليوم‏,‏ ولكنني تماسكت حتي وصلت إلي محطة القطار وتوجهت إلي بوفيه المحطة لأشرب كوبا من الشاي‏,‏ وجدت كل الطاولات مشغولة تقريبا‏,‏ وبينما عيناي تدوران هنا وهناك أبحث لي عن مكان خال لمحت رجلا في نهاية الأربعينيات من العمر تبدو عليه ملامح الوقار والغني فنظر إلي فوجد عيني المحمرتين من فرط الاجهاد تبحثان عن مكان بين الجلوس فأومأ لي برأسه أن أجلس بجانبه فذهبت وألقيت عليه التحية وشكرته وجلست وتبادلنا الحديث في مواضيع عامة‏.‏

وقبل أن أنتهي من كوب الشاي‏,‏ غادر الرجل متعجلا لأن قطاره كان علي وشك التحرك ولما أردت أن أنصرف بعدها بنحو ربع الساعة وجدت الرجل وقد دفع حسابي دون أن يشير إلي ذلك كما فوجئت بأنه قد نسي حقيبة أخري كانت معه ولكني لم أرها منذ البداية‏.‏ لم تمض خمس دقائق حتي كنت خارجا من البوفيه وفي يدي حقيبتان‏,‏ حقيبتي وحقيبة الرجل‏.‏

وبعد أن عدت من سفري دخلت حجرتي وأغلقتها علي نفسي وقبل أن أنام لم أتردد لحظة في فتح الحقيبة فهذه هي الطريقة الوحيدة لمعرفة الطريق إلي صاحبها فوجدت بداخلها مبلغا كبيرا من المال وكان معظمه دولارات وبرغم ذلك لم يهمني بقدر ما أهمني أن أجد ما يدل علي صاحبها وكيف أصل إليه‏.‏ وأحمد الله أنني وجدت أوراقا وفواتير تدل علي مصنع كبير وشركة صناعية كبيرة في محافظتنا‏.‏

في الصباح ذهبت إلي المصنع الذي وجدت اسمه في الحقيبة ولكني لم أعرف مقابلة من؟‏!‏ فوجدت لساني ينطق تلقائيا بأنني أريد مقابلة صاحب الشركة برغم أنني لا أعرف إذا كان هو صاحبها أم أحدا غيره‏.‏ ولم تكن مفاجأة كبيرة لي أن يكون هو نفسه من كان يجلس بجانبي بالأمس فعرفني لما رآني وسلم علي وكأنه يحس أنني قادم ومعي ضالته ثم سلمتها له وأنا اعتذر عن اضطراري لكسرها برغم أنه كان ضروريا‏.‏

ومع أنه كان فرحا بعودة الحقيبة له ولكنه كان أكثر فرحا بي ولم يتركني إلا بعد موافقتي علي تناول الغداء معه في بيته وتواصل الحديث عن العمل ومواضيع شتي وقبل أن أهم بالانصراف قال لي إذا كنت تريد أن تعمل معي فسيكون ذلك شيئا يسعدني وسيكون ذلك في نفس مجالك في المبيعات أما عن الخبرة في مجالنا فسأعلمك بنفسي‏.‏

فرحت جدا بذلك لأنها فرصة عمل أفضل بكثير من عملي الحالي‏,‏ الآن مر ما يزيد علي خمس سنوات وأنا أعمل معه عرفت خلالها أنه رجل خير لدرجة كبيرة جدا أحسبه كذلك ولا أزكيه علي الله‏.‏

وفي كل يوم موقف وفي كل يوم قصة ولكن أفضل وأغرب ما سمعته هي قصة الفتاة التي جاءت لتعمل عاملة في المصنع منذ اثني عشر عاما ولم تكن تحمل إلا شهادة متوسطة نظرا لظروف عائلتها ولأنه أحس بحلمها في إكمال تعليمها‏,‏ تبناها وأنفق عليها حتي حصلت علي مؤهل عال ثم الماجستير والدكتوراه وطوال سنوات الدراسة لم تكن تحضر للمصنع إلا‏4‏ ساعات فقط حسب جدولها الدراسي الذي كان يتابعه بنفسه وكأنها ابنته التي أنجبها وكلما حصلت علي شهادة أعلي حصلت علي ترقية في الشركة حتي أصبحت الآن رئيسة الحسابات بالشركة وعضوا في مجلس إدارتها وقد التحقت مؤخرا بهيئة التدريس بإحدي الجامعات الخاصة‏.‏

كما أخبرني عم إبراهيم ـ رحمة الله عليه ـ أكبر العاملين سنا في المصنع وكانت معه كل أسرار المصنع والشركة لأنه كان يعمل مع والد صاحب الشركة منذ أنشأها‏.‏ إنه أكمل مسيرة والده ولم يقطع ما كان يعمل من خير وصدقات بل زادت جدا في حياته لدرجة أنني لو قلت ان الأيتام الذين يكفلهم في بيوتهم ويقيمون مع أهلهم وذويهم لو تجمعوا في دار للأيتام لاحتجنا إلي دار أخري لا أكون مبالغا‏,‏ وأنه المسئول ـ عم إبراهيم ـ عن متابعة هؤلاء الأيتام وأفهمني أن ما قاله لي لم يكن علي سبيل التسلية وقتل الفراغ ولكن لأنه مريض ويحس باقتراب الأجل وأنه لم يعد قادرا علي المتابعة وحده وأن صاحب الشركة قد فكر في أنا لأحل محل عم إبراهيم في متابعة الصدقات‏.‏ ويشاء الله أن يزداد مرض عم إبراهيم ويدخل المستشفي ثم تصعد روحه إلي بارئها بعد خمسة أيام فقط من دخوله المستشفي‏.‏

وبرغم حزنه العميق علي فقدان عم إبراهيم استدعاني صاحب الشركة وأخبرني بأنه تقع علي عاتقي مسئولية كبيرة منذ الآن حيث سأعمل في الشركة بالإضافة إلي متابعة ما كان يتابعه عم إبراهيم من أعمال الخير ورعاية الأيتام‏.‏

ثم سلمني أوراقا وكشوفات بأسماء وأرقام حسابات بنكية وكروت صرف آلي وطلب مني مراجعة وتفهم ما اقدر علي فهمه ثم أسأله فيما لم أفهمه‏.‏

وشدد علي أن هذا العمل بيني وبينه فقط ولا ينبغي أن أعلم أحدا به كائنا من كان ورفضت أن أتقاضي أجرا مقابل ما أقوم به‏,‏ وفوجئت بهذا الرجل العظيم يشتري لي سيارة خاصة لتساعدني في العمل بدون إخبار أي موظف في المصنع حتي لا يفتح علي أبوابا للحقد والشر‏.‏

كان هذا الرجل العظيم يقول لي ان رعايته للأيتام ليست فقط طاعة لله وتقربا إليه ولكنها حماية لهذا المجتمع‏,‏ حتي لا يتحول هؤلاء الأيتام إلي مجرمين ومنحرفين‏.‏

وذات يوم استدعاني صاحب المصنع‏,‏ وقال لي انه يريدني في أمر خاص‏,‏ أمر فاجأني وأبكاني‏,‏ عرض علي هذا الإنسان الرائع أن أكون زوجا لابنته‏..‏ لم أصدق نفسي‏..‏ تلعثمت وصمت‏,‏ فحثني علي الكلام‏..‏ قلت له‏:‏ ما تعرضه علي شرف عظيم لا أستحقه‏,‏ ولكني مرتبط بعلاقة حب مع فتاة منذ سنوات‏,‏ وقد اتفقت مع أهلها علي الزواج بعد أن تنهي دراستها‏,‏ ولا استطيع أن أخل بوعدي علي الرغم من الإغراء الكبير الذي يقدمه لي‏.‏ نظر إلي بابتسامة حانية‏,‏ والدموع تتراجع في عينيه‏,‏ وقال لي‏:‏تعرف يا ولد أنا هاعديها لك بس علشان إنت كل شويه بتكبر في عيني وبتفكرني بشبابي‏.‏

توقعت أن تتغير معاملته لي‏,‏ ولكن ما حدث هو العكس‏,‏ فوجئت به يتتبع أخباري‏,‏ فعرف أني اقتربت من إنهاء أقساط الشقة التي اشتريتها‏,‏ فأتي لي بحقيبة وقال هذا مبلغ بسيط‏,‏ ثلاثون ألف جنيه‏,‏ ضعها في حسابك ليعينك علي الزواج‏..‏ حاولت الرفض كثيرا‏,‏ ولكنه أصر وقال هذه عطية مني فلا تردني‏.‏

كانت سعادتي لا توصف‏,‏ لأني سأستطيع الآن إتمام زواجي بسهولة‏,‏ ولكن الأقدار كان لها رأي آخر‏,‏ فبعد أسبوع واحد انقلب كل شيء‏..‏ دمر المصنع تماما في يوم الجمعة بعملية تخريبية غريبة‏,‏ أتلفت الماكينات بحرفية عالية وباستخدام مواد قال المعمل الجنائي في تقريره بأنها تستخدم في تصنيع المتفجرات‏,‏ كما تم تخريب المحولات والمولدات الاحتياطية وتم تدمير كميات كبيرة من المواد الخام‏.‏

لم نفق من هول الصدمة ونحن نري هذا الكيان وقد انهار رأيت رجالا ونساء يبكون مثل الأطفال لافرق بين رجل وامرأة في ذلك‏.‏

وقبل ان أكمل الأحداث أقف وقفة للتعجب‏!!‏ من أين أتي هؤلاء؟ ومن أين حصلوا علي تلك المادة وبتلك الوفرة؟ إنه ولاشك عمل إرهابي عصابي منظم وربما يكون فوق تخيلي‏!!‏ ولكني أتعجب من جرأتهم وضمائرهم الميتة فماذا فعل لهم هذا الرجل وكل هؤلاء الناس الذين جعله الله لهم سببا للرزق والله إني لا أجد إجابة لهذه الأسئلة بالفعل‏.‏

أتعجب أيضا لماذا لم تنشر مثل هذه الحادثة في الجرائد؟‏!!‏ ربما كان إرسالي لهذه الرسالة وتلميحي إلي هذه النقطة سببا في ضرر لي ولكن لا أعرف ماذا أقول؟

أتعجب من تماسك الرجل وصلابته اللامتناهية؟‏!‏ فبعد أن قدرت الخسائر بـ‏39‏ مليون جنيه ما بين ماكينات قد تلفت نهائيا ومنشآت كهربائية ومواد خام ومخزون قد تآكل معظمه والباقي معظمه أيضا لا يصلح للاستخدام وبضائع منتجة كانت جاهزة وعلي وشك التسليم أضف إلي ذلك شروطا جزائية لابد ولا مناص أن تدفع لأن الإنتاج قد توقف تماما ولا يوجد أي شيء للوفاء بالالتزامات في المواعيد المقررة‏.‏

وفي قمة ما نحن فيه من انهيار وخوف وتساؤلات عديدة لا تلوح لها في الأفق أي إجابات كان هو ـ بارك الله فيه وعوضه خيرا يارب ـ كان في قمة التماسك وكلما التقيته وجدته يتمتم بكلمات كنت أسمع بعضها لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم اللهم لا حول ولا قوة إلا بك يا رب العالمين حسبي الله ونعم الوكيل إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها لا إلا الله‏..‏ لا إله إلا الله‏.‏

وبعد أن ظل شبه صامت طوال ثلاثة أيام جمع العاملين جميعا ثم وقف ليخطب فينا‏!‏ عجبا له‏!‏ قد كان يحتاج من يخفف عنه‏!‏ لكنه ويا للعجب لم ينس أيضا أن هؤلاء الناس قد أصابهم مثل ما أصابه تقريبا فوقف ليخفف عنا‏,‏ أوصانا بالصبر وأن هذا قدر الله وأن الدنيا ستستمر لا محالة والفوز فيها للصابرين واعتذر لنا لأن المرتبات ستقل نظرا للظروف ولكننا سنستميت حتي نعيد البناء ونقف علي أرجلنا من جديد وقال‏:‏ إنه من أراد البقاء معنا فليبق وليصبر ومن وجد مكانا آخر يري أنه أفضل له فلينصرف وليبارك الله له في رزقه وإذا أراد أن يعود بعد انتهاء الأزمة ـ بإذن الله ـ فمكانه محفوظ وأنه لن يرفض عودته‏.‏ ثم أنهي كلامه بآية وردت في سورة يوسف‏:‏إنه من يتق ويصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين عجبا‏!.‏

ثم دعاني مع مجموعة ممن هم محل ثقته وقال لنا إنه قرر أن يبيع كل ما يملك من أصول وعقارات ـ فيما عدا المصنع بالطبع ـ حتي يستطيع أن يفي بما عليه من التزامات بقدر الامكان والأهم قبل المهم وسنحاول أن يعود المصنع إلي أكبر نسبة من طاقته الانتاجية في أقرب وقت بإذن الله لأن أهم شيء هو المصنع والعاملون فيه ولأن هؤلاء العاملين في المصنع والشركة مسئوليته وفي رقبته‏.‏

باع كل شيء يملكه تقريبا ولم يبق إلا المصنع حتي إنه يقطن في شقة صغيرة جدا بعد أن كان يسكن فيلا‏.‏

ويبدو يا سيدي أن الصدمة قد افقدتني رشدي فلم أتذكر المبلغ الذي كان قد أعطاني إياه لاتمام زواجي ولكني بعد أن تذكرته قررت بيني وبين نفسي أن أعيده إليه فبرغم صغر المبلغ مقارنة بما عليه من التزامات إلا أنه يحتاج كل جنيه الآن‏,‏ فسحبت المبلغ وجئت إليه فكان رافضا أن يأخذه قائلا لي انه لا يجوز شرعا أن يرجع الرجل في عطيته لأنه قد أصبح ملك من أعطي له‏!!!.‏

فقلت له‏:‏ أنت الآن لا ترجع في عطيتك‏!!‏ فقال كيف؟
فقلت له‏:‏ أنت تقول إن هذا المبلغ قد أصبح ملكي أنا الآن؟ فقال نعم‏,‏ فقلت له وأنا أعطيته لك عن طيب خاطر لأن هذا واجب علي وليس تفضلا مني فبكي واحتضنني‏.‏

وذهبت بعد ذلك إلي خطيبتي وفي حضور أهلها أخبرتهم بما كان ثم أخبرتهم بأنني سأصبر مع الرجل حتي أشد من أزره وحتي يتمكن من العودة لما كان عليه وطلبت منهم أن يصبروا معي وأن الزواج بالطبع سيتأخر نتيجة ما حدث‏.‏

وهنا اعترض والدها اعتراضا شديدا وصل لحد الثورة علي وقال لي‏:‏لا‏!‏ أنا كده بقي مش معاك فقلت له اذن وما هو الحل فقال أيا كان الحل فهو ليس ما تقول وقال لي أنه سيفكر في الحل وسيخبرني ثم أخبرني بعد نحو خمسة أيام بمفاجأة قد تكون هي السبب الرئيسي في حيرتي التي وصلت الآن إلي ذروتها وجعلتني أكتب إليك يا سيدي الفاضل‏!!.‏

لقد اتصل بأخ له يعمل في الخليج منذ أكثر من‏20‏ عاما وطلب منه أن يجد لي عقدا مناسبا في مجال المبيعات الذي يعرف جيدا أن خبرتي فيه كبيرة فطلب مني بعض البيانات وصورة جواز السفر وسيرتي الذاتية فتعجبت من السرعة التي تسير بها الأمور فسلمت له ما طلب ارضاء له وأنا لا أعرف هل أنا أريد أن أسافر فعلا أم لا؟‏.‏

ثم فوجئت به يتصل بي بعد مرور أيام قلائل ليخبرني أن العقد جاهز فلما اطلعت عليه وجدت أن شروطه جيدة والأجر مرتفع والعمولة أيضا فلم يكن لي حجة أن أرفضه فلما جلست مع والدها أخبرني أنه علي أن أسافر إذا كنت أريد إتمام الزواج وأنه علي السفر في أقرب وقت وأكون فيه جاهزا وأن أقصي مدة أمامي هي ثلاثة أسابيع‏.‏

فأحسست ساعتها أن الظروف قد ألجأتني إلي أحد خيارين أحلاهما مر‏.‏
فإما أن أغضب والد الفتاة التي أحببتها وربما جعله ذلك يعدل عن رأيه ويصبح رافضا بعد أن كان مرحبا وقد أخبرني بذلك تصريحا‏.‏

وإما أن أكون ناكرا للجميل مع الرجل الذي كان له علي الفضل كل الفضل بعد الله عز وجل وربما لن يمكنني القدر من مقابلة مثله في حياتي ثانية‏!‏

وطلبت من والد خطيبتي أن يعطيني فرصة لأفكر فقال لي أن الأمر لا يحتاج إلي تفكير فإما أن أسافر ثم أرجع في أول أجازة لي بعد العام الأول في العقد لأتمم مراسم الزواج وآخذها معي للعيش هناك وسيكون عمها هناك بدلا منه وفي مكانته‏,‏ أو أن انسي الأمر برمته وكل واحد يروح لحاله وبرغم ذلك أعطاني فرصة للتفكير أسبوعا‏.‏ وها أنا ذا يا سيدي أكتب إليك في أول يوم من الأسبوع المهلة فماذا أفعل؟‏.‏

فلو رفضت السفر فستضيع مني فتاتي ولو سافرت أكون ناكرا للجميل ومتخليا عن الرجل الذي جعلني من أقرب الناس إليه وائتمنني علي ماله وكان يريد أن يأتمني علي ما هو أكبر من ذلك ويزوجني ابنته‏.‏

ولأني أحس أنه في مكانة كبيرة وأحس أنه كوالدي أخبرته بما كان قبل أن أرسل إليك لأعرف رأيه باعتبار أني أخبره بقرار فظهر عليه حزن شديد ولكنه تماسك وقال لي‏:‏أنت آخر واحد توقعت أنه يسيبني لكن يا بني لو مافيش قدامك غير السفر سافر وشوف مستقبلك ولما ترجع بإذن الله وكان لي عمر وربنا قدر ورجع المصنع زي الأول هاتيجي تلاقي مكانك موجود معانا‏.‏

ولكن موقفه هذا جعلني أشعر بالذنب أكثر من ذي قبل هل جزاء الإحسان إلا الإحسان وهل أنا لو سافرت أكون بذلك ناكرا للجميل؟ إنها أول مرة في حياتي أقف هكذا عاجزا عن اتخاذي لأي قرار وقد تعودت دائما أن أفكر ثم أتخذ قراراتي دون تردد لكني هذه المرة فقدت توازني تقريبا ولا اعرف ماذا أفعل؟‏.‏

لقد فكرت طويلا ثم وجدت أمامي فكرة ربما لو نفذتها أكون ساعتها قد وفيت بجزء مما علي من الجميل وهي أن ابيع الشقة التي انتهيت والحمد لله من أقساطها وهي كل ما أملك من حطام الدنيا وأعطيه ثمنها فقد كان هذا الرجل سببا أساسيا في أنني استطعت أن أشتريها ولولاه من بعد الله عز وجل لما استطعت ذلك وقد قفز سعرها في الفترة الأخيرة مع ارتفاع سعر العقارات في منطقتها ليزيد عن‏100‏ ألف جنيه وقد دفعت فيها أقل من ذلك بكثير‏.‏

ولأنني سأسافر ومدة العقد ثلاث سنوات قابلة للتجديد وسأعيش هناك لمدة طويلة وأتزوج هناك إذن فلن أقيم فيها ولن أحتاجها وستظل مغلقة بلا فائدة لمدة طويلة لا يعلمها إلا الله‏.‏

فما هي فعلا حاجتي لها الآن؟ ولكن حتي هذا الحل لم يريحني‏,‏ أنا في حيرة فهل تساعدني بالرأي؟‏.‏

*‏ سيدي‏..‏ لا أخفيك أني لو وددت فقط أن أرد عليك وأخبرك برأيي‏,‏ ما أفردت لك كل هذه المساحة‏,‏ وما تعذبت في قراءة واختصار عشرات الصفحات التي كتبتها‏,‏ ولكن من كتبت عنه‏,‏ هو الذي دفعني سعيدا إلي إفساح كل المساحة لرسالتك‏..‏ فمثل هذا الرجل‏,‏ الخير‏,‏ الخلوق‏,‏ صاحب القلب الكبير‏,‏ المعطاء‏,‏ الصابر‏,‏ البار‏,‏ والمؤمن‏,‏ يستحق أن تفتح له الصفحات‏,‏ ويكتب له وعنه‏.‏ فكم نحن في حاجة إلي مثل هذا الإنسان‏,‏ لينير لنا الطريق‏,‏ ويعيد إلينا ثقتنا في الخير وفي العاملين عليه‏.‏ وليتك أخبرتنا باسمه كي نذهب إليه‏,‏ ونعينه علي البلاء الذي حل به وبكل من حوله‏,‏ بأيدي أشرار حسدوه علي نعم العطاء والمحبة‏,‏ فهؤلاء يؤلمهم الخير والخيرون‏,‏ لأنه يقلق مضاجعهم‏,‏ ويكشف فسادهم وإفسادهم‏.‏

سيدي‏..‏ قد يمنح القلب عقلا‏,‏ ولكن العقل لا يمنح قلبا قط‏,‏ لذا فإن قلبي هو الذي يتحدث معك‏,‏ فلن استطيع أبدا أن أحكم عقلي مجردا في موقفك‏,‏ وأنظر إلي موقفك بحسابات المكسب والخسارة‏.‏ هذا الرجل الإنسان لا يحتاج الآن إلي قيمة شقتك‏,‏ بقدر حاجته إلي إنسانيتك‏,‏ هو في حاجة إلي من يثبته علي موقفه‏,‏ خاصة من أحبهم وقربهم إليه وأحسن إليهم‏..‏ فلو اخترت مصلحتك المجردة‏,‏ بعد كل ما فعله معك‏,‏ فماذا سيكون موقف الآخرين من حولك‏,‏ وإذا لم تمد كلتا يديك له الآن وهو يسقط فمتي تمدها إليه؟‏!..‏ لا يكفي سيدي أن تعمل خيرا‏,‏ بل يجب أن تحسن عمل الخير‏,‏ بأن تواصل وقوفك بجانب هذا الإنسان ومشروعه الخيري الكبير‏,‏ أن تكون وفيا له‏,‏ ولا تخش علي رزقك‏,‏ فالوفاء كما الصدق يجلب الرزق‏,‏ ولن تنال من الرزق أكثر مما كتبه لك الله ولو حرصت‏.‏

ابق علي شقتك‏,‏ وأخبر والد خطيبتك أنك ستستمر في عملك‏,‏ فإذا لم يشجعك علي موقفك النبيل‏,‏ ولم تحترم فتاتك اختيارك الأخلاقي‏,‏ فاترك لهما القرار الذي يناسبهما‏,‏ واختر أنت ما يمليه عليك ضميرك حتي لا تعيش نادما علي ما فعلت‏,‏ لأنك في هذه الحالة ستعذب شريكة حياتك لأنها حرصت علي فعل ما لا تحب ولا ترضي‏,‏ وللرجل المحب الكريم كل الدعاء بأن يعينه الله علي إعادة الحياة إلي مصنعه لمواصلة رحلة خيره ومحبته‏,‏ والله العادل ما هو بظلام لعبيده‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime9/7/2008, 10:57

البيت المشبوه


لم يخطر ببالي في يوم من الأيام‏,‏ وأنا اليوم أبلغ من العمر‏31‏ عاما أن أراسل بريد الجمعة لأروي قصتي‏,‏ ولكن القصة التي نشرت بعنوان ستر الله ذكرتني بنفسي وأثارت بداخلي رغبة قوية في الكتابة‏!!!.‏

وها هي قصتي والتي أمثل فيها اليوم دور الطرف الآخر للقصة التي نشرت سابقا‏,‏ فأنا في هذه القصة ومع بعض الاختلافات أمثل دور الزوجة المغفلة‏,‏ نعم أنا هي‏..‏ فمنذ نحو‏6‏ سنوات تزوجت من شاب يكبرني بثلاثة أعوام وهو أخو واحدة كانت تعد من أعز صديقاتي‏,‏ ومع الأسف لم تعد بعد الآن‏.‏

تزوجت هذا الشاب ولم أكن أعرفه من قبل ولكن عندما تقدم لخطبتي وافقت عليه‏,‏ ووافق أهلي عليه حيث إننا كعائلتين كنا نعد متكافئين اقتصاديا واجتماعيا‏,‏ ولم نسأل عنهم جيرانهم أو عن زوجي في محل عمله‏,‏ وكيف نسأل وأخته صديقة عمري‏,‏ فهم عائلة محترمة أب وأم وابن وابنة‏,‏ هكذا بدت الأمور تسير علي ما يرام‏,‏ وكما رأيت الكثير من شباب هذه الأيام فهم لا يتكبدون أي مشقة في الزواج‏,‏ فالأب يحضر لابنه الشقة والمهر‏..‏ ثم يتزوج الشاب فتقوم الزوجة المسكينة بلعب نفس الدور الذي كان يلعبه أبو زوجها‏,‏ فتنفق علي بيت الزوجية وتتحمل المسئولية كاملة ولا يكون هناك زوج يتحمل أعباء المعاناة للسعي وراء الرزق‏,‏ فقط شبح زوج ربما يكون موجودا أو غير ذلك‏.‏

وهكذا أصبحت أنا أمثل هذا الدور السخيف‏,‏ دور أبوزوجي‏,‏ لأنفق علي بيت الزوجية وأتحمل جميع مصاريف الحمل والولادة‏,‏ بعد أن رزقني الله سبحانه وتعالي بطفلة ملأت علي حياتي وهي تبلغ من العمر اليوم نحو‏5‏ سنوات‏,‏ أيضا تكفلت بمصاريفها كاملة من الألف إلي الياء حتي مصاريف المدرسة والأطباء والعلاج ان وجد وذلك بدعوي أن زوجي موظف وراتبه لا يكفي كل هذه المصروفات‏,‏ فلماذا تزوج إذن لا أحد يستطيع أن يجيب‏.‏

وبدأت مشاكل تدخل والد زوجي في أدق تفاصيل حياتنا منذ اليوم الأول‏,‏ وطبعا بمساعدة زوجي حيث إنه كان يروي لأبيه جميع تفاصيل حياتنا اليومية‏,‏ وعشت أنا علي هذه الحالة طيلة‏4‏ سنوات إلي أن بدأت أشعر بأن زوجي يخونني‏,‏ وعندما واجهته اتهمني بالحماقة‏,‏ بدعوي أنه يحبني بجنون ولا يستطيع أبدا أن يخونني وأنني لن أشعر بهذا الحب إلا عندما يموت‏!‏ ويتحول الحديث آن ذاك ضدي وأصبح أنا الظالمة وهو البريء إلي أن ظهر الحق‏,‏ ففي يوم تشاجرنا وأطلق علي يمين الطلاق وفي نفس اليوم عاد وقد أحضر أبي ليعتذر لي ويسترضيني حتي أوافق علي أن يردني‏

وأبيت لأنني كنت مجروحة للغاية ومصدومة من روع المفاجأة‏,‏ فكلمة أنت طالق هزتني من داخلي‏,‏ ولما وجدني مصرة أخرج الطبنجة الخاصة به وهددني بأنه سيقتل نفسه إن لم أوافق علي العودة له‏,‏ فوافقت وردني في نفس اليوم‏,‏ ولكن كان هناك شيء ما قد كسر بداخلي ولم استطع حتي أن أنظر إليه‏,‏ فطلبت منه أن أسافر إلي القاهرة لأمضي يومين عند أختي‏,‏ حيث إنها متزوجة ومقيمة هناك حتي أنسي ما حدث ووافق‏,‏ وكي لا أطيل عليك سيدي قام زوجي بتوصيلي هذا اليوم الذي لن أنسي تاريخه ـ الثامن عشر من مايو ـ ما حييت إلي محطة القطار وودعني أنا وطفلتنا وعاد للمنزل‏

منزل الزوجية ومعه فتاة ليل‏!‏ نعم‏,‏ ولك الحق أن تسألني وكيف عرفت؟ أبي وأمي يسكنان في عقار مجاور لي‏,‏ وبالمصادفة الغريبة عرفا أنه داخل منزل الزوجية ومعه فتاة ليل‏,‏ وطبعا لا أخفيك سرا تشاجرا معه واستمع الجيران إلي أصوات الشجار وسمعوا الفضيحة الكبري‏,‏ زوج ابنتهما يخونها في بيت الزوجية‏!.‏

وعدت من القاهرة وقد أخذت قرارا بالانفصال وأخذت ملابسي وملابس ابنتي من هذا البيت المشبوه وهذا أقل ما يقال عنه‏,‏ وتركت منزل الزوجية إلي منزل أبي عافاه الله وأطال عمره‏.‏

ولكن لم تنته القصة فطيلة السنتين السابقتين كان يداوم علي ارسال الوسطاء للإصلاح وأنا مصرة علي موقفي‏,‏ وطلقني بعد مرور سنة تقريبا من الفضيحة‏,‏ ولكنه لم ييأس وبعد سنة أخري من الالحاح المتواصل لنت وبدأت أفكر بالعودة له خاصة أنه لم يتوقف عن مطاردتي والإلحاح علي بالعودة‏,‏ فوافقت وأخذت في اعتباري ابنتي ولا أخفيك قولا فإني مازلت أحبه لم استطع كرهه حتي الآن‏,‏ فأقنعت نفسي أنه ما دام مصرا علي العودة إلي فمن المؤكد أنه فعلا يحبني‏.‏

وكانت الطامة الكبري عندما اتصل بي يوما من هاتفه الخلوي ورددت عليه فوجدته لا يتحدث لي وإنما يتحدث مع فتاة ليل‏!!‏ نعم مرة أخري فقد ضغط علي زر الاتصال بالهاتف دون أن يشعر‏,‏ وكنت أنا آخر رقم اتصل به‏,‏ سبحان الله‏,‏ اتصل بي هاتفه وهو لا يشعر‏,‏ واستمعت إلي حديثه مع فتاة الليل هذه لمدة‏20‏ دقيقة كاملة وهو يتفق معها علي تفاصيل المقابلة القادمة ويتبادلان أرقام الهواتف‏,‏ وواجهته بعدها بثوان وانهار وظل يطاردني أمام عملي وتليفونيا وادعي أنه مريض ولا يدري لماذا يفعل ذلك وأشياء لم أفهمها ولن أفهمها فكلها أعذار لا استطيع تقبلها دينيا وأخلاقيا أو حتي عاداتنا وتقاليدنا‏.‏

أبصرني الله علي حقيقته بما لا يوجد به ذرة شك‏,‏ مرة في بيت الزوجية ومرة أسمعه بنفسي‏,‏ والحمد لله أنه لم يبصرني أكثر من ذلك خاصة وأني قد علمت من بعض المحيطين بي أنهم رأوه قبل ذلك وهو مصطحب فتاة ليل إلي منزل الزوجية‏,‏ ومرات عديدة رأوه بصحبة فتيات آخريات داخل سيارته‏,‏ فمن الواضح أنه خانني كثيرا‏,‏ نعم فلو كانت المرة الأولي لسترها الله عليه‏.‏

والحمد لله أنا راضية بقضاء الله وقدره وأشعر بنعمة وجود ابنتي في حياتي واستمتع معها بكل لحظة وهي تكبر أمام عيني‏,‏ واستمتع حتي بالانفاق عليها مع أنني في بعض الأوقات أمر بضائقات مالية ولكني والحمد لله فأنا دائما عندي يقين بأن الله سبحانه وتعالي لن يضيعنا أنا وابنتي وأنه دائما مع المظلومين‏...‏

هل تصدق سيدي فأنا أرثي لحال طليقي هذا فقد حرم نفسه من متعة اسعاد ابنته وتمثيل دور مهم في حياتها‏,‏ وحتي إن تزوج ورزق بغيرها فلا أتوقع أن يشعر بمثل هذا الاحساس‏,‏ فمع الأسف حرم نفسه بيده من احساس الأبوة وحرم طفلتي الحبيبة الصغيرة التي لا حول لها ولا قوة من إحساسها بوالدها إلي جانبها في فرحها وحزنها‏,‏ وليس هذا فقط فقد يؤدي سلوكه هذا في المستقبل إلي أذيتها إن تقدم شاب لخطبتها وسأل عن أبيها ووجده علي مثل هذه الأخلاق فمن المتوقع أن يتنحي عن هذه الخطبة‏.‏

لدي بعض التساؤلات لا استطيع أن أجد لها إجابات‏,‏ فكيف يستطيع مع كل هذا الحب الذي ادعاه أن يخونني مرات ومرات كما اعترف لي؟ وكيف لي أن استمر في حبه حتي الآن؟ فمن الواضح أنه ليس هو المريض بل أنا‏,‏ وكيف لي أن أخدع طيلة هذه السنوات ولا أشعر بهذا الكم من الخيانة؟ مع العلم انني دائما متيقظة وألاحظ أي تغير يطرأ عليه‏,‏ وكيف تكون الخيانة هي الشيء الطبيعي الذي يلجأ إليه أي رجل إذا ما أهملته زوجته كما ادعي أهل طليقي؟ فما من وسائل شرعية يستطيع أن يحيا بها مثل هذا المسكين حياة سوية مستقيمة؟ فأين القوامة إذن؟ قوامة الزوج علي زوجته حتي يصلح لها خطأها‏,‏ وأين الزواج للمرة الثانية؟ وأين الطلاق؟ أين الدين؟‏.‏

وفي النهاية سيدي أتمني من الله أن يهدي طليقي كما هدي الأخ العزيز صاحب قصة ستر الله ولكم تمنيت أن يكون قد قرأ هذه القصة لعله يتعظ ويفيق من غفلته فالعمر مهما طال قصير‏,‏ وأدعو الله من كل قلبي أن ينجيه من كل سوء‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أم البنات
مشرفة
مشرفة
أم البنات

انثى
عدد الرسائل : 9513
بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 210
احترام القوانين : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 111010
العمل : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Unknow10
الحالة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 8010
نقاط : 19491
ترشيحات : 44
الأوســــــــــمة : بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 333310

بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: بريد الأهرام ( بريد الجمعة )   بريد الأهرام ( بريد الجمعة ) - صفحة 4 I_icon_minitime9/7/2008, 11:01

بنات إبليس من الغضب إلي العتاب
‏*‏ تلقيت في بريدي هذا الأسبوع رسائل تحمل ردود فعل متباينة تعليقا علي رسالة بنات إبليس بعضها غاضب ومعاتب‏,‏ والبعض الآخر محلل وناصح‏.‏

الغاضبون مثل الأساتذة كريم حمدي الأمير‏,‏ ومحمد حلمي السلام‏,‏ والدكتور بهاء فرج‏,‏ والدكتور خالد محمود‏,‏ وغيرهم‏,‏ جاءت كلماتهم قاسية ـ في موضع يستحق القسوة ـ علي صاحبة الرسالة لأنها نموذج سيئ للبنات‏,‏ ارتضت أن تقضي سنوات عمرها القليلة في الوحل‏,‏ حتي وهي تخط سطور رسالتها لم تفكر في التوبة‏,‏ ولم تقدر حجم الخطيئة التي ترتكبها‏..‏

فيما ذهب البعض إلي أن مثل تلك الفتاة تستحق الموت ولا تقبل لها توبة ـ ولا أعرف إلي ماذا يستند هؤلاء وهم يصادرون علي قرار إلهي‏,‏ له وحده سبحانه وتعالي أن يغفر لعباده ويتوب عليهم ـ وبعضهم كان مدينا بشدة لهذا الرجل الذي استمرأ الخطيئة ولم يراع ضميره فيما يرتكب من إثم‏,‏ ولأسرة الفتاة التي لم تلتفت إلي كل ما تفعله‏,‏ ولا يمكنني تجاهل رسالة تلك الفتاة الرائعة‏,‏ الناجحة في عملها

التي تراعي الله في كل تصرفاتها‏,‏ واستوقفها أن مثل هذه الفتاة بكل سلوكها المشين‏,‏ يطاردها العرسان‏,‏ فيما تعاني البنات العفيفات الشريفات ـ وهن الأغلبية ـ من تأخر سن الزواج وغياب الفرص المناسبة‏,‏ وفاتها أن الله العادل لا يساوي بين الطيب والفاسد أبدا‏,‏ وأنه مع ظهور العرسان لتلك الفتاة إلا أنها لم تتزوج حتي الآن‏,‏ وقد يكون في ظهورهم ابتلاء وتعذيب لها‏,‏ أو لحكمة يعلمها الله وحده‏.‏

أما العتاب فكان من نصيبي لأني نشرت مثل هذه القصة‏,‏ فالأساتذة إسماعيل علي‏,‏ والدكتور محمد صفوت الشيخ‏,‏ وزينب صلاح الدين‏,‏ وسوريا‏,‏ والدكتور علي الريدي‏,‏ وغيرهم من يرفضون وبشدة نشر مثل تلك الرسائل‏,‏ لأنها تكشف وجها قبيحا في المجتمع فيما هناك حكايات مشرقة كثيرة تستحق النشر‏,‏ وأن مثل هذه القصص تزيد الأوجاع‏,‏ وتحبط النماذج الطيبة الملتزمة أخلاقيا‏.‏

الرسالة استفزت الكثيرين وأفزعتهم وهذا واحد من أهدافي عندما قررت نشرها‏,‏ فلم يستوقفني في قصة سقوط تلك الفتاة انحرافها‏,‏ فلدي في بريدي حكايات كثيرة لمنحرفين ومنحرفات لا أميل إلي نشرها‏,‏ ولا أخفيكم أن قصص الانحراف زادت بشكل لافت‏,‏ ليس في مصر فقط ولكن في العالم‏,‏ أما الذي استوقفني في تلك الحكاية‏,‏ أن تلك الفتاة من بيت طبيعي‏,‏ لا توجد أي مبررات للانحراف‏,‏ وكم من بنت وجدت دلالا في صغرها‏

ومات والدها أو والدتها ولكنها لم تذهب إلي هذا المستنقع‏,‏ توقفت أمام قصة الحب الأولي التي قد تستسهل البنت الدخول فيها رغبة في الزواج‏,‏ فتخدعها الكلمات المعسولة والوعود الزائفة‏,‏ أو تصديق كلمات كاذبة مفترية علي شرع الله ومفخخة مثل أنت زوجتي أمام الله‏..‏ توقفت أمام التفريط بسهولة‏,‏ وما يستتبع ذلك من الإحساس بالضياع‏,‏ وما ينتج عن ذلك من اندفاع في طريق الخطيئة‏..‏ توقفت أمام اختيار الصديق‏,‏ فالثمرة المعطوبة تفسد صندوقا كاملا من الفاكهة‏.‏

توقفت أمام تلك الأسرة الغافلة‏,‏ وأردت دق الأجراس للأسر التي تمنح الثقة لأبنائها وهم مازالوا صغارا لم يكتسبوا خبرة الأيام‏,‏ عقولهم صغيرة‏,‏ خداعهم يسير‏,‏ والحياة خارج البيت قاسية وممتلئة بالذئاب‏.‏

لست من الذين يفضلون دفن رؤوسهم في الرمال‏,‏ وأري أن الصراخ فرض عين عندما يلم الخطر بأغلي ثروة نمتلكها وهي الإنسان‏,‏ وهذه المساحة بؤرة ضوء كاشفة لعورات المجتمع ومناطق الخلل فيه بقصد الالتفات إليها وعلاجها‏,‏ ورسائلكم هي التي تكشف نقاط الضعف‏,‏ وهي التي تنير الطريق بالحكايات المشرقة‏,‏ وأنا لست ـ بهذه المساحة ـ إلا مرآة لما يدور في قاع المجتمع وعلي سطحه‏.‏

وفي النهاية لابد من تأكيد تفهمي لكل الرسائل الغاضبة والعاتبة‏,‏ واحترامي لكل كلمة جاءت بها حتي لو كانت عكس طريقة تفكيري‏,‏ مع افتراضي الدائم بأن أصحابها علي صواب يحتمل الخطأ‏,‏ وبأن وجهة نظري خطأ تحتمل الصواب‏.‏

واسمحوا لي أن أعرض بعض الرسائل التي تحمل لرؤية أخري لقصة بنات إبليس‏,‏ فهي صوت ثالث بيننا‏.‏

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بريد الأهرام ( بريد الجمعة )
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 88انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5 ... 46 ... 88  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» بريد الجمعة يكتبة : احمد البرى الطفل الكبير !
» سطو مسلح على مكتب بريد في المعادي
» سطو مسلح على مكتب بريد «قها» في القليوبية
» كيفية حظر بريد الكتروني بسكربت whmcs
» اجعل لك بريد مجاني على الـ hotmail - شرح بالصور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات العامة :: المنتدى العام-
انتقل الى: