الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد !

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 111010
العمل : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! Unknow10
الحالة : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! Mzboot11
نقاط : 17675
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 13156210

محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! Empty
مُساهمةموضوع: محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد !   محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! I_icon_minitime8/10/2009, 09:01

المِذَبّة
بقلم : ماجد رشيد العويد





لا وجود إلا لي أنا السيد الباقي، سأحطمهم أنا البدء والدوام والحركة، وهذا قصري منيع عظيم، إنه يتلألأ تاجاً من الذهب الخالص.
أنا أُحاكم؟!!
اسحقوهم اقتلوا مليوناً أو مليونين، الجميع إذا ما احتاج الأمر.. البقاء لي والصلاة وأنا المكان والزمان.
........................

لحظة لم يحسب لها حساباً.


لحظة ينهار توازنه وما ظنه يقيناً يتدفق في جنبات حياته. هاهي ذي الآلام تنقض ممزقة أزمنة هدوء واه، وهناك في الأعالي، عند عتبات الرؤى القاصرة، تقصفت في لحظة أشجار الصد العنيفة، وتقطعت أسلاك الألوهية، وفسد رصاص الإخافة. صار للزمن أكثر من معنى أنه سيده، والقيم على دقائقه وثوانيه على هذه الرقعة الملونة من الأرض التي امتد إليها البحر وامتدت بدورها في أعماق صحارى الرمال. وهاهي ذي على سطحها تجري زوابع غضب ثوت في الماضي تحت ركام من القهر والإرغام. لم يكن ليتذوق المرارة كما الآن وسط هذه الفجاءة القاتلة الشانقة. فليبكِ أو فلتبتلعه الأرض أفضل ألف مرة من الوقوف في وجه كتلة الذباب المستعرة. هل للدمع أن يخمد الخوف المشتعل في ثناياه؟ وهل يفيده قلقه واضطرابه ورواحه ومجيئه؟ إن الأزمة تشتد من أمامه وخلفه، وعن يمينه وشماله، وليس بمقدوره الاندفاع عبر السقف الذي حُصّن ليوم شدة كالذي يحيا تفاصيله الآن. النار في الخارج تجرف من أمامها كل أكاذيب السنين، وتتهاوى طلول البطولات والأمجاد، تحرق وتطهر وتطفئ حدّة الظمأ الذي التهبت به الشوارع والبيوت والمقابر... والكتب.


المدن تبدو راسية على شاطئ من الترقب الحذر عبر أنفاق من الظلام الدامس. يسبغ عليها الانفعال هالة من التوتر، والنفوس يغالبها فرح تنشج مآقيه دمعة قصاص صامتة. كل هذا لم يغب عن باله، عن خلايا ذهنه التي تتقد عبرها خططُ دحر هؤلاء وتمزيقهم. وتترى أمام ناظريه أمجاده وقد أصابها خواء مرعب.. مناخ بلا هواء، ظلام رهيب وثلوج بداية الكون. طقوس سحر مفزعة وانبثاق براكين ظلت حيناً خامدة، كأن الكون يريد أن يُخلق الآن. كون جديد يولد بأنظمته وتقاسيمه. في قصره يتفجر الصديد، دمّل اللهو بمصائر التراب والنار والماء، ويُمسخ هو دماً فاسداً. تضيق الدنيا من حوله، كل معالم الزمن الفائت تمحى، الآن لا وجود إلا لظل بلا ملامح وكأنه البقية الأخيرة من وجوده الأوحد. وثمة أيضاً تقهقره الرهيب، تقهقره الذي سكن مكتبه وغرفة نومه، وصالة استقباله وأيقونات مجده ومفردات خطبه التاريخية، فليتجول في أنحاء قصره الذي كان منيعاً لكثير من الوقت لا يُخترق حتى من كائن بحجم ذبابة، والذي يُخترق الآن من ذباب اتخذ في مرحلة من الزمن شكل البشر. إن كابوساً لم يقرأ عنه، ولم يعرفه في أبهاء حياته يقضّ عليه وقوفه ومشيه. وعلى مدى عمره الذي استطال ألف عام وتزيد لم يتناه إلى علمه الواسع أن الذباب يهجم وينقض وهو الذي تعود بمِذَبته وبضربة واحدة الإطاحة بالألوف وربما بالملايين. والآن في اللحظة المخيفة التي يحياها يتذكر يوم قصف بمنجنيقه البيت العتيق، ويتذكر أن الرجفة التي سرت آنذاك في دمه لم تكن رد فعل على ما فعل، بل آمن أنها تستحثه على المزيد، فأحرق مدينة أزهر علمها في واحد من أطواره المقدسة، ملقياً بنصوعها وتلألئها إلى هاوية بلا قرار. كيف لهذا الذباب أن يحرق ويجرف كل شيء؟ كيف يكون هذا وبمذبته طوّع ذباب الوجود وأسجده بقرار واحد تناسخ في الأزمنة التي عاشها قوياً صلباً متيناً. ألم تبدأ الأرض منه لتنتهي عنده؟


كان المشهد الممتد بصقيعه وناره، بحنقه وغضبه، يخفي لذة من نوع لا يتكرر كثيراً في الحياة، وإنه ليدرك طبيعة هذه اللذة. لقد استطاع في أطواره المختلفة أن يكبح جماحها لكنها الآن تبدت له لذة شاملة تدفقت من صدور الملايين، لذة جارفة لا سبيل إلى إيقافها، ذلك أنه لم يضطرب في مراحله السابقة اضطرابه الآن، فلعله أضاع مفتاحها في زحمة اختناقه وبكائه وتوتره الذي بلغ أقصى درجاته.. في زحمة تفجره صديداً.


الأنقاض هنا وهناك، وعلى الأرصفة والشوارع والجدران شرائح لحم مدماة، وآليات محطمة ومتاريس مخلوعة وما تناسلته اللات والعزى تدوسه الأرجل وقد حطمته الفؤوس. وساحات المدن الخربة والمتاجر المدمرة بعد ما لحق بها من فوضى. ليس ثمة سوى الحرائق وجنود توزعوا في الأركان الواهنة، وقد تسلل إليهم خور وعلى وجوههم تومض آيات خجلى من التمرد. أين مفتاحه؟ أين يبحث عنه وكيف له أن يبحث عنه قبل أن يهدأ روعه؟ في أحد أزمنته قال لجنده:


ـ احرقوا المدينة حتى أمتع ناظري.


انتشر الحريق في كل الدروب والشعاب، وجر منخراه رائحة الشياط بفرح غامر، غير أن الرائحة الآن تدب في أوصاله، وقد أصابها الزمن المديد في مقتل، تدب في نزعه الأخير، وتدخله في عراك أصم بلا طائل مع موت أخرس لا منجاة منه. قبل أسابيع من راهنه قال:


ـ أريد عرشاً على الجماجم.


الحركة في قصره تخزها الفوضى وثوان النزع الأخير. أيقونات مجده تصدأ، ومن أنصافهم جميعاً ينطلق النشادر ساخناً كريهاً. في الخارج حيث الطوق الخانق والليل المدلهم رقدت الحركة في سكون يقظ.


الآن يبدو له القصر واجماً كحلياً، لم يستفد من اتصالاته. كأن الجميع عنه في شغل. أجهزة التنصت التي تطورت في طوره الأخير الذي ينازع، بللها العرق الذي نزفته وجوه معاونيه المرتعدة، فغدا البحث عن مخرج ضرب محال وقد ضرب البؤس طوقاً من حوله عنيفاً شديداً. بؤس هجم كما اللجة العاتية.


يوم انعقف شعاره قال أنا السيد الأكرم.


وانطلق في الأرض يحرثها لذاته النقية زرعاً يكون ملكه وحده فسحق الملايين في طرفة عين، لكنه ما لبث أن انحصر في مكمنه، ووحده ظل ساعةً ينشد حياة نخرها الجنون لتتغذى الآن وهماً وهلاماً. بالأمس القريب خطب لمجده الذي لا أفول له، وبهمسة لا تصل إلى شفتيه يُترجَم القول فعلاً وحركة. كل شيء يغرق الآن في عماء، وكل شيء يختلط بكل شيء. وحياته الممتدة ألف عام وتزيد تنهشها شعارات الإسقاط والمطالبة بمحاكمته. يكاد يجن وهو يبصر بما تعدد لديه من الوسائل ذباباً يطير نحو، باتجاهه غير آبه بما ينهمر في وجهه من موت كثيف وسريع. ولعله يوقن، وقد تضخمت عيناه من البكاء، أن زمنه قد زال، تفرقع كأن شيئاً لم يكن. وهاهو ذا زمن رحب يقبل لاهثاً ظمآن وقد اكتظت أحشاؤه بالتعب، فأين هو إن لم يكن عند تلك النقطة الفاصلة بين خطين، بين زمنين، يواجه ذباباً اتخذ يوماً ما شكل البشر فاستعر وقام. جسّ بعقله، بذلك الوميض السريع والعابر، نبض النهاية، نبض النزيف الذي لا يتوقف، ومن حيزه المعزول والمدجج بمذبات الحماية انطلقت أوامره الأخيرة التي اصطدمت بأسلاك المتاريس المهدمة..


ـ دمّروا كل ما يقف في طريقكم.


أنا السيد الباقي، سأحطمهم أنا البدء والدوام والبقاء لي والصلاة وأنا المكان والزمان.


.................................................. ...................................


محنة الطغاة في نص " المذبة " لماجد العويد !


رؤية نقدية : سمير الفيل



السيد الواحد الباقي في محنته. لقد مضى عهده ، وانصرم زمنه ، وأصبح
يتجول في قصره المنيف وكل شيء يسقط من حوله ، وهو يواصل صيحاته المستنكرة.

هل تكفي القوة العمياء كي تمنع التحلل والتفسخ الذي يعتري كل شيء حوله ؟ هذا هو السؤال الذي نفهمه من قراءة نص ماجد رشيد العويد ، حيث يذهب إلى مناطق غائرة في عمق التاريخ ، ليواجهها بأسنة أسئلته حول حدود السلطة ، ومدى قوة الزعامة في منطقة تمتد من البحر إلى حواف الصحراء، وفي فترة تاريخية تعود بنا لزمن اللات والعزى ، وجحافل جيشه العرمرم ترمي الكعبة بالمناجيق ، لتوقع القتلى وتثير الفوضى.

في قصص العويد ثمة اتفاق ضمني يعقد ( بضم الياء ) مع المتلقي لإحداث انزياحات في صلب السرد فيتحرك المؤشر نحو أزمنة قد تختلف كلية عن تلك التي جرت فيها تلك الوقائع.

السرد كما نرى يتشكل معظمه عبر إيقاع لاهث يحاول أن يلاحق الانهيار الذي ألم بالمؤسسة ، وألقى بظلاله على الرواي الذي يحرك مذبته ليطرد ملايين الذباب الذي بدأ يحط على رقعة مملكته الواسعة ، وعلى انفه في ذات الوقت.

في الخارج تنشب النار لتاأكل الأخضر واليابس ، وما تلبث أن تجرف أمامها كل أكاذيب السنين التي ولــّـت.

النار التي يمكننا أن نعتبرها فعل تطهير نلمحها عبر البيوت والشوارع والميادين تطول حتى الكتب فتنهار البطولات وتتداعي الأمجاد.

يشعر أن كونا جديدا يخلق ، وأن قوانين أخرى توضع في تلك اللحظة بالذات غير التي وضعها وباركها، وحكم بمقتضاها . في قصره يتفجر الصديد ، وينز الدم ، وتبدأ مرحلة جديدة ، لا مكان له فيها.

لا يبقى من مجده السابق غير ركام بطولات منتهية الصلاحية ، وآمال منحطة ، ونياشين مهشمة ، ربما لأن الأكاذيب التي أطرت حياته قد ولت إلى غير رجعة.

إن الجدل الفني الذي يحدثه تجاور المشاهد اللآنية مع رؤى من زمن فات تبرز لنا المفارقة بكل وضوح. يرتج داخله لكون قد ارتكب منكرا فقذف البيت العتيق بالمنجنيق ، وحاول أن يقتل خصومه بلا رحمة.

هو يتذكر أيضا المدينة التي أحرقها ( لاحظ ظلال نيرون في زمن آخر) وكانت مزهرة بعلومها لكنه صراخ قوي داخل عروقه استحثته كي يوقع القتلى ويحدث السلب والنهب.

أحرق جنوده المدينة وجلس يشم رائحة الشياط في لذة فائقة ، وكأنه يمارس من مكانه هذا سيادة ما على الدنيا بأسرها. فمن ينقذه من هجمات أسراب الذباب وهي تهاجمه بلا هوادة وتحاصره بكل ضراوة؟

الحاكم الظالم الذي ينحدر من أزمنة سحيقة في التاريخ ، يتسلل إلى متن النص ليدلل على أن الفكرة تتناسل ، والموت يورث بكل ما يحمله من علامات سكون مريبة.

الأصوات تطالب بمحاكمته والنداءات تهتف بسقوطه فيما الذباب يحوم حوله مؤكدا أن فترة مجده التي طالت قد انطوت كصفحة قديمة متهالكة.

هكذا يصور لنا ماجد بموهبة مؤكدة ، ومن خلال ترميز ساطع نهاية الطغاة ، والمؤسف في الأمر أن بعضهم ما يزال يهبط من جوف التاريخ القديم ( بهبابه الأسود ! ) ليندسوا في هذا العصر ، مؤملين ان ينجحوا في ذب الذباب وإبعاده عن وجوههم وقصورهم وثرواتهم الطائلة التي حصلوا عليها بضمائر ميتة !
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
هويدا رأفت الجندى
مراقب عام
مراقب عام
هويدا رأفت الجندى

انثى
عدد الرسائل : 4821
محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 111010
العمل : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! Collec10
الحالة : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 2210
نقاط : 9965
ترشيحات : 11
الأوســــــــــمة : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 1111110

محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد !   محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! I_icon_minitime8/10/2009, 11:33

مجهود رائع ومشاركات قيمة دائما

بــــارك الله فيكِ أستاذتنا الغالية

اصدق الدعوات بدوام العطاءالراقى

محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 9c6694d44c
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبير عبد القوى الأعلامى
نائب المدير الفني
نائب المدير الفني
عبير عبد القوى الأعلامى

انثى
عدد الرسائل : 9451
محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 111010
العمل : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! Unknow10
الحالة : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! Mzboot11
نقاط : 17675
ترشيحات : 33
الأوســــــــــمة : محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 13156210

محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! Empty
مُساهمةموضوع: رد: محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد !   محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! I_icon_minitime26/10/2009, 04:17

هويدا رأفت الجندى كتب:
مجهود رائع ومشاركات قيمة دائما

بــــارك الله فيكِ أستاذتنا الغالية

اصدق الدعوات بدوام العطاءالراقى

محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 9c6694d44c






محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! W6w_w6w_2005042602232895cb29c6


محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 16670520ne3


محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! 4efd1d2b843au

محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد ! Jarro
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com/montada-f27/
 
محنة الطغاة في نص المذبة لماجد العويد !
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» دراسة : حاسة الشم والسمع تزداد عند الأم أثناء محنة أولادها

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى الدراسات النقدية والبلاغة-
انتقل الى: