ومنذ ذلك الحين برزت أهمية الإتصالات بالألياف البصرية كوسيلة مشابهة في الهدف للإتصالات بالأقمار الصناعية خاصة بالنسبة للإتصالات الهاتفية إلا أن سوق الإتصالات لم يلبث أن استقر لكون الألياف البصرية والأقمار الصناعية لا تتنافس مع بعضها بصورة مباشرة ويتم استخدام كل منهما على نطاق واسع وغالبا ما يكمل أحدهما الآخر لإختلاف محاسن مميزات كل منهما.
وفي عام 1992م تم تشغيل كابل الألياف البصرية المسمى TAT8 وهو يربط بين أسبانيا وفرنسا وبريطانيا ثم كندا والولايات المتحدة عبر الأطلسي وكان هذا الكابل بسعة 80000 مكالمة هاتفية في آن واحد ولم تقتصر فائدة الألياف البصرية على زيادة عدد المكالمات المنقولة بل أن المسافة بين مضخم وآخر إزدادت لتتراوح بين 10060كيلومتر بالنسبة للكابلات العابرة للمحيطات مما يزيد من فعالية النظام ويقلل تكاليف الصيانة.
وحتى نهاية الثمانينات كان السبيل الوحيد في تعويض الفقد في طاقة الإشارة الضوئية في الكابل البصري تتم بواسطة تحويل الإشارة الضوئية إلى كهربائية وتضخيمها ثم إعادة توليد الإشارة الضوئية بواسطة الليزر مرة أخرى وهي طريقة لا تتسم بالمرونة وتفرض إستبدال جميع المضخمات عند الحاجة إلى تطوير النظام وزيادة سعته.
وفي أواخر الثمانينات طور الباحثون في أماكن مختلفة من العالم طريقة جديدة لا تستخدم عملية الإلتفاف الكهربائية.
هذه العملية تتضمن إضافة عنصر معدني نادر هو الأربيوم إلى لب الكابل البصري وتكمن هذه الطريقة في تركيب الليزر (ثنائي الليزر) في أماكن منتخبة من الكابل ليشع ضوء بطول موجه معين يجعل أيونات عنصر الأربيوم في الكابل البصري المطعم بهذا العنصر تتهيج إلى مستوى طاقة أعلى ثم تعود إلى مستوى الطاقة السابق لتشع فوتون صورة من الفوتون المنبعث من ليزر الإرسال وتتكرر العملية لتولد العديد من الفوتونات في منطقة معينة من الكابل لتعطي ما يسمى بالمضخم الضوئي. وتمتاز المضخمات الضوئية بقدرتها على التعامل مع معدل معلومات مختلف بالإضافة إلى أنواع مختلفة من أنواع التضمين.
ويعد الكابل الذي يربط فلوريدا (الولايات المتحدة) ترينداد فنزويلا البرازيل والذي أطلق عليه إسم Americas1 أول كابل ضوئي يستخدم التقنية الحديثة وأصبح جاهزا للعمل منذ بداية عام 1995م.
ويعد الكابل الذي يربط عدن ب يبوتي مارا بقاع خليج عدن والذي تم إكماله أخيرا والذي يتألف من ثلاثة أزواج من الألياف البصرية أطول كابل اتصالات بالألياف البصرية يتم تمديده بلا مضخمات ويبلغ طوله 270 كيلو مترا .
وفي الحقيقة فإن السعة الكبيرة مع المعولية والخلو من تأثير الإشعاع الكهرومغناطيسي والذي تحدثه الأشكال الأخرى من موجات الإتصال وعدم القدرة على الإستراق تعد من الأمور المشجعة لإستخدام الإتصالات بالألياف البصرية.
وتزداد إستخدامات الألياف البصرية وتتحول من المسافات البعيدة إلى مسافات أقصر فهي تستخدم الآن في الاتصالات وشبكات الحاسوب وأنظمة الملاحة والأنظمة العسكرية.
وأصبحت أنظمة نقل الموجات البصرية تشكل نسبة مهمة من خطوط الإتصال العالمية الطويلة والشبكات المحلية الطويلة وشبكات الحاسوب في المراكز الضخمة وعلى نطاق محدود بعض شبكات الكابل التلفزيوني.
تقنيات مستقبلية واعدة:عندما يتم نقل الإشارات الضوئية إلى مسافات بعيدة جدا فإن نبضات الإشارة الضوئية تتوسع نتيجة تشتت الضوء لذلك فقد بدأت العديد من الشركات المتخصصة بحوث لتحقيق طريقة تحفظ شكل النبضات الضوئية وهو ما أطلق عليه اسم سوليتون Solitons. إن تفسير ذلك معقد بعض الشيء لكننا يمكن أن نعطي تفسير مبسط لها وهو أن مصدرالضوء يبعث عدة أطوال موجيه من الضوء تنتقل بسرعة مختلفة عبر الكابل البصري وهو ما يسبب هذه الظاهرة وكل ماهو مطلوب هو الحصول على خواص في مادة الكابل ومضخماته تلغي ذلك السلوك. ولتحقيق ذلك هناك حاجة لجعل قمة في النبضة المرسلة وشكل للنبضة ويكون هذا النظام عاملا لنبضات ذات طاقة وطول موجه ثابتين.
وبما أن هذه الإشارات عند إرسالها بواسطة كابل من هذا النوع يمكن تجميعها عبر تقنية التقسيم الزمني متعدد الوصول ؛تشترك مع أخرى بنفس طول الموجه« فإن ذلك سيؤدي إلى زيادة سعة الإرسال وقد أجرى باحثو مختبرات ؛بل« للهاتف تجارب على كابلات الإتصال بالألياف كهذه بطول 9000 كيلو متر وبمعدل معلومات 2.5جيجابت و32جيجابت لكابل طول 90كيلو مترا بنجاح لكن عملية تطبيق هذه التقنيات تحتاج مزيدا من البحوث والتجارب
التوقيع:منذ ولدت و أنت تفخر بالاسلام ..... فمتى يفخر الاسلام بك