الشاعر عبد القوى الأعلامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالأحداثموسوعة الأعلامى الحرةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر
 

 أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:11

61 ـ رد فعل
و طني ! يعلمني حديد سلاسلي

عنف النسور ، ورقة المتفائل
ما كنت أعرف أن تحت جلودنا
ميلاد عاصفة..و عرس جداول
سدّوا عليّ النور في زنزانة
فتوهّجت في القلب..شمس مشاعل
كتبوا على الجدران رقم بطافتي
فنما على الجدران..مرج سنابل
رسموا على الجدران صورة قاتلي
فمحت ملامحها ظلال جدائل
و حفرت بالأسنان رسمك داميا
و كتبت أغنية العذاب الراحل
أغمدت في لحم الظلام هزيمتي
و غرزت في شعر الشموس أناملي
و الفاتحون على سطوح منازلي
لم يفتحوا إلا وعود زلازلي !
لن يبصروا إلاّ توهّج جبهتي
لن يسمعوا إلاّ صرير سلاسلي
فإذا احترقت على صليب عبادتي
أصبحت قديسا..بزيّ مقاتل
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
62 ـ رسالة من المنفي
ـ1ـ
تحيّة..و قبلة
و ليس عندي ما أقول بعد
من أين أبتدي ؟..و أين أنتهي ؟
و دورة الزمان دون حد
و كل ما في غربتي
زوادة،فيها رغيف يابس،ووجد
ودفتر يحمل عني بعض ما حملت
بصقت في صفحاته ما ضاق بي من حقد
من أين أبتدي ؟
و كل ما قيل و ما يقال بعد غد
لا ينتهي بضمة..أو لمسة من يد
لا يرجع الغريب للديار
لا ينزل الأمطار
لا ينبت الريش على
جناح طير ضائع..منهد
من أين أبتدي
تحيّة..و قبلة..و بعد..
أقول للمذياع..قل لها أنا بخير
أقول للعصفور
إن صادفتها يا طير
لا تنسني،و قل : بخير
أنا بخير
أنا بخير
ما زال في عيني بصر !
ما زال في السما قمر !
و ثوبي العتيق،حتى الآن،ما اندثر
تمزقت أطرافه
لكنني رتقته..و لم يزل بخير
و صرت شابا جاور العشرين
تصوّريني..صرت في العشرين
و صرت كالشباب يا أماه
أواجه الحياه
و أحمل العبء كما الرجال يحملون
و أشتغل
في مطعم..و أغسل الصحون
و أصنع القهوة للزبون
و ألصق البسمات فوق وجهي الحزين
ليفرح الزبون
ـ3ـ
قد صرت في العشرين
وصرت كالشباب يا أماه
أدخن التبغ،و أتكي على الجدار
أقول للحلوة : آه
كما يقول الآخرون
" يا أخوتي ؛ ما أطيب البنات،
تصوروا كم مرة هي الحياة
بدونهن..مرة هي الحياة " .
و قال صاحبي : "هل عندكم رغيف ؟
يا إخوتي ؛ ما قيمة الإنسان
إن نام كل ليلة..جوعان ؟ "
أنا بخير
أنا بخير
عندي رغيف أسمر
و سلة صغيرة من الخضار
ـ4ـ
سمعت في المذياع
قال الجميع : كلنا بخير
لا أحد حزين ؛
فكيف حال والدي
ألم يزل كعهده،يحب ذكر الله
و الأبناء..و التراب..و الزيتون ؟
و كيف حال إخوتي
هل أصبحوا موظفين ؟
سمعت يوما والدي يقول :
سيصبحون كلهم معلمين..
سمعته يقول
( أجوع حتى أشتري لهم كتاب )
لا أحد في قريتي يفك حرفا في خطاب
و كيف حال أختنا
هل كبرت..و جاءها خطّاب ؟
و كيف حال جدّتي
ألم تزل كعهدها تقعد عند الباب ؟
تدعو لنا
بالخير..و الشباب..و الثواب !
و كيف حال بيتنا
و العتبة الملساء..و الوجاق..و الأبواب !
سمعت في المذياع
رسائل المشردين..للمشردين
جميعهم بخير !
لكنني حزين..
تكاد أن تأكلني الظنون
لم يحمل المذياع عنكم خبرا..
و لو حزين
و لو حزين
ـ5ـ
الليل ـ يا أمّاه ـ ذئب جائع سفاح
يطارد الغريب أينما مضى..
ماذا جنينا نحن يا أماه ؟
حتى نموت مرتين
فمرة نموت في الحياة
و مرة نموت عند الموت !
هل تعلمين ما الذي يملأني بكاء ؟
هبي مرضت ليلة..وهد جسمي الداء !
هل يذكر المساء
مهاجرا أتى هنا..و لم يعد إلي الوطن ؟
هل يذكر المساء
معاجرا مات بلا كفن ؟
يا غابة الصفصاف ! هل ستذكرين
أن الذي رموه تحت ظلك الحزين
ـ كأي شيء ميت ـ إنسان ؟
هل تذكرين أنني إنسان
و تحفظين جثتني من سطوه الغربان ؟
أماه يا أماه
لمن كتبت هذه الأوراق
أي بريد ذاهب يحملها ؟
سدّت طريق البر و البحار و الآفاق..
و أنت يا أماه
ووالدي،و إخوتي،و الأهل،و الرفاق..
لعلّكم أحياء
لعلّكم أموات
لعلّكم مثلي بلا عنوان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
ما قيمة الإنسان
بلا وطن
بلا علم
ودونما عنوان
ما قيمة الإنسان
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
63 ـ الرمادي
الرماديّ اعتراف،و السماء الآن ترتدّ عن الشارع
و البحر،و لا تدخل في شيء،و لا تخرج من
شيء..و لا تعترفين
ساعتي تسقط في الماء الرماديّ .فلم أذهب إلي موعدك
الساطع . يأتي زمن آخر إذ تنتحرين .
و أسمي حادثا يحدث في أيّامنا :
قد ذهب العمر،و لم أذهب مع العمر إلي هذا المساء أبقى في
انتظارك
و أسمي حادثا يحدث في أيامهم :
عندما أمشي إلي النهر البعيد
يقف النهر طويلا في اتنظاري .
و أتابع .
عنما أرجع في منتصف الموت،يجف النهر في ذاكرتي
يذيل ما بين الأصابع،
فلماذا تقفين ؟
و لماذا تقفين ؟
و تكونين أمام الطعنه الأولى . أمام الخطوة الأولى
و لا تعترفين .
و الرمادي اعتراف . من رآني قد رأى وجهك وردا
في الرماد .
من رآني أخرج الخنجر من أضلاعه أو خبّأ الخنجر
في أضلاعه
حيث تكونين دمي يمطر،أو يصعد في أيّ اتجاه
كالنباتات البدائية .
كوني حائطي
كي أبلغ الأفق الرماديّ
و كي أجرح لون المرحلة
من رآني ضاع مني
في ثبات القتله !
الرماديّاعتراف و شبابيك . نساء و صعاليك
و الرماديّ هو البحر الذي دخّن حلمي زبدا
و الرماديّ هو الشّعرالذي أجر جرحي بلدا
الرمادي هو البحر
هو الشعر
هو الزهر
هو الطير
هو الليل
هو الفجر
الرماديّ هو السائر و القادم
و حلم الذي قرره الشاعر و الحاكم
منذ اتحدا
لست أعمى لأرى
لست أعمى..لأرى .
إنّني أعبر بين الجثتين القمّتين
كالنباتات البدائية
كونى حائطي كي أعبرا
لست أعمى..لأرى .
تزحف الصحراء تلتف على خاصرتي
و تلتف على صدري،وتشتدّ و تشتدّ،و لا أغرق
لا أغرق..لا أغرق
لا
ليس لي خلف جبال الرمل آبار من النفط،و لا صفصافة
مستشرقة
كان لي سورة"اقرأ" و قرأت..
كان لي بذرة قمح في يد محترقة
و احترقت .
و لي الآن شتاء من دم يمتصه الرمل،و يستخرج
مازوتا . و أستدعى إلي الحريق لكي يصبح سعر
النفط أعلى
قلت : كلا !
و الرماديّ اعتراف مثل جدران الزنازين التي تكثر بعد

الحرب .لا .لم يبك جندي على تاج . و أستدعى
إلي الحرب لكي يصبح لون التاج أغلى .
لست أعمى..لأرى .
هل تركت الباب مفتوحا ؟
تعودين بلا جدوى
ينام الحلم الكاذب في المخفر . يدلي باعترافات
يمرّ الحلم الهارب من قبّعة السجان يدلي
باعترافات على مائدة القرصان
يدلي باعترافات ينام الحلم الغائب تحت المشنقة
هل تركت الباب مفتوحا ؟
لكي أقفز من جلدي إلي أوّل عصفور رماديّ . و أحتج
على الآفاق .
كلا ! .
الرماديّ من البحر إلي البحر
و حراس المدى عادوا
و عيناك أمامي نقطتان
و السراب الضوء في هذا الزمان
الواقف الزاحف ما بين وداعين طويلين
و نحن الآن مابين الوداعين وداع دائم
أنت السراب الضوء و الضوء السراب
من رآنا أخرج الخنجر من أضلاعه أو خبأ الخنجر
في أضلاعه
حيث تكونين دمي يمطر أو يصعد في أي اتجاه
كالنباتات البدائية
كوني حائطي أو زمني
كي أطأ الأفق الرمادي
و كي أجرح لون المرحلة
من رآنا ضاع منا
في ثياب القتلة
فاذهبي في المرحلة
اذهبي
وانفجري بالمرحلة
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
64 ـ ريتا أحبيني
في كلّ أمسية،نخبئ في أثينا
قمرا و أغنية . و نؤوي ياسمينا
قالت لنا الشرفات :
لا منديله يأتي
و لا أشواقه تأتي
و لا الطرقات تحترف الحنينا .
نامي ! هنا البوليس منتشر
هنا البوليس،كالزيتون،منتشر
طليقا في أثينا
في الحلم،ينضم الخيال إليم
تبتعدين عني .
و تخاصمين الأرض
تشتعلين كالشفق المغنّي
ويداي في الأغلال .
"سنتوري" بعيد مثل جسمك
في مواويل المغنّ..
ريتا..أحبّين !ي و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أشواق السجين..
الحبّ ممنوع..
هنا الشرطيّ و القدر العتيق
تتكسر الأصنام إن أعلنت حبك
للعيون السود
قطاع الطريق
يتربصون بكل عاشقة
أثينا..يا أثينا..أين مولاتي ؟
ـ على السكّين ترقص
جسمها أرض قديمة
و لحزنها وجهان :
وجه يابس يرتدّ للماضي
ووجه غاص في ليل الجريمة
و الحب ممنوع،
هنا الشرطيّ،و اليونان عاشقة يتيمة
في الحلم،ينضمّ الخيال إليك،
يرتدّ المغني
عن كل نافذة،و يرتفع الأصيل
عن جسمك المحروق بالأغلال
و الشهوات و الزمن البخيل .
نامي على حلمي . مذاقك لاذع
عيناك ضائعتان في صمتي
و جسمك حافل بالصيف و الموت الجميل .
في آخر الدنيا أضمّك
حين تبتعدين ملء المستحيل .
ريتا..أحبّيني ! و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أشواق السجين..
منفاي : فلاّحون معتقلون في لغة الكآبة
منفاي : سجّانون منفيون في صوتي..
و في نغم الربابة
منفاي : أعياد محنّطة..و شمس في الكتابة
منفاي : عاشقة تعلق ثوب عاشقها
على ذيل السحابة
منفاي : كل خرائط الدنيا
و خاتمة الكآبه
في الحلم،شفّاف ذراعك
تحته شمس عتيقة
لا لون للموتى،و لكني أراهم
مثل أشجار الحديقة
يتنازعون عليك،
ضميهم بأذرعة الأساطير التي وضعت حقيقة
لأبرّر المنفى،و أسند جبهتي
و أتابع البحث الطويل
عن سرّ أجدادي،و أول جثة
كسرت حدود المستحيل .
في الحلم شفّاف ذراعك
تحته شمس عتيقة
و نسيت نفسي في خطى الإيقاع
ثلثي قابع في السجن
و الثلثان في عشب الحديقة
ريتا..أحبّيني ! و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أشواق السجين..
الحزن صار هوية اليونان،
و اليونان تبحث عن طفولتها
و لا تجد الطفولة
تنهار أعمدة الهياكل
أجمل الفرسان ينتحرون .
و العشّاق يفترقون
في أوج الأنوثة و الرجوله .
دعني و حزني أيّها الشرطيّ،
منتصف الطريق محطّتي،
و حبيبتي أحلى قتيلة .
ماذا تقول ؟
تريد جثذتها ؟
لماذا ؟
كي تقدمها لمائدة الخليفة ؟
من قال إنك سيدي ؟
من قال إن الحبّ ممنوع ؟
و إن الآلهه
في البرلمان ؟
و إن رقصتنا العنيفة
خطر على ساعات راحتك القلية ؟ !
الحزن صار هوية اليونان،
و اليونان تبحث عن طفولتها
و لا تجد الطفولة .
حتى الكآبه صادرتها شرطة اليونان
حتى دمعة العين الكحيلة .
في الحلم،تتّسع العيون السود
ترتجف السلاسل..
يستقبل الليل..
تنطلق القصيدة
بخيالها الأرضيّ،
يدفعها الخيال إلي الأمام..إلي الأمام
بعنف أجنحة العقيدة
و أراك تبتعدين عني
آه..تقتربين مني
نحو آلهة جديدة .
ويداي في الأغلال،لكني
أداعب دائما أوتار سنتوري البعيدة
و أثير جسمك..
تولد اليونان..
تنتشر الأغاني..
يسترجع الزيتون خضرته..
يمر البرق في وطني علانية
و يكتشف الطفولة عاشقان..
ريتا..أحبّيني !و موتي في أثينا
مثل عطر الياسمين
لتموت أحزان السجين..
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
65 ـ السجن
تغيرّ عنوان بيتي
و موعد أكلي
و مقدار تبغي تغيرّ
و لون ثيابي،ووجهي،و شكلي
و حتى القمر
عزيز عليّ هنا..
صار أحلى و أكبر
و رائحة الأرض : عطر
و طعم الطبيعة : سكر
كأني على سطح بيتي القديم
و نجم جديد..
بعيني تسمّر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:25

66 ـ السجين والقمر
في آخر الليل التقينا تحت قنطرة الجبال
منذ اعتقلت،و أنت أدرى بالسبب
الآنّ أغنية تدافع عن عبير البرتقال
و عن التحدي و الغضب
دفنوا قرنفلة المغني في الرمال ؟
علمان نحن،على تماثيل الغيوم الفستقية
بالحب محكومان،باللون المغني ؟
كلّ الليالي السود تسقط في أغانينا ضحية
و الضوء يشرب ليل أحزاني و سجني
فتعال،ما زالت لقصتنا بقية !
سأحدث السّجان،حين يراك
عن حب قديم
قلربما وصل الحديث بنا إلي ثمن الأغاني
هذا أنا في القيد أمتشق النجوم
و هو الذي يقتات،حرا من دخاني
و من السلاسل و الوجوم !
كانت هويتنا ملايينا من الأزهار،
كنا في الشوارع مهرجان
الريح منزلنا،
وصوت حبيبتي قبل .
و كنت الموعدا
لكنهم جاؤوا من المدن القديمة
من أقاليم الدخان
كي يسحبوها من شراييني،
فعانقت المدى .
و الموت و الميلاد في وطني المؤله توأمان !
ستموت يوما حين تغنينا الرسوم عن الشجر
و تباع في الأسواق أجنحة البلابل
و أنا سأغرق في الزحام غدا،و أحلم بالمطر
و أحدث السمراء عن طعم السلاسل
و أقول موعدنا القمر !
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
67 ـ سرحان يشرب القهوة في الكافيتيريا
يجيئون،
أبوابنا البحر،فاجأنا مطر . لا إله سوى الله . فاجأنا
مطر و رصاص . هنا الأرض سجادة،و الحقائب
غربة !
يجيئون،
فلتترجّل كواكب تأتي بلا موعد . و الظهور التي
استندت للخناجر مضطرة للسقوط
و ماذا حدث ؟
أنت لا تعرف اليوم . لا لون . لا صوت . لا طعم
لا شكل..يولد سرحان،يكبر سرحان،
يشرب خمرا و يسكرّ . يرسم قاتله،و يمزق
صورته . ثم يقتله حين يأخذ شكلا أخيرا
و يرتاح سرحان :
سرحان ! هل أنت قاتل ؟
و يكتب سرحان شيئا على كم معطفه،ثمّ تهرب
ذاكرة من ملف الجريمة..تهرب..تأخذ
منقار طائر .
و تأكل حبة قمح بمرج بن عامر
و سرحان متّهم بالسكوت،و سرحان قاتل
و ما كان حبّا
يدان تقولان شيئا،و تنطفئان
قيود تلد
سجون تلد
مناف تلد
و نلتف باسمك .
ما كان حبّا
يدان تقولان شيئا..و تنطفئان
و نعرف،كنا شعوبا و صرنا حجارة
و نعرف كنت بلادا و صرت دخان
و نعرف أشياء أكثر
نعرف،لكنّ كل القيود القديمة
تصير أساور ورد
تصير بكارة
في المنافي الجديدة
و نلتف باسمك
ما كان حبّا
يدان تقولان شيئا و تنطفئان .
و سرحان يكذب حين يقول رضعت حليبك،سرحان
من نسل تذكرة،و تربى بمطبخ باخرة لم تلامس
مياهك . ما اسمك ؟
ـ نسيت .
و ما اسم أبيك ؟
ـ نسيت
و أمك
ـ نسيت
و هل نمت ليلة أمس ؟
ـ لقد نمت دهرا
حلمت ؟
ـ كثيرا
بماذا
ـ بأشياء لم أرها في حياتي
و صاح بهم فجأة :
ـ لماذا أكلتم خضارا مهربة من حقول أريحا ؟
ـ لماذا شربتم زيوتا مهربّة من جراح المسيح ؟
و سرحان متّهم بالشذوذ عن القاعدة
رأينا أصابعه تستغيث . و كان يقيس السماء بأغلاله
زرقة البحر يزجرها الشرطيّ،يعاونه خادم آسيويّ،
بلاد تغّير سكانها،و النجوم حصى
و كان يغنّ :ي مضى جيلنا و انقضى .
مضى جيلنا و انقضى .
و تناسل فينا الغزاة تكاثر فينا الطغاة . دم كالمياه .
و ليس تجفّفه غير سورة عم و قبعة الشرطيّ
و خادمة الآسيوي . و كان يقيس الزمان بأغلاله
سألناه : سرحان عم تساءلت ؟
قال : اذهبوا،فذهبنا
إلي الأمهات اللواتي تزوّجن أعداءنا .
و كنّ ينادين شيئا شبيها بأسمائنا .
فيأتي الصدى حرسا
ينادين قمحا
فيأتي الصدى حرسا
ينادين عدلا
فيأتي الصدى حرسا .
ينادين يافا
قيأتي الصدى حرسا
و من يومها،كفت الأمهات عن الصلوات و صرنا
نقيس السماء بأغلالنا
و سرحان يضحك في مطبخ الباخرة
يعانق سائحة،و الطريق بعيد عن القدس و الناصرة
و سرحان متّهم بالضياح و العدميّة
و كلّ البلاد بعيدة .
شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني
و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان )
ورائحة البن جغرافيا
و ما شرّدوك..و ما قتلوك .
أبوك احتمى بالنصوص،و جاء اللصوص
و لست شريدا..و لست شهيدا..و أمك باعت
ضفائرها للسنابل و الأمنيات و فوق سواعدنا
فارس لا يسلم ( وشم عميق ) . و فوق أصابعنا
كرمة لا تهاجر ( وشم عميق )
خطى الشهداء تبيد الغزاة
( نشيد قديم )
و نافذتان على البحر يا وطني تحذفان المنافي..وأرجع
( حلم قديم –جديد )
شوارع أخرى اختفت من مدينته ( أخبرته الأغاني
و عزلته ليلة العيد أن له غرفة في مكان ) .
و رائحة البن جغرافيا
و رائحة البن يد
و رائحة البن صوت ينادي..و يأخذ
رائحة البن صوت و مئذنه ( ذات يوم تعود ) .
و رائحة البن ناي تزغرد فيه مياه المزاريب ينكمش
الماء يوما و يبقى الصدى .
و سرحان يحمل أرصفة و نوادي و مكتب حجز التذاكر
سرحان يعرف أكثر من لغة و فتاه . و يحمل تأشيرة
لدخول المحيط و تأشيرة للخروج و لكنّ سرحان
قطرة دم تفتش عن جبهة نزفتها..و سرحان
قطرة دم تفتّش عن جثة نسيتها..و أين ؟
و لست شريدا..و لست شهيدا
و رائحة البن جغرافيا .
و سرحان يشرب قهوته..
و يضيع
هنا القدس .
يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي
و أبقى ؟
خلقت هنا..و تنام هناك
مدينة لا تنام و أسماؤها لا تدوم . بيةت تغيّر
سكانها . و النجوم حصى .
و خمس نوافذ أخرى،و عشر نوافذ أخرى تغادر
حائط
و تسكن ذاكرة..و السفينة تمضي .
و سرحان يرسم شكلا و يحذفه : طائرات وربّ قديم
و نابالم يحرق وجها و نافذة..و يؤلف دوله .
هنا القدس .
يا امرأة من حليب البلابل كيف أعانق ظلي..
و أبقى ؟
و لا ظلّ للغرباء .
مساء يرافقهم،و المساء بعيد عن الأمهات قريب من
الذكريات . و سرحان لا يقرأ الصحف العربية .
لا يعرف المهرجانات و التوصيات .فكيف إذن
جاءه الحزن..كيف تقيّأ ؟
و ما القدس و المدن الضائعة
سوى ناقة تمتطيها البداوة
إلي السلطة الجائعة
و ما القدس و المدن الضائعة
سوى منبر للخطابه
و مستودع للكآبه
و ما القدس إلا زجاجة خمر و صندوق تبغ
..و لكنها وطني .
من الصعب أن تعزلوا
عصير الفواكة عن كريات دمي..
و لكنها وطني
من الصعب أن تجدوا فارقا واحدا
بين حقل الذرة
و بين تجاعيد كفيّ
و لكنها وطني..
لا فوارق بين المساء الذي يسكن الذاكرة
و بين المساء الذي يسكن الكرملا
و لكنها وطني
في الحقيقة و الدم متسع للجميع
و خط الطباشير لا يكسر المطر المقبلا
هنا القدس..
كيف تعانق حريتي ـ في الأغاني ـ عبوديتي ؟
و سرحان يرسم صدرا و يسكنه
و سرحان يبكي بلا ثمن ووسام
و يشرب قهوته..و يضيع
يمزق غيما،و يرسله في اتجاه الرياح . و ماذا ؟ هنالك
غيم شديد الخصوبة . لا بدّ من تربة صالحة
أتذهب صيحاتنا عبثا ؟
أكلت..شربت..و نمت..حلمت كثيرا . أفقت
تعلمت تصريف فعل جديد . هل الفعل معنى بآنية
الصوت..أم حركة ؟
و تكتب ض . ظ . ق . ص . ع . و تهرب منها،لأن
هدير المحيطات فيها و لا شيء فيها ضجيج الفراغ
حروف تميزنا عن سوانا ـ طلعنا عليهم طلوع
المنونـ فكانوا هباء و كانوا سدى . سدى نحن
هم يحرثون طفولتنا و يصكون أسلحة من أساطير
أعلامهم لا تغني و أعلامنا تجهض الرعد نقصفهم بالحروف
السمينة ض .ظ .ص .ق .ع ثم نقول انتصرنا و ما
الأرض ؟ ما قيمة الأرض ؟ أتربة ووحول نقاتل أو لا نقاتل ؟
ليس مهما سؤالك ما دامت الثورة العربية محفوظة في الأناشيد

و العيد و البنك و البرلمان
و تعرف أن الغزاة عصي بأيدي المماليك تكتب
ض .ظ .ق .ص .ع
تمزق غيما و ترسله في اتجاه الرياح و ماذا ؟ هنالك
غيم شديد الخصوبة . لا بد من تربة صالحة
و تمضي السفينة . تبقى غريبا . جراحك مطبعة للبلاغات
و التوصيات . و باسك تنتصر الأبجدية . باسمك
يجلس عيسى إلي مكتب ويوقع صفقة خمر و أقمشة
و يحيى العساكر باسمك . تحفظ في خيمة
و تعلب في خيمة . لا هوية إلا الخيام . إذا
احترقت..ضاع نمك الوطن
و باسمك تأتي و تذهب .باسمك حطّين تصبح مزرعة
للحشيش،و ثوارك السابقون سعاة بريد . و باسمك
لا شيء . يأتي القضاة،يقولون للطين كن جبلا
شامخا فيكون . يقولون للترعة انتفخي أنهرا فتكون
و تكتب ض .ظ .ص .ع .ق
تمزّق غيما و ترسله في اتجاه الرياح،و ماذا ؟
هنالك غيم شديد الخصوبة . لا بدّ من تربة صالحة
أتذهب صيحاتنا عبثا ؟
و ليست خيامك ورد الرياح . و ليست مظلات شاطئ .
تدجج بأعمدة الخيمة . احترقي يا هويتنا ـ صاح لاجئ
و سرحان يشرب قهوته . للجليل مزايا كثيرة
و يحلم،يحلم،يحلم..آه ـ الجليل !
و من كفّ يوما عن الاحتراق
أعار أصابعه للضماد
و صرح للصحفي و للعدسات
جريح أنا يا رفاق
و نال وساما..و عاد
و سرحان،
ما قال جرحي قنديل زيت و ما قال..
صدري شباك بيت و ما قال..
جلدي سجّادة للوطن
و ما قال شيئا..
أتذهب صيحاتنا عبثا ؟
كل يوم نموت،و تحترق الخطوات و تولد عنقاء
ناقصة ثم نحيا لنقتل ثانية
يا بلادي،نجيئك أسرى و قتلى .
و سرحان كان أسير الحروب،و كان أسير السلام
على حائط السبيّ يقرأ أنباء ثورته خلف ساق مغنّية
و الحياة طبيعية،و الخضار مهربّة من جباه العبيد
إلي الخطباء،و ما الفرق بين الحجارة و الشهداء ؟
و سرحان كان طعام الحروب،و كان طعام السلام .
على حائط السبي تعرض جثته للمزاد . و في المجهر
العربي يقولون : ما الفرق بين الغزاة و بين الطغاة ؟
و سرحان كان قتيل الحروب،و كان قتيل السلام .
سرحان ! لا شيء يبقى،و لا شيء يمضي . اغتربت..
لجأت..عرفت . و لست شريدا و لست شهيدا
خيامك طارت شراره .
و في الريح متسع
هل قتلت ؟
و يسكت سرحان يشرب قهوته و يضيع و يرسم
خارطة لا حدود لها و يقيس الحقول بأغلاله
هل قتلت
و سرحان لا يتكلم .يرسم صورة قاتله من جديد،
يمزّقها،ثم يقتلها حين تأخذ شكلا أخيرا..
ـ قتلت ؟
و يكتب سرحان شيئا على كمّ معطفه،ثم تهرب
ذاكرة من ملفّ الجريمة..تهرب..تأخذ منقار
طائر
و تزرع قطرة دم بمرج بن عامر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:26

68 ـ سقوط القمر
في البال أغنية
يا أخت،
عن بلدي،
نامي
لأكتبها..
رأيت جسمك
محمولا على الزرد
و كان يرشح ألوانا
فقلت لهم :
جسمي هناك
فسدّوا ساحة البلد
كنا صغيرين،
و الأشجار عالية
و كنت أجمل من أمّي
و من بلدي..
من أين جاؤوا ؟
و كرم اللوز سيّجه
أهلي و أهلك
بالأشواك و الكبد !..
إنا نفكّر بالدنيا،
على عجل،
فلا نرى أحدا،
يبكي على أحد،
و كان جسمك مسبيا
و كان فمي
يلهو بقطرة شهد
فوق وحل يدي !..
في البال أغنية
يا أخت
عن بلدي،
نامي..لأحفرها
و شما على جسدي..
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
69 ـ سونا
أزهارها الصفراء..و الشفة المشاع
و سريرها العشرون مهترئ الغطاء
نامت على الإسفلت،لا أحد يبيع..و لا يباع
و تقيأت سأم المدينة،فالطريق
عار من الأضواء..
و المتسولين على النساء
نامت على الإسفلت،لا أحد يبيع..و لا يباع !
يا بائع الأزهار ! اغمد في فؤادي
زهرة صفراء تنبت في الوحول !
هذا أوان الخوف،لا أحد سيفهم ما أقول
أحكي لكم عن مومس..كانت تتاجر في بلادي
بالفتية المتسولين على النساء
أزهارها صفراء،نهداها مشاع
و سريرها العشرون مهترئ الغطاء
هذي بلاد الخوف،لا أحد سيفهم ما أقول
إلّا الذين رأوا سحاب الوحل..يمطر في بلادي !
يا بائع الأزهار ! اغمد في فؤادي
زهر الوحول..عساي أبصق
ما يضيق به فؤادي
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
70 ـ شهيد الأغنية
نصبوا الصليب على الجدار
فكّوا السلاسل عن يدي .
و السوط مروحة .و دقات النعال
لحن يصفر : سيدي !
و يقول للموتى : حذار !
ـ يا أنت !
قال نباح وحش :
أعطيك دربك لو سجدت
أمام عرشي سجدتين !
و لثمت كفي،في حياء،مرتين
أو..
تعتلي خشب الصليب
شهيد أغنية..و شمس !
ما كنت أول حامل إكليل شوك
لأقول للسمراء : ابكي !
يا من أحبك،مثل إيماني،
ولاسمك في فمي المغموس
بالعطش المعفر بالغبار
طعم النبيذ إذا تعتق في الجرار !
ما كنت أول حامل إكليل شوك
لأقول : ابكي !
فعسى صليبي صهوة،
و الشوك فوق جبيني المنقوش
بالدم و الندى
إكليل غار !
و عساي آخر من يقول :
أنا تشهيت الردى !

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:27

71 ـ صلاة أخيرة
يخيّل لي أن عمري قصير
و أني على الأرض سائح
و أن صديقة قلبي الكسير
تخون إذا غبت عنها
و تشرب خمرا
لغيري،
لأني على الأرض سائح !
يخيل لي أن خنجر غدر
سيحفر ظهري
فتكتب إحدى الجرائد :
"كان يجاهد"
و يحزن أهلي و جيراننا
و يفرح أعداؤنا
و بعد شهور قليلة
يقولون : كان !
يخيل لي أن شعري الحزين
و هذي المراثي،ستصبح ذكرى
و أن أغاني الفرح
وقوس قزح
سينشدها آخرون
و أن فمي سوف يبقى مدمّى
على الرمل و العوسج
فشكرا لمن يحملون
توابيت أمواتهم !
و عفوا من المبصرين
أمامي لافتة النجم
في ليلة المدلج !
يخيل لي يا صليب بلادي
ستحرق يوما
و تصبح ذكرى ووشما
وحين سينزل عنك رمادي
ستضحك عين القدر
و تغمز : ماتا معا
لو أني،لو أني
أقبّل حتى الحجر
و أهتّف لم تبق إلاّ بلادي !
بلادي يا طفلة أمه
تموت القيود على قدميها
لتأتي قيود جديدة
متى نشرب الكأس نخبك
حتى و لو في قصيدة ؟
ففرعون مات
و نيرون مات
و كل السنابل في أرض بابل
عادت إليها الحياة !
متى نشرب الكأس نخبك
حتى و لو في الأغاني
أيا مهرة يمتطيها طغاة الزمان
و تفلت منا
من الزمن الأول
ـ لجامك هذا..دمي !
ـ و سرجك هذا..دمي
إلي أين أنت إذن رائحة
أنا قد وصلت إلي حفرة
و أنت أماما..أماما
إلي أين ؟
يا مهرتي الجامحة ؟ !
يخيل لي أن بحر الرماد
سينبت بعدي
نبيذا و قمحا
و أني لن أطعمه
لأني بظلمة لحدي
و حيدّ مع الجمجمة
لأني صنعت مع الآخرين
خميرة أيامنا القادمة
و أخشاب مركبنا في بحار الرماد
يخيل لي أن عمري قصير
و أني على الأرض سائح
و لو بقيت في دمي
نبضة واحدة
تعيد الحياة إليّ
لو أني
أفارق شوك مسالكنا الصاعدة
لقلت ادفنوني حالا
أنا توأم القمة المارده ! !
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
72 ـ الصهيل الأخير
و أصبّ الأغنية
مثلما ينتحر النهر على ركبتها .
هذه كل خلاياي
و هذا عسلي،
و تنام الأمنية .
في دروبي الضيقة
ساحة خالية،
نسر مريض،
وردة محترفة
حلمي كان بسيطا
واضحا كالمشنقه :
أن أقول الأغنية .
أين أنت الآن ؟
من أي جبل
تأخذين القمر الفضي ّ
من أيّ انتظار ؟
سيّدي الحبّ ! خطانا ابتعدت
عن بدايات الجبل
و جمال الانتحار
و عرفنا الأوديه
أسبق الموت إلي قلبي
قليلا
فتكونين السفر
و تكونين الهواء
أين أنت الآن
من أيّ مطر
تستردين السماء ؟
و أنا أذهب نحو الساحة المنزويه
هذه كل خلاياي،
حروبي،
سبلي .
هذه شهوتي الكبرى
و هذا عسلي،
هذه أغنيتي الأولى
أغنّي دائما
أغنية أولى،
و لكن
لن أقول الأغنية .
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
73 ـ الصوت الضائع في الأصوات
نعرف القصة من أولها
و صلاح الدين في سوق الشعارات،
و خالد
بيع في النادي المسائّي
بخلخال امرأة !
و الذي يعرف..يشقى .
ـ نحن أحجار التماثيل
و أخشاب المقاعد
و الشفاه المطفأه ـ
أوقفي نبضك يا سيّدتي !
.يصغر الميدان من طلعته..
.أسكتوا..
.باسمنا يستوقف الشمس على حدّ الرماح
.صفّقوا..
.صفّقوا
إن تطفئوا تصفيقكم
يرتطم المرّيخ بالأرض
و لا يبقى أحد..
ـ نحن لا نسمع شيئا
قد سمعنا ألف عام
و تنازلنا عن الأرصفة السمراء
كي نغرق في هذا الزحام .
و نريد الآن أن نرتاح
من مهنتنا الأولى،
نريد الآن أن تصغوا لنا
فدعونا نتكلّم .
نضع الليلة حدا للوصاية .
دمنا يرسم في خارطة الأرض الصريعة
كا أسماء الذين اكتشفوا
درب البداية
كي يفرّوا من توابيت الفجيعة .
فدعونا نتكلم
ودعوا حنجرة الأموات فينا
تتكلّم..
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
74 ـ صوت من الغابة
من غابة الزيتون
جاء الصدى..
و كنت مصلوبا على النار !
أقول للغربان : لا تنهشي
فربما أرجع للدار
و ربما تشتي السما
ربما..
تطفئ هذا الخشب الضاري !
أنزل يوما عن صليبي
ترى..
كيف أعود حافيا..عاري ! ؟
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
75 ـ صوت وسوط
لو كان لي برج،
حبست البرق في جيبي
و أطفأت السحاب..
لو كان لي في البحر أشرعة،
أخذت الموج و الإعصار في كفّي
و نوّمت العباب..
لو كان عندي سلّم،
لغرست فوق الشمس رايتي التي
اهترأت على الأرض الخراب..
لو كان لي فرس،
تركت عنانها
و لجمت حوذيّ الرياح على الهضاب..
لو كان لي حقل و محراث،
زرعت القلب و الأشعار
في بطن التراب..
لو كان لي عود،
ملأت المت أسئلة ملحّنة،
و سلّيت الصحاب..
لو كان لي قدم،
مشيت..مشيت حتى الموت
من غاب لغاب..
لو كان لي،
حتى صليبي ليس لي
إنّي له،
حتى العذاب !
ـ ماذا تبقّى أيّها المحكوم ؟
إنّ الليل خيّم مرّة أخرى..
و تهتف : لا أهاب ؟ !
ـ يا سيداتي..سادتي !
يا شامخين على الحراب !
الساق تقطع..و الرقاب
و القلب يطفأ ـ لو أردتم ـ
و السحاب..
يمشي على أقدامكم..
و العين تسمل،و الهضاب
تنهار لو صحتم بها
و دمي المملّح بالتراب !
إن جفّ كرمكم،
يصير إلي شراب !
و النيل يسكب في الفرات،
إذا أردتم،و الغراب..
لو شئتم..في الليل شاب !
لكنّ صوتي صاح يوما :
لا أهاب
فلتجلدوه إذا استطعتم..
و اركضوا خلف الصدى
ما دام يهتف : لا أهاب !

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:27

76 ـ ضباب علي المرآة
نعرف الآن جميع الأمكنة
نقتفي آثار موتانا
و لا نسمعهم .
و نزيح الأزمنة
عن سرير الليلة الأولى،و آه..
في حصار الدم و الشمس
يصير الانتظار
لغة مهزومة..
أمي تناديني،و لا أبصرها تحت الغبار
و يموت الماء في الغيم و آه..
كنت في المستقبل الضاحك
جنديين،
صرت الآن في الماضي ويد .
كل موت فيه وجهي
معطف فوق شهيد
و غطاء للتوابيت،و آه..
لست جنديّا
كما يطلب منّي،
فسلاحي كلمة
و التي تطلبها نفسي
أعارت نفسها للملحمة
و الحروب انتشرت كالرمل و الشمس،و آه..
بيتك اليوم له عشر نوافذ
و أنا أبحث عن باب
و لا باب لبيتك
و الرياح ازدحمت مثل الصداقات التي
تكثر في موسم موتك
و أنا أبحث عن باب،و آه..
لم أجد جسمك في القاموس
يا من تأخذين
صيغة الأحزان من طرواده الأولى
و لا تعترفين
بأغاني إرميا الثاني،و آه..
عندما ألقوا عليّ القبض
كان الشهداء
يقرأون الوطن الضائع في أجسامهم
شمسا و ماء
و يغنّون لجنديّ،و آه..
نعرف الآن جميع الكلمات .
و الشعارات التي نحملها :
شمسا أقوى من الليل
و كل الشهداء
ينبتون اليوم تفاحا،و أعلاما،و ماء
و يجيئون..
يجيئون..
يجيئون
و آه..
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
77 ـ طباق عن إدوارد سعيد
نيويورك/ نوفمبر/ الشارعُ الخامسُ/
الشمسُ صَحنٌ من المعدن المُتَطَايرِ/
قُلت لنفسي الغريبةِ في الظلِّ :
هل هذه بابلٌ أَم سَدُومْ ؟
هناك, على باب هاويةٍ كهربائيَّةٍ
بعُلُوِّ السماء, التقيتُ بإدوارد
قبل ثلاثين عاماً,
وكان الزمان أقلَّ جموحاً من الآن..
قال كلانا :
إذا كان ماضيكَ تجربةً
فاجعل الغَدَ معنى ورؤيا !
لنذهبْ,
لنذهبْ إلي غدنا واثقين
بِصدْق الخيال, ومُعْجزةِ العُشْبِ/
لا أتذكَّرُ أنّا ذهبنا إلي السينما
في المساء . ولكنْ سمعتُ هنوداً
قدامى ينادونني : لا تثِقْ
بالحصان, ولا بالحداثةِ/
لا . لا ضحيَّةَ تسأل جلاّدَها :
هل أنا أنتَ ؟ لو كان سيفيَ
أكبرَ من وردتي..هل ستسألُ
إنْ كنتُ أفعل مثلَكْ ؟
سؤالٌ كهذا يثير فضول الرُوَائيِّ
في مكتبٍ من زجاج يُطلَّ على
زَنْبَقٍ في الحديقة..حيث تكون
يَدُ الفرضيَّة بيضاءَ مثل ضمير
الروائيِّ حين يُصَفِّي الحساب مَعَ
النَزْعة البشريّةِ..لا غَدَ في
الأمس, فلنتقدَّم إذاً !/
قد يكون التقدُّمُ جسرَ الرجوع
إلي البربرية . ./
نيويورك . إدوارد يصحو على
كسَل الفجر . يعزف لحناً لموتسارت .
يركض في ملعب التِنِس الجامعيِّ .
يفكِّر في رحلة الفكر عبر الحدود
وفوق الحواجز . يقرأ نيويورك تايمز .
يكتب تعليقَهُ المتوتِّر . يلعن مستشرقاً
يُرْشِدُ الجنرالَ إلي نقطة الضعف
في قلب شرقيّةٍ . يستحمُّ . ويختارُ
بَدْلَتَهُ بأناقةِ دِيكٍ . ويشربُ
قهوتَهُ بالحليب . ويصرخ بالفجر :
لا تتلكَّأ !
على الريح يمشي . وفي الريح
يعرف مَنْ هُوَ . لا سقف للريح .
لا بيت للريح . والريحُ بوصلةٌ
لشمال الغريب .
يقول : أنا من هناك . أنا من هنا
ولستُ هناك, ولستُ هنا .
لِيَ اسمان يلتقيان ويفترقان..
ولي لُغَتان, نسيتُ بأيِّهما
كنتَ أحلَمُ,
لي لُغةٌ انكليزيّةٌ للكتابةِ
طيِّعةُ المفردات,
ولي لُغَةٌ من حوار السماء
مع القدس, فضيَّةُ النَبْرِ
لكنها لا تُطيع مُخَيّلتي
والهويَّةُ ؟ قُلْتُ
فقال : دفاعٌ عن الذات..
إنَّ الهوية بنتُ الولادة لكنها
في النهاية إبداعُ صاحبها, لا
وراثة ماضٍ . أنا المتعدِّدَ..في
داخلي خارجي المتجدِّدُ . لكنني
أنتمي لسؤال الضحية . لو لم أكن
من هناك لدرَّبْتُ قلبي على أن
يُرَبي هناك غزال الكِنَايةِ..
فاحمل بلادك أنّى ذهبتَ وكُنْ
نرجسيّاً إذا لزم الأمرُ/
ـ منفىً هوَ العالَمُ الخارجيُّ
ومنفىً هوَ العالَمُ الباطنيّ
فمن أنت بينهما ؟
< لا أعرِّفُ نفسي
لئلاّ أضيِّعها . وأنا ما أنا .
وأنا آخَري في ثنائيّةٍ
تتناغم بين الكلام وبين الإشارة
ولو كنتُ أكتب شعراً لقُلْتُ :
أنا اثنان في واحدٍ
كجناحَيْ سُنُونُوَّةٍ
إن تأخّر فصلُ الربيع
اكتفيتُ بنقل البشارة !
يحبُّ بلاداً, ويرحل عنها .
]هل المستحيل بعيدٌ ؟[
يحبُّ الرحيل إلي أيِّ شيء
ففي السَفَر الحُرِّ بين الثقافات
قد يجد الباحثون عن الجوهر البشريّ
مقاعد كافيةً للجميع..
هنا هامِشٌ يتقدّمُ . أو مركزٌ
يتراجَعُ . لا الشرقُ شرقٌ تماماً
ولا الغربُ غربٌ تماماً,
فإن الهوية مفتوحَةٌ للتعدّدِ
لا قلعة أو خنادق/
كان المجازُ ينام على ضفَّة النهرِ,
لولا التلوُّثُ,
لاحْتَضَنَ الضفة الثانية
ـ هل كتبتَ الروايةَ ؟
ـ حاولتُ..حاولت أن أستعيد
بها صورتي في مرايا النساء البعيدات .
لكنهن توغَّلْنَ في ليلهنّ الحصين .
وقلن : لنا عاَلَمٌ مستقلٌ عن النصّ .
لن يكتب الرجلُ المرأةَ اللغزَ والحُلْمَ .
لن تكتب المرأةُ الرجلَ الرمْزَ والنجمَ .
لا حُبّ يشبهُ حباً . ولا ليل
يشبه ليلاً . فدعنا نُعدِّدْ صفاتِ
الرجال ونضحكْ !
ـ وماذا فعلتَ ؟
< ضحكت على عَبثي
ورميت الروايةَ
في سلة المهملات/
المفكِّر يكبحُ سَرْدَ الروائيِّ
والفيلسوفُ يَشرحُ وردَ المغنِّي/
يحبَّ بلاداً ويرحل عنها :
أنا ما أكونُ وما سأكونُ
سأضع نفسي بنفسي
وأختارٌ منفايَ . منفايَ خلفيَّةُ
المشهد الملحمي, أدافعُ عن
حاجة الشعراء إلي الغد والذكريات معاً
وأدافع عن شَجَرٍ ترتديه الطيورُ
بلاداً ومنفى,
وعن قمر لم يزل صالحاً
لقصيدة حبٍ,
أدافع عن فكرة كَسَرَتْها هشاشةُ أصحابها
وأدافع عن بلد خَطَفتْهُ الأساطيرُ/
ـ هل تستطيع الرجوع إلي أيِّ شيء ؟
ـ أمامي يجرُّ ورائي ويسرعُ..
لا وقت في ساعتي لأخُطَّ سطوراً
على الرمل . لكنني أستطيع زيارة أمس,
كما يفعل الغرباءُ إذا استمعوا
في المساء الحزين إلي الشاعر الرعويّ :
"فتاةٌ على النبع تملأ جرَّتها
بدموع السحابْ
وتبكي وتضحك من نحْلَةٍ
لَسَعَتْ قَلْبَها في مهبِّ الغيابْ
هل الحبُّ ما يُوجِعُ الماءَ
أم مَرَضٌ في الضباب . ."
[ إلي آخر الأغنية ]
ـ إذن, قد يصيبكَ داءُ الحنين ؟
ـ حنينٌ إلي الغد, أبعد أعلى
وأبعد . حُلْمي يقودُ خُطَايَ .
ورؤيايَ تُجْلِسُ حُلْمي على ركبتيَّ
كقطٍّ أليفٍ, هو الواقعيّ الخيالي
وابن الإرادةِ : في وسعنا
أن نُغَيِّر حتميّةَ الهاوية !
ـ والحنين إلي أمس ؟
ـ عاطفةً لا تخصُّ المفكّر إلاّ
ليفهم تَوْقَ الغريب إلي أدوات الغياب .
وأمَّا أنا, فحنيني صراعٌ على
حاضرٍ يُمْسِكُ الغَدَ من خِصْيَتَيْه
ـ ألم تتسلَّلْ إلي أمس, حين
ذهبتَ إلي البيت, بيتك في
القدس في حارة الطالبيّة ؟
ـ هَيَّأْتُ نفسي لأن أتمدَّد
في تَخْت أمي, كما يفعل الطفل
حين يخاف أباهُ . وحاولت أن
أستعيد ولادةَ نفسي, وأن
أتتبَّعُ درب الحليب على سطح بيتي
القديم, وحاولت أن أتحسَّسَ جِلْدَ
الغياب, ورائحةَ الصيف من
ياسمين الحديقة . لكن ضَبْعَ الحقيقة
أبعدني عن حنينٍ تلفَّتَ كاللص
خلفي .
ـ وهل خِفْتَ ؟ ماذا أخافك ؟
ـ لا أستطيع لقاءُ الخسارة وجهاً
لوجهٍ . وقفتُ على الباب كالمتسوِّل .
هل أطلب الإذن من غرباء ينامون
فوق سريري أنا..بزيارة نفسي
لخمس دقائق ؟ هل أنحني باحترامٍ
لسُكَّان حُلْمي الطفوليّ ؟ هل يسألون :
مَن الزائرُ الأجنبيُّ الفضوليُّ ؟ هل
أستطيع الكلام عن السلم والحرب
بين الضحايا وبين ضحايا الضحايا, بلا
كلماتٍ اضافيةٍ, وبلا جملةٍ اعتراضيِّةٍ ؟
هل يقولون لي : لا مكان لحلمين
في مَخْدَعٍ واحدٍ ؟
لا أنا, أو هُوَ
ولكنه قارئ يتساءل عمَّا
يقول لنا الشعرُ في زمن الكارثة ؟
دمٌ,
ودمٌ,
ودَمٌ
في بلادكَ,
في اسمي وفي اسمك, في
زهرة اللوز, في قشرة الموز,
في لَبَن الطفل, في الضوء والظلّ,
في حبَّة القمح, في عُلْبة الملح/
قَنَّاصةٌ بارعون يصيبون أهدافهم
بامتيازٍ
دماً,
ودماً,
ودماً,
هذه الأرض أصغر من دم أبنائها
الواقفين على عتبات القيامة مثل
القرابين . هل هذه الأرض حقاً
مباركةٌ أم مُعَمَّدةٌ
بدمٍ,
ودمٍ,
ودمٍ,
لا تجفِّفُهُ الصلواتُ ولا الرملُ .
لا عَدْلُ في صفحات الكتاب المقدَّس
يكفي لكي يفرح الشهداءُ بحريَّة
المشي فوق الغمام . دَمٌ في النهار .
دَمٌ في الظلام . دَمٌ في الكلام !
يقول : القصيدةُ قد تستضيفُ
الخسارةَ خيطاً من الضوء يلمع
في قلب جيتارةٍ, أو مسيحاً على
فَرَسٍ مثخناً بالمجاز الجميل, فليس
الجماليُ إلاَّ حضور الحقيقيّ في
الشكلِ/
في عالمٍ لا سماء له, تصبحُ
الأرض هاويةً . والقصيدةُ إحدى
هِباتِ العَزَاء, وإحدى صفات
الرياح, جنوبيّةً أو شماليةً .
لا تَصِفْ ما ترى الكاميرا من
جروحك . واصرخْ لتسمع نفسك,
وأصرخ لتعلم أنَّكَ ما زلتَ حيّاً,
وحيّاً, وأنَّ الحياةَ على هذه الأرض
ممكنةٌ . فاخترعْ أملاً للكلام,
أبتكرْ جهةً أو سراباً يُطيل الرجاءَ .
وغنِّ, فإن الجماليَّ حريَّة/
أقولُ : الحياةُ التي لا تُعَرَّفُ إلاّ
بضدٍّ هو الموت..ليست حياة !
يقول : سنحيا, ولو تركتنا الحياةُ
إلي شأننا . فلنكُنْ سادَةَ الكلمات التي
سوف تجعل قُرّاءها خالدين ـ على حدّ
تعبير صاحبك الفذِّ ريتسوس..
وقال : إذا متّ قبلَكَ,
أوصيكَ بالمستحيْل !
سألتُ : هل المستحيل بعيد ؟
فقال : على بُعْد جيلْ
سألت : وإن متُّ قبلك ؟
قال : أُعزِّي جبال الجليلْ
وأكتبُ : "ليس الجماليُّ إلاّ
بلوغ الملائم" . والآن, لا تَنْسَ :
إن متُّ قبلك أوصيكَ بالمستحيلْ !
عندما زُرْتُهُ في سَدُومَ الجديدةِ,
في عام ألفين واثنين, كان يُقاوم
حربَ سدومَ على أهل بابلَ..
والسرطانَ معاً . كان كالبطل الملحميِّ
الأخير يدافع عن حقِّ طروادةٍ
في اقتسام الروايةِ/
نَسْرٌ يودِّعُ قمَّتَهُ عالياً
عالياً,
فالإقامةُ فوق الأولمب
وفوق القِمَمْ
تثير السأمْ
وداعاً,
وداعاً لشعر الألَمْ !

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:28

78 ـ طريق دمشق
من الأزرق ابتدأ البحر
هذا النهار يعود من الأبيض السابق
الآن جئت من الأحمر اللاحق..
اغتسلي يا دمشق بلوني
ليةلد في الزمن العربي نهار
أحاصركم : قاتلا أو قتيل
و أسألكم .شاهدا أو شهيد
متى تفرجون عن النهر . حتى أعود إلي الماء أزرق
أخضر
أحمر
أصفر أو أي لون يحدده النهر
إنّي خرجت من الصيف و السيف
إّني خرجت من المهد و اللحد
نامت خيولي على شجر الذكريات
و نمت على وتر المعجزات
ارتدتني يداك نشيدا إذا أنزلوه على جبل،كان سورة
"ينتصرون"..
دمشق . ارتدتني يداك دمشق ارتديت يديك
كأن الخريطة صوت يفرخ في الصخر
نادى و حركني
ثم نادى..و فجرني
ثم نادى..و قطرّني كالرخام المذاب
و نادى
كأن الخريطة أنثى مقدسة فجّرتني بكارتها . فانفجرت
دفاعا عن السر و الصخر
كوني دمشق
فلا يعبرون !
من البرتقالي يبتديء البرتقال
و من صمتها يبدأ الأمس
أو يولد القبر
يا أيّها المستحيل يسمونك الشام
أفتح جرحي لتبتديء الشمس . ما اسمي ؟ دمشق
و كنت وحيدا
و مثلي كان وحيدا هو المستحيل .
أنا ساعة الصفر دقّت
فشقت
خلايا الفراغ على سرج هذا الحصان
المحاصر بين المياه
و بين المياه
أنا ساعة الصفر
جئت أقول :
أحاصرهم قاتلا أو قتيل
أعد لهم استطعت..و ينشق في جثتي قمر المرحلة
و أمتشق المقصله
أحاصرهم قاتلا أو قتيل
و أنسى الخلافة في السفر العربي الطويل
إلي القمح و القدس و المستحيل
يؤخرني خنجران :
العدو
و عورة طفل صغير تسمونه
بردى
و سمّيته مبتدا
و أخبرته أنني قاتل أو قتيل
من الأسود ابتدأ الأحمر . ابتدأ الدم
هذا أنا هذه جثتي
أي مرحلة تعبر الآن بيني و بيني
أنا الفرق بينهما
همزة الوصل بينهما
قبلة السيف بينهما
طعنه الورد بينهما
آه ما أصغر الأرض !
ما أكبر الجرح
مروا
لتتسع النقطة،النطفة،الفارق،
الشارع،الساحل،الأرض،
ما أكبر الأرض !
ما أصغر الجرح
هذا طريق الشام..و هذا هديل الحمام
و هذا أنا..هذه جثتي
و التحمنا
فمروا..
خذوها إلي الحرب كي أنهي الحرب بيني و بيني
خذوها..أحرقوها بأعدائها
أنزلوها على جبل غيمة أو كتابا
و مروا
ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي
طريق دمشق
دمشق الطريق
و مفترق الرسل الحائرين أمام الرمادي
إني أغادر أحجاركم ـ ليس مايو جدارا
أغادر أحجاركم و أسير
وراء دمي في طريق دمشق
أحارب نفسي..و أعداءها
و يسألني المتعبون،أو المارة الحائرون عن اسمي
فأجهله..
اسألوا عشبة في طريق دمشق !
و أمشي غريبا
و تسألني الفتيات الصغيرات عن بلدي
فأقول : أفتش فوق طريق دمشق
و أمشي غريبا
و يسألني الحكماء المملون عن زمني
فأشير حجر أخضر في طريق دمشق
و أمشي غريبا
و يسألني الخارجون من الدير عن لغتي
فأعد ضلوعي و أخطئ
إني تهجيت هذي الحروف فكيف أركبها ؟
دال .ميم . شين . قاف
فقالوا : عرفنا ـ دمشق !
ابتسمت . شكوت دمشق إلي الشام
كيف محوت ألوف الوجوه
و ما زال وجهك واحد !
لماذا انحنيت لدفن الضحايا
و ما زال صدرك صاعد
و أمشي وراء دمي و أطيع دليلي
و أمشي وراء دمي نحو مشنقتي
هذه مهنتي يا دمشق
من الموت تبتدئين . و كنت تنامين في قاع صمتي و لا
تسمعين..
و أعددت لي لغة من رخام و برق .
و أمشي إلي بردى . آه مستغرقا فيه أو خائفا منه
إن المسافة بين الشجاعة و الخوف
حلم
تجسد في مشنقه
آه،ما أوسع القبلة الضيقة !
وأرخني خنجران :
العدو
و نهر يعيش على معمل
هذه جثتي،و أنا
أفقّ ينحني فوقكم
أو حذاء على الباب يسرقه النهر
أقصد
عورة طفل صغير يسمّونه
بردى
و سميته مبتدا
و أخبرته أنني قاتل أو قتيل .
تقّلدني العائدات من الندم الأبيض
الذاهبات إلي الأخضر الغامض
الواقفات على لحظة الياسمين
دمشق ! انتظرناك كي تخرجي منك
كي نلتقي مرة خارج المعجزات
انتظرناك..
و الوقت نام على الوقت
و الحب جاء،فجئنا إلي الحرب
نغسل أجنحة الطير بين أصابعك الذهبيّة
يا امرأة لونها الزبد العربي الحزين .
دمشق الندى و الدماء
دمشق الندى
دمشق الزمان .
دمشق العرب !
تقلّدني العائدات من النّدم الأبيض
الذاهبات إلي الأخضر الغامض
الواقفات على ذبذبات الغضب
و يحملك الجند فوق سواعدهم
يسقطون على قدميك كواكب
كوني دمشق التي يحلمون بها
فيكون العرب
قلت شيئا،و أكمله يوم موتي و عيدي
من الأزرق ابتدأ البحر
و الشام تبدأ مني ـ أموت
و يبدأ في طرق الشام أسبوع خلقي
و ما أبعد الشام،ما أبعد الشام عني
و سيف المسافة حز خطاياي..حز وريدي
فقربني خنجران
العدو و موتي
وصرت أرى الشام..ما أقرب الشام مني
و يشنقني في الوصول وريدي..
وقد قلت شيئا..و أكمله
كاهن الاعترافات ساومني يا دمشق
و قال : دمشق بعيده
فكسّرت كرسيه و صنعت من الخشب الجبلي صليبي
أراك على بعد قلبين في جسد واحد
و كنت أطل عليك خلال المسامير
كنت العقيدة
و كنت شهيد العقيدة
و كنت تنامين داخل جرحي
و في ساعة الصفر ـ تم اللقاء
و بين اللقاء و بين الوداع
أودع موتي..و أرحل
ما أجمل الشام،لولا الشام،و في الشام
يبتدئ الزمن العربي و ينطفئ الزمن الهمجي ّ
أنا ساعة الصفر دقّت
و شقت
خلايا الفراغ على سطح هذا الحصان الكبير الكبير
الحصان المحاصر بين المياه
و بين المياه
أعد لهم ما استطعت..
و ينشقّ في جثتي قمر..ساعة الصفر دقّت،
و في جثتي حبّة أنبتت للسنابل
سبع سنابل،في كل سنبلة ألف سنبلة..
هذه جثتي..أفرغوها من القمح ثم خذوها إلي الحرب
كي أنهي الحرب بيني و بيني
خذوها أحرقوها بأعدائها
خذوها ليتسع الفرق بيني و بين اتهامي
و أمشي أمامي
و يولد في الزمن العربي..نهار
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:28

79 ـ طوبي لشيء لم يصل
هذا هو العرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
في ليلة لا تنتهي
هذا هو العرس الفلسطينيّ
لا يصل الحبيب إلي الحبيب
إلاّ شهيدا أو شريدا
دمهم أمامي..
يسكن اليوم المجاور ـ
صار جسمي وردة في موتهم..
و ذبلت في اليوم الذي سبق الرصاصة
و ازدهرت غداة أكملت الرصاصة جثّتي
و جمعت صوتي كلّه لأكون أهدأ من دم
غطّى دمي..
دمهم أمامي
يسكن المدن التي اقتربت
كأنّ جراحهم سفن الرجوع
ووحدهم لا يرجعون
دمهم أمامي..
لا أراه
كأنه وطني
أمامي..لا أراه
كأنه طرقات يافا ـ
لا أراه
كأنه قرميد حيفا ـ
لا أراه
كأنّ كل نوافذ الوطن اختفت في اللحم
وحدهم يرون
وحاسة يرون
و حاسّة الدم أينعت فيهم
و قادتهم إلي عشرين عاما ضائعا
و الآن،تأخذ شكلها الآتي
حبيبتهم..
و ترجعهم إلي شريانها
دمهم أمامي..
لا أراه
كأنّ كل شوارع الوطن اختفت في اللحم
وحدهم يرون
لأنهم يتحررون الآن من جلد الهزيمة
و المرايا
ها هم يتطايرون على سطوحهم القديمة
كالسنونو و الشظايا
ها هم يتحررون..
طوبى لشيء غامض
طوبى لشيء لم يصل
فكّوا طلاسمه و مزقهم
فأرّخت البداية من خطاهم
( ها هي الأشجار تزهر
في قيودي )
و انتميت إلي رؤاهم
( ها هي الميناء تظهر
في حدودي )
و الحلم أصدق دائما،لا فرق بين الحلم
و الوطن المرابط خلفه..
الحلم أصدق دائما . لا فرق بين الحلم
و الجسد المخبّأ في شظية
و الحلم أكثر واقعيّة
السفح أكبر من سواعدهم
و لكن..
حاولوا أن يصعدوا
و البحر أبعد من مراحلهم
و لكن..
حاولوا أن يعبروا
و النجم أقرب من منازلهم
و لكن
حاولوا أن يفرحوا
و الأرض أضيق من تصورهم
ولكن..
حاولوا أن يحملوا
طوبى لشيء غامض
طوبى لشيء لم يصل
فكوا طلاسمه و مزقهم
فأرخت البداية من خطاهم
و انتميت إلي رؤاهم
آه..يا أشياء ! كوني مبهمة
لنكون أوضح منك
أفلست الحواس و أصبحت قيدا على أحلامنا
و على حدود القدس،
أفلست الحواسّ،و حاسّة الدم أينعت فيهم
و قادتهم إلي الوجه البعيد
هربت حبيبتهم إلي أسوارها و غزاتها
فتمرّدوا
و توحدوا
في رمشها المسروق من أجفانهم
و تسلّقوا جدران هذا العصر
دقوا حائط المنفى
أقاموا من سلاسلهم سلالم
ليقبّلوا أقدامها
فاكتظ شعب في أصابعهم خواتم
هذا هو العرس الذي لا ينتهي
في ساحة لا تنتهي
هذا هو العرس الفلسطيني
لا يصل الحبيب إلي الحبيب
إلا شهيدا..أو شريدا
ـ من أي عام جاء هذا الحزن ؟
ـ من سنة فلسطينية لا تنتهي
و تشابهت كل الشهور،تشابه الموتى
و ما حملوا خرائط أو رسوما أو أغاني للوطن
حملوا مقابرهم..
و ساروا في مهمتهم
وسرنا في جنازتهم
و كان العالم العربي أضيف من توابيت الرجوع
أنراك يا وطني
لأن عيونهم رسمتك رؤيا..لا قضيه !
أنراك يا وطني
لأن صدورهم مأوى عصافير الجليل و ماء وجه المجدلية !
أنراك يا وطني
لأن أصابع الشهداء تحملنا إلي صفد
صلاة..أو هويّة
ماذا تريد الآن منّا
ماذا تريد ؟
خذهم بلا أجر
ووزّعهم على بيارة جاعت
لعل الخضرة انقرضت هناك..
الشيء..أم هم ؟
إن جثة حارس صمام هاوية التردي
( هكذا صار الشعار،و هكذا قالوا )
و مرحلة بأكملها أفاقت ـ ذات حلم ـ
من تدحرجها على بطن الهزيمة،( هكذا ماتوا )
و هذا الشيء..هذا الشيء بين البحر
و المدن اللقيطة ساحل لم يتسع إلا لموتانا
و مروا فيه كالغرباء ( ننساهم على مهل
و هذا الشيء..هذا الشيء بين البحر
و المدن اللقيطة حارس تعبت يداه من الإشارة
لم يصل أحد ومروا من يديه الآن
فاتسعت يداه
كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس
مرحلة بأكملها أفاقت ـ ذات موت ـ
من تدحرجها على بطن الهزيمة..
الشيء..أم هم ؟
يدخلون الآن في ذرات بعضهم،
يصير الشيء أجسادا،
و هم يتناثرون الآن بين البحر و المدن
اللقيطة
ساحلا
أو برتقالا ـ
كلّ شيء ينتهي من أجل هذا العرس..
مرحلة بأكملها..زمان ينتهي
هذا هو العرس الفلسطينيّ
لا يصل الحبيب إلي الحبيب
إلأّ شهيدا أو شريدا .
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
80 ـ عائد إلي يافا
هو الآن يرحل عنا
ويسكن يافا
و يعرفها حجرا حجرا
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقّلده..
تقلد موعده الأخضرا .
هو الآن يعلن صورته ـ
و الصنوبر ينمو على مشنقة
هو الآن يعلن قصّته ـ
و الحرائق تنمو على زنبقة
هو الآن يرحل عنا
ليسكن يافا
و نحن بعيدون عنه .
و يافا حقائب منسية في مطار
و نحن بعيدون عنه .
لنا صور في جيوب النساء .
و في صفحات الجرائد،
نعلن قصّتنا كل يوم
لنكسب خصلة ريح وقبلة نار .
و نحن بعيدون عنه،
نهيب به أن يسير إلي حتفه..
نحن نكتب عنه بلاغا فصيحا
و شعرا حديثا
و نمضي..لنطرح أحزاننا في مقاهي الرصيف
و نحتجّ : ليس لنا في المدينة دار .
و نحن بعيدون عنه،
نعانق قاتله في الجنازة،
نسرق من جرحه القطن حتى نلمع
أوسمة الصبر و الانتظار
هو الآن يخرج منا
كما تخرج الأرض من ليلة ماطرة
و ينهمر الدم منه
و ينهمر الحبر منّا .
و ماذا نقول له ؟
ـ تسقط الذاكرة
على خنجر ؟
و المساء بعيد عن الناصرة !
هو الآن يمضي إليه
قنابل أو..برتقاله
و لا يعرف الحدّ بين الجريمة حين تصير حقوقا
و بين العدالة
و ليس يصدّق شيئا
و ليس يكذب شيئا .
هو الآن يمضي..و يتركنا
كي نعارض حينا
و نقبل حينا .
هو الآن يمضي شهيدا
و يتركنا لاجئينا !
و نام
و لم يلتجئ للخيام
و لم يلتجئ للموانئ
و لم يتكلّم
و لم يتعّلم
و ما كان لاجئ
هي الأرض لاجئة في جراحة
و عاد بها .
لا تقولوا : أبانا الذي في السموات
قولوا : أخانا الذي أخذ الأرض منا
و عاد..
هو الآن يعدم
و الآن يسكن يافا
و يعرفها حجرا..حجرا
و لا شيء يشبهه
و الأغاني
تقلّده .
تقلد موعده الأخضرا
لترتفع الآن أذرعة اللاجئين
رياحا..رياحا
لتنشر الآن أسماؤهم
جراحا..جراحا .
لتنفجر الآن أجسادهم
صباحا..صباحا .
لتكتشف الأرض عنوانها
و نكتشف الأرض فينا .

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:29

81 ـ عابر سبيل
بلادي بعيده
تبخر مني ثراها
إلي داخلي .
لا أراها .
وأنت بعيده
أراك
كومضة ورد مفاجئ
وفي جسدي رغبة في الغناء
لكل الموانئ .
وإني أحبّك
لكنني
لا أحبّ الأغاني السريعة
ولا القبل الخاطفة
وأنت تحبّينها
كبّحارة يائس..
أرى عبر زنبقة المائدة
و عبر أناملك الشاردة
أرى البرق يخطف وجهي القديم
إلي شرفة ضائعة
و أنت تحبّينني ـ
قلت ـ
من أجل هذا المساء .
لنرقص إذن،
أنا الماء و الظل
و الظل و الماء لا يعرفان الخيانة
و لا الانكسار
و لا يذكران
و لا ينسيان
و لكن..لماذا ؟
لماذا توقفت الأسطوانة
و من خدش الأسطوانة
لماذا تدور على نفسها :
بلادي بعيده
بلادي
بلادي
بلادي
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
82 ـ عابرون في كلام عابر
ـ 1ـ
أيها المارون بين الكلمات العابرة
احملوا أسماءكم،وانصرفوا
واسرقوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة
وخذوا ما شئتم من صور،كي تعرفوا
إنكم لن تعرفوا
كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء
ـ2ـ
أيها المارون بين الكلمات العابرة
منكم السيف ـ ومنا دمنا
منكم الفولاذ والنار ـ ومنا لحمنا
منكم دبابة أخرى ـ ومنا حجر
منكم قنبلة الغاز ـ ومنا المطر
وعلينا ما عليكم من سماء وهواء
فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا
وادخلوا حفل عشاء راقص..وانصرفوا
وعلينا،نحن،أن نحرس ورد الشهداء
وعلينا،نحن،أن نحيا كما نحن نشاء !
ـ 3ـ
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كالغبار المر،مروا أينما شئتم ولكن
لا تمروا بيننا كالحشرات الطائرة
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا قمح نربيه ونسقيه ندى أجسادنا
ولنا ما ليس يرضيكم هنا :
حجر..أو خجل
فخذوا الماضي،إذا شئتم،إلي سوق التحف
وأعيدوا الهيكل العظمى للهدهد،إن شئتم،
على صحن خزف .
فلنا ما ليس يرضيكم : لنا المستقبل
ولنا في أرضنا ما نعمل
ـ4ـ
أيها المارون بين الكلمات العابرة
كدسوا أوهامكم في حفرة مهجورة،وانصرفوا
وأعيدوا عقرب الوقت إلي شرعية العجل المقدس
أو إلي توقيت موسيقى مسدس !
فلنا ما ليس يرضيكم هنا،فانصرفوا
ولنا ما ليس فيكم،وطن ينزف شعبا ينزف
وطنا يصلح للنسيان أو للذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة
آن أن تنصرفوا
وتقيموا أينما شئتم،ولكن لا تموتوا بيننا
فلنا في أرضنا ما نعمل
ولنا الماضي هنا
ولنا صوت الحياة الأول
ولنا الحاضر،والحاضر،والمستقبل
ولنا الدنيا هنا..والآخرة
فاخرجوا من أرضنا
من برنا..من بحرنا
من قمحنا..من ملحنا..من جرحنا
من كل شيء،واخرجوا
من ذكريات الذاكرة
أيها المارون بين الكلمات العابرة !
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
83 ـ عازف الجيتار المتجول
كان رسّاما،
ولكن الصّور
عادة،
لا تفتح الأبواب
لا تكسرها..
لا تردّ الحوت عن وجه القمر .
( يا صديقي،أيّها الجيتار
خذني..
للشبابيك البعيدة )
شاعرا كان،
ولكن القصيدة
يبست في الذاكرة
عندما شاهد يافا
فوق سطح الباخرة
( يا صديقي،أيّها الجيتار
خذني..
للعيون العسلية )
كان جنديّا،
ولكن شظية
طحنت ركبته اليسري
فأعطوه هديّه :
رتبة أخرى
ورجلا خشبية !..
( يا صديقي،أيّها الجيتار
خذني..
للبلاد النائمة )
عازف الجيتار يأتي
في الليالي القادمة
عندما ينصرف الناس إلي جمع تواقيع الجنود
عازف الجيتار يأتي
من مكان لا نراه
عندما يحتفل الناس بميلاد الشهود
عازف الجيتار يأتي
عاريا،أو بثياب داخليّه .
عازف الجيتار يأتي
وأنا كدت أراه
وأشمّ الدم في أوتاره
وأنا كدت أراه
سائرا في كل شارع
كدت أن أسمعه
صارخا ملء الزوابع
حدّقوا :
تلك رجل خشبية
واسمعوا :
تلك موسيقى اللحوم البشرية

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:30

84 ـ عاشق من فلسطين
عيونك شوكة في القلب
توجعني..و أعبدها
و أحميها من الريح
و أغمدها وراء الليل و الأوجاع..أغمدها
فيشعل جرحها ضوء المصابيح
و يجعل حاضري غدها
أعزّ عليّ من روحي
و أنسى،بعد حين،في لقاء العين بالعين
بأنّا مرة كنّا وراء،الباب،اثنين !
كلامك كان أغنية
و كنت أحاول الإنشاد
و لكن الشقاء أحاط بالشفقة الربيعيّة
كلامك..كالسنونو طار من بيتي
فهاجر باب منزلنا،و عتبتنا الخريفيّة
وراءك،حيث شاء الشوق..
و انكسرت مرايانا
فصار الحزن ألفين
و لملمنا شظايا الصوت !
لم نتقن سوى مرثية الوطن
سننزعها معا في صدر جيتار
وفق سطوح نكبتنا،سنعزفها
لأقمار مشوهّة..و أحجار
و لكنيّ نسيت..نسيت يا مجهولة الصوت :
رحيلك أصداء الجيتار..أم صمتي ؟ !
رأيتك أمس في الميناء
مسافرة بلا أهل..بلا زاد
ركضت إليك كالأيتام،
أسأل حكمة الأجداد :
لماذا تسحب البيّارة الخضراء
إلي سجن،إلي منفى،إلي ميناء
و تبقى رغم رحلتها
و رغم روائح الأملاح و الأشواق،
تبقى دائما خضراء ؟
و أكتب في مفكرتي :
أحبّ البرتقال . و أكره الميناء
و أردف في مفكرتي :
على الميناء
وقفت .و كانت الدنيا عيون الشتاء
و قشرة البرتقال لنا . و خلفي كانت الصحراء !
رأيتك في جبال الشوك
راعية بلا أغنام
مطاردة،و في الأطلال..
و كنت حديقتي،و أنا غريب الدّار
أدقّ الباب يا قلبي
على قلبي..
يقوم الباب و الشبّاك و الإسمنت و الأحجار !
رأيتك في خوابي الماء و القمح
محطّمة .رأيتك في مقاهي الليل خادمة
رأيتك في شعاع الدمع و الجرح .
و أنت الرئة الأخرى بصدري..
أنت أنت الصوت في شفتي..
و أنت الماء،أنت النار !
رأيتك عند باب الكهف..عند الدار
معلّقة على حبل الغسيل ثياب أيتامك
رأيتك في المواقد..في الشوارع..
في الزرائب..في دم الشمس
رأيتك في أغاني اليتم و البؤس !
رأيتك ملء ملح البحر و الرمل
و كنت جميلة كالأرض..كالأطفال..كالفلّ
و أقسم :
من رموش العين سوف أخيط منديلا
و أنقش فوقه لعينيك
و اسما حين أسقيه فؤادا ذاب ترتيلا..
يمدّ عرائش الأيك..
سأكتب جملة أغلى من الشهداء و القبّل :
"فلسطينية كانت..و لم تزل !"
فتحت الباب و الشباك في ليل الأعاصير
على قمر تصلّب في ليالينا
وقلت لليلتي : دوري !
وراء الليل و السور..
فلي وعد مع الكلمات و النور..
و أنت حديقتي العذراء..
ما دامت أغانينا
سيوفا حين نشرعها
و أنت وفية كالقمح..
ما دامت أغانينا
سمادا حين نزرعها
و أنت كنخلة في البال،
ما انكسرت لعاصفة و حطّاب
وما جزّت ضفائرها
وحوش البيد و الغاب..
و لكني أنا المنفيّ خلف السور و الباب
خذني تحت عينيك
خذيني،أينما كنت
خذيني،كيفما كنت
أردّ إلي لون الوجه و البدن
وضوء القلب و العين
و ملح الخبز و اللحن
و طعم الأرض و الوطن !
خذيني تحت عينيك
خذيني لوحة زيتّية في كوخ حسرات
خذيني آية من سفر مأساتي
خذيني لعبة..حجرا من البيت
ليذكر جيلنا الآتي
مساربه إلي البيت !
فلسطينية العينين و الوشم
فلسطينية الاسم
فلسطينية الأحلام و الهم
فلسطينية المنديل و القدمين و الجسم
فلسطينية الكلمات و الصمت
فلسطينية الصوت
فلسطينية الميلاد و الموت
حملتك في دفاتري القديمة
نار أشعاري
حملتك زاد أسفاري
و باسمك صحت في الوديان :
خيول الروم ! أعرفها
و إن يتبدل الميدان !
خذوا حذّرا..
من البرق الذي صكّته أغنيتي على الصوّان
أنا زين الشباب،و فارس الفرسان
أنا . و محطّم الأوثان .
حدود الشام أزرعها
قصائد تطلق العقبان !
و باسمك،صحت بالأعداء :
كلى لحمي إذا ما نمت يا ديدان
فبيض النمل لا يلد النسور..
و بيضة الأفعى..
يخبئ قشرها ثعبان !
خيول الروم..أعرفها
و أعرف قبلها أني
أنا زين الشباب،و فارس الفرسان
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
85 ـ العصافير تموت في الجليل
نلتقي بعد قليل
بعد عام
بعد عامين
وجيل..
ورمت في آلة التصوير
عشرون حديقة
و عصافير الجليل
و مضت تبحث،خلف البحر،
عن معنى جديد للحقيقة
ـ وطني حبل غسيل
لمناديل الدم المسفوك
في كل دقيقة و تمددت على الشاطئ
رملا..و نخيل .
هيّ لا تعرف ـ
يا ريتا ! و هبناك أنا و الموت
سرّ الفرح الذابل في باب الجمارك
و تجدّدنا،أنا و الموت،
في جبهتك الأولى
و في شبّاك دارك
و أنا و الموت وجهان ـ
لماذا تهربين الآن من وجهي
لماذا تهربين ؟
و لماذا تهربين الآن تماما
يجعل القمح رموش الأرض،مما
يجعل البركان وجها آخرا للياسمين ؟..
و لماذا تهربين ؟..
كان لا يتعبني في الليل إلاّ صمتها
حين يمتدّ أمام الباب
كالشارع..كالحيّ القديم
ليكن ما شئت ـ يا ريتا ـ
يكون الصمت فأسا
أو براويز نجوم
أو مناخا لمخاض الشجرة .
إنني أرتشف القبلة
من حدّ السكاكين،
تعالي ننتمي للمجزرة !..
سقطت كالورق الزائد
أسراب العصافير
بآبار الزمن..
و أنا أنتشل الأجنحة الزرقاء
يا ريتا،
أنا شاهدة القبر الذي يكبر
يا ريتا
أنا من تحفر الأغلال
في جلدي
شكلا للوطن..

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
الوتر الحزين
شخصيات هامة
شخصيات هامة
الوتر الحزين

ذكر
العمر : 57
عدد الرسائل : 18803
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 210
بلد الإقامة : مصر
احترام القوانين : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 111010
العمل : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Unknow10
الحالة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Yragb11
نقاط : 32615
ترشيحات : 121
الأوســــــــــمة : أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 112

أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش   أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 I_icon_minitime16/9/2009, 03:31

86 ـ علي غلاف أسطورة
ينام المغنّي على أسطوانة
يخبئ أقماره في الخزانة
و ينسى زمانه
و ينسى مكانه
و يحلم خارج أرض اللغات
و كان مغنّيك يحترف الابتسام
و يؤمن بالسيف
إن كان غمد السيوف عقيدة
و يحتقر الحبّ،
إن كان مسألة في قصيدة
و كان ربابة كل الخيام .
أراد مرايا جديدة
فلم يجد الصورة المقنعة
أراد ميادين واسعة
فتاهت بها الزوبعة .
وحن إلي قيده
كي يفّر من الظلّ و القبّعة
دعيه يقل ما لديه
من الصمت و التجربة
لقد صدئت شمسه المتعبة
و نام على أسطوانة
و خبأ أقماره في خزانه .
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
87 ـ عن الأمنيات
لا تقل لي :
ليتنى بائع خبز في الجزائر
لأغني مع ثائر !
لا تقل لي :
ليتني داعي مواش في اليمن
لأغني لانتفاضات الزمن !
لا تقل لي :
ليتني عامل مقهى في هفانا
لأغني لانتصارات الحزانى !
لا تقل لي :
ليتني أعمل في أسوان حمّالا صغير
لأغنّي للصخور
*
يا صديقي !
لن يصب النيل في الفولغا
و لا الكونغو،و لا الأردن،في نهر الفرات !
كل نهر،و له نبع..و مجرى..و حياة !
يا صديقي !..أرضنا ليست بعاقر
كل أرض،و لها ميلادها
كل فجر،و له موعد ثائر !
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش - صفحة 4 008
88 ـ عن الشعر
ـ 1 ـ
أمس غنينا لنجم فوق غيمة
و انغمسنا في البكاء
أمس عاتبنا الدوالي و القمر
و الليالي و القدر
و توددنا النساء
دقّت الساعة و الخيام يسكر
و على وقع أغانيه المخدر
قد ظللنا بؤساء
يا رفاقي الشعراء
نحن في دنيا جديدة
مات ما فات فمن يكتب قصيدة
في زمان الريح و الذرة
يخلق أنبياء
ـ 2 ـ
قصائدنا بلا لون
بلا طعم بلا صوت
إذا لم تحمل المصباح من بيت إلي بيت
و إن لم يفهم البسطا معانيها
فأولى أن نذريها
و نخلد نحن للصمت
ـ 3 ـ
لو كانت هذي الأشعار
أزميلا في قبضة كادح
قنبلة في كف مكافح
لو كانت هذي الأشعار
لو كانت هذي الكلمات
محراثا بين يدي فلاح
و قميصا أو بابا أو مفتاح
لو كانت هذي الكلمات
أحد الشعراء يقول
لو سرت أشعاري خلاني
و أغاظت أعدائي
فأنا شاعر
و أنا سأقول

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alalamy1.yoo7.com
 
أعمال الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش
استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 7انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5, 6, 7  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» صبرا وشاتيلا الشاعر محمود درويش
» صلاح فضل يتتبع سيرة الشاعر محمود درويش
» وعاد فى كفن..محمود درويش
»  أمسيه محمود درويش في حيفا
» الشاعر الكبير حسن الغالبي علي كرسي الأعلامي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الشاعر عبد القوى الأعلامى :: المنتديات الأدبية :: المنتديات الأدبية :: منتدى الشعر الحداثي-
انتقل الى: